دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
أكد السيد الرئيس بشار الأسد والسيد رجب طيب أردوغان في مؤتمر صحفي مشترك عقب مباحثات جرت اليوم في دمشق أن العلاقات السورية التركية تحولت إلى شراكة استراتيجية بين البلدين وفوائدها لا تقتصر على البلدين وإنما تعم البلدان الأخرى. وعبر الرئيس الأسد وأردوغان عن استعداد سورية وتركيا للمساعدة في تشكيل حكومة عراقية تتمكن من تحسين الوضع الداخلي وتحقيق اتفاق وطني يجمع كل الأطياف العراقية ويحقق وحدة الشعب العراقي ويحسن العلاقات مع الدول المجاورة.
الرئيس الأسد أعرب عن سعادته بالمستوى الكبير الذي وصلت إليه العلاقات السورية التركية وقال: لانلتقي مرة إلا وتكون هذه العلاقات قد قطعت أشواطا كبيرة نسبة إلى اللقاء الذي سبقه. فالعلاقة السورية التركية لم تعد مجرد علاقة ثنائية بل أصبحت شراكة إستراتيجية بين البلدين لا تتوقف فوائدها على سورية وتركيا وإنما تعم البلدان الأخرى و قد انضم إلى هذه الشراكة لبنان والأردن ونأمل مع الوقت أن تتوسع باتجاه دول أخرى.
الأسد اعتبر الأولوية في هذه الأيام للموضوع العراقي لأن هناك عملية تشكيل حكومة المفترض أنها بدأت مباشرة بعد انتهاء الانتخابات في العراق ومر أكثر من ستة أشهر ولم تتشكل.. ومن الطبيعي أن يكون لدى الدول المجاورة للعراق قلق وأمل بنفس الوقت من أي تغيير يحصل في العراق لأنه يؤثر فينا سلبا أو إيجابا بحسب الوضع في العراق سياسيا وأمنيا..لافتا إلى أن التحدث في هذا الموضوع لا يعني أننا كدول جوار سورية وتركيا أو غيرهما من الدول تتحدث نيابة عن العراقيين ..يبقى العمل والقرار هو للعراقيين ولكن من خلال علاقاتنا مع القوى العراقية من الطبيعي أن يكون هذا الموضوع هو الموضوع الأساسي في المباحثات.
الرئيس الأسد قال: إن النقطة الأخرى التي كانت محورا هاما هي موضوع السلام الذي نتحدث به دائما ولكن ما استجد منذ اللقاء الأخير بيني وبين أخي رئيس الوزراء في اسطنبول في شهر أيار هو التحركات الدولية الجديدة في هذا الإطار.. تحركات أو مبادرات بعض الدول من أجل تحريك عملية السلام سواء على المسار الفلسطيني أو السوري واللبناني وأطلعت أخي رئيس الوزراء على الأفكار التي طرحت من قبل تلك الدول والمباحثات التي تمت بيننا وبينهم.ومضمون هذا الموضوع حتى هذه اللحظة هو عبارة عن أفكار تطرح من قبل بعض الدول..أفكار مازالت أولية ..لا نستطيع أن نحدد تماما إذا كانت ستتمكن من دفع هذه العملية إلى الأمام أم لا ولذلك لن أضيف الكثير إلى هذه النقطة بالرغم من أن الأجواء ليست إيجابية.
وأضاف الرئيس الأسد: طبعا هناك كما قلنا مبادرات وهذا شيء جيد ولكن الجو أو الظرف أو المحيط أو متطلبات عملية السلام تبقى في معظمها من قبل الأطراف الأساسية الطرف العربي والطرف الإسرائيلي.. والكل يعرف أن الطرف العربي يرغب فعلا بعملية السلام وفي المقابل فإن الطرف الإسرائيلي يعمل في الاتجاه المعاكس ونحن لا نتوقف عند التصريحات الإسرائيلية التي تصدر من قبل الحكومة أو شخصيات أخرى لها دور في داخل إسرائيل وهي تصريحات ضد السلام و متكررة وتعبر فعلا عن عدم رغبة جدية بالتوصل للسلام, نحن نتوقف أكثر عند الأفعال التي تقوم بها الحكومة الإسرائيلية من قتل مستمر للفلسطينيين وحصار مستمر في غزة ومن جرائم متكررة في الضفة الغربية ومن محاولات تهويد القدس ..لا أقول جديدة فهي قديمة ولكنها ظهرت بشكلها الإعلامي مؤخرا لأن الظروف على ما يبدو أصبحت مهيأة دوليا لدعم إسرائيل في هذا الاتجاه ولكن هذه الخطوة أو غيرها من الخطوات التي تمت سابقا لا تنفصل عن المؤتمر الصهيوني الأول الذي تم في القرن التاسع عشر.. يعني علينا ألا نفاجأ بكل هذه التفاصيل ولكنها الآن تصبح أمرا واقعا مع الوقت.
القرارات العنصرية التي تصدرها إسرائيل وكان آخرها المتعلق بموضوع القسم لمن هم من غير اليهود للولاء للدولة اليهودية تعبر عن الفاشية الإسرائيلية وهي تأتي ضمن مخطط طويل يسير بشكل تدريجي و إن القرارات العنصرية التي تصدرها إسرائيل وكان آخرها أمس وأعتقد كان القرار المتعلق بموضوع القسم لمن هم من غير اليهود للولاء للدولة الإسرائيلية اليهودية أو الدولة اليهودية في إسرائيل..بالنسبة لنا هذا يعبر عن الفاشية الإسرائيلية التي تتمثل بالقتل وتتمثل بهذه القوانين وكل هذه النقاط التي طرحتها لا تعطي أي مؤشر جدي باتجاه السلام.
وردا على سؤال حول الموقف الأخير من المنتمين لحزب العمال الكردستاني وإعادتهم إلى سورية والتدابير والإجراءات المشتركة السورية التركية أو المنفردة في هذا الشأن... قال الرئيس الأسد: هو ليس موقفا طارئا ولم يكن كذلك.. مرت سورية بحالات مختلفة وكان فيها عمليات إرهابية تحت عناوين مختلفة ومن الطبيعي و المفيد أن تسعى أي دولة إلى فتح المجال والأبواب لكل من يريد أن يتراجع عن خطئه لكي يكون قادراً على القيام بهذا التراجع.. لكن المهم أن يكون هناك دائما إطار يحكم هذه العملية وهو إطار وطني يتحدد من خلال المصالح الوطنية التي تجمع عليها مختلف شرائح المجتمع فهذا الموقف ليس فيه شيء جديد هو موقف قديم ارتبط بقضايا أخرى مشابهة وسيبقى موجوداً دائما.. كل من يخطئ يجب أن نفتح له الباب.. يبقى في مثل هذه الحالة أن هناك شيئا مشتركا بين سورية وتركيا من خلال النظرة لهذه العمليات ومن خلال التنسيق الموجود بينهما في المجال السياسي والأمني تجاه هذه العمليات.. أن يكون هناك ربما وضع أطر متشابهة للتعامل معها.
أما في الشأن اللبناني فقد تحدث الرئيس الأسد :بالنسبة للعلاقة السورية اللبنانية تركيا بدأت منذ سنوات بمحاولات لتحسين هذه العلاقة من خلال علاقاتها بأطراف مختلفة بلبنان وعلاقاتها مع الحكومة السورية وأن المصداقية التركية كبيرة في هذا النوع من العلاقات وتؤدي إلى نتائج جيدة بنفس الوقت ,حيث اكتشف عدد كبير من المغرر بهم من اللبنانيين بأن سورية لم يكن لها علاقة باغتيال الحريري كما اتهمت في عام 2005.. ونحن لم يكن لدينا أي شكوك في سورية..ولم يكن لدينا أي قلق حول هذه النقطة.. ولكن كان من الطبيعي أن نعطي ردة الفعل المبالغ بها في ذلك الوقت نتيجة التحريض وكان لا بد من إعطائها الوقت لكي تعود إلى وضعها الطبيعي.
والعلاقة السورية اللبنانية بالمحصلة مهما تكن نوايا سورية جيدة ونوايا الحكومة اللبنانية جيدة فهي لا تنفصل عن الوضع داخل لبنان..هناك انقسام في لبنان وهذا الانقسام ليس بالشيء الجديد فهذا تاريخ لبنان منذ قرون وليس منذ عقود.. فيه الكثير من الانقسام ودائما هذا الانقسام يؤثر سلبا على علاقة لبنان مع الآخرين ولكن بشكل خاص مع سورية لكون سورية هي الدولة الوحيدة المجاورة للبنان على اعتبار أن إسرائيل هي دولة عدو وتحتل الأراضي.. نحن لا نفترضها دولة مجاورة لكن لنكون واضحين حول هذه النقطة.
بدوره أثنى أردوغان على تطور العلاقة السورية التركية و أعتبر أن أي حكومة يتم بناؤها على أسس طائفية أو دينية أو عرقية أو مذهبية لن تأتي بجديد إلى العراق ولن تأتي بأي تطور له.. وبالتالي على الحكومة العراقية التي يجب أن تتشكل أن تكون مبنية على أسس وطنية وتهدف إلى وحدة الشعب العراقي.
وأضاف أردوغان نحن في تركيا وسورية مستعدون لتقديم كافة المساعدات والمعونة لأشقائنا في العراق والمساهمة في كل ما يؤدي إلى إنهاء هذه المشكلة.
أردوغان قال: تحدثنا أيضا بعملية السلام..و هناك عملية بدأت في السابق ولكنها وصلت إلى نقطة معينة والجميع يعلم كيف توقفت هذه العملية بعد العدوان على غزة .. ومنذ تلك الفترة وحتى الآن جرت هناك بعض التطورات على هذه الساحة في هذا الإطار وحصلت بعض الحوادث أيضا وخاصة الحادثة التي جرت للسفينة التي كانت تنقل معونات إلى غزة حيث أجرت إسرائيل عملية إنزال جوي وبحري على هذه السفينة وهاجمت أناسا كانوا عزلا من السلاح ونحن جميعا نعلم التقرير الذي صدر بجنيف في هذا الإطار والذي يتحدث عن مثل هذا العدوان الذي وقع في مياه دولية.
على إسرائيل أن تقدم اعتذارا وتعويضات لعائلات الشهداء سفينة المعونات إلى غزة.
وأضاف أردوغان:إن على إسرائيل تقديم اعتذار عما فعلته وعليها أن تقدم أيضا تعويضات لعائلات الشهداء ولا يخفى عليكم أن هناك تسعة شهداء قدمتهم تركيا في هذه العملية وتم إعدامهم فيها وأصابت أكثر من 30 طلقة هؤلاء الشهداء وهذه الطلقات لم يتم إطلاقها من مسافة بعيدة وإنما من مسافة قريبة ما يعني أن ذلك بمثابة إعدام لهم وما قلته الآن أكدته التقارير الطبية وتقارير الطبابة الشرعية التي صدرت في هذا الموضوع المحزن جدا.
ومع الأسف هناك بعض الأطراف بقيت على الحياد في موضوع العدوان على أسطول الحرية وبعضها لم تقدم على أي شيء تجاه هذا الأمر .. والتاريخ لن يرحم هذه الدول ولن يعفو عنها لانها وقفت صامتة أمام ما فعلته إسرائيل.
وردا على سؤال حول التعاون الأمني بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب قال أردوغان: إن هناك تعاونا مشتركا مستمرا بيننا في هذا الموضوع و وزراء الداخلية والمعنيون الأمنيون كانوا متواجدين في اللاذقية خلال الاجتماع الذي عقد هناك.. وفي المستقبل سيكون هناك اتصالات في هذا الشأن, فهناك حدود طويلة بيننا وبين سورية تتجاوز700 أو800 كيلو متر فهل يعقل ألا يكون هناك تعاون أمني بين البلدين خصوصا في مثل هذا المجال و بالتالي سيكون هناك لقاءات مستمرة ومكثفة بين المعنيين أو الجهات الأمنية في كلا البلدين على كافة المستويات.
وحول رؤيته للتعديلات التي اعتمدتها الحكومة الإسرائيلية على ما يسمى قانون المواطنة.. قال أردوغان: أنا لم اطلع على نص هذا القرار حتى الآن لكن هناك نقطة واضحة في هذا الشأن فموضوع المواطنة الدستورية شيء آخر لا يستطيع أحد أن يعترض عليه وإذا كان هناك جهود ومساع فقط لفرض هذا الأمر فنحن نعتبر أن هذا الفرض أو الضغط لإتباع هؤلاء بهذه الطريقة التي تجري خطأ و جريمة تقترف بحق الإنسانية وهذا الأمر يتعلق بالشخص نفسه الآن ..لكن لا يستطيع أحد أن يفرض المواطنة على أي شخص آخر وخاصة إذا كانت في هذا الإطار وفي هذا الشكل.
وردا على سؤال حول تبني مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة تقرير لجنة التحقيق في جريمة إسرائيل ضد أسطول الحرية بملاحقتها والموقف التركي تجاه هذا الموضوع وأين تقف العلاقات التركية الإسرائيلية حاليا قال أردوغان: إن العلاقة على المستوى العام ووفقا للتقرير الذي تحدثت عنه قبل قليل هناك ندوة مستمرة حتى الآن في هذا الأمر ولا تزال تعمل ..وربما سيكون هناك نتائج من التقرير أو تقارير ستقوم بإعدادها لجنة التحقيق وسيتم تقييم هذه التقارير من قبلنا وسنعيد النظر بها ولكن بشكل مبدئي على إسرائيل أن تقدم الاعتذار قبل كل شيء وأيضا هناك تعويضات ونؤكد عليها هنا.
وتابع أردوغان: و فيما يتعلق بعلاقتنا مع إسرائيل لربما تكون متوقفة الآن وفي إطار النتائج التي سنحصل عليها سنعيد النظر في هذه العلاقات في إطار النتائج التي سنحصل عليها في لجنة التحقيق إذا كانت طبعا سلبية, أما فيما يتعلق بالعلاقات التجارية فما زالت هناك بعض الأمور مستمرة حتى الآن بيننا وبين إسرائيل لكن على إسرائيل أن تنصاع للقرارات المتخذة بهذا الشأن وهذا متوقف عليها وعندما لا تسمع ولاتنصاع لهذه القرارات ستبقى وحيدة وستعزل من المنطقة و دوليا أيضا وتركيا تولي أهمية كبيرة وحساسة حول هذه النقطة في هذه الفترة.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة