دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
لم يكن حسين هرموش، يدرك ان رحلة إنشقاقه عن الجيش السوري، وتوجهه إلى داخل الأراضي ستكون قصيرة جدا، ليكتسب بذلك صفة أحد أوائل المنشقين الذين القت الإستخبارات السورية القبض عليهم.
روايات كثيرة تنسج عن حسين هرموش، وكيفية تمكن الأمن السوري من إستدراجه من تركيا، والدور التركي الذي سهّل مهمة النظام في توجيه ضربة معنوية كبيرة إلى المعارضة في الشهور الأولى للحرب الطويلة.
وكالة أنباء آسيا، تنشر وعلى جزئين بعض خفايا حياة هرموش في المخيمات التركية، قبل إعتقاله، بحيث يقدم أحمد خطيب، أحد ابرز المقربين من المقدم المنشق إبان فترة تواجده في المخيمات التركية، لـ"آسيا" شرحا وافيا عن إنشقاقه عن الجيش السوري، وتوجهه إلى ريف إدلب حيث خاض أولى معاركه، ليصاب بعدها وينقل إلى تركيا، حيث مكث لمدة زمنية في المشفى، قبل ان يخرج ويلتقي بهرموش في مخيمات النازحين.
رحلة الإنشقاق تبدأ من عدرا البلد
يقول أحمد خطيب في إطار التعريف عن نفسه، أنا عسكري مجند من بلدة الرامي بريف إدلب، إنشقيت قبل تسريحي بإثنين وخمسين يوما، وتحديدا يوم السادس والعشرين من شهر آيار عام ٢٠١١، وكان مركز عملي في اللواء ٣٩ إشارة بعدرا البلد، وقدمت بعدها إلى ريف إدلب، وتحديدا جبل الزاوية.
أورم الجوز تحتضن أولى المعارك
ويتابع المجند المنشق كلامه بالقول،" بعد وصولي إلى جبل الزاوية، علمنا أن الأمن السوري يجهز حملة لإقتحام بلدة جسر الشغور، فبدأنا انا ومجموعة من المدنيين والعسكريين المنشقين الذين لم يتجاوز عديدهم أصابع اليدين بتجهيز أنفسنا لمواجهة قوات الأمن ومنعها من الدخول، وهكذا حصل فقد إشتبكنا مع عناصر الأمن الذين تجمعوا في عشر حافلات، وتمكنا من إعتقال عدد من الضباط الذين قمنا بنقلهم مباشرة إلى إحدى بلدات جبل الزاوية".
الجيش السوري يستعيد عناصره بعد خيانة تعرضنا لها
هددنا الأمن السوري بإقتحام جبل الزاوية بحال لم يتم تسليم ضباطه يقول خطيب، ويشير "إلى اننا إضطررنا إلى نقلهم لبلدة كفرعويد، لكن أحد المخبرين الذي كان معنا، ابلغهم بمكان وجودنا، الأمر الذي مكنهم من تنفيذ عملية مباغتة أسفرت عن وقوع إشتباكات، أدت إلى تعرضي للإصابة وتمكن الأمن من إستعادة ضباطه، ورقي المخبر فيما بعد إلى رتبة ملازم اول".
الدخول إلى تركيا
خطيب يلفت إلى انه وبعد تعرض للإصابة دخلت إلى تركيا في الشهر السادس من العام ٢٠١١، ومكثت لخمسة عشر يوما في أحد مشافي غازي عنتاب، ثم أقدم الأتراك على نقلي إلى مخيم يايلاداغي كخطوة أولى قبل عودتي إلى منطقة ريف إدلب بالداخل السوري".
اللقاء الأول بالضابط السوري المنشق
العسكري المنشق المصاب يضيف "فور وصولي إلى المخيم، أخبرني بعض النازحين عن وجود ضابط سوري كبير بينهم، فقصدته بغرض التعرف عليه، فكان المقدم حسين هرموش، حيث جلسنا وتحادثنا عن الأوضاع التي تمر بها بلادنا".
رحلة التعرف على مخيم المنشقين
مرت الأيام وتعززت علاقتي اكثر بهرموش الذي وثق بي، بحيث أصبحت من أكثر المقربين إليه بحكم كوني اول عسكري منشق يتعرف عليه في تركيا، وبتنا ننظر إلى هرموش على أنه أسطورة لشدة تواضعه وشجاعته، يضيف خطيب،" البقاء في مخيم يايلاداغي لم يستمر طويلاً، بحيث أبلغنا الأمن التركي انه سيقوم بنقل المنشقين (كان عددنا حوالي العشرين) إلى مخيم جديد يأوي فقط العسكريين المنشقين عن الجيش السوري".
أولى محاولات إغتيال المنشقين
يكشف خطيب أن الأحداث تسارعت في المخيم الذي وفره الأتراك للمنشقين، حيث تعرضنا في هذه الفترة لأكثر من عملية إغتيال، تراوحت بين دس السم في الطعام، ومحاولة إحراق الخيم، والمفارقة الغريبة ان الأمن التركي المولج بحماية المخيم لم ينبس بأي كلمة او حرف، ولم يعلق على الحوادث التي كانت تحصل معنا"، مضيفاً " أدركنا ان هناك عددا من المنشقين المتواجدين معنا، لا يزال يتواصل مع النظام ويعمل معه".
المصدر :
وكالة أنباء آسيا/ جواد الصايغ
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة