حذرت روسيا من عواقب كارثية تنطوي عليها العملية العسكرية العقابية التي تشنها سلطات كييف المعينة في مناطق جنوب شرق أوكرانيا واصفة العملية بأنها "مغامرة إجرامية".

  في وقت قُتل فيه وأصيب العشرات في اشتباكات اندلعت بين القوميين المتطرفين ومؤيدي الفدرالية في مدينة أوديسا الأوكرانية. فيما أعلنت وزارة الداخلية الأوكرانية مقتل 38 شخصا وإصابة آخرين في حريق بمقر النقابات في مدينة أوديسا جنوب أوكرانيا.

 وسقط عشرات القتلى والمصابين بين صفوف الدفاع الذاتى لمدينة كراماتورسك والجيش الأوكراني الذي اقتحم المدينة في إطار العملية العسكرية العقابية التي تشنها سلطات كييف.

 وذكرت مصادر طبية في المدينة "إن هناك قتيلين على الأقل ويجري نقل الجرحى إلى المستشفيات". في وقت أعلنت فيه وزارة الداخلية الأوكرانية مقتل 38 شخصا وإصابة آخرين في حريق بمقر النقابات في مدينة أوديسا جنوب أوكرانيا.

 وذكر الموقع الالكتروني لقناة روسيا اليوم "أن عناصر متطرفة من القطاع الأيمن أضرموا النار في مقر النقابات في مدينة أوديسا ما أدى إلى مقتل 38 شخصا وإصابة 50 آخرين بينهم 10 من رجال الأمن".

 وأشار الموقع إلى سقوط 4 قتلى وإصابة 37 آخرين في اشتباكات بين القوميين المتطرفين ومؤيدي الفدرلة في المدينة في وقت سابق اليوم.

 وقتل شخص وأصيب العشرات في اشتباكات اندلعت بين القوميين المتطرفين ومؤيدي الفدرالية في مدينة أوديسا الأوكرانية.

 وحسبما ذكر موقع روسيا اليوم جرى ذلك بعدما رشق راديكاليون قوميون يرتدون أقنعة سوداء أنصار الفدرالية بالحجارة وسط المدينة كما بينت مشاهد بثتها قناة "روسيا24" أن أشخاصا كان بعضهم يرتدي أقنعة سوداء والبعض الآخر يحمل العلم الأوكراني يرشقون أنصار الفدرلة بالحجارة.

 وبدأ الاشتباك بعدما حاول القوميون إجراء مسيرة وسط أوديسا دعما لوحدة أوكرانيا بمشاركة عناصر من حركة القطاع الأيمن المتطرفة ومحاولة أنصار الفدرلة منعهم من ذلك حيث نشب عراك جرى خلاله إطلاق نار ولا تزال الاشتباكات والتراشق بالحجارة وزجاجات مولوتوف مستمرة.

 إلى ذلك أسفر الهجوم العقابي الذي أمرت ببدئه سلطات كييف الجديدة على مدينة سلافيانسك جنوب شرق أوكرانيا عن وقوع قتلى وجرحى في صفوف العسكريين الأوكرانيين وعناصر الدفاع الشعبي في المدينة والمدنيين.

 وأعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية مقتل جنديين وإصابة عدد من العسكريين في المعارك بالإضافة إلى تاكيدها إسقاط مروحيتين بواسطة منظومات محمولة للدفاع الجوي وتضرر مروحية أخرى، مشيرة إلى احتجاز أربعة أشخاص كانوا يطلقون النار على المروحيات الأمر الذي نفاه العمدة الشعبي للمدينة قائد الدفاع الشعبي المحلي فياتشيسلاف بونوماريوف.

وأطلق مسلحو "القطاع الأيمن" الرصاص على المدنيين الذين يساعدون في إقامة المتاريس والحواجز ما أدى إلى مقتل ثلاثة من عناصر الدفاع الشعبي ومدنيين اثنين.

وأفادت تقارير إعلامية بوصول مجموعة من عناصر منظمة "القطاع الأيمن" القومي المتطرف إلى أطراف سلافيانسك على متن مروحية فيما قال مصدر في الدفاع الجوي إنهم تنكروا بملابس مدنية وبدؤوا تحركهم نحو المدينة.

وكان أنصار الدفاع الشعبي في مدينة سلافيانسك في مقاطعة دونيتسك جنوب شرق أوكرانيا أعلنوا عن إسقاط ثلاث مروحيات تابعة للقوات العسكرية الأوكرانية التي بدأت صباح اليوم باقتحام مداخل المدينة في إطار حملة عسكرية واسعة تقوم بها سلطات كييف ضد أنصار الفيدرالية في هذه المناطق. وأقرت وزارة الدفاع الأوكرانية بأن قوات الدفاع الشعبي في المدينة أسقطت مروحيتين للجيش فوق سلافيانسك بواسطة منظومة دفاع جوي محمولة وقالت "إن عدد القتلى لم يتم تحديده بعد".

من جهته أكد وزير الداخلية الأوكراني المعين من قبل البرلمان أرسين أفاكوف مقتل أحد الطيارين.

 وكتب أفاكوف على صفحته في موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي "إن مدينة سلافيانسك حوصرت بالكامل من قبل قوات الجيش وأفراد الحرس الوطني وعناصر الأمن والعسكريين تمكنوا من السيطرة على 10 من حواجز التفتيش التي أقامتها قوات الدفاع الشعبي داخل المدينة".

 وأفادت وكالة أنباء نوفوستي الروسية نقلا عن أحد قادة قوات الدفاع الشعبي في مدينة سلافيانسك أن القوات المسلحة الأوكرانية سيطرت على المركز التلفزيوني فى المدينة. كما نقلت الوكالة عن مسؤول في السلطات المحلية قوله "إن القوات الاوكرانية تنفذ عمليات انزال المقاتلين بواسطة المروحيات وسط سلافيانسك" مؤكدا سقوط جرحى من جراء الاشتباكات.

 سياسياً، نقل موقع روسيا اليوم عن مندوب روسيا الدائم في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين قوله أثناء جلسة لمجلس الأمن الدولي عقدت بناء على طلب موسكو "إن الإجراءات العقابية ضد الشعب تدل على عجز أو عدم رغبة القيادة في كييف في الوفاء بالتزاماتها التي تعهدت بها بموجب اتفاقية جنيف الصادرة في 17 نيسان الماضي من أجل وقف شتى أشكال العنف وإطلاق عملية حوار وطني شامل بمشاركة كل المناطق والقوى السياسية".

 وأضاف تشوركين "إن لم توقف المغامرة الإجرامية لزمرة كييف فلا مفر من عواقب وخيمة وكارثية بالنسبة الى أوكرانيا ونحن قد حذرنا من ذلك مرات عديدة".

 وكانت روسيا دعت الى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي على خلفية العملية العسكرية العقابية التي تشنها كييف منذ فجر اليوم فى مناطق جنوب شرق أوكرانيا وهذا هو الاجتماع الـ 13 منذ بدء الأزمة الأوكرانية.

بيسكوف: قيام نظام كييف بالعملية العقابية جنوب شرق أوكرانيا قضى على كل الآمال باتفاقية جنيف

 في موسكو أكد ديميتري بيسكوف السكرتير الصحفي للرئيس الروسي أن نظام كييف قضى بحملته التنكيلية على جنوب شرق أوكرانيا بمشاركة القوات المسلحة الأوكرانية وباستخدام الطائرات الحربية التي قصفت التجمعات السكنية المسالمة على كل الآمال باتفاقية جنيف في الوقت الذي تبذل فيه روسيا جهودا بهدف تخفيف حدة التوتر وتسوية النزاع.

 وقال بيسكوف فى تصريح له اليوم "إن الرئيس فلاديمير بوتين يحصل على جميع المعلومات حول تطور الاحداث في جنوب شرق أوكرانيا بعد انطلاق العملية العسكرية فيها" مذكرا بأن بوتين وصف سابقا العملية العسكرية المحتملة بالجريمة وقال "إنه لسوء الحظ فإن تطور الأحداث الحالي يبرهن التقييم بشكل كامل".

 فيما دعا رئيس الوزراء الروسي ديميتري ميدفيديف السلطات في كييف لتعود إلى رشدها وتوقف قتل الشعب في أوكرانيا. ونقل موقع روسيا اليوم عن ميدفيديف قوله في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": على الممسكين بزمام السلطة في عاصمة أوكرانيا أن يعودوا إلى رشدهم ويوقفوا قتل المواطنين وإلا فإن مصير البلاد قد يكون محزنا للغاية.

 وأضاف "إن استخدام القوة في جنوب شرق أوكرانيا يدل على العجز الإجرامي للسلطات في كييف التي شنت عملية عقابية بدلا من حوار يتماشى مع روح اتفاقية جنيف وحمل أصحاب القرار في كييف المسؤولية عن الحرب ضد الشعب".

 من جهة ثانية كشف بيسكوف عن فقدان روسيا الاتصال مع فلاديمير لوكين مبعوث الرئيس الروسى الذى توجه يوم أمس بأمر من الرئيس بوتين إلى جنوب شرق أوكرانيا لاجراء محادثات حول الإفراج عن المراقبين العسكريين الأجانب المحتجزين هناك بعد انطلاق الحملة التنكيلية الأوكرانية.

 وقال بيسكوف "إننا نشعر بقلق بالغ نظرا لوجود الممثل لوكين في منطقة العملية التنكيلية ولا نستطيع الاتصال به وكذلك لعدم وجود صحفيين من روسيا والبلدان الاخرى هناك" معربا عن قلق موسكو أيضا على حياة الصحفيين الروس والأجانب في منطقة إجراء العملية العسكرية ومطالبا باتخاذ إجراءات سريعة لضمان أمنهم.

 روسيا تطالب منظمة الأمن والتعاون في أوروبا العمل على إيقاف عملية كييف العسكرية

 وطالبت روسيا منظمة الأمن والتعاون في أوروبا باتخاذ الإجراءات كافة لإيقاف العملية العقابية التي بدأتها سلطات كييف ضد شرق أوكرانيا.

 أوضح المندوب الروسي الدائم لدى المنظمة أندريه كيلين في تصريح لوكالة إنترفاكس الروسية أن الجانب الروسي توجه بهذه المطالب إلى كل من الأمين العام للمنظمة لامبيرتو زانيير ورئيسها القائم وزير الخارجية السويسري ديديه بوركهالتر.

 وأشار كيلين إلى أن أمين عام المنظمة وصف أحداث مدينة سلافيانسك بأنها "شيء مفزع لا بد من إيقافه فورا" مضيفا "إن قادة المنظمة اتصلوا مع السلطات في كييف حول الأحداث الأخيرة ولا يزالون يجمعون المعلومات عما يجري".

 وأكد كيلين أن بعثة مراقبي المنظمة على اطلاع بالوضع إلا أن مسألة المراقبين العسكريين المحتجزين من قبل قوات الدفاع الشعبي في سلافيانسك تعقدت وتم نقلهم إلى مكان آمن.

 الخارجية الروسية: النظام في كييف انتهك التزاماته بخصوص اتفاقية جنيف بشكل صارخ

 من جهتها أكدت وزارة الخارجية الروسية أن النظام في كييف الذي نسف الاتفاق الموقع في 21 من شباط الماضي انتهك التزاماته وفق اتفاقية جنيف التي تم التوصل إليها في 17 نيسان والتي تطالب بوقف كل أشكال العنف بشكل فوري.

 وعبرت الخارجية الروسية في بيان أصدرته اليوم عن استيائها من العملية العسكرية للجيش الأوكراني في سلافيانسك بمشاركة أعضاء حركة /القطاع الأيمن/ المتطرفة والمنظمات القومية المتطرفة الأخرى.

 وقالت: "إن روسيا تعبر عن استيائها من العملية العسكرية العقابية بمشاركة الإرهابيين من القطاع الأيمن وغيرها من المنظمات القومية المتطرفة".

 وأشار البيان إلى "أن فلاديمير لوكين مبعوث الرئيس الروسي توجه مؤخرا بطلب من شركائنا الغربيين وبالتعاون مع قيادة مجلس أوروبا الى مقاطعة دونيتسك وذلك للمساعدة في تسوية الوضع بشأن الخبراء العسكريين الأوروبيين المحتجزين في سلافيانسك ونطالب بإجراء كافة ما يلزم لضمان أمن المبعوث إذ لا نستبعد وقوع استفزازات من جانب نظام كييف بهدف إفشال بعثته التي تتعرض للخطر بسبب الأعمال العدوانية للجيش الأوكراني والمقاتلين المتطرفين حول سلافيانسك".

 كما أثارت الأنباء حول وجود أجانب ناطقين باللغة الانكليزية في صفوف الجيش الأوكراني والجماعات القومية المتطرفة غير الشرعية أثناء اقتحامهم سلافيانسك قلق موسكو التي تصر على عدم قبول أي تدخل خارجي بما يحدث في أوكرانيا.

 وذكرت الوزارة "أن واشنطن نفت كل الأنباء حول وجود المرتزقة من المنظمات العسكرية الأمريكية الخاصة في أوكرانيا" مشيرة الى "أنه من المعروف للجميع أن ما يسمى بالمنظمات العسكرية الأمريكية الخاصة لا تعمل في الخارج إلا بموافقة من وزارة الخارجية الأمريكية".

 وتابعت "إن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يتحملان مسؤولية كبيرة عندما يدعمان المسؤولين عن الانقلاب في كييف في سعيهم لوقف الاحتجاجات باستخدام القوة ويقطعان الطريق نحو تسوية الأزمة بالطرق السلمية".

 وطالبت الوزارة الغرب بالتخلي عن السياسة المدمرة تجاه أوكرانيا كما طالبت ممن أعلنوا أنفسهم سلطة في كييف بوقف العملية العقابية وكل العنف ضد الشعب بسرعة والإفراج عن المعتقلين السياسيين وضمان الحرية الكاملة لعمل الصحفيين وهو ما سيسمح ببدء العملية الحقيقية لتخفيف حدة التوتر.

 وأشارت إلى أنه من الضروري تنظيم الحوار المتكافئ الحقيقي بمشاركة كل الأقاليم بهدف وضع اتفاقيات مقبولة للجميع حول مستقبل البلاد بدلا من محاولة محاكاة الإصلاحات في الحلقة الضيقة لتحالف الفائزين".

 وأعلن ممثل روسيا الدائم لدى حلف الناتو الكسندر غروشكو أن هذا الحلف يتقاسم المسؤولية عن أعمال سلطات كييف الإجرامية بسيره على طريق المجابهة مع روسيا.

 وقال غروشكو في مقابلة صحفية هاتفية مع وسائل الإعلام الروسية من بروكسل "إن حلف الناتو بسيره على طريق المجابهة مع روسيا وقعقعته بالسلاح في منطقة البلطيق ومواصلته إبداء الدعم لسلطات كييف التي اغتصبت السلطة يتقاسم بالحجم الأكمل المسؤولية عن الأعمال الإجرامية لهذه السلطات".

 وتعليقا على تصريح نائب الأمين العام لحلف الناتو الكسندر فيرشباو حول أن الحلف يبدأ بالنظر إلى روسيا كخصم له إلى حد كبير وليس كشريك بين غروشكو "إن هذا التصريح لم يكن مفاجئا بالنسبة لنا كما أنه ليست بالمفاجئة عدم صدور أي دعوة عن بروكسل إلى نظام كييف للكف فورا عن العملية التنكيلية ضد الشعب الأوكراني".

 بدوره وصف غينادي زوغانوف رئيس الحزب الشيوعي الروسي العملية العسكرية لسلطات كييف في مدينة سلافيانسك بانها جريمة لا تسقط بالتقادم.

 وقال زوغانوف في مقابلة مع قناة روسيا24 إن "هذه الجريمة هي ضد مواطني أوكرانيا ولا تسقط بالتقادم وإن جميع من أصدر اأاوامر وكل من يشارك فيها سينالون عقابا صارما حتما" مضيفا إن أي سلطة طبيعية لا تقدم على مثل هذا العمل أبدا مشيرا إلى أن السلطة الطبيعية لو كانت موجودة في كييف لجلست إلى طاولة المفاوضات ونفذت اتفاقية جنيف.

 وأكد زوغانوف أنه لا وجود في كييف لسلطة طبيعية بل هناك أوغاد بلا ضمير يقف العم الأميركي وحلف الناتو أيضا وراءهم مشيرا إلى أن اتفاقية جنيف كانت غطاء تتستر الولايات المتحدة وراءه لتنفيذ أهدافها ضد روسيا في أوكرانيا.

اكسيونوف: سلطات كييف لم تدرك بعد أن ما تقوم به ضد أبناء شعبها من جرائم سيرتد عليها

في غضون ذلك أكد رئيس جمهورية القرم الروسية بالوكالة سيرغي اكسيونوف اليوم أن الهجوم العسكري الواسع الذي تشنه سلطات كييف على الأقاليم المطالبة بالفدرالية جنوب شرق أوكرانيا "سيكون الأخير لهذه السلطات".

ونقلت وكالة ايتار تاس عن اكسيونوف قوله "إن المحتالين في كييف لايفهمون أن كل مايفعلونه سيرتد عليهم شخصيا لأن شن حرب ضد شعبهم لا يعود بأي فائدة ولابد من وجهة نظرنا تقديمهم للقضاء لمحاكمتهم" مضيفا أن التاريخ سيطلق حكمه على هؤلاء الأشرار الذين يرسلون جنودهم للقتال ضد أبناء شعبهم.

وأشار اكسيونوف إلى أن استئناف العملية العسكرية سيعود بنتائج معاكسة لما تتوقعه سلطات كييف فهم لم يدركوا بعد أن كل ما يجري سيجلب المزيد من المقاومة التي ستصبح اقوى بعشرة أضعاف من وضعها الحالي .

 وأعرب رئيس القرم عن دعم بلاده للمواطنين في جنوب شرق اوكرانيا الذين يقاتلون بشكل شرعي للحصول على حقوقهم وحرياتهم.

 من جانبه قال فلاديمير كونستانتينوف رئيس البرلمان في شبه جزيرة القرم إن"الأشخاص الذين وصلوا إلى السلطة في كييف غير أكفياء ولن افاجا في حال اعلنوا الزعيم الالماني هتلر كقائد شرف لهم غدا واعتقد انه لابد من ايقاف هذه العربدة النازية عاجلا ام اجلا حتى لا تجلب العار لنا امام العالم".

  • فريق ماسة
  • 2014-05-02
  • 8102
  • من الأرشيف

عشرات القتلى في أوكرانيا بينهم 38 في حريق مفتعل.. مجلس الأمن يبحث الوضع.. موسكو: الناتو يسير نحو المجابهة

حذرت روسيا من عواقب كارثية تنطوي عليها العملية العسكرية العقابية التي تشنها سلطات كييف المعينة في مناطق جنوب شرق أوكرانيا واصفة العملية بأنها "مغامرة إجرامية".   في وقت قُتل فيه وأصيب العشرات في اشتباكات اندلعت بين القوميين المتطرفين ومؤيدي الفدرالية في مدينة أوديسا الأوكرانية. فيما أعلنت وزارة الداخلية الأوكرانية مقتل 38 شخصا وإصابة آخرين في حريق بمقر النقابات في مدينة أوديسا جنوب أوكرانيا.  وسقط عشرات القتلى والمصابين بين صفوف الدفاع الذاتى لمدينة كراماتورسك والجيش الأوكراني الذي اقتحم المدينة في إطار العملية العسكرية العقابية التي تشنها سلطات كييف.  وذكرت مصادر طبية في المدينة "إن هناك قتيلين على الأقل ويجري نقل الجرحى إلى المستشفيات". في وقت أعلنت فيه وزارة الداخلية الأوكرانية مقتل 38 شخصا وإصابة آخرين في حريق بمقر النقابات في مدينة أوديسا جنوب أوكرانيا.  وذكر الموقع الالكتروني لقناة روسيا اليوم "أن عناصر متطرفة من القطاع الأيمن أضرموا النار في مقر النقابات في مدينة أوديسا ما أدى إلى مقتل 38 شخصا وإصابة 50 آخرين بينهم 10 من رجال الأمن".  وأشار الموقع إلى سقوط 4 قتلى وإصابة 37 آخرين في اشتباكات بين القوميين المتطرفين ومؤيدي الفدرلة في المدينة في وقت سابق اليوم.  وقتل شخص وأصيب العشرات في اشتباكات اندلعت بين القوميين المتطرفين ومؤيدي الفدرالية في مدينة أوديسا الأوكرانية.  وحسبما ذكر موقع روسيا اليوم جرى ذلك بعدما رشق راديكاليون قوميون يرتدون أقنعة سوداء أنصار الفدرالية بالحجارة وسط المدينة كما بينت مشاهد بثتها قناة "روسيا24" أن أشخاصا كان بعضهم يرتدي أقنعة سوداء والبعض الآخر يحمل العلم الأوكراني يرشقون أنصار الفدرلة بالحجارة.  وبدأ الاشتباك بعدما حاول القوميون إجراء مسيرة وسط أوديسا دعما لوحدة أوكرانيا بمشاركة عناصر من حركة القطاع الأيمن المتطرفة ومحاولة أنصار الفدرلة منعهم من ذلك حيث نشب عراك جرى خلاله إطلاق نار ولا تزال الاشتباكات والتراشق بالحجارة وزجاجات مولوتوف مستمرة.  إلى ذلك أسفر الهجوم العقابي الذي أمرت ببدئه سلطات كييف الجديدة على مدينة سلافيانسك جنوب شرق أوكرانيا عن وقوع قتلى وجرحى في صفوف العسكريين الأوكرانيين وعناصر الدفاع الشعبي في المدينة والمدنيين.  وأعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية مقتل جنديين وإصابة عدد من العسكريين في المعارك بالإضافة إلى تاكيدها إسقاط مروحيتين بواسطة منظومات محمولة للدفاع الجوي وتضرر مروحية أخرى، مشيرة إلى احتجاز أربعة أشخاص كانوا يطلقون النار على المروحيات الأمر الذي نفاه العمدة الشعبي للمدينة قائد الدفاع الشعبي المحلي فياتشيسلاف بونوماريوف. وأطلق مسلحو "القطاع الأيمن" الرصاص على المدنيين الذين يساعدون في إقامة المتاريس والحواجز ما أدى إلى مقتل ثلاثة من عناصر الدفاع الشعبي ومدنيين اثنين. وأفادت تقارير إعلامية بوصول مجموعة من عناصر منظمة "القطاع الأيمن" القومي المتطرف إلى أطراف سلافيانسك على متن مروحية فيما قال مصدر في الدفاع الجوي إنهم تنكروا بملابس مدنية وبدؤوا تحركهم نحو المدينة. وكان أنصار الدفاع الشعبي في مدينة سلافيانسك في مقاطعة دونيتسك جنوب شرق أوكرانيا أعلنوا عن إسقاط ثلاث مروحيات تابعة للقوات العسكرية الأوكرانية التي بدأت صباح اليوم باقتحام مداخل المدينة في إطار حملة عسكرية واسعة تقوم بها سلطات كييف ضد أنصار الفيدرالية في هذه المناطق. وأقرت وزارة الدفاع الأوكرانية بأن قوات الدفاع الشعبي في المدينة أسقطت مروحيتين للجيش فوق سلافيانسك بواسطة منظومة دفاع جوي محمولة وقالت "إن عدد القتلى لم يتم تحديده بعد". من جهته أكد وزير الداخلية الأوكراني المعين من قبل البرلمان أرسين أفاكوف مقتل أحد الطيارين.  وكتب أفاكوف على صفحته في موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي "إن مدينة سلافيانسك حوصرت بالكامل من قبل قوات الجيش وأفراد الحرس الوطني وعناصر الأمن والعسكريين تمكنوا من السيطرة على 10 من حواجز التفتيش التي أقامتها قوات الدفاع الشعبي داخل المدينة".  وأفادت وكالة أنباء نوفوستي الروسية نقلا عن أحد قادة قوات الدفاع الشعبي في مدينة سلافيانسك أن القوات المسلحة الأوكرانية سيطرت على المركز التلفزيوني فى المدينة. كما نقلت الوكالة عن مسؤول في السلطات المحلية قوله "إن القوات الاوكرانية تنفذ عمليات انزال المقاتلين بواسطة المروحيات وسط سلافيانسك" مؤكدا سقوط جرحى من جراء الاشتباكات.  سياسياً، نقل موقع روسيا اليوم عن مندوب روسيا الدائم في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين قوله أثناء جلسة لمجلس الأمن الدولي عقدت بناء على طلب موسكو "إن الإجراءات العقابية ضد الشعب تدل على عجز أو عدم رغبة القيادة في كييف في الوفاء بالتزاماتها التي تعهدت بها بموجب اتفاقية جنيف الصادرة في 17 نيسان الماضي من أجل وقف شتى أشكال العنف وإطلاق عملية حوار وطني شامل بمشاركة كل المناطق والقوى السياسية".  وأضاف تشوركين "إن لم توقف المغامرة الإجرامية لزمرة كييف فلا مفر من عواقب وخيمة وكارثية بالنسبة الى أوكرانيا ونحن قد حذرنا من ذلك مرات عديدة".  وكانت روسيا دعت الى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي على خلفية العملية العسكرية العقابية التي تشنها كييف منذ فجر اليوم فى مناطق جنوب شرق أوكرانيا وهذا هو الاجتماع الـ 13 منذ بدء الأزمة الأوكرانية. بيسكوف: قيام نظام كييف بالعملية العقابية جنوب شرق أوكرانيا قضى على كل الآمال باتفاقية جنيف  في موسكو أكد ديميتري بيسكوف السكرتير الصحفي للرئيس الروسي أن نظام كييف قضى بحملته التنكيلية على جنوب شرق أوكرانيا بمشاركة القوات المسلحة الأوكرانية وباستخدام الطائرات الحربية التي قصفت التجمعات السكنية المسالمة على كل الآمال باتفاقية جنيف في الوقت الذي تبذل فيه روسيا جهودا بهدف تخفيف حدة التوتر وتسوية النزاع.  وقال بيسكوف فى تصريح له اليوم "إن الرئيس فلاديمير بوتين يحصل على جميع المعلومات حول تطور الاحداث في جنوب شرق أوكرانيا بعد انطلاق العملية العسكرية فيها" مذكرا بأن بوتين وصف سابقا العملية العسكرية المحتملة بالجريمة وقال "إنه لسوء الحظ فإن تطور الأحداث الحالي يبرهن التقييم بشكل كامل".  فيما دعا رئيس الوزراء الروسي ديميتري ميدفيديف السلطات في كييف لتعود إلى رشدها وتوقف قتل الشعب في أوكرانيا. ونقل موقع روسيا اليوم عن ميدفيديف قوله في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": على الممسكين بزمام السلطة في عاصمة أوكرانيا أن يعودوا إلى رشدهم ويوقفوا قتل المواطنين وإلا فإن مصير البلاد قد يكون محزنا للغاية.  وأضاف "إن استخدام القوة في جنوب شرق أوكرانيا يدل على العجز الإجرامي للسلطات في كييف التي شنت عملية عقابية بدلا من حوار يتماشى مع روح اتفاقية جنيف وحمل أصحاب القرار في كييف المسؤولية عن الحرب ضد الشعب".  من جهة ثانية كشف بيسكوف عن فقدان روسيا الاتصال مع فلاديمير لوكين مبعوث الرئيس الروسى الذى توجه يوم أمس بأمر من الرئيس بوتين إلى جنوب شرق أوكرانيا لاجراء محادثات حول الإفراج عن المراقبين العسكريين الأجانب المحتجزين هناك بعد انطلاق الحملة التنكيلية الأوكرانية.  وقال بيسكوف "إننا نشعر بقلق بالغ نظرا لوجود الممثل لوكين في منطقة العملية التنكيلية ولا نستطيع الاتصال به وكذلك لعدم وجود صحفيين من روسيا والبلدان الاخرى هناك" معربا عن قلق موسكو أيضا على حياة الصحفيين الروس والأجانب في منطقة إجراء العملية العسكرية ومطالبا باتخاذ إجراءات سريعة لضمان أمنهم.  روسيا تطالب منظمة الأمن والتعاون في أوروبا العمل على إيقاف عملية كييف العسكرية  وطالبت روسيا منظمة الأمن والتعاون في أوروبا باتخاذ الإجراءات كافة لإيقاف العملية العقابية التي بدأتها سلطات كييف ضد شرق أوكرانيا.  أوضح المندوب الروسي الدائم لدى المنظمة أندريه كيلين في تصريح لوكالة إنترفاكس الروسية أن الجانب الروسي توجه بهذه المطالب إلى كل من الأمين العام للمنظمة لامبيرتو زانيير ورئيسها القائم وزير الخارجية السويسري ديديه بوركهالتر.  وأشار كيلين إلى أن أمين عام المنظمة وصف أحداث مدينة سلافيانسك بأنها "شيء مفزع لا بد من إيقافه فورا" مضيفا "إن قادة المنظمة اتصلوا مع السلطات في كييف حول الأحداث الأخيرة ولا يزالون يجمعون المعلومات عما يجري".  وأكد كيلين أن بعثة مراقبي المنظمة على اطلاع بالوضع إلا أن مسألة المراقبين العسكريين المحتجزين من قبل قوات الدفاع الشعبي في سلافيانسك تعقدت وتم نقلهم إلى مكان آمن.  الخارجية الروسية: النظام في كييف انتهك التزاماته بخصوص اتفاقية جنيف بشكل صارخ  من جهتها أكدت وزارة الخارجية الروسية أن النظام في كييف الذي نسف الاتفاق الموقع في 21 من شباط الماضي انتهك التزاماته وفق اتفاقية جنيف التي تم التوصل إليها في 17 نيسان والتي تطالب بوقف كل أشكال العنف بشكل فوري.  وعبرت الخارجية الروسية في بيان أصدرته اليوم عن استيائها من العملية العسكرية للجيش الأوكراني في سلافيانسك بمشاركة أعضاء حركة /القطاع الأيمن/ المتطرفة والمنظمات القومية المتطرفة الأخرى.  وقالت: "إن روسيا تعبر عن استيائها من العملية العسكرية العقابية بمشاركة الإرهابيين من القطاع الأيمن وغيرها من المنظمات القومية المتطرفة".  وأشار البيان إلى "أن فلاديمير لوكين مبعوث الرئيس الروسي توجه مؤخرا بطلب من شركائنا الغربيين وبالتعاون مع قيادة مجلس أوروبا الى مقاطعة دونيتسك وذلك للمساعدة في تسوية الوضع بشأن الخبراء العسكريين الأوروبيين المحتجزين في سلافيانسك ونطالب بإجراء كافة ما يلزم لضمان أمن المبعوث إذ لا نستبعد وقوع استفزازات من جانب نظام كييف بهدف إفشال بعثته التي تتعرض للخطر بسبب الأعمال العدوانية للجيش الأوكراني والمقاتلين المتطرفين حول سلافيانسك".  كما أثارت الأنباء حول وجود أجانب ناطقين باللغة الانكليزية في صفوف الجيش الأوكراني والجماعات القومية المتطرفة غير الشرعية أثناء اقتحامهم سلافيانسك قلق موسكو التي تصر على عدم قبول أي تدخل خارجي بما يحدث في أوكرانيا.  وذكرت الوزارة "أن واشنطن نفت كل الأنباء حول وجود المرتزقة من المنظمات العسكرية الأمريكية الخاصة في أوكرانيا" مشيرة الى "أنه من المعروف للجميع أن ما يسمى بالمنظمات العسكرية الأمريكية الخاصة لا تعمل في الخارج إلا بموافقة من وزارة الخارجية الأمريكية".  وتابعت "إن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يتحملان مسؤولية كبيرة عندما يدعمان المسؤولين عن الانقلاب في كييف في سعيهم لوقف الاحتجاجات باستخدام القوة ويقطعان الطريق نحو تسوية الأزمة بالطرق السلمية".  وطالبت الوزارة الغرب بالتخلي عن السياسة المدمرة تجاه أوكرانيا كما طالبت ممن أعلنوا أنفسهم سلطة في كييف بوقف العملية العقابية وكل العنف ضد الشعب بسرعة والإفراج عن المعتقلين السياسيين وضمان الحرية الكاملة لعمل الصحفيين وهو ما سيسمح ببدء العملية الحقيقية لتخفيف حدة التوتر.  وأشارت إلى أنه من الضروري تنظيم الحوار المتكافئ الحقيقي بمشاركة كل الأقاليم بهدف وضع اتفاقيات مقبولة للجميع حول مستقبل البلاد بدلا من محاولة محاكاة الإصلاحات في الحلقة الضيقة لتحالف الفائزين".  وأعلن ممثل روسيا الدائم لدى حلف الناتو الكسندر غروشكو أن هذا الحلف يتقاسم المسؤولية عن أعمال سلطات كييف الإجرامية بسيره على طريق المجابهة مع روسيا.  وقال غروشكو في مقابلة صحفية هاتفية مع وسائل الإعلام الروسية من بروكسل "إن حلف الناتو بسيره على طريق المجابهة مع روسيا وقعقعته بالسلاح في منطقة البلطيق ومواصلته إبداء الدعم لسلطات كييف التي اغتصبت السلطة يتقاسم بالحجم الأكمل المسؤولية عن الأعمال الإجرامية لهذه السلطات".  وتعليقا على تصريح نائب الأمين العام لحلف الناتو الكسندر فيرشباو حول أن الحلف يبدأ بالنظر إلى روسيا كخصم له إلى حد كبير وليس كشريك بين غروشكو "إن هذا التصريح لم يكن مفاجئا بالنسبة لنا كما أنه ليست بالمفاجئة عدم صدور أي دعوة عن بروكسل إلى نظام كييف للكف فورا عن العملية التنكيلية ضد الشعب الأوكراني".  بدوره وصف غينادي زوغانوف رئيس الحزب الشيوعي الروسي العملية العسكرية لسلطات كييف في مدينة سلافيانسك بانها جريمة لا تسقط بالتقادم.  وقال زوغانوف في مقابلة مع قناة روسيا24 إن "هذه الجريمة هي ضد مواطني أوكرانيا ولا تسقط بالتقادم وإن جميع من أصدر اأاوامر وكل من يشارك فيها سينالون عقابا صارما حتما" مضيفا إن أي سلطة طبيعية لا تقدم على مثل هذا العمل أبدا مشيرا إلى أن السلطة الطبيعية لو كانت موجودة في كييف لجلست إلى طاولة المفاوضات ونفذت اتفاقية جنيف.  وأكد زوغانوف أنه لا وجود في كييف لسلطة طبيعية بل هناك أوغاد بلا ضمير يقف العم الأميركي وحلف الناتو أيضا وراءهم مشيرا إلى أن اتفاقية جنيف كانت غطاء تتستر الولايات المتحدة وراءه لتنفيذ أهدافها ضد روسيا في أوكرانيا. اكسيونوف: سلطات كييف لم تدرك بعد أن ما تقوم به ضد أبناء شعبها من جرائم سيرتد عليها في غضون ذلك أكد رئيس جمهورية القرم الروسية بالوكالة سيرغي اكسيونوف اليوم أن الهجوم العسكري الواسع الذي تشنه سلطات كييف على الأقاليم المطالبة بالفدرالية جنوب شرق أوكرانيا "سيكون الأخير لهذه السلطات". ونقلت وكالة ايتار تاس عن اكسيونوف قوله "إن المحتالين في كييف لايفهمون أن كل مايفعلونه سيرتد عليهم شخصيا لأن شن حرب ضد شعبهم لا يعود بأي فائدة ولابد من وجهة نظرنا تقديمهم للقضاء لمحاكمتهم" مضيفا أن التاريخ سيطلق حكمه على هؤلاء الأشرار الذين يرسلون جنودهم للقتال ضد أبناء شعبهم. وأشار اكسيونوف إلى أن استئناف العملية العسكرية سيعود بنتائج معاكسة لما تتوقعه سلطات كييف فهم لم يدركوا بعد أن كل ما يجري سيجلب المزيد من المقاومة التي ستصبح اقوى بعشرة أضعاف من وضعها الحالي .  وأعرب رئيس القرم عن دعم بلاده للمواطنين في جنوب شرق اوكرانيا الذين يقاتلون بشكل شرعي للحصول على حقوقهم وحرياتهم.  من جانبه قال فلاديمير كونستانتينوف رئيس البرلمان في شبه جزيرة القرم إن"الأشخاص الذين وصلوا إلى السلطة في كييف غير أكفياء ولن افاجا في حال اعلنوا الزعيم الالماني هتلر كقائد شرف لهم غدا واعتقد انه لابد من ايقاف هذه العربدة النازية عاجلا ام اجلا حتى لا تجلب العار لنا امام العالم".

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة