وصف الرئيس اللبناني ميشال سليمان محادثاته مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بالمعمقة والمفيدة حول مجمل القضايا الثنائية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك تم خلالها استعراض واقع العلاقات الثنائية وسبل تطويرها وتعزيزها في مختلف المجالات من دولة إلى دولة بما يخدم المصلحة المشتركة لشعبي البلدين الصديقين ومقتضيات المرحلة الراهنة مع ما تحمله من مخاطر وتحديات.

وأكد سليمان خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيراني في بيروت عقب محادثات أجراها الرئيسان في قصر بعبدا حرص لبنان على استمرار العمل لإرغام إسرائيل على الانسحاب الكامل وغير المشروط من جميع الأراضي اللبنانية المحتلة مع احتفاظ لبنان بحقه في تحرير هذه الأراضي بجميع الطرق المتاحة والمشروعة بالتزامن مع السعي للتوافق على استراتيجية وطنية لحماية لبنان والدفاع عن أرضه وثرواته الطبيعية.

وثمن سليمان لإيران وقوفها الدائم إلى جانب لبنان في وجه الاعتداءات الإسرائيلية والتهديدات المتمادية وبخاصة الدعم الذي قدمته في مجال إعادة الإعمار إثر العدوان الإسرائيلي على لبنان في تموز 2006 والذي تمكن لبنان من التصدي له ودحره بفضل تضامن جيشه ومقاومته وشعبه وقال إن اللبنانيين يرحبون بزيارة أحمدي نجاد ونتطلع إلى علاقات وثيقة وجيدة ومميزة بين البلدين .

وقال سليمان: إن من حق الدول الاستخدام السلمي للطاقة النووية في إطار المعايير والمرجعيات القانونية مشيرا إلى حق إيران في هذا المجال وضرورة مقاربة موضوع برنامجها النووي السلمي عن طريق الحوار الهادئ بعيدا عن أي عنف أو تهديد.

وأشار سليمان إلى أنه تم التوقيع على مجموعة من الاتفاقات ومذكرات التفاهم في المجالات الاقتصادية والتجارية والتقنية ولاسيما في مجال الزراعة والاتصالات والصحة والبيئة والتعليم والسياحة والرياضة والطاقة والمياه لافتا إلى أن باقي الاتفاقات هي قيد المتابعة الحثيثة لتوقيعها في أقرب وقت ممكن.

وشدد سليمان على ضرورة العمل على تكثيف الجهود الهادفة لتعزيز فرص الاستثمار وزيادة حجم التبادل التجاري والثقافي بين البلدين وتوسيع آفاق التعاون في مختلف القطاعات مشيرا إلى أن هناك أمورا تساعد لبنان على التصدي للاحتلال الاسرائيلي وهي.. الحفاظ على الوحدة الوطنية ومساعدة لبنان ليحافظ على صيغة عيشه المشترك والتنمية الإقتصادية والإنماء وهذا أمر ملح لتمكن الشعب اللبناني من الصمود وخاصة أن التهديدات الإسرائيلية تعتبر بمثابة اعتداء على الاقتصاد اللبناني كالاعتداء على الكرامة اللبنانية لأنها تجعل المستثمرين يبتعدون ويهربون من لبنان معبرا عن أمله في ان الزيارة ستثمر كثيرا على البلدين.

بدوره أشار الرئيس الإيراني إلى ان صمود المقاومة والجيش اللبناني في وجه العدوان الإسرائيلي جعل للبنان مكانة متميزة حيث غير المعادلات في المنطقة لصالح شعوبها واصفا المباحثات مع سليمان بأنها إيجابية وبناءة للغاية .

وأضاف أحمدي نجاد: إن هذه الزيارة والاتفاقيات أوجدت فضاء جديدا بناء على المستوى الثنائي لخوض المجالات المستقبلية بكل عزم وإرادة .

وأكد الرئيس الإيراني معارضته لكل الاعتداءات والخروقات التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي وقال:إن الاعتقاد المشترك الذي نصبو إليه نحن ولبنان هو حل القضية الفلسطينية وضمان عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم المحتل كما لا بد من أن تتحرر كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأضاف أحمدي نجاد: طالما أن الروحية العدوانية الإسرائيلية قائمة فان منطقتنا لن تشهد الاستقرار وقال اننا ندعم لبنان كاملا وندعم كفاحه في مواجهته للاعتداءات الإسرائيلية ونطالب بكل جد وإصرار على تحرير كل الأراضي المحتلة في لبنان وسورية وفلسطين.

وأضاف أحمدي نجاد: إننا نريد لبنان متحدا واحدا متطورا وقويا ونقف بكل صمود إلى جانب الحكومة والشعب اللبناني حتى تحقيق كامل أهداف الشعب اللبناني كما نطالب بمنطقة ملؤها الهدوء والأمن والاستقرار والتنمية وعلاقات صداقة مع كافة الدول الأخرى.

وأكد أحمدي نجاد أن الشعب اللبناني وكافة الشعوب الأخرى في المنطقة ليست بحاجة للتدخلات الخارجية وهي قادرة على إدارة أمورها بنفسها وإرساء علاقات عادلة بين دولها على أساس من العدالة .

سليمان: لبنان يقدر لإيران وقوفها الدائم إلى جانب قضاياه العادلة

وفي كلمة له خلال حفل الغداء التكريمي للرئيس أحمدي نجاد في قصر بعبدا قال الرئيس سليمان إن لبنان يقدر لإيران وقوفها الدائم إلى جانبه وإلى جانب قضاياه العادلة في مواجهة الاعتداءات والتهديدات الإسرائيلية المتمادية ودعمها له في مجال إعادة الاعمار إثر عدوان تموز عام2006والذي مكن لبنان من التصدي له ودحره لافتا إلى ان لبنان تمكن من التصدي للعدوان بفضل تضامن جيشه ومقاومته وشعبه ومجمل قدراته الوطنية الرادعة والتي تعمل الدولة اللبنانية على تعزيزها ووضعها في خدمة إستراتيجية دفاعية وطنية شاملة.

وأضاف سليمان: إنه في الوقت الذي يسعى فيه لبنان لإرغام العدو الإسرائيلي على تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم1701في جميع مندرجاته فإنه يحتفظ بحقه في تحرير هذه الأراضي في مزارع شبعا اللبنانية وتلال كفر شوبا والجزء الشمالي من قرية الغجر بجميع الطرق المتاحة والمشروعة ونبقى مع ذلك في غاية التنبه إلى خطورة الدسائس الإسرائيلية والمؤامرات الهادفة لإضعاف لبنان وزرع الفتنة بين أبنائه وزعزعة الاستقرار فيه بعيدا عن نهج التهدئة والحوار.

وأكد سليمان ان تحسين القدرات يتم عن طريق التمسك بالثوابت والوحدة الوطنية والمؤسسات الشرعية وأسس العيش المشترك والوفاق الوطني التي قام عليها لبنان منذ إنشائه. وأعرب سليمان عن امله ان ياخذ التعاون بين البلدين بعدا إضافيا في مجالات أخرى إلى جانب التعاون السياسي مشيرا إلى انه تم توقيع مجموعة كبيرة من الاتفاقات ومذكرات التفاهم في مجالات مختلفة مثمنا استعداد الرئيس الايراني لتوسيع آفاق هذا التعاون إلى شتى القطاعات.

وأشار سليمان إلى أن محادثاتنا ساهمت إلى حد كبير في تعزيز علاقات التعاون والصداقة القائمة بين بلدينا وشعبينا.

أحمدي نجاد: لبنان متطور وعزيز يكون لصالح كافة دول المنطقة

بدوره قال الرئيس أحمدي نجاد إن علاقات الصداقة التي تربط إيران مع لبنان هي علاقات تاريخية متجددة منذ القديم وخصوصا في المجال الثقافي المتميز.

واعتبر الرئيس الايراني ان مذكرات التفاهم والاتفاقيات التي وقعت تدل على الإرادة السياسية للبلدين في تعميق وتنمية العلاقات بينهما وقال ننظر إلى المواقف السياسية المشتركة وإلى الاستقلال وحرية الفكر بأنها جهود تبذل حاليا من أجل التطور والتعاون المادي والمعنوي والتواجد في هذه المنطقة بفرصها وتحدياتها المشتركة والتي تواجه بلدينا ما يعزز التواصل بينهما.

واضاف أحمدي نجاد ان للبنان دورا هاما في معادلات التنمية والسلام والاستقرار على صعيد المنطقة وليس بمقدور أحد أن ينكر هذا الدور كما مقاومته التاريخية أمام الاعتداءات الاجنبية قد غيرت الفكر السياسي لشعوب هذه المنطقة وأحيت روح الصمود وقال ان لبنان متطورا وعزيزا يكون لصالح كافة دول المنطقة ويكون لصالح السلام والأمن والاستقرار في العالم.

وأكد أحمدي نجاد أن الشعب الايراني والحكومة الايرانية اللذين وقفا إلى جانب الشعب والحكومة اللبنانية سيستمران على هذا الأساس.

وكان جرى للرئيس الإيراني استقبال شعبي كبير لدى وصوله إلى مطار بيروت الدولي صباح أمس حيث اصطف المتجمهرون على جانبي الطريق التي سلكها الرئيس أحمدي نجاد وسط هتاف وترحيب كبيرين .

وقال الرئيس أحمدي نجاد قبيل مغادرته طهران إن لبنان بلد مهم في المنطقة ورمز للمقاومة في مواجهة قوى الغطرسة وهو يلعب دورا فعالا في هذا المجال.

وأضاف أحمدي نجاد إن زيارته للبنان تهدف إلى تنمية العلاقات السياسية وتعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي والثقافي بين البلدين بالإضافة إلى بحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك مع المسؤولين اللبنانيين.

وفي كلمة ألقاها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد خلال الاستقبال الشعبي أكد أن لبنان هو مدرسة المقاومة والصمود وراية العزة والاستقلال.

وأشار الرئيس أحمدي نجاد إلى أن الخسائر التي مني بها العدو الإسرائيلي على يد المقاومة في عدوانه على لبنان عام 2006 وملحمة أهل غزة ومقاومتهم طوال 22 يوما بينت ضعف الكيان الإسرائيلي وهزالته وأنه وصل إلى حائط مسدود.

وأكد الرئيس أحمدي نجاد إن قتل الرجال والنساء والأطفال العزل في فلسطين واستخدام الأسلحة المحظورة وهدم المنازل والمزارع وقطع الماء والغذاء والدواء عن أهل غزة والاغتيالات المعلنة سلفا ومهاجمة المدنيين وقوافل المساعدات في المياه الدولية وتهديد دول المنطقة وشعوبها وارتكاب جرائم الحرب في لبنان وفلسطين كل هذه الفظائع تحولت إلى أمور عادية وإلى خبز يومي بالنسبة إلى هؤلاء الصهاينة.

وأشار الرئيس الإيراني إلى الأسرى الفلسطينيين القابعين في سجون الاحتلال وقال إن صوت دعاة حقوق الإنسان في الدفاع عن آلاف الأسرى الفلسطينيين في السجون والمعتقلات لا يسمع.. محملا الكيان الصهيوني مسؤولية سلامتهم.

وقال الرئيس أحمدي نجاد إن الإسرائيليين يتحدثون عن السلام في الوقت الذي يستمرون فيه بالتوسع والاعتداء والاحتلال ولا يلتزمون بأي من القرارات الدولية.

ورأى الرئيس الإيراني إن وجود الكيان الصهيوني بأي شكل من الأشكال ولو على شبر واحد من الأراضي الفلسطينية هو بمثابة إعطاء فرصة للاحتلال والإجرام.

وأكد الرئيس أحمدي نجاد أن الدولة اليهودية تعني دولة عنصرية وتشريد أكثر من مليون ونصف المليون إنسان من السكان الأصليين للأراضي الفلسطينية المحتلة.

وقال الرئيس الإيراني: إن السبيل الوحيد لحل القضية الفلسطينية ولإرساء سلام راسخ في المنطقة هو الاعتراف للشعب الفلسطيني بحقوقه وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم.

وقال الرئيس الإيراني: إن عالمنا يقف اليوم على عتبة تغيير كبير بدأت ملامحه من منطقتنا مشيرا إلى أن المتغطرسين لا يرضون بأقل من تطويع المنطقة والعالم لإرادتهم ولطالما وضعوا الآخرين موضع المقصر والمدين ويضعون أنفسهم في موقع المحاسب والدائن.

وأضاف الرئيس أحمدي نجاد: إن كرامة الشعوب وثرواته ومقدراتها وثقافتها لا تتمتع بأي حرمة لدى هؤلاء ومن وجهة نظرهم كل من ينشد العدالة يعتبر عدوا مشيرا إلى أن المستعمرين منوا بهزيمة نكراء أمام إرادة الشعوب.

وأشار الرئيس الإيراني إلى أن بعض القوى حاولت إيجاد الخلافات في منطقتنا حيث أن يد الغدر امتدت إلى رفيق الحريري رئيس الوزراء اللبناني الأسبق ليتم بعد ذلك توجيه التهم سعيا لذرع بذور الفتنة والتشرذم لافتا إلى أن هذه القوى تريد الإيقاع بين شعوب عاشت مع بعضها مئات السنين بمحبة وسلام.

تابع الرئيس أحمدي نجاد: إنهم يريدون إلحاق الأذى بالعلاقات الأخوية بين الشعوب كالعلاقة الموجودة بين الشعبين السوري واللبناني مشيرا إلى إن القوى العدوانية لا تريد لأي من شعوب هذه المنطقة أن يكون قويا مستقلا ومتطورا.

وبالنسبة لما يحصل في أفغانستان والعراق قال الرئيس الإيراني: عندما ننظر إلى أبعاد ما قام به المحتلون في أفغانستان والعراق ندرك جيدا أن هدفهم لم يكن كشف ومحاسبة العناصر المحتملة والمدعى أنها نفذت أحداث الحادي عشر من أيلول بل كانت هذه الحوادث ذريعة فقط للوجود في المنطقة ومتابعة الأهداف الاستعمارية بعينها لافتا إلى أن أفضل مخرج للمحتل هو ترك المنطقة والاعتذار من الشعوب وتعويض الخسائر.

وختم الرئيس أحمدي نجاد كلمته بالقول سنبقى دوما مع لبنان في السراء والضراء وخلال اللقاءات والتفاهمات مع المسؤولين اللبنانيين وضعنا قواعد صلبة لتطوير مطرد للعلاقات الأخوية في مجالات عدة وقد اتفقنا على التعاون في مجالات الطاقة والعلوم والتكنولوجيا والصحة والعلاج والزراعة والصناعة والثقافة والسياحة ولا شك في أن تطبيق هذه الاتفاقيات سيعود بالخير على الشعبين وعلى المنطقة بشكل عام.
  • فريق ماسة
  • 2010-10-13
  • 12106
  • من الأرشيف

الرئيس سليمان و نجاد :التأكيد على تعزيز علاقات التعاون والصداقة بين البلدين والشعبين

وصف الرئيس اللبناني ميشال سليمان محادثاته مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بالمعمقة والمفيدة حول مجمل القضايا الثنائية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك تم خلالها استعراض واقع العلاقات الثنائية وسبل تطويرها وتعزيزها في مختلف المجالات من دولة إلى دولة بما يخدم المصلحة المشتركة لشعبي البلدين الصديقين ومقتضيات المرحلة الراهنة مع ما تحمله من مخاطر وتحديات. وأكد سليمان خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيراني في بيروت عقب محادثات أجراها الرئيسان في قصر بعبدا حرص لبنان على استمرار العمل لإرغام إسرائيل على الانسحاب الكامل وغير المشروط من جميع الأراضي اللبنانية المحتلة مع احتفاظ لبنان بحقه في تحرير هذه الأراضي بجميع الطرق المتاحة والمشروعة بالتزامن مع السعي للتوافق على استراتيجية وطنية لحماية لبنان والدفاع عن أرضه وثرواته الطبيعية. وثمن سليمان لإيران وقوفها الدائم إلى جانب لبنان في وجه الاعتداءات الإسرائيلية والتهديدات المتمادية وبخاصة الدعم الذي قدمته في مجال إعادة الإعمار إثر العدوان الإسرائيلي على لبنان في تموز 2006 والذي تمكن لبنان من التصدي له ودحره بفضل تضامن جيشه ومقاومته وشعبه وقال إن اللبنانيين يرحبون بزيارة أحمدي نجاد ونتطلع إلى علاقات وثيقة وجيدة ومميزة بين البلدين . وقال سليمان: إن من حق الدول الاستخدام السلمي للطاقة النووية في إطار المعايير والمرجعيات القانونية مشيرا إلى حق إيران في هذا المجال وضرورة مقاربة موضوع برنامجها النووي السلمي عن طريق الحوار الهادئ بعيدا عن أي عنف أو تهديد. وأشار سليمان إلى أنه تم التوقيع على مجموعة من الاتفاقات ومذكرات التفاهم في المجالات الاقتصادية والتجارية والتقنية ولاسيما في مجال الزراعة والاتصالات والصحة والبيئة والتعليم والسياحة والرياضة والطاقة والمياه لافتا إلى أن باقي الاتفاقات هي قيد المتابعة الحثيثة لتوقيعها في أقرب وقت ممكن. وشدد سليمان على ضرورة العمل على تكثيف الجهود الهادفة لتعزيز فرص الاستثمار وزيادة حجم التبادل التجاري والثقافي بين البلدين وتوسيع آفاق التعاون في مختلف القطاعات مشيرا إلى أن هناك أمورا تساعد لبنان على التصدي للاحتلال الاسرائيلي وهي.. الحفاظ على الوحدة الوطنية ومساعدة لبنان ليحافظ على صيغة عيشه المشترك والتنمية الإقتصادية والإنماء وهذا أمر ملح لتمكن الشعب اللبناني من الصمود وخاصة أن التهديدات الإسرائيلية تعتبر بمثابة اعتداء على الاقتصاد اللبناني كالاعتداء على الكرامة اللبنانية لأنها تجعل المستثمرين يبتعدون ويهربون من لبنان معبرا عن أمله في ان الزيارة ستثمر كثيرا على البلدين. بدوره أشار الرئيس الإيراني إلى ان صمود المقاومة والجيش اللبناني في وجه العدوان الإسرائيلي جعل للبنان مكانة متميزة حيث غير المعادلات في المنطقة لصالح شعوبها واصفا المباحثات مع سليمان بأنها إيجابية وبناءة للغاية . وأضاف أحمدي نجاد: إن هذه الزيارة والاتفاقيات أوجدت فضاء جديدا بناء على المستوى الثنائي لخوض المجالات المستقبلية بكل عزم وإرادة . وأكد الرئيس الإيراني معارضته لكل الاعتداءات والخروقات التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي وقال:إن الاعتقاد المشترك الذي نصبو إليه نحن ولبنان هو حل القضية الفلسطينية وضمان عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم المحتل كما لا بد من أن تتحرر كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة. وأضاف أحمدي نجاد: طالما أن الروحية العدوانية الإسرائيلية قائمة فان منطقتنا لن تشهد الاستقرار وقال اننا ندعم لبنان كاملا وندعم كفاحه في مواجهته للاعتداءات الإسرائيلية ونطالب بكل جد وإصرار على تحرير كل الأراضي المحتلة في لبنان وسورية وفلسطين. وأضاف أحمدي نجاد: إننا نريد لبنان متحدا واحدا متطورا وقويا ونقف بكل صمود إلى جانب الحكومة والشعب اللبناني حتى تحقيق كامل أهداف الشعب اللبناني كما نطالب بمنطقة ملؤها الهدوء والأمن والاستقرار والتنمية وعلاقات صداقة مع كافة الدول الأخرى. وأكد أحمدي نجاد أن الشعب اللبناني وكافة الشعوب الأخرى في المنطقة ليست بحاجة للتدخلات الخارجية وهي قادرة على إدارة أمورها بنفسها وإرساء علاقات عادلة بين دولها على أساس من العدالة . سليمان: لبنان يقدر لإيران وقوفها الدائم إلى جانب قضاياه العادلة وفي كلمة له خلال حفل الغداء التكريمي للرئيس أحمدي نجاد في قصر بعبدا قال الرئيس سليمان إن لبنان يقدر لإيران وقوفها الدائم إلى جانبه وإلى جانب قضاياه العادلة في مواجهة الاعتداءات والتهديدات الإسرائيلية المتمادية ودعمها له في مجال إعادة الاعمار إثر عدوان تموز عام2006والذي مكن لبنان من التصدي له ودحره لافتا إلى ان لبنان تمكن من التصدي للعدوان بفضل تضامن جيشه ومقاومته وشعبه ومجمل قدراته الوطنية الرادعة والتي تعمل الدولة اللبنانية على تعزيزها ووضعها في خدمة إستراتيجية دفاعية وطنية شاملة. وأضاف سليمان: إنه في الوقت الذي يسعى فيه لبنان لإرغام العدو الإسرائيلي على تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم1701في جميع مندرجاته فإنه يحتفظ بحقه في تحرير هذه الأراضي في مزارع شبعا اللبنانية وتلال كفر شوبا والجزء الشمالي من قرية الغجر بجميع الطرق المتاحة والمشروعة ونبقى مع ذلك في غاية التنبه إلى خطورة الدسائس الإسرائيلية والمؤامرات الهادفة لإضعاف لبنان وزرع الفتنة بين أبنائه وزعزعة الاستقرار فيه بعيدا عن نهج التهدئة والحوار. وأكد سليمان ان تحسين القدرات يتم عن طريق التمسك بالثوابت والوحدة الوطنية والمؤسسات الشرعية وأسس العيش المشترك والوفاق الوطني التي قام عليها لبنان منذ إنشائه. وأعرب سليمان عن امله ان ياخذ التعاون بين البلدين بعدا إضافيا في مجالات أخرى إلى جانب التعاون السياسي مشيرا إلى انه تم توقيع مجموعة كبيرة من الاتفاقات ومذكرات التفاهم في مجالات مختلفة مثمنا استعداد الرئيس الايراني لتوسيع آفاق هذا التعاون إلى شتى القطاعات. وأشار سليمان إلى أن محادثاتنا ساهمت إلى حد كبير في تعزيز علاقات التعاون والصداقة القائمة بين بلدينا وشعبينا. أحمدي نجاد: لبنان متطور وعزيز يكون لصالح كافة دول المنطقة بدوره قال الرئيس أحمدي نجاد إن علاقات الصداقة التي تربط إيران مع لبنان هي علاقات تاريخية متجددة منذ القديم وخصوصا في المجال الثقافي المتميز. واعتبر الرئيس الايراني ان مذكرات التفاهم والاتفاقيات التي وقعت تدل على الإرادة السياسية للبلدين في تعميق وتنمية العلاقات بينهما وقال ننظر إلى المواقف السياسية المشتركة وإلى الاستقلال وحرية الفكر بأنها جهود تبذل حاليا من أجل التطور والتعاون المادي والمعنوي والتواجد في هذه المنطقة بفرصها وتحدياتها المشتركة والتي تواجه بلدينا ما يعزز التواصل بينهما. واضاف أحمدي نجاد ان للبنان دورا هاما في معادلات التنمية والسلام والاستقرار على صعيد المنطقة وليس بمقدور أحد أن ينكر هذا الدور كما مقاومته التاريخية أمام الاعتداءات الاجنبية قد غيرت الفكر السياسي لشعوب هذه المنطقة وأحيت روح الصمود وقال ان لبنان متطورا وعزيزا يكون لصالح كافة دول المنطقة ويكون لصالح السلام والأمن والاستقرار في العالم. وأكد أحمدي نجاد أن الشعب الايراني والحكومة الايرانية اللذين وقفا إلى جانب الشعب والحكومة اللبنانية سيستمران على هذا الأساس. وكان جرى للرئيس الإيراني استقبال شعبي كبير لدى وصوله إلى مطار بيروت الدولي صباح أمس حيث اصطف المتجمهرون على جانبي الطريق التي سلكها الرئيس أحمدي نجاد وسط هتاف وترحيب كبيرين . وقال الرئيس أحمدي نجاد قبيل مغادرته طهران إن لبنان بلد مهم في المنطقة ورمز للمقاومة في مواجهة قوى الغطرسة وهو يلعب دورا فعالا في هذا المجال. وأضاف أحمدي نجاد إن زيارته للبنان تهدف إلى تنمية العلاقات السياسية وتعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي والثقافي بين البلدين بالإضافة إلى بحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك مع المسؤولين اللبنانيين. وفي كلمة ألقاها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد خلال الاستقبال الشعبي أكد أن لبنان هو مدرسة المقاومة والصمود وراية العزة والاستقلال. وأشار الرئيس أحمدي نجاد إلى أن الخسائر التي مني بها العدو الإسرائيلي على يد المقاومة في عدوانه على لبنان عام 2006 وملحمة أهل غزة ومقاومتهم طوال 22 يوما بينت ضعف الكيان الإسرائيلي وهزالته وأنه وصل إلى حائط مسدود. وأكد الرئيس أحمدي نجاد إن قتل الرجال والنساء والأطفال العزل في فلسطين واستخدام الأسلحة المحظورة وهدم المنازل والمزارع وقطع الماء والغذاء والدواء عن أهل غزة والاغتيالات المعلنة سلفا ومهاجمة المدنيين وقوافل المساعدات في المياه الدولية وتهديد دول المنطقة وشعوبها وارتكاب جرائم الحرب في لبنان وفلسطين كل هذه الفظائع تحولت إلى أمور عادية وإلى خبز يومي بالنسبة إلى هؤلاء الصهاينة. وأشار الرئيس الإيراني إلى الأسرى الفلسطينيين القابعين في سجون الاحتلال وقال إن صوت دعاة حقوق الإنسان في الدفاع عن آلاف الأسرى الفلسطينيين في السجون والمعتقلات لا يسمع.. محملا الكيان الصهيوني مسؤولية سلامتهم. وقال الرئيس أحمدي نجاد إن الإسرائيليين يتحدثون عن السلام في الوقت الذي يستمرون فيه بالتوسع والاعتداء والاحتلال ولا يلتزمون بأي من القرارات الدولية. ورأى الرئيس الإيراني إن وجود الكيان الصهيوني بأي شكل من الأشكال ولو على شبر واحد من الأراضي الفلسطينية هو بمثابة إعطاء فرصة للاحتلال والإجرام. وأكد الرئيس أحمدي نجاد أن الدولة اليهودية تعني دولة عنصرية وتشريد أكثر من مليون ونصف المليون إنسان من السكان الأصليين للأراضي الفلسطينية المحتلة. وقال الرئيس الإيراني: إن السبيل الوحيد لحل القضية الفلسطينية ولإرساء سلام راسخ في المنطقة هو الاعتراف للشعب الفلسطيني بحقوقه وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم. وقال الرئيس الإيراني: إن عالمنا يقف اليوم على عتبة تغيير كبير بدأت ملامحه من منطقتنا مشيرا إلى أن المتغطرسين لا يرضون بأقل من تطويع المنطقة والعالم لإرادتهم ولطالما وضعوا الآخرين موضع المقصر والمدين ويضعون أنفسهم في موقع المحاسب والدائن. وأضاف الرئيس أحمدي نجاد: إن كرامة الشعوب وثرواته ومقدراتها وثقافتها لا تتمتع بأي حرمة لدى هؤلاء ومن وجهة نظرهم كل من ينشد العدالة يعتبر عدوا مشيرا إلى أن المستعمرين منوا بهزيمة نكراء أمام إرادة الشعوب. وأشار الرئيس الإيراني إلى أن بعض القوى حاولت إيجاد الخلافات في منطقتنا حيث أن يد الغدر امتدت إلى رفيق الحريري رئيس الوزراء اللبناني الأسبق ليتم بعد ذلك توجيه التهم سعيا لذرع بذور الفتنة والتشرذم لافتا إلى أن هذه القوى تريد الإيقاع بين شعوب عاشت مع بعضها مئات السنين بمحبة وسلام. تابع الرئيس أحمدي نجاد: إنهم يريدون إلحاق الأذى بالعلاقات الأخوية بين الشعوب كالعلاقة الموجودة بين الشعبين السوري واللبناني مشيرا إلى إن القوى العدوانية لا تريد لأي من شعوب هذه المنطقة أن يكون قويا مستقلا ومتطورا. وبالنسبة لما يحصل في أفغانستان والعراق قال الرئيس الإيراني: عندما ننظر إلى أبعاد ما قام به المحتلون في أفغانستان والعراق ندرك جيدا أن هدفهم لم يكن كشف ومحاسبة العناصر المحتملة والمدعى أنها نفذت أحداث الحادي عشر من أيلول بل كانت هذه الحوادث ذريعة فقط للوجود في المنطقة ومتابعة الأهداف الاستعمارية بعينها لافتا إلى أن أفضل مخرج للمحتل هو ترك المنطقة والاعتذار من الشعوب وتعويض الخسائر. وختم الرئيس أحمدي نجاد كلمته بالقول سنبقى دوما مع لبنان في السراء والضراء وخلال اللقاءات والتفاهمات مع المسؤولين اللبنانيين وضعنا قواعد صلبة لتطوير مطرد للعلاقات الأخوية في مجالات عدة وقد اتفقنا على التعاون في مجالات الطاقة والعلوم والتكنولوجيا والصحة والعلاج والزراعة والصناعة والثقافة والسياحة ولا شك في أن تطبيق هذه الاتفاقيات سيعود بالخير على الشعبين وعلى المنطقة بشكل عام.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة