أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري في كلمة له خلال جلسة لمجلس الأمن حول الحالة في الشرق الأوسط أن بعض الدول تتعامل مع الوضع في سورية بطريقة تضليلية مخالفة للواقع وتسعى للتشويش على القضية الفلسطينية والاصطياد في الماء العكر بالنسبة للأزمة في سورية وهو دليل على نفاقهم.

وقال الجعفري "إن بعض مندوبي الدول يتباكون بشكل هزلي مبتذل على حقوق الشعب السوري دون أن يشيروا إلى احتلال الكيان الصهيوني للجولان وكأنه ليس أرضا سورية محتلة وفق القرارات الدولية".

وأضاف الجعفري إن "المساعدة والدعم الذي تقدمه "إسرائيل" للإرهابيين في الجولان السوري المحتل يشكل انتهاكا لاتفاقية فصل القوات وللقانون الدولي وهو ما يعرض حياة قوات الأمم المتحدة للخطر".  

وقال الجعفري في بيان ألقاه أمس في مجلس الأمن في إطار مناقشة البند الخاص بـ "الحالة فى الشرق الأوسط": إنه من المحزن فعلا أن أحدا من المتحدثين لم يأت على ذكر الأعمال الإرهابية التي ضربت بلادي اليوم ومن بينها تفجير سيارتين مفخختين في حمص القديمة ما أودى بحياة 36 مواطنا وإصابة 85 آخرين بجروح معظمهم من الأطفال إضافة إلى استهداف إرهابيين بأربع قذائف هاون مدرسة أطفال في حي الشاغور بدمشق راح ضحيتها 14 طفلا وأصيب 86 آخرون.

 وأضاف الجعفري.. وبشأن دعم المجموعات الإرهابية المسلحة التي يسميها البعض "المعارضة المعتدلة" ويزودها بالسلاح أود أن أشير إلى أن السعودية وقطر وتركيا ودولا أعضاء في مجلس الأمن ومساهمة منها في هذا النهج المشبوه قد طلبت الشهر الماضي عقد اجتماعين عن سورية في الجمعية العامة تزامن الأول مع اجتماع مجلس الأمن المخصص للاستماع إلى الإحاطة الدورية للأمانة العامة حول "الحالة في الشرق الأوسط" في حين تزامن الاجتماع الثاني مع اجتماع "اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف".

 وتابع الجعفري.. إن تلك الدول سعت للتشويش على القضية الفلسطينية في ظل مناقشة بند "الحالة في الشرق الأوسط" والاصطياد في الماء العكر بخصوص الوضع في سورية وهذا دليل على نفاقهم وإذا كان زميل من الزملاء قد تحدث أو وصف بلادي بأنها شقيقة وهو كاذب فإننا نحن في سورية بغنى عن هذه الأخوة التي يدعيها هو ونظامه.. نحن لا نريد أخوة قاتلة مجرمة إرهابية تسفك الدم في بلادي.

 وقال مندوب سورية الدائم.. وكي لا نكون جزءا من هذه المحاولات المستهجنة الساعية لقتل نقاشنا المخصص أساسا لمسألة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية بأبعاده المختلفة فإنني لن أرد في إطار هذا البند على وفود تلك الدول التي تنتهك أحكام الميثاق وقواعد القانون الدولي من خلال دعمها وإيوائها وتسليحها وتدريبها وتحريضها العلني للإرهابيين والمرتزقة وتسهيلها تسللهم إلى الداخل السوري عبر الحدود مع الدول المجاورة ونشرها التطرف والتخريب والإرهاب في بلادي وعملها المستميت لإفشال أي حل سلمي بقيادة سورية للأزمة.

 

وبين الجعفري أن المشهد يصبح هزليا فعلا عندما يتحدث مندوب دولة ما ليس لها دستور ولا برلمان وتحرم المرأة فيها من أبسط حقوقها وعندما يتنطع البعض للحديث عن الديمقراطية في سورية التي تتبوأ فيها امرأة منصب نائب رئيس الجمهورية.

 

وأوضح الجعفري أن وفود بعض الدول التي أدمنت سفك دماء السوريين على مدى السنوات الثلاث الماضية تسابقت إلى طلب عقد مؤتمرات وجلسات واجتماعات جانبية للترويج لتقارير مضللة حول الوضع في سورية كما أسرف ممثلو هذه الدول اليوم في التباكي بشكل مسرحي مبتذل وغير متقن على حقوق الشعب السوري ولكنهم لم يتطرقوا ولو بكلمة واحدة لمسألة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للجولان السوري الذي اعتمد مجلس الأمن بشأنه القرار رقم 497 لعام 1981 وكأن استعادة الجولان السوري ليست من حقوق الشعب السوري وكأن الجولان ليس أرضا سورية محتلة يصدر حولها سنويا العديد من القرارات التي تطالب إسرائيل بالانسحاب منها حتى خط الرابع من حزيران لعام 1967 .

وتساءل الجعفري.. أين حديث تلك الوفود عن قانون حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني عندما يأتي الأمر إلى حملات الاستيطان الاسرائيلية ومعاناة المواطنين السوريين الرازحين تحت الاحتلال في الجولان منذ ما يناهز النصف قرن حيث يتعرضون لأبشع سياسات القمع والتمييز العنصري والاعتقال والتعذيب ويحرمون من مواردهم الطبيعية بما في ذلك النفط والغاز والمياه.

 وأوضح الجعفري أن المواطن السوري الرازح تحت الاحتلال في الجولان لا تعالجه المشافي الإسرائيلية إذا رفض حمل الهوية الإسرائيلية ولا يستطيع أن يدرس في المدارس باللغة العربية وفق المنهاج التعليمي السوري لافتا إلى أن التعليم باللغة العربية ممنوع في الجولان سواء وفق المنهاج السوري أو أي منهاج آخر.

 وأشار الجعفري إلى أن سلطات الاحتلال تمنع الهلال الأحمر السوري من العمل في الجولان المحتل ومن بناء مستوصفات ومشاف تابعة له هناك استناداً إلى قرارات الحركة الدولية لجمعيات الهلال والصليب الأحمر التي تعود للعام 1911 هذا علاوة على بناء سلطات الاحتلال لجدار فصل عنصري شرق مدينة مجدل شمس السورية ورفض تسليم خرائط حقول الألغام التي زرعتها في أراضي الجولان إلى المنظمات الدولية المختصة حيث أودت هذه الألغام بحياة أكثر من 726 مواطناً سورياً بينهم أكثر من 227 طفلاً.

وأضاف الجعفري إن المساعدة والدعم اللذين تقدمهما "إسرائيل" للمجموعات الإرهابية بما في ذلك أولئك المرتبطين ب/القاعدة/ في منطقة فصل القوات في الجولان السوري المحتل يشكلان انتهاكاً فاضحاً لاتفاق فصل القوات لعام 1974 ولولاية قوات "الأندوف" وللقانون الدولي ولقرارات مجلس الأمن.

 ولفت الجعفري إلى أن الأمر وصل بسلطات الاحتلال إلى حد إقامة مشفى ميداني بالقرب من خط الفصل في الجولان وقيام رئيس وزرائها بزيارة الإرهابيين المصابين ممن تتم معالجتهم في المشافي الإسرائيلية ليصار إلى إعادتهم لاحقاً إلى منطقة الفصل في الجولان السوري المحتل كي يتابعوا "نشاطاتهم الإرهابية" هناك.

 وقال الجعفري إن هذه المساعدة والدعم الإسرائيلي للإرهابيين إنما يعرض حياة قوات الأمم المتحدة العاملة هناك للخطر ويساهم في تقويض عمل هذه القوات حيث شهدنا قيام تلك المجموعات الإرهابية التي يحلو للبعض تسميتها "المعارضة المعتدلة" في عدة مرات بخطف حفظة سلام تابعين للأندوف أو إطلاق النار عليهم واستهداف مواقعهم.

 وأشار الجعفري إلى أن الحكومة السورية أبلغت إدارة عمليات حفظ السلام بكل التفاصيل المتعلقة بذلك وطلبت منها رسمياً التحقيق في مسألة تواطوء الاستخبارات القطرية في خطف حفظة سلام تابعين للأندوف من الكتيبة الفلبينية لافتا إلى أن المستهجن في الموضوع هو تقاعس إدارة عمليات حفظ السلام حتى هذه اللحظة عن توضيح نتيجة تحقيقاتها ذات الصلة بهذه الشكوى هذا إن قامت الإدارة بالفعل بإجراء مثل تلك التحقيقات.

 وأكد الجعفري أن إسرائيل لم تكتف بتقديم الدعم اللوجستي للإرهابيين بل قامت بالتدخل العسكري المباشر في أكثر من مرة وكان آخرها قصفها الشهر الماضي مدرسة ومسجداً في قرية الحميدية في الجولان السوري بالقرب من خط الفصل في انتهاك سافر وخطير للقانون الدولي ما يفضح من جديد التنسيق القائم بين قوات الاحتلال الإسرائيلي والمجموعات الإرهابية في منطقة الفصل تماماً كما تفعل السعودية وقطر وتركيا.

 وأوضح مندوب سورية الدائم أن هناك حلفا واضحا بين هذه الدول الثلاث و"إسرائيل" محوره دعم المجموعات الإرهابية في سورية أياً كانت تلك المجموعات مرتبطة بالقاعدة أو تنظيم ما يسمى "دولة الإسلام في العراق والشام" داعش" أو "جبهة النصرة" أو أي جبهة إرهابية أخرى ودفعها قدماًً لتدمير سورية وسفك دماء شعبها وقتل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

 وأضاف الجعفري.. يجب على البعض ألا يخدع نفسه والعالم وألا يستمر في تقديم الذرائع والمبررات ل/إسرائيل/ فالجميع يعلم علم اليقين أن إسرائيل ككيان استيطاني قام على الاحتلال والتوسع ولم تكن يوماً معنية بالسلام فقد ضمت الجولان السوري والقدس واعتدت على دول المنطقة وانتهكت القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة دون هوادة.

 ولفت الجعفري إلى أن إسرائيل رفضت أي رقابة دولية على ترسانتها النووية واعتدت على المقدسات الإسلامية والمسيحية وهي تحاول اليوم سرقة المسجد الأقصى وتطالب كشرط مسبق بما يسمى تحقيق "يهودية دولة إسرائيل" بهدف تفريغ فلسطين من سكانها وإنهاء حق العودة وترد على كل مبادرات السلام والمفاوضات بالمراوغة والتذرع بما تسميه زيفاً "المشاغل الأمنية" لتكريس الاحتلال وفرض أمر واقع لا يمكن تغييره وخاصة عبر بناء وتوسيع المستوطنات وتهويد الأراضي العربية وتغيير طابعها الديموغرافي والحضاري.

 وتساءل الجعفري.. كيف تستطيع إسرائيل بعد كل ذلك الحديث عن السلام وكيف تستقيم المطالبة بالسلام مع كل تلك الممارسات التي تقوض أبسط مبادئ السلام... أليس من بالغ الوقاحة أن تدعي "إسرائيل" أن إزالة أي مستوطنة إنما هي مسألة مؤلمة لا تحتمل في حين أن اضطهاد شعب فلسطين بأكمله مسألة فيها نظر.

 استمرار إسرائيل بتجاهل الدعوات لجعل الشرق الأوسط خاليا من الأسلحة النووية وبتطوير قدراتها النووية يشكل إخلالا بمصداقية نظام عدم الانتشار النووي ويهدد أمن واستقرار المنطقة

 وفي بيان الجمهورية العربية السورية أمام الدورة الثالثة للجنة التحضيرية لمؤتمر مراجعة معاهدة انتشار الاسلحة النووية للعام 2014 جدد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة التحذير من خطورة استمرار إسرائيل بتجاهل جميع الدعوات الرامية الى جعل منطقة الشرق الاوسط خالية من الأسلحة النووية وبتطوير قدراتها النووية خارج أي رقابة دولية مؤكدا أن هذا النهج الإسرائيلي يشكل إخلالا بمصداقية نظام عدم انتشار الأسلحة النووية ويهدد أمن واستقرار دول وشعوب المنطقة.

 وقال الدكتور الجعفري: إن "سورية كانت من اوائل الدول في منطقة الشرق الاوسط التي وقعت على معاهدة منع انتشار الاسلحة النووية في عام 1968 انطلاقا من قناعتها أن امتلاك أي دولة في المنطقة لهذا السلاح المدمر يشكل تهديدا للسلم والامن الاقليميين والدوليين على السواء كما كانت سباقة في الدعوة لجعل منطقة الشرق الاوسط خالية من الأسلحة النووية وكل أسلحة الدمار الشامل الأخرى حيث قدمت اثناء عضويتها في مجلس الامن مشروع قرار امام المجلس بتاريخ 29/12/2003 لاخلاء منطقة الشرق الاوسط من تلك الاسلحة إلا أن مبادرتها تلك لقيت معارضة من قبل دولة نافذة في المجلس بهدف اجهاضها سعيا من تلك الدولة لحماية إسرائيل في تنصلها من التزاماتها الدولية في هذا الخصوص".

وجدد الدكتور الجعفري التأكيد على ضرورة التمسك بما صدر عن مؤتمر مراجعة المعاهدة للعام 2010 بخصوص التأكيد على إخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النووية استنادا إلى قرار مؤتمر المراجعة لعام 1995 ما يحتم ضرورة الضغط على إسرائيل للانضمام إلى معاهدة عدم الانتشار كطرف غير حائز على الأسلحة النووية أسوة بجميع دول المنطقة وإخضاع جميع منشآتها النووية وجميع نشاطاتها النووية للضمانات الشاملة للوكالة الدولية للطاقة الذرية وفقا لقرار مجلس الامن 487 لعام 1981 ولقرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية رقم 17 لعام 2009 إضافة إلى القرارات الأخرى ذات الصلة وذلك حفاظا على الأمن والسلم الدوليين.

 وقال: إن المثير للدهشة والاستغراب هو تحدي إسرائيل لجميع قرارات الشرعية الدولية من خلال المتابعة والمثابرة في تطوير ترسانتها النووية بدعم من بعض الدول الاعضاء الحائزة على السلاح النووي مؤكدا أن قيام بعض الدول النووية بتزويد إسرائيل بالتكنولوجيا النووية المتطورة على مدى عقود من الزمن واستمرار هذه الدول في حماية الاستثناء النووي الاسرائيلي يشكل انتهاكا فاضحا لالتزامات تلك الدول بموجب احكام المادة الاولى من المعاهدة.

 ولفت الجعفري إلى أن هذه الدول النووية ومن بينها المملكة المتحدة "إحدى الدول الثلاث الوديعة للمعاهدة" تتساوى مع إسرائيل من جهة ضرورة مساءلتها عن عدم الامتثال لأحكام معاهدة منع الانتشار.

 وذكر الجعفري بأن إسرائيل ليست طرفا في معاهدة منع انتشار الاسلحة النووية حيث بدأ برنامجها النووي في مطلع الخمسينيات من القرن الماضي في مركز النقب للابحاث النووية بالقرب من مدينة ديمونة وقامت فرنسا آنذاك بتزويد إسرائيل بمفاعل لإنتاج اليورانيوم في أوائل الستينيات من القرن الماضي كما زودتها أيضا بدفعة من الصواريخ متوسطة المدى لتركيب رؤوس نووية عليها موضحا أن إسرائيل تتبع منذ ذلك الحين ما تسميه بسياسة "الغموض النووي" بناء على توافق إسرائيلي أميركي يعود إلى الستينيات من القرن الماضي إلا أنه وبناء على تقديرات قدرة إنتاج اليورانيوم في مفاعل ديمونة ووفقا لتقديرات معهد استوكهولم الدولي لبحوث السلام "سيبري" فإن إسرائيل قد قامت بإنتاج ما يزيد على 840 كيلوغراما من اليورانيوم المستخدم لاغراض عسكرية أي ما يكفي لصنع ما يزيد على 200 رأس نووي مذكرا بتصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق ايهود اولمرت في مقابلة له مع قناة ألمانية بتاريخ 11 كانون الاول 2006 حول امتلاك إسرائيل للسلاح النووي.

 وأضاف الجعفري أن كل هذه المعلومات المتاحة للجميع حول برنامج إسرائيل النووي لم تكن كافية للدول التي تدعي حرصها على عالمية معاهدة منع الانتشار بأن تطالب اسرائيل بالتخلي عن هذا البرنامج الذي يهدد أمن منطقتنا وأمن العالم برمته مؤكدا أن على كل الدول الاعضاء التي تتستر على "غموض" إسرائيل النووي أن تدرك بأن هذا التستر يشكل ازدواجية بالمعايير تسيء لمصداقية هذه الدول وتخل بالتزاماتها ازاء معاهدة منع الانتشار.

 ولفت الجعفري إلى أن معظم دول العالم كانت تتطلع إلى انعقاد ونجاح المؤتمر الخاص باخلاء منطقة الشرق الاوسط من الاسلحة النووية وجميع اسلحة الدمار الشامل الاخرى والذي كان من المقرر عقده نهاية عام 2012 في العاصمة الفنلندية هلسنكي إلا أن إعلان اسرائيل في المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال شهر ايلول من العام ذاته عدم مشاركتها في المؤتمر المذكور أدى إلى إفشاله وتفريغ كل الجهد الدولي المبذول في مؤتمر مراجعة معاهدة عدم الانتشار في العام 2010 من محتواه وذلك في ظل اجواء غير مبررة من عدم المساءلة لهذا السلوك الاسرائيلي داعيا إلى ضرورة تحديد تاريخ لعقد المؤتمر خلال العام الجاري.

 وشدد الجعفري على وجوب التعامل مع حق الدول الاطراف في المعاهدة في الاستفادة من الاستخدامات السلمية للطاقة النووية كحق غير قابل للتصرف وكما تنص المعاهدة وبموجب أحكام المادة الرابعة من المعاهدة وتسهيل الاستخدام السلمي وعدم تقييده.

 وأشار الجعفري إلى أن قول البعض بضرورة تقييد ممارسة هذا الحق الاصيل يطرح تساؤلا جوهريا مفاده امكانية البحث في تقييد حق أصيل يشكل أحد أركان المعاهدة الثلاثة.

 وردا على ما ذكره كوريل فيروتا من الوكالة الدولية للطاقة الذرية في بيانه أمس الأول بأن الوكالة خلصت إلى أنه "من المرجح جدا أن بناء دمر في موقع دير الزور عام 2007 كان مفاعلا نوويا كان ينبغي التصريح به إلى الوكالة" قال الجعفري: "إن مجلس الأمن والوكالة الدولية للطاقة الذرية لم يدينا عدوان إسرائيل الفاضح على الموقع في دير الزور ربما لأنهما اعتادا على التساهل مع خرق اسرائيل لقراراتهما الشرعية والدولية المتعلقة بمنطقتنا دون حسيب أو رقيب" مشددا على أن رفض إسرائيل التعاون مع الوكالة بالسماح لمفتشيها بالكشف والتحقق عن مصدر التلوث المحتمل الناجم عن الصواريخ الاسرائيلية والمواد التي استخدمتها في تدمير وتلويث الموقع آخذين بالاعتبار أن استمرار عدم تعاون اسرائيل مع متطلبات الوكالة واستمرارها في تطوير قدراتها النووية العسكرية خارج أي رقابة دولية وتجاهلها لجميع الدعوات الرامية إلى جعل الشرق الاوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية هو أمر يخل بمصداقية نظام عدم الانتشار ويهدد أمن واستقرار دول وشعوب منطقة الشرق الاوسط وكلها أمور بمنتهى الخطورة.

 

وقال الجعفري "كنا نتوقع من السيد فيروتا أن يتطرق إلى هذه الأمور في بيانه بدلا من الالتفات إلى تعابير مثل من "المرجح جدا" وكأنه يبرر العدوان الاسرائيلي ويبحث عن ذرائع لهذا العدوان بما يسيء لولايته ولسمعة الوكالة الدولية للطاقة الذرية" داعيا إياه إلى قراءة مذكرات الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي ليدرك حقيقة ما فعلته اسرائيل ضد موقع دير الزور عام 2007.

 وشدد الجعفري في ختام بيانه على أن مسؤولية نجاح أعمال المؤتمر تقع على عاتق الجميع نظرا لان المعاهدة تواجه تحديات يجب التصدي لها بشكل فعال كونها الاساس العالمي المخول بلجم انتشار الأسلحة النووية وتحقيق هدف نزعها معربا عن الأمل بأن تسهم مداولات المؤتمر بهذ الصدد في المساعدة على تعزيز أسس هذه المعاهدة وأعمال تنفيذها بالشكل الذي يكفل ضمان السلم والأمن الدوليين.

وكان الدكتور الجعفري استهل البيان بالتأكيد على دعم سورية لكل ما من شأنه إنجاح هذه الدورة المهمة وانضمامها إلى بيان دول حركة عدم الانحياز الاطراف في معاهدة منع الانتشار النووي الذي ألقاه وزير خارجية اندونيسيا.

 

  • فريق ماسة
  • 2014-04-28
  • 6826
  • من الأرشيف

الجعفري: بعض الدول تتعامل مع الوضع في سورية بطريقة تضليلية مخالفة للواقع

أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري في كلمة له خلال جلسة لمجلس الأمن حول الحالة في الشرق الأوسط أن بعض الدول تتعامل مع الوضع في سورية بطريقة تضليلية مخالفة للواقع وتسعى للتشويش على القضية الفلسطينية والاصطياد في الماء العكر بالنسبة للأزمة في سورية وهو دليل على نفاقهم. وقال الجعفري "إن بعض مندوبي الدول يتباكون بشكل هزلي مبتذل على حقوق الشعب السوري دون أن يشيروا إلى احتلال الكيان الصهيوني للجولان وكأنه ليس أرضا سورية محتلة وفق القرارات الدولية". وأضاف الجعفري إن "المساعدة والدعم الذي تقدمه "إسرائيل" للإرهابيين في الجولان السوري المحتل يشكل انتهاكا لاتفاقية فصل القوات وللقانون الدولي وهو ما يعرض حياة قوات الأمم المتحدة للخطر".   وقال الجعفري في بيان ألقاه أمس في مجلس الأمن في إطار مناقشة البند الخاص بـ "الحالة فى الشرق الأوسط": إنه من المحزن فعلا أن أحدا من المتحدثين لم يأت على ذكر الأعمال الإرهابية التي ضربت بلادي اليوم ومن بينها تفجير سيارتين مفخختين في حمص القديمة ما أودى بحياة 36 مواطنا وإصابة 85 آخرين بجروح معظمهم من الأطفال إضافة إلى استهداف إرهابيين بأربع قذائف هاون مدرسة أطفال في حي الشاغور بدمشق راح ضحيتها 14 طفلا وأصيب 86 آخرون.  وأضاف الجعفري.. وبشأن دعم المجموعات الإرهابية المسلحة التي يسميها البعض "المعارضة المعتدلة" ويزودها بالسلاح أود أن أشير إلى أن السعودية وقطر وتركيا ودولا أعضاء في مجلس الأمن ومساهمة منها في هذا النهج المشبوه قد طلبت الشهر الماضي عقد اجتماعين عن سورية في الجمعية العامة تزامن الأول مع اجتماع مجلس الأمن المخصص للاستماع إلى الإحاطة الدورية للأمانة العامة حول "الحالة في الشرق الأوسط" في حين تزامن الاجتماع الثاني مع اجتماع "اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف".  وتابع الجعفري.. إن تلك الدول سعت للتشويش على القضية الفلسطينية في ظل مناقشة بند "الحالة في الشرق الأوسط" والاصطياد في الماء العكر بخصوص الوضع في سورية وهذا دليل على نفاقهم وإذا كان زميل من الزملاء قد تحدث أو وصف بلادي بأنها شقيقة وهو كاذب فإننا نحن في سورية بغنى عن هذه الأخوة التي يدعيها هو ونظامه.. نحن لا نريد أخوة قاتلة مجرمة إرهابية تسفك الدم في بلادي.  وقال مندوب سورية الدائم.. وكي لا نكون جزءا من هذه المحاولات المستهجنة الساعية لقتل نقاشنا المخصص أساسا لمسألة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية بأبعاده المختلفة فإنني لن أرد في إطار هذا البند على وفود تلك الدول التي تنتهك أحكام الميثاق وقواعد القانون الدولي من خلال دعمها وإيوائها وتسليحها وتدريبها وتحريضها العلني للإرهابيين والمرتزقة وتسهيلها تسللهم إلى الداخل السوري عبر الحدود مع الدول المجاورة ونشرها التطرف والتخريب والإرهاب في بلادي وعملها المستميت لإفشال أي حل سلمي بقيادة سورية للأزمة.   وبين الجعفري أن المشهد يصبح هزليا فعلا عندما يتحدث مندوب دولة ما ليس لها دستور ولا برلمان وتحرم المرأة فيها من أبسط حقوقها وعندما يتنطع البعض للحديث عن الديمقراطية في سورية التي تتبوأ فيها امرأة منصب نائب رئيس الجمهورية.   وأوضح الجعفري أن وفود بعض الدول التي أدمنت سفك دماء السوريين على مدى السنوات الثلاث الماضية تسابقت إلى طلب عقد مؤتمرات وجلسات واجتماعات جانبية للترويج لتقارير مضللة حول الوضع في سورية كما أسرف ممثلو هذه الدول اليوم في التباكي بشكل مسرحي مبتذل وغير متقن على حقوق الشعب السوري ولكنهم لم يتطرقوا ولو بكلمة واحدة لمسألة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للجولان السوري الذي اعتمد مجلس الأمن بشأنه القرار رقم 497 لعام 1981 وكأن استعادة الجولان السوري ليست من حقوق الشعب السوري وكأن الجولان ليس أرضا سورية محتلة يصدر حولها سنويا العديد من القرارات التي تطالب إسرائيل بالانسحاب منها حتى خط الرابع من حزيران لعام 1967 . وتساءل الجعفري.. أين حديث تلك الوفود عن قانون حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني عندما يأتي الأمر إلى حملات الاستيطان الاسرائيلية ومعاناة المواطنين السوريين الرازحين تحت الاحتلال في الجولان منذ ما يناهز النصف قرن حيث يتعرضون لأبشع سياسات القمع والتمييز العنصري والاعتقال والتعذيب ويحرمون من مواردهم الطبيعية بما في ذلك النفط والغاز والمياه.  وأوضح الجعفري أن المواطن السوري الرازح تحت الاحتلال في الجولان لا تعالجه المشافي الإسرائيلية إذا رفض حمل الهوية الإسرائيلية ولا يستطيع أن يدرس في المدارس باللغة العربية وفق المنهاج التعليمي السوري لافتا إلى أن التعليم باللغة العربية ممنوع في الجولان سواء وفق المنهاج السوري أو أي منهاج آخر.  وأشار الجعفري إلى أن سلطات الاحتلال تمنع الهلال الأحمر السوري من العمل في الجولان المحتل ومن بناء مستوصفات ومشاف تابعة له هناك استناداً إلى قرارات الحركة الدولية لجمعيات الهلال والصليب الأحمر التي تعود للعام 1911 هذا علاوة على بناء سلطات الاحتلال لجدار فصل عنصري شرق مدينة مجدل شمس السورية ورفض تسليم خرائط حقول الألغام التي زرعتها في أراضي الجولان إلى المنظمات الدولية المختصة حيث أودت هذه الألغام بحياة أكثر من 726 مواطناً سورياً بينهم أكثر من 227 طفلاً. وأضاف الجعفري إن المساعدة والدعم اللذين تقدمهما "إسرائيل" للمجموعات الإرهابية بما في ذلك أولئك المرتبطين ب/القاعدة/ في منطقة فصل القوات في الجولان السوري المحتل يشكلان انتهاكاً فاضحاً لاتفاق فصل القوات لعام 1974 ولولاية قوات "الأندوف" وللقانون الدولي ولقرارات مجلس الأمن.  ولفت الجعفري إلى أن الأمر وصل بسلطات الاحتلال إلى حد إقامة مشفى ميداني بالقرب من خط الفصل في الجولان وقيام رئيس وزرائها بزيارة الإرهابيين المصابين ممن تتم معالجتهم في المشافي الإسرائيلية ليصار إلى إعادتهم لاحقاً إلى منطقة الفصل في الجولان السوري المحتل كي يتابعوا "نشاطاتهم الإرهابية" هناك.  وقال الجعفري إن هذه المساعدة والدعم الإسرائيلي للإرهابيين إنما يعرض حياة قوات الأمم المتحدة العاملة هناك للخطر ويساهم في تقويض عمل هذه القوات حيث شهدنا قيام تلك المجموعات الإرهابية التي يحلو للبعض تسميتها "المعارضة المعتدلة" في عدة مرات بخطف حفظة سلام تابعين للأندوف أو إطلاق النار عليهم واستهداف مواقعهم.  وأشار الجعفري إلى أن الحكومة السورية أبلغت إدارة عمليات حفظ السلام بكل التفاصيل المتعلقة بذلك وطلبت منها رسمياً التحقيق في مسألة تواطوء الاستخبارات القطرية في خطف حفظة سلام تابعين للأندوف من الكتيبة الفلبينية لافتا إلى أن المستهجن في الموضوع هو تقاعس إدارة عمليات حفظ السلام حتى هذه اللحظة عن توضيح نتيجة تحقيقاتها ذات الصلة بهذه الشكوى هذا إن قامت الإدارة بالفعل بإجراء مثل تلك التحقيقات.  وأكد الجعفري أن إسرائيل لم تكتف بتقديم الدعم اللوجستي للإرهابيين بل قامت بالتدخل العسكري المباشر في أكثر من مرة وكان آخرها قصفها الشهر الماضي مدرسة ومسجداً في قرية الحميدية في الجولان السوري بالقرب من خط الفصل في انتهاك سافر وخطير للقانون الدولي ما يفضح من جديد التنسيق القائم بين قوات الاحتلال الإسرائيلي والمجموعات الإرهابية في منطقة الفصل تماماً كما تفعل السعودية وقطر وتركيا.  وأوضح مندوب سورية الدائم أن هناك حلفا واضحا بين هذه الدول الثلاث و"إسرائيل" محوره دعم المجموعات الإرهابية في سورية أياً كانت تلك المجموعات مرتبطة بالقاعدة أو تنظيم ما يسمى "دولة الإسلام في العراق والشام" داعش" أو "جبهة النصرة" أو أي جبهة إرهابية أخرى ودفعها قدماًً لتدمير سورية وسفك دماء شعبها وقتل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.  وأضاف الجعفري.. يجب على البعض ألا يخدع نفسه والعالم وألا يستمر في تقديم الذرائع والمبررات ل/إسرائيل/ فالجميع يعلم علم اليقين أن إسرائيل ككيان استيطاني قام على الاحتلال والتوسع ولم تكن يوماً معنية بالسلام فقد ضمت الجولان السوري والقدس واعتدت على دول المنطقة وانتهكت القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة دون هوادة.  ولفت الجعفري إلى أن إسرائيل رفضت أي رقابة دولية على ترسانتها النووية واعتدت على المقدسات الإسلامية والمسيحية وهي تحاول اليوم سرقة المسجد الأقصى وتطالب كشرط مسبق بما يسمى تحقيق "يهودية دولة إسرائيل" بهدف تفريغ فلسطين من سكانها وإنهاء حق العودة وترد على كل مبادرات السلام والمفاوضات بالمراوغة والتذرع بما تسميه زيفاً "المشاغل الأمنية" لتكريس الاحتلال وفرض أمر واقع لا يمكن تغييره وخاصة عبر بناء وتوسيع المستوطنات وتهويد الأراضي العربية وتغيير طابعها الديموغرافي والحضاري.  وتساءل الجعفري.. كيف تستطيع إسرائيل بعد كل ذلك الحديث عن السلام وكيف تستقيم المطالبة بالسلام مع كل تلك الممارسات التي تقوض أبسط مبادئ السلام... أليس من بالغ الوقاحة أن تدعي "إسرائيل" أن إزالة أي مستوطنة إنما هي مسألة مؤلمة لا تحتمل في حين أن اضطهاد شعب فلسطين بأكمله مسألة فيها نظر.  استمرار إسرائيل بتجاهل الدعوات لجعل الشرق الأوسط خاليا من الأسلحة النووية وبتطوير قدراتها النووية يشكل إخلالا بمصداقية نظام عدم الانتشار النووي ويهدد أمن واستقرار المنطقة  وفي بيان الجمهورية العربية السورية أمام الدورة الثالثة للجنة التحضيرية لمؤتمر مراجعة معاهدة انتشار الاسلحة النووية للعام 2014 جدد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة التحذير من خطورة استمرار إسرائيل بتجاهل جميع الدعوات الرامية الى جعل منطقة الشرق الاوسط خالية من الأسلحة النووية وبتطوير قدراتها النووية خارج أي رقابة دولية مؤكدا أن هذا النهج الإسرائيلي يشكل إخلالا بمصداقية نظام عدم انتشار الأسلحة النووية ويهدد أمن واستقرار دول وشعوب المنطقة.  وقال الدكتور الجعفري: إن "سورية كانت من اوائل الدول في منطقة الشرق الاوسط التي وقعت على معاهدة منع انتشار الاسلحة النووية في عام 1968 انطلاقا من قناعتها أن امتلاك أي دولة في المنطقة لهذا السلاح المدمر يشكل تهديدا للسلم والامن الاقليميين والدوليين على السواء كما كانت سباقة في الدعوة لجعل منطقة الشرق الاوسط خالية من الأسلحة النووية وكل أسلحة الدمار الشامل الأخرى حيث قدمت اثناء عضويتها في مجلس الامن مشروع قرار امام المجلس بتاريخ 29/12/2003 لاخلاء منطقة الشرق الاوسط من تلك الاسلحة إلا أن مبادرتها تلك لقيت معارضة من قبل دولة نافذة في المجلس بهدف اجهاضها سعيا من تلك الدولة لحماية إسرائيل في تنصلها من التزاماتها الدولية في هذا الخصوص". وجدد الدكتور الجعفري التأكيد على ضرورة التمسك بما صدر عن مؤتمر مراجعة المعاهدة للعام 2010 بخصوص التأكيد على إخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النووية استنادا إلى قرار مؤتمر المراجعة لعام 1995 ما يحتم ضرورة الضغط على إسرائيل للانضمام إلى معاهدة عدم الانتشار كطرف غير حائز على الأسلحة النووية أسوة بجميع دول المنطقة وإخضاع جميع منشآتها النووية وجميع نشاطاتها النووية للضمانات الشاملة للوكالة الدولية للطاقة الذرية وفقا لقرار مجلس الامن 487 لعام 1981 ولقرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية رقم 17 لعام 2009 إضافة إلى القرارات الأخرى ذات الصلة وذلك حفاظا على الأمن والسلم الدوليين.  وقال: إن المثير للدهشة والاستغراب هو تحدي إسرائيل لجميع قرارات الشرعية الدولية من خلال المتابعة والمثابرة في تطوير ترسانتها النووية بدعم من بعض الدول الاعضاء الحائزة على السلاح النووي مؤكدا أن قيام بعض الدول النووية بتزويد إسرائيل بالتكنولوجيا النووية المتطورة على مدى عقود من الزمن واستمرار هذه الدول في حماية الاستثناء النووي الاسرائيلي يشكل انتهاكا فاضحا لالتزامات تلك الدول بموجب احكام المادة الاولى من المعاهدة.  ولفت الجعفري إلى أن هذه الدول النووية ومن بينها المملكة المتحدة "إحدى الدول الثلاث الوديعة للمعاهدة" تتساوى مع إسرائيل من جهة ضرورة مساءلتها عن عدم الامتثال لأحكام معاهدة منع الانتشار.  وذكر الجعفري بأن إسرائيل ليست طرفا في معاهدة منع انتشار الاسلحة النووية حيث بدأ برنامجها النووي في مطلع الخمسينيات من القرن الماضي في مركز النقب للابحاث النووية بالقرب من مدينة ديمونة وقامت فرنسا آنذاك بتزويد إسرائيل بمفاعل لإنتاج اليورانيوم في أوائل الستينيات من القرن الماضي كما زودتها أيضا بدفعة من الصواريخ متوسطة المدى لتركيب رؤوس نووية عليها موضحا أن إسرائيل تتبع منذ ذلك الحين ما تسميه بسياسة "الغموض النووي" بناء على توافق إسرائيلي أميركي يعود إلى الستينيات من القرن الماضي إلا أنه وبناء على تقديرات قدرة إنتاج اليورانيوم في مفاعل ديمونة ووفقا لتقديرات معهد استوكهولم الدولي لبحوث السلام "سيبري" فإن إسرائيل قد قامت بإنتاج ما يزيد على 840 كيلوغراما من اليورانيوم المستخدم لاغراض عسكرية أي ما يكفي لصنع ما يزيد على 200 رأس نووي مذكرا بتصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق ايهود اولمرت في مقابلة له مع قناة ألمانية بتاريخ 11 كانون الاول 2006 حول امتلاك إسرائيل للسلاح النووي.  وأضاف الجعفري أن كل هذه المعلومات المتاحة للجميع حول برنامج إسرائيل النووي لم تكن كافية للدول التي تدعي حرصها على عالمية معاهدة منع الانتشار بأن تطالب اسرائيل بالتخلي عن هذا البرنامج الذي يهدد أمن منطقتنا وأمن العالم برمته مؤكدا أن على كل الدول الاعضاء التي تتستر على "غموض" إسرائيل النووي أن تدرك بأن هذا التستر يشكل ازدواجية بالمعايير تسيء لمصداقية هذه الدول وتخل بالتزاماتها ازاء معاهدة منع الانتشار.  ولفت الجعفري إلى أن معظم دول العالم كانت تتطلع إلى انعقاد ونجاح المؤتمر الخاص باخلاء منطقة الشرق الاوسط من الاسلحة النووية وجميع اسلحة الدمار الشامل الاخرى والذي كان من المقرر عقده نهاية عام 2012 في العاصمة الفنلندية هلسنكي إلا أن إعلان اسرائيل في المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال شهر ايلول من العام ذاته عدم مشاركتها في المؤتمر المذكور أدى إلى إفشاله وتفريغ كل الجهد الدولي المبذول في مؤتمر مراجعة معاهدة عدم الانتشار في العام 2010 من محتواه وذلك في ظل اجواء غير مبررة من عدم المساءلة لهذا السلوك الاسرائيلي داعيا إلى ضرورة تحديد تاريخ لعقد المؤتمر خلال العام الجاري.  وشدد الجعفري على وجوب التعامل مع حق الدول الاطراف في المعاهدة في الاستفادة من الاستخدامات السلمية للطاقة النووية كحق غير قابل للتصرف وكما تنص المعاهدة وبموجب أحكام المادة الرابعة من المعاهدة وتسهيل الاستخدام السلمي وعدم تقييده.  وأشار الجعفري إلى أن قول البعض بضرورة تقييد ممارسة هذا الحق الاصيل يطرح تساؤلا جوهريا مفاده امكانية البحث في تقييد حق أصيل يشكل أحد أركان المعاهدة الثلاثة.  وردا على ما ذكره كوريل فيروتا من الوكالة الدولية للطاقة الذرية في بيانه أمس الأول بأن الوكالة خلصت إلى أنه "من المرجح جدا أن بناء دمر في موقع دير الزور عام 2007 كان مفاعلا نوويا كان ينبغي التصريح به إلى الوكالة" قال الجعفري: "إن مجلس الأمن والوكالة الدولية للطاقة الذرية لم يدينا عدوان إسرائيل الفاضح على الموقع في دير الزور ربما لأنهما اعتادا على التساهل مع خرق اسرائيل لقراراتهما الشرعية والدولية المتعلقة بمنطقتنا دون حسيب أو رقيب" مشددا على أن رفض إسرائيل التعاون مع الوكالة بالسماح لمفتشيها بالكشف والتحقق عن مصدر التلوث المحتمل الناجم عن الصواريخ الاسرائيلية والمواد التي استخدمتها في تدمير وتلويث الموقع آخذين بالاعتبار أن استمرار عدم تعاون اسرائيل مع متطلبات الوكالة واستمرارها في تطوير قدراتها النووية العسكرية خارج أي رقابة دولية وتجاهلها لجميع الدعوات الرامية إلى جعل الشرق الاوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية هو أمر يخل بمصداقية نظام عدم الانتشار ويهدد أمن واستقرار دول وشعوب منطقة الشرق الاوسط وكلها أمور بمنتهى الخطورة.   وقال الجعفري "كنا نتوقع من السيد فيروتا أن يتطرق إلى هذه الأمور في بيانه بدلا من الالتفات إلى تعابير مثل من "المرجح جدا" وكأنه يبرر العدوان الاسرائيلي ويبحث عن ذرائع لهذا العدوان بما يسيء لولايته ولسمعة الوكالة الدولية للطاقة الذرية" داعيا إياه إلى قراءة مذكرات الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي ليدرك حقيقة ما فعلته اسرائيل ضد موقع دير الزور عام 2007.  وشدد الجعفري في ختام بيانه على أن مسؤولية نجاح أعمال المؤتمر تقع على عاتق الجميع نظرا لان المعاهدة تواجه تحديات يجب التصدي لها بشكل فعال كونها الاساس العالمي المخول بلجم انتشار الأسلحة النووية وتحقيق هدف نزعها معربا عن الأمل بأن تسهم مداولات المؤتمر بهذ الصدد في المساعدة على تعزيز أسس هذه المعاهدة وأعمال تنفيذها بالشكل الذي يكفل ضمان السلم والأمن الدوليين. وكان الدكتور الجعفري استهل البيان بالتأكيد على دعم سورية لكل ما من شأنه إنجاح هذه الدورة المهمة وانضمامها إلى بيان دول حركة عدم الانحياز الاطراف في معاهدة منع الانتشار النووي الذي ألقاه وزير خارجية اندونيسيا.  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة