شكل الإعلان عن موعد الانتخابات الرئاسية السورية ضربة سياسية مربكة لحلف العدوان وخلال ساعات استنفرت جميع المواقع السياسية والإعلامية المتورطة في الحرب على سوريا لإدانة الخطوة على أنها محاولة لقطع الطريق على الحل السياسي وفقا لما أدلى به أمين عام الأمم المتحدة بالأمر الأميركي .

أولا ثرثرة الغرب وحكومات السعودية وتركيا وقطر ، وطبعا بان كي مون شاهد الزور ،عن الحل السياسي مفضوحة وباطلة لأن حلف العدوان بقيادة الولايات المتحدة هو الذي خرب جميع فرص التفاوض التي تجاوبت معها الدولة الوطنية السورية رغم الإجحاف والظلم المرتكبين بحقها في نصاب التمثيل وعدم أهلية النقاش مع دمى يشغلها الخارج تزعم لها صفة تمثيلية زائفة وقد تكفلت الدولة الوطنية عبر وفدها في جنيف وبمنهجيتها الحازمة والهادئة بفضح حقيقة ما يدبر ضد سوريا في كواليس التخطيط الاستعماري وتعرية ائتلاف المرتزقة والجواسيس الذي يريد المتآمرون على سوريا زجه في واقعها السياسي كما فعلوا في نيكاراغوا عبر استعمال حرب الاستنزاف لفرض إشراك تحالف الكونترا العميل في الانتخابات وتحويله إلى قوة سياسية داخل البلاد عبر التفاوض .

تجربة جنيف 2 كانت الدليل على أن الدولة الوطنية السورية صادقة وجادة في سعيها لحل تفاوضي بينما كانت بالمقابل مواقف ممثلي حلف العدوان بقيادة جون كيري الذي جاهر من هناك بالتصميم على المزيد من التسليح والتمويل لعصابات التكفير والإرهاب القاعدي وهي قرينة صارخة على هوية الجهة الساعية لتدمير فرص الحل السياسي التفاوضي لأنها عاجزة عن تعديل التوازنات بعد سقوط أوهامها عن إسقاط الدولة الوطينة والنيل من رئيسها وقائدها وسائر قياداتها المقاومة السياسية والعسكرية رغم الاغتيالات والهجمات الإرهابية المتكررة وبالتالي فهي عاجزة عن تطويع هذه الدولة كحد أدنى لنقل سوريا إلى منظومة الهيمنة بزعامة السعودية وإسرائيل بعد إجبارها على التخلي عن موقعها كمحور لمنظومة المقاومة في المنطقة .

ثانيا إن طريق الحسم الوطني في سوريا الذي يقود للانتصار على الغزوة الاستعمارية واضح ومحدد وهو يقوم على الجمع بين عدة مسارات متوازية جسدتها الدولة الوطنية السورية في مقاومتها للعدوان الاستعماري وفي تصديها للعصابات الإرهابية التكفيرية التي شكلت أداة هذا العدوان ويتقدمها الحسم الميداني الذي تقوم به القوات العربية السورية بجناحيها النظامي والشعبي المتمثل بقوات الدفاع الوطني ومعها فصائل المقاومة المشاركة في الدفاع عن سوريا دون اعتبار لفذلكات ان لا حسما عسكريا فلا طريق آخر للتعامل مع الإرهاب التكفيري ومرتزقة الاستعمار متعددي الجنسيات كما يتقدم الحسم السياسي المتمثل بالمصالحات المكرسة بجهود ومبادرات شعبية تدعمها الدولة وهي نجحت في إخراج كتلة مهمة من المتورطين السوريين من صفوف الجماعات المسلحة التي يطغى عليها أكثر فأكثر العنصر الأجنبي متعدد الجنسيات .

شكلت صلابة الدولة الوطنية وتماسكها إحدى أبرز العلامات الفارقة على صمود سوريا في وجه الحرب الكونية وباعتراف منسق العدوان روبرت فورد وقد حرصت القيادة السورية منذ البداية على انتظام عمل المؤسسات الدستورية وعلى هذا الأساس فتح باب الحل السياسي بمبادرات حوارية متلاحقة ومن ثم بسن الدستور الجديد والقوانين المكرسة للتعدد السياسي والحزبي في البلاد وقد أجري الاستفتاء الشعبي العام على الدستور الجديد كما نظمت الانتخابات التشريعية في موعدها وفي ظروف أمنية أشد سوءا بكثير مما يمكن ان يوصف به الوضع الراهن ومن هنا فالتصميم على إتمام الاستحقاق الرئاسي في موعده هو تعبير عن إرادة حازمة بضمان استمرارية الشرعية الدستورية لمؤسسات الدولة الوطنية التي تحظى بدعم شعبي متزايد

ثالثا جعل العدوان الاستعماري من استهداف الرئيس بشار الأسد عنوانا لجميع مراحل الحرب وكان ذلك على مدار الساعة حلقة مركزية في كل ما يحاك ضد سوريا نظرا للشعبية الكبيرة التي تحظى بها زعامة الأسد ولكونه رمزا لخيار المقاومة والصمود التحرري الاستقلالي وهو الزعيم الذي تفرد بمجابهة الغزوة الاستعمارية الأميركية للمنطقة وتصدى لها.

اعترف المسؤولون الغربيون وكذلك وسائل الإعلام الغربية غير مرة بأن القائد الأسد حظي بالمزيد من محبة واحترام شعبه رغم جميع الحملات السياسية والإعلامية المكثفة التي انخرطت فيها حكومات حلف العدوان وهو بات رمزا للكرامة الوطنية وللاستقلال وللوحدة الوطنية ولمستقبل بلاده وقوتها في نظر غالبية سورية ساحقة جعلت دوائر التخطيط الغربية على يقين بنتيجة فوزه الكاسحة في أي انتخابات رئاسية يشارك فيها الرئيس السوري وفقا ما أوردته بيانات وتقارير أدلى بها خلال الشهور الماضية قادة الاستخبارات في الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وقد اعترف مدبر العدوان ومديره التنفيذي السابق فورد بأن القائد بشار الأسد يحظى بدعم غالبية شعبية وبولاء الجيش السوري ودولة صلبة يقودهما.

إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها يتزامن مع نجاح القوات السورية في تعديل توازن القوى الميداني ومع المزيد من التقدم في مطاردة عصابات الإرهاب والتكفير وخصوصا بعد الإنجازات الأخيرة للجيش العربي السوري ومن دون شك فالحسم الدستوري هذه المرة سيواكبه المزيد من تقدم الحسم الميداني والسياسي المبني على ثنائية المصالحات والعمليات وفي الحصيلة سيجد حلف العدوان نفسه امام واقع جديد وخيبة جديدة ومهما راهنوا على مواصلة الاستنزاف لتأخير نهضة سوريا وانتصارها سيكون لإرادة الصمود والمقاومة تدبيرها الحاسم ولن تفتح أبواب المعادلات السورية لعملاء الاستعمار بأي شكل كان فالحل السياسي السوري هو شراكة وطنية سورية تقوم على قاعدة الاستقلال والسيادة ويبنيها السوريون بإرادتهم الحرة دون تدخلات وإملاءات.

  • فريق ماسة
  • 2014-04-22
  • 12923
  • من الأرشيف

الحسم الدستوري والميداني

شكل الإعلان عن موعد الانتخابات الرئاسية السورية ضربة سياسية مربكة لحلف العدوان وخلال ساعات استنفرت جميع المواقع السياسية والإعلامية المتورطة في الحرب على سوريا لإدانة الخطوة على أنها محاولة لقطع الطريق على الحل السياسي وفقا لما أدلى به أمين عام الأمم المتحدة بالأمر الأميركي . أولا ثرثرة الغرب وحكومات السعودية وتركيا وقطر ، وطبعا بان كي مون شاهد الزور ،عن الحل السياسي مفضوحة وباطلة لأن حلف العدوان بقيادة الولايات المتحدة هو الذي خرب جميع فرص التفاوض التي تجاوبت معها الدولة الوطنية السورية رغم الإجحاف والظلم المرتكبين بحقها في نصاب التمثيل وعدم أهلية النقاش مع دمى يشغلها الخارج تزعم لها صفة تمثيلية زائفة وقد تكفلت الدولة الوطنية عبر وفدها في جنيف وبمنهجيتها الحازمة والهادئة بفضح حقيقة ما يدبر ضد سوريا في كواليس التخطيط الاستعماري وتعرية ائتلاف المرتزقة والجواسيس الذي يريد المتآمرون على سوريا زجه في واقعها السياسي كما فعلوا في نيكاراغوا عبر استعمال حرب الاستنزاف لفرض إشراك تحالف الكونترا العميل في الانتخابات وتحويله إلى قوة سياسية داخل البلاد عبر التفاوض . تجربة جنيف 2 كانت الدليل على أن الدولة الوطنية السورية صادقة وجادة في سعيها لحل تفاوضي بينما كانت بالمقابل مواقف ممثلي حلف العدوان بقيادة جون كيري الذي جاهر من هناك بالتصميم على المزيد من التسليح والتمويل لعصابات التكفير والإرهاب القاعدي وهي قرينة صارخة على هوية الجهة الساعية لتدمير فرص الحل السياسي التفاوضي لأنها عاجزة عن تعديل التوازنات بعد سقوط أوهامها عن إسقاط الدولة الوطينة والنيل من رئيسها وقائدها وسائر قياداتها المقاومة السياسية والعسكرية رغم الاغتيالات والهجمات الإرهابية المتكررة وبالتالي فهي عاجزة عن تطويع هذه الدولة كحد أدنى لنقل سوريا إلى منظومة الهيمنة بزعامة السعودية وإسرائيل بعد إجبارها على التخلي عن موقعها كمحور لمنظومة المقاومة في المنطقة . ثانيا إن طريق الحسم الوطني في سوريا الذي يقود للانتصار على الغزوة الاستعمارية واضح ومحدد وهو يقوم على الجمع بين عدة مسارات متوازية جسدتها الدولة الوطنية السورية في مقاومتها للعدوان الاستعماري وفي تصديها للعصابات الإرهابية التكفيرية التي شكلت أداة هذا العدوان ويتقدمها الحسم الميداني الذي تقوم به القوات العربية السورية بجناحيها النظامي والشعبي المتمثل بقوات الدفاع الوطني ومعها فصائل المقاومة المشاركة في الدفاع عن سوريا دون اعتبار لفذلكات ان لا حسما عسكريا فلا طريق آخر للتعامل مع الإرهاب التكفيري ومرتزقة الاستعمار متعددي الجنسيات كما يتقدم الحسم السياسي المتمثل بالمصالحات المكرسة بجهود ومبادرات شعبية تدعمها الدولة وهي نجحت في إخراج كتلة مهمة من المتورطين السوريين من صفوف الجماعات المسلحة التي يطغى عليها أكثر فأكثر العنصر الأجنبي متعدد الجنسيات . شكلت صلابة الدولة الوطنية وتماسكها إحدى أبرز العلامات الفارقة على صمود سوريا في وجه الحرب الكونية وباعتراف منسق العدوان روبرت فورد وقد حرصت القيادة السورية منذ البداية على انتظام عمل المؤسسات الدستورية وعلى هذا الأساس فتح باب الحل السياسي بمبادرات حوارية متلاحقة ومن ثم بسن الدستور الجديد والقوانين المكرسة للتعدد السياسي والحزبي في البلاد وقد أجري الاستفتاء الشعبي العام على الدستور الجديد كما نظمت الانتخابات التشريعية في موعدها وفي ظروف أمنية أشد سوءا بكثير مما يمكن ان يوصف به الوضع الراهن ومن هنا فالتصميم على إتمام الاستحقاق الرئاسي في موعده هو تعبير عن إرادة حازمة بضمان استمرارية الشرعية الدستورية لمؤسسات الدولة الوطنية التي تحظى بدعم شعبي متزايد ثالثا جعل العدوان الاستعماري من استهداف الرئيس بشار الأسد عنوانا لجميع مراحل الحرب وكان ذلك على مدار الساعة حلقة مركزية في كل ما يحاك ضد سوريا نظرا للشعبية الكبيرة التي تحظى بها زعامة الأسد ولكونه رمزا لخيار المقاومة والصمود التحرري الاستقلالي وهو الزعيم الذي تفرد بمجابهة الغزوة الاستعمارية الأميركية للمنطقة وتصدى لها. اعترف المسؤولون الغربيون وكذلك وسائل الإعلام الغربية غير مرة بأن القائد الأسد حظي بالمزيد من محبة واحترام شعبه رغم جميع الحملات السياسية والإعلامية المكثفة التي انخرطت فيها حكومات حلف العدوان وهو بات رمزا للكرامة الوطنية وللاستقلال وللوحدة الوطنية ولمستقبل بلاده وقوتها في نظر غالبية سورية ساحقة جعلت دوائر التخطيط الغربية على يقين بنتيجة فوزه الكاسحة في أي انتخابات رئاسية يشارك فيها الرئيس السوري وفقا ما أوردته بيانات وتقارير أدلى بها خلال الشهور الماضية قادة الاستخبارات في الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وقد اعترف مدبر العدوان ومديره التنفيذي السابق فورد بأن القائد بشار الأسد يحظى بدعم غالبية شعبية وبولاء الجيش السوري ودولة صلبة يقودهما. إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها يتزامن مع نجاح القوات السورية في تعديل توازن القوى الميداني ومع المزيد من التقدم في مطاردة عصابات الإرهاب والتكفير وخصوصا بعد الإنجازات الأخيرة للجيش العربي السوري ومن دون شك فالحسم الدستوري هذه المرة سيواكبه المزيد من تقدم الحسم الميداني والسياسي المبني على ثنائية المصالحات والعمليات وفي الحصيلة سيجد حلف العدوان نفسه امام واقع جديد وخيبة جديدة ومهما راهنوا على مواصلة الاستنزاف لتأخير نهضة سوريا وانتصارها سيكون لإرادة الصمود والمقاومة تدبيرها الحاسم ولن تفتح أبواب المعادلات السورية لعملاء الاستعمار بأي شكل كان فالحل السياسي السوري هو شراكة وطنية سورية تقوم على قاعدة الاستقلال والسيادة ويبنيها السوريون بإرادتهم الحرة دون تدخلات وإملاءات.

المصدر : الشرق الجديد/غالب قنديل


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة