تتعرض المناهج الجديدة التي طرحتها وزارة التربية السورية هذا العام للكثير من الانتقادات من جهة، واستماتة في الدفاع عنها وعن ما تحمله من مضمون يصب في مصلحة الطلاب من جهة أخرى.

ويرى "فرح سليمان المطلق" معاون وزير التربية أن الوزارة طوّرت المناهج وهذا التطوير عملية مقصودة تبدأ من مكونات المنهج بمفهومه الحديث بدءا من الأهداف إلى المحتوى إلى استراتيجيات التعليم والتعلم والتقويم إلى ما هناك من العملية التربوية.

ويرد المطلق أسباب تغيير المناهج القديمة لوجود عدّة نقاط ضعف فيها كعدم الترابط بين مواد المنهج و المضامين النظرية وضعف الاهتمام بالوظيفية حيث يقول: "كنّا نعلّم لنعلم، لكن ما نسبة ما يستفيده المتعلم مما يتعلمه؟، كما أنّ طريقة عرض المحتوى كان فيها الكثير من المشاكل، حيث أن التعلم كان يركز بشكل كبير على الكتاب فقط، بالإضافة لسيادة الإلقاء والتلقين، وأيضاً اقتصار التقويم على المستويات الدنيا من المعرفة وهي الحفظ والتذكر".

انطلقت الوزارة كما يؤكد المطلق لتأكيد أساسيات المعرفة في منهاجها الجديد ومن هذه الأساسيات تنمية طرائق التفكير وبناء المهارات العملية والتدريب على حل المشكلات واعتماد التكاملية، من حيث المداخل التي بنيت عليها المعايير الوطنية، ووضع معايير ومخرجات تربوية محددة.

من جهته "عبد الحكيم حماد" مدير المناهج والتوجيه في وزارة التربية أكد أن عملية تطوير المناهج عملية مستمرة استمرار الحياة، لكن عملية التطوير التي جرت الآن لمناهج الوزارة أتت لتطور المناهج القديمة وعالجت نقاط الضعف الموجودة فيها، حيث أن الكثير من المعارف بقيت كما هي لكن الذي اختلف هو طريقة عرض وأسلوب معالجة هذه المعارف، بالإضافة لتعزيز ما هو ايجابي فيها، ومعالجة نقاط ضعفها.

أما المعايير الوطنية التي ارتكزت عليها هذه المناهج وكما يؤكد حماد فهي إبراز دور الحضارة العربية والإسلامية في هذه المناهج والتأكيد على الانتماء الوطني، والشخصيات التاريخية التي ساهمت في بناء الوطن بالإضافة إلى تربية الطلاب على المواطنة والأصالة والعروبة.

وعن تفاعل المدرسين مع المنهاج الجديد أكد عددٌ منهم أنّهم وجدوا أنفسهم وجهاً لوجه أمام منهاج وصفوه بـ "الرائع" غير أنه "ليس لمدارسنا"، وهو ما يجعل أحلام الوزارة بتطبيقه أشبه بالسراب، فالمنهاج الجديد وحسب قولهم يحتاج غرف صفيّة واسعة حتى يتمكن المدرس من تقسيم طلابه إلى مجموعات، وتفتقر أغلب المدارس الحكومية إلى هذا النوع من الغرف ما يجعل تطبيق المنهاج غاية في الصعوبة، بالإضافة لحاجة المنهاج الجديد إلى بنى تحتية من أجهزة حاسوب وإنترنت وأجهزة إسقاط الخ..، وهي لا تتوافر في معظم مدارسنا، كذلك قصر وقت الحصة الدراسية ما يعيق شرح المادة بشقيها العملي والنظري.

في حين يؤكد أحد المدرسين أنّ أغلب مدارسنا ليست مزودة بالوسائل التعليمية المناسبة حتى أن بعض مدارس المدينة لا تملك تلك الوسائل فكيف بمدارس الريف.

أما وزير التربية السوري "علي سعد" فيؤكد أن المناهج الجديدة تنسجم مع العمر العقلي والزمني للطالب فضلاً عن وجود تقييم مستمر لها لمعرفة موقعها من المناهج المتقدمة في العالم؟ و أن طرائق التدريس المستخدمة في المناهج المطورة كالتعليم التعاوني التشاركي والتعلم ضمن مجموعات واستخدام أجهزة العرض أثناء التدريس هي إحدى طرائق التدريس المقترحة في المناهج المطورة لافتاً إلى أن المعلم أو المدرس لابد له من استخدام الطريقة التدريسية المناسبة لطبيعة المحتوى التعليمي والخصوصية العمرية للتلاميذ وألا يعتمد على طريقة تدريسية واحدة في الحصة الدراسية مؤكداً أن المناهج المطورة تتطلب استخدام طرائق تدريس فعالة مثل المناقشة والحوار وعصف الدماغ وحل المشكلات والعمل في مجموعات.

وأشار وزير التربية إلى أن المناهج الجديدة تتضمن كتباً للموسيقا والفنون التشكيلية بدءاً من الصف الأول وذلك لأهمية هذه المواد في تنمية الشخصية المتكاملة للطالب، لافتاً لوجود دورات انتعاشية على مدار العام للمدرسين والمعلمين للتدريب على المناهج الجديدة ويمكن لأي متدرب يجد نفسه غير مستفيد بشكل كامل من الدورة التدريبية التي خضع لها أن يلتحق بالدورة اللاحقة وسيتحدد أماكن ومواعيد هذه الدورات التدريبية عبر الفضائية التربوية وعلى الموقع الرسمي للوزارة.

  • فريق ماسة
  • 2010-10-11
  • 11207
  • من الأرشيف

المناهج الجديدة إلى الآن تشتعل بنار المعارضة

تتعرض المناهج الجديدة التي طرحتها وزارة التربية السورية هذا العام للكثير من الانتقادات من جهة، واستماتة في الدفاع عنها وعن ما تحمله من مضمون يصب في مصلحة الطلاب من جهة أخرى. ويرى "فرح سليمان المطلق" معاون وزير التربية أن الوزارة طوّرت المناهج وهذا التطوير عملية مقصودة تبدأ من مكونات المنهج بمفهومه الحديث بدءا من الأهداف إلى المحتوى إلى استراتيجيات التعليم والتعلم والتقويم إلى ما هناك من العملية التربوية. ويرد المطلق أسباب تغيير المناهج القديمة لوجود عدّة نقاط ضعف فيها كعدم الترابط بين مواد المنهج و المضامين النظرية وضعف الاهتمام بالوظيفية حيث يقول: "كنّا نعلّم لنعلم، لكن ما نسبة ما يستفيده المتعلم مما يتعلمه؟، كما أنّ طريقة عرض المحتوى كان فيها الكثير من المشاكل، حيث أن التعلم كان يركز بشكل كبير على الكتاب فقط، بالإضافة لسيادة الإلقاء والتلقين، وأيضاً اقتصار التقويم على المستويات الدنيا من المعرفة وهي الحفظ والتذكر". انطلقت الوزارة كما يؤكد المطلق لتأكيد أساسيات المعرفة في منهاجها الجديد ومن هذه الأساسيات تنمية طرائق التفكير وبناء المهارات العملية والتدريب على حل المشكلات واعتماد التكاملية، من حيث المداخل التي بنيت عليها المعايير الوطنية، ووضع معايير ومخرجات تربوية محددة. من جهته "عبد الحكيم حماد" مدير المناهج والتوجيه في وزارة التربية أكد أن عملية تطوير المناهج عملية مستمرة استمرار الحياة، لكن عملية التطوير التي جرت الآن لمناهج الوزارة أتت لتطور المناهج القديمة وعالجت نقاط الضعف الموجودة فيها، حيث أن الكثير من المعارف بقيت كما هي لكن الذي اختلف هو طريقة عرض وأسلوب معالجة هذه المعارف، بالإضافة لتعزيز ما هو ايجابي فيها، ومعالجة نقاط ضعفها. أما المعايير الوطنية التي ارتكزت عليها هذه المناهج وكما يؤكد حماد فهي إبراز دور الحضارة العربية والإسلامية في هذه المناهج والتأكيد على الانتماء الوطني، والشخصيات التاريخية التي ساهمت في بناء الوطن بالإضافة إلى تربية الطلاب على المواطنة والأصالة والعروبة. وعن تفاعل المدرسين مع المنهاج الجديد أكد عددٌ منهم أنّهم وجدوا أنفسهم وجهاً لوجه أمام منهاج وصفوه بـ "الرائع" غير أنه "ليس لمدارسنا"، وهو ما يجعل أحلام الوزارة بتطبيقه أشبه بالسراب، فالمنهاج الجديد وحسب قولهم يحتاج غرف صفيّة واسعة حتى يتمكن المدرس من تقسيم طلابه إلى مجموعات، وتفتقر أغلب المدارس الحكومية إلى هذا النوع من الغرف ما يجعل تطبيق المنهاج غاية في الصعوبة، بالإضافة لحاجة المنهاج الجديد إلى بنى تحتية من أجهزة حاسوب وإنترنت وأجهزة إسقاط الخ..، وهي لا تتوافر في معظم مدارسنا، كذلك قصر وقت الحصة الدراسية ما يعيق شرح المادة بشقيها العملي والنظري. في حين يؤكد أحد المدرسين أنّ أغلب مدارسنا ليست مزودة بالوسائل التعليمية المناسبة حتى أن بعض مدارس المدينة لا تملك تلك الوسائل فكيف بمدارس الريف. أما وزير التربية السوري "علي سعد" فيؤكد أن المناهج الجديدة تنسجم مع العمر العقلي والزمني للطالب فضلاً عن وجود تقييم مستمر لها لمعرفة موقعها من المناهج المتقدمة في العالم؟ و أن طرائق التدريس المستخدمة في المناهج المطورة كالتعليم التعاوني التشاركي والتعلم ضمن مجموعات واستخدام أجهزة العرض أثناء التدريس هي إحدى طرائق التدريس المقترحة في المناهج المطورة لافتاً إلى أن المعلم أو المدرس لابد له من استخدام الطريقة التدريسية المناسبة لطبيعة المحتوى التعليمي والخصوصية العمرية للتلاميذ وألا يعتمد على طريقة تدريسية واحدة في الحصة الدراسية مؤكداً أن المناهج المطورة تتطلب استخدام طرائق تدريس فعالة مثل المناقشة والحوار وعصف الدماغ وحل المشكلات والعمل في مجموعات. وأشار وزير التربية إلى أن المناهج الجديدة تتضمن كتباً للموسيقا والفنون التشكيلية بدءاً من الصف الأول وذلك لأهمية هذه المواد في تنمية الشخصية المتكاملة للطالب، لافتاً لوجود دورات انتعاشية على مدار العام للمدرسين والمعلمين للتدريب على المناهج الجديدة ويمكن لأي متدرب يجد نفسه غير مستفيد بشكل كامل من الدورة التدريبية التي خضع لها أن يلتحق بالدورة اللاحقة وسيتحدد أماكن ومواعيد هذه الدورات التدريبية عبر الفضائية التربوية وعلى الموقع الرسمي للوزارة.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة