مضى شهر تقريباً على بداية العام الدراسي  وكلية الإعلام المحدثة بمرسوم رئاسي (منذ أكثر من ثلاثة أشهر) لم تبدأ عملها بعد، ولم تعلن جدولها الدراسي لطلاب السنة الأولى، وذلك بانتظار تعيين عمادتها، وأن يخصص لها مبنى تعليمي مستقل، وهو انتظار جعل الكلية حتى اللحظة مجرد إعلان.

فالإعلام اليوم بلا صاحب، وهو أمر غريب يحدث لكلية كثر الحديث في العامين الأخيرين عن التحضيرات الجارية بعقد إعلانها، وهي تحضيرات قيل إنها تشمل جميع جوانب العملية التعليمية من مناهج ومبانٍ واستوديوهات، إضافة إلى ورش تدريب فنية وتقنية في جميع جوانب العمل الإعلامي، ولكن الجدول الدراسي لطلاب السنوات الثلاث من قسم الإعلام السابق يؤكد أن لا مبنى مستقل للكلية الجديدة، إذ تتوزع  محاضراتهم على أكثر من مبنى في كلية الآداب كما الأعوام السابقة. ذلك في وقت يعاني فيه القسم من غياب رئيس قسم فعلي للكلية منذ أكثر من أربعة أشهر، بعد مغادرة رئيسه السابق لمنصبه في شهر حزيران الفائت.

ومن المتوقع وفقاً لتصريح سابق للدكتور وائل معلا رئيس جامعة دمشق أن يتولى منصب عميد الكلية أستاذ من خارج القسم والاختصاص، حيث رُشّح للمنصب أستاذان من قسمي اللغة الانكليزية والعربية، الأمر الذي يدعو للتساؤل ألا يصلح أحد أساتذة كلية الإعلام الذين يصل عددهم إلى20 أستاذاً (دكتور) ليكون عميداً لهذه الكلية العتيدة آخذين بعين الاهتمام " أن أهل مكة أدرى بشعابها"، ومع ذلك ورغم أن هؤلاء الأساتذة ليسوا سعداء بتعيين شخص من خارج الكلية عميداً لهم لأنه يمس بمهنيتهم وكفاءتهم، إلا أنهم رفضوا التعليق على الموضوع بحجة أنه لم يحدث أي قرار بعد، وأن الأمر ليس بيدهم، ما يعني أن الكرة حالياً بملعب أصحاب القرار " وزارة التعليم ورئاسة جامعة دمشق".

وللحصول على بعض المعلومات التقينا الدكتورة نهلة عيسى المشرف من كلية الإعلام على أعمال البنية الفنية والتقنية للكلية الجديدة، والمرشحة لمنصب نائب عميد، حيث علقت على هذا الترشيح بالقول :  إن الأمر لا يعدو كونه  مجرد ترشيح ، وليس قراراً قاطعاً، ولكن مجرد ترشيحي إذا صحت الأحاديث هو تكريم لي ولزملائي، أما مسألة تسمية عميد من خارج أساتذة الكلية فهذا قرار تسأل عنه الوزارة ورئاسة الجامعة وليس القسم، وذلك لأن مسوغات هذا القرار فيما لو حدث يملكها أصحاب القرار.

وعن سبب تأخر الجدول الدراسي لطلاب السنة الأولى حتى الآن أوضحت الدكتورة عيسى أن عدم إعلانه مرهون بتعيين عمادة الكلية، لأن طلاب السنة الأولى سيخضعون لنظام الساعات المعتمد ، وهذا أمر يحتاج لترتيبات خاصة لا يمكن أن تنفذ بغياب عمادة الكلية".

واستقبلت الكلية نحو 150 طالباً في السنة الأولى من العام الدراسي الجامعي 2010-2011، ممن اجتازوا الاختبار الخاص بالكلية، وبنتيجة المفاضلة العامة للقبول مع تركيز اهتمامها على المهارات، بحيث يتخرج طالب الإعلام وهو مؤهل بقدرات إعلامية وتجارب تدريبية ومهارات لغوية وتكنولوجية تماشياً مع متطلبات الإعلام المعاصر، لاسيما بعد إحداث قسم للإعلام الإلكتروني في الكلية.

وحول تخصيص مبنى مستقل للإعلام لفتت عيسى  إلى أنه وحتى الآن " لم نخصص بمبنى مستقل، ولكن هناك مبنى جديد تم تسليمه للجامعة مؤخراً، وقد قام الأستاذ رئيس الجامعة بتشكيل لجنة برئاسة الدكتور عامر مارديني، ومشاركتي في عضويتها، مهمتها تخصيص الأماكن اللازمة للكلية وتعيين كادر إداري ومالي مستقل لها، أي اتخاذ جميع التدابير اللازمة لسير عمل الكلية من جميع النواحي التعليمية والإدارية، ولم نجتمع بعد بانتظار إعلان التعيينات".

وفيما يخص الاستوديوهات والمبنى الفني المخصص للكلية، أوضحت عيسى المشرف على أعمال البنية الفنية والتقنية أن المبنى " قيد الانجاز السريع، وأعتقد أنه سيكون قيد التشغيل في أوائل العام الجديد، وهذا المبنى مفخرة للكلية بكل ما تعنيه الكلمة، لأنه يحتوي أحدث تقنيات الإعلام في العالم، وهي غير متوفرة في سورية على الإطلاق حتى في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، ولم تبخل رئاسة الجامعة على الإطلاق بهذا الشأن، حيث بلغت الكلفة المالية لهذه التجهيزات نحو 200 مليون ليرة، هذا إضافة لاهتمام رئيس الجامعة شخصياً بالملف ومتابعته بشكل دوري مع الإدارة الهندسية في الجامعة التي يترأسها المهندس ماجد أسعد، ورؤساء الدوائر لديه الذين يقومون بتذليل جميع الصعوبات والعوائق أولاً بأول، وأداؤهم في هذا الإطار يفوق أداء القطاع الخاص المتحرر من أي بيروقراطية.

  • فريق ماسة
  • 2010-10-09
  • 11594
  • من الأرشيف

كليـّة الإعـلام الجديدة بلا مبنى.. بلا عميد

مضى شهر تقريباً على بداية العام الدراسي  وكلية الإعلام المحدثة بمرسوم رئاسي (منذ أكثر من ثلاثة أشهر) لم تبدأ عملها بعد، ولم تعلن جدولها الدراسي لطلاب السنة الأولى، وذلك بانتظار تعيين عمادتها، وأن يخصص لها مبنى تعليمي مستقل، وهو انتظار جعل الكلية حتى اللحظة مجرد إعلان. فالإعلام اليوم بلا صاحب، وهو أمر غريب يحدث لكلية كثر الحديث في العامين الأخيرين عن التحضيرات الجارية بعقد إعلانها، وهي تحضيرات قيل إنها تشمل جميع جوانب العملية التعليمية من مناهج ومبانٍ واستوديوهات، إضافة إلى ورش تدريب فنية وتقنية في جميع جوانب العمل الإعلامي، ولكن الجدول الدراسي لطلاب السنوات الثلاث من قسم الإعلام السابق يؤكد أن لا مبنى مستقل للكلية الجديدة، إذ تتوزع  محاضراتهم على أكثر من مبنى في كلية الآداب كما الأعوام السابقة. ذلك في وقت يعاني فيه القسم من غياب رئيس قسم فعلي للكلية منذ أكثر من أربعة أشهر، بعد مغادرة رئيسه السابق لمنصبه في شهر حزيران الفائت. ومن المتوقع وفقاً لتصريح سابق للدكتور وائل معلا رئيس جامعة دمشق أن يتولى منصب عميد الكلية أستاذ من خارج القسم والاختصاص، حيث رُشّح للمنصب أستاذان من قسمي اللغة الانكليزية والعربية، الأمر الذي يدعو للتساؤل ألا يصلح أحد أساتذة كلية الإعلام الذين يصل عددهم إلى20 أستاذاً (دكتور) ليكون عميداً لهذه الكلية العتيدة آخذين بعين الاهتمام " أن أهل مكة أدرى بشعابها"، ومع ذلك ورغم أن هؤلاء الأساتذة ليسوا سعداء بتعيين شخص من خارج الكلية عميداً لهم لأنه يمس بمهنيتهم وكفاءتهم، إلا أنهم رفضوا التعليق على الموضوع بحجة أنه لم يحدث أي قرار بعد، وأن الأمر ليس بيدهم، ما يعني أن الكرة حالياً بملعب أصحاب القرار " وزارة التعليم ورئاسة جامعة دمشق". وللحصول على بعض المعلومات التقينا الدكتورة نهلة عيسى المشرف من كلية الإعلام على أعمال البنية الفنية والتقنية للكلية الجديدة، والمرشحة لمنصب نائب عميد، حيث علقت على هذا الترشيح بالقول :  إن الأمر لا يعدو كونه  مجرد ترشيح ، وليس قراراً قاطعاً، ولكن مجرد ترشيحي إذا صحت الأحاديث هو تكريم لي ولزملائي، أما مسألة تسمية عميد من خارج أساتذة الكلية فهذا قرار تسأل عنه الوزارة ورئاسة الجامعة وليس القسم، وذلك لأن مسوغات هذا القرار فيما لو حدث يملكها أصحاب القرار. وعن سبب تأخر الجدول الدراسي لطلاب السنة الأولى حتى الآن أوضحت الدكتورة عيسى أن عدم إعلانه مرهون بتعيين عمادة الكلية، لأن طلاب السنة الأولى سيخضعون لنظام الساعات المعتمد ، وهذا أمر يحتاج لترتيبات خاصة لا يمكن أن تنفذ بغياب عمادة الكلية". واستقبلت الكلية نحو 150 طالباً في السنة الأولى من العام الدراسي الجامعي 2010-2011، ممن اجتازوا الاختبار الخاص بالكلية، وبنتيجة المفاضلة العامة للقبول مع تركيز اهتمامها على المهارات، بحيث يتخرج طالب الإعلام وهو مؤهل بقدرات إعلامية وتجارب تدريبية ومهارات لغوية وتكنولوجية تماشياً مع متطلبات الإعلام المعاصر، لاسيما بعد إحداث قسم للإعلام الإلكتروني في الكلية. وحول تخصيص مبنى مستقل للإعلام لفتت عيسى  إلى أنه وحتى الآن " لم نخصص بمبنى مستقل، ولكن هناك مبنى جديد تم تسليمه للجامعة مؤخراً، وقد قام الأستاذ رئيس الجامعة بتشكيل لجنة برئاسة الدكتور عامر مارديني، ومشاركتي في عضويتها، مهمتها تخصيص الأماكن اللازمة للكلية وتعيين كادر إداري ومالي مستقل لها، أي اتخاذ جميع التدابير اللازمة لسير عمل الكلية من جميع النواحي التعليمية والإدارية، ولم نجتمع بعد بانتظار إعلان التعيينات". وفيما يخص الاستوديوهات والمبنى الفني المخصص للكلية، أوضحت عيسى المشرف على أعمال البنية الفنية والتقنية أن المبنى " قيد الانجاز السريع، وأعتقد أنه سيكون قيد التشغيل في أوائل العام الجديد، وهذا المبنى مفخرة للكلية بكل ما تعنيه الكلمة، لأنه يحتوي أحدث تقنيات الإعلام في العالم، وهي غير متوفرة في سورية على الإطلاق حتى في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، ولم تبخل رئاسة الجامعة على الإطلاق بهذا الشأن، حيث بلغت الكلفة المالية لهذه التجهيزات نحو 200 مليون ليرة، هذا إضافة لاهتمام رئيس الجامعة شخصياً بالملف ومتابعته بشكل دوري مع الإدارة الهندسية في الجامعة التي يترأسها المهندس ماجد أسعد، ورؤساء الدوائر لديه الذين يقومون بتذليل جميع الصعوبات والعوائق أولاً بأول، وأداؤهم في هذا الإطار يفوق أداء القطاع الخاص المتحرر من أي بيروقراطية.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة