تكاد ضجة وقف السلطات المصرية عرض فيلم "حلاوة الروح" (انتاج محمد السبكي واخراج سامح عبد العزيز) توازي الضجة التي كان من المفترض ان يثيرها بدء عرض الفيلم. كلمة "معركة" تجوز لتوصيف حمى التراشق بين مؤيدي ومعارضي قرار رئيس مجلس الوزراء المصري ابرهيم محلب وقف عرض الفيلم مؤيداً من شيخ الازهر بعد اعتراضات على ما قيل انه "مضمون يسيء الى ثقافة المجتمع المصري".

يحكي الفيلم قصة امرأة جميلة وحيدة هجرها زوجها في حارة فقيرة يحكمها اللاقانون والذكورية الطاغية. لا تمشي "روح" في الحارة الا وتطاردها عيون الرجال والنساء والسنتهم ورغباتهم. جميع الذكور يرغبون بالفوز بـ"روح"، الرجل الضرير، و"المعلم" الذي ليس معتاداً على امتناع امرأة عن تلبية رغباته والتمرد عليه، والاخير سيفعل المستحيل ليصل الى "روح" الى ان ينال منها اغتصابا امام سمع وبصر من في الحارة! ولا تجد "روح" خلال احداث الفيلم من يدافع عنها سوى فتى مراهق (الممثل كريم الابنودي). صحيح ان المرأة المثيرة تشكل جزءا من وعي الفتى الجنسي، لكن حبه لـ"روح" ورغبته بها يقترنان بخوفه عليها، بخلاف الآخرين.

وقد شكلت العلاقة بين الاثنين مدخلاً لحملات الاعتراض عبر وسائل الاعلام المصرية ومواقع التواصل الاجتماعية التي قامت بتأويل تلك العلاقة وصنعت احداثا لم نشاهدها في الفيلم، فتحدثت عن مشاهد جنسية مسيئة تجمع هيفا بالفتى كريم الابنودي الذي تعرض لاعتداء وهو في طريقه الى المدرسة حين طارده صبية واصفين اياه بـ"الكافر"، كما صرحت والدته التي قالت انها تخشى على ابنها بسبب الحملات المثارة.

وكان الفيلم قد اجتاز مقص الرقيب المصري بعد ان سمحت هيئة الرقابة على المصنفات الفنية بعرضه مصنفة اياه "للكبار فقط"، لكن وفي سابقة تدخلت السلطة السياسية ممثلة برئيس الوزراء مصدرة قرارا بوقف الفيلم بعد اعتراضات بالجملة عليه، ابرزها من المجلس القومي للطفولة والامومة الذي رأى ان الفيلم "خطر على الاطفال".

و اعتراضا على تدخل السلطة في عمله، اعلن رئيس هيئة الرقابة على المصنفات الفنية احمد عواض عن نيته الاستقالة من منصبه.

ولاحقا أكد المتحدث الرسمي لمجلس الوزراء، حسام القاويش، أن رئيس الوزراء لم يمنع عرض الفيلم، بل أعاده إلى هيئة المصنفات الفنية لتراجع مضمونه مرة اخرى بعد تلقي عدد كبير من الاعتراضات، وخصوصا ان " العديد من دور العرض لم تلتزم بقرار حصر مشاهدة الفيلم بالكبار فقط"، لافتا الى ان القرار "يحظى بتأييد شيخ الازهر".

 

ورداً على قرار منع الفيلم، قالت هيفا لـ"سي.ان.ان.بالعربية" ان "الفيلم بعيد كل البعد عن ما يشاع حوله، ولا يضم مشاهد جنسية تجمعني بالطفل الذي يشاركني بطولة العمل .. الفيلم جيد ويناقش قضية مهمة، لو قامت أي فنانة أخرى بتجسيد الدور، لما واجهت الشخصية كل هذا الهجوم، فأنا أكيدة من وجود جهة ما وقفت وراء العناوين والمنشتات التي قرأناها في الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي."

وأضافت هيفا: "عُرضت عليّ أعمال كثيرة بعد نجاح فيلم "دكان شحاتة"، إلا أنني كنت أنتظر العمل المختلف، وهذا ما وجدته في حلاوة روح"، ونفت أن يكون طليقها، رجل الأعمال المصري أحمد أبو هشيمة، وراء هذه الحملة، وهو ما أكده أبو هشيمة أيضاً في بيان رسمي صدر عن مكتبه الإعلامي.

ورفضت وهبي التعليق على قرار رئيس الوزراء المصري سحب الفيلم احتراماً للدولة المصرية، وقالت ان الشركة المنتجة تتابع الإجراءات القانونية.

من جهته، قال منتج الفيلم محمد السبكي لـ"سي.ان.ان بالعربية" انه سيتخذ الإجراءات القانونية حيال هذا القرار، ويتقدم بشكوى أمام لجنة التظلمات في هيئة المصنفات الفنية. ووصف القرار بأنه "مبني على السمع من دون الرؤية، وجاء بناءً على أقاويل وشائعات".

وتخوف سينمائيون ونقاد في مصر من تكريس وقف الفيلم سابقة تؤثر على الحريات الفنية. وقالت الناقدة الفنية ماجدة خير الله لـ"العربية.نت" ان "قرار رئيس الوزراء يمثل خرقاً لكل القيم التي ينادون بها منذ سنوات وتتمثل في حرية الفكر وعدم الحجر على حرية الجميع".

لكن حتى في اوساط السينمائيين والنقاد، خرج من يصوّب على الفيلم لجهة "اسرافه في المشاهد الجنسية واقتباسه السيء عن فيلم "مالينا" (تمثيل مونيكا بيلوسي)، واتكال مخرجه سامح عبد العزيز على عرض مفاتن هيفا التي لا ينتظر المشاهدون الافلام ليرونها"، كما قال الناقد طارق الشناوي.

و يثبت هذا النقد القاسي ان الحملة ضد الفيلم متشعبة الاوجه، فهناك من قرر مهاجمة فكرة "هيفا الممثلة"، وهناك من يهاجم الفيلم عن قناعة دينية وثقافية، وآخرون يركبون هذه الموجة للتصويب على العمل الفني.

وتحولت صفحة هيفا على "تويتر" منصة للمتضامنين معها، وفحوى موقف الفنانة ومعجبيها "هيفا تتعرض لمؤامرة بسبب نجاحها"!

  • فريق ماسة
  • 2014-04-19
  • 13210
  • من الأرشيف

"مؤامرة" على هيفا...

تكاد ضجة وقف السلطات المصرية عرض فيلم "حلاوة الروح" (انتاج محمد السبكي واخراج سامح عبد العزيز) توازي الضجة التي كان من المفترض ان يثيرها بدء عرض الفيلم. كلمة "معركة" تجوز لتوصيف حمى التراشق بين مؤيدي ومعارضي قرار رئيس مجلس الوزراء المصري ابرهيم محلب وقف عرض الفيلم مؤيداً من شيخ الازهر بعد اعتراضات على ما قيل انه "مضمون يسيء الى ثقافة المجتمع المصري". يحكي الفيلم قصة امرأة جميلة وحيدة هجرها زوجها في حارة فقيرة يحكمها اللاقانون والذكورية الطاغية. لا تمشي "روح" في الحارة الا وتطاردها عيون الرجال والنساء والسنتهم ورغباتهم. جميع الذكور يرغبون بالفوز بـ"روح"، الرجل الضرير، و"المعلم" الذي ليس معتاداً على امتناع امرأة عن تلبية رغباته والتمرد عليه، والاخير سيفعل المستحيل ليصل الى "روح" الى ان ينال منها اغتصابا امام سمع وبصر من في الحارة! ولا تجد "روح" خلال احداث الفيلم من يدافع عنها سوى فتى مراهق (الممثل كريم الابنودي). صحيح ان المرأة المثيرة تشكل جزءا من وعي الفتى الجنسي، لكن حبه لـ"روح" ورغبته بها يقترنان بخوفه عليها، بخلاف الآخرين. وقد شكلت العلاقة بين الاثنين مدخلاً لحملات الاعتراض عبر وسائل الاعلام المصرية ومواقع التواصل الاجتماعية التي قامت بتأويل تلك العلاقة وصنعت احداثا لم نشاهدها في الفيلم، فتحدثت عن مشاهد جنسية مسيئة تجمع هيفا بالفتى كريم الابنودي الذي تعرض لاعتداء وهو في طريقه الى المدرسة حين طارده صبية واصفين اياه بـ"الكافر"، كما صرحت والدته التي قالت انها تخشى على ابنها بسبب الحملات المثارة. وكان الفيلم قد اجتاز مقص الرقيب المصري بعد ان سمحت هيئة الرقابة على المصنفات الفنية بعرضه مصنفة اياه "للكبار فقط"، لكن وفي سابقة تدخلت السلطة السياسية ممثلة برئيس الوزراء مصدرة قرارا بوقف الفيلم بعد اعتراضات بالجملة عليه، ابرزها من المجلس القومي للطفولة والامومة الذي رأى ان الفيلم "خطر على الاطفال". و اعتراضا على تدخل السلطة في عمله، اعلن رئيس هيئة الرقابة على المصنفات الفنية احمد عواض عن نيته الاستقالة من منصبه. ولاحقا أكد المتحدث الرسمي لمجلس الوزراء، حسام القاويش، أن رئيس الوزراء لم يمنع عرض الفيلم، بل أعاده إلى هيئة المصنفات الفنية لتراجع مضمونه مرة اخرى بعد تلقي عدد كبير من الاعتراضات، وخصوصا ان " العديد من دور العرض لم تلتزم بقرار حصر مشاهدة الفيلم بالكبار فقط"، لافتا الى ان القرار "يحظى بتأييد شيخ الازهر".   ورداً على قرار منع الفيلم، قالت هيفا لـ"سي.ان.ان.بالعربية" ان "الفيلم بعيد كل البعد عن ما يشاع حوله، ولا يضم مشاهد جنسية تجمعني بالطفل الذي يشاركني بطولة العمل .. الفيلم جيد ويناقش قضية مهمة، لو قامت أي فنانة أخرى بتجسيد الدور، لما واجهت الشخصية كل هذا الهجوم، فأنا أكيدة من وجود جهة ما وقفت وراء العناوين والمنشتات التي قرأناها في الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي." وأضافت هيفا: "عُرضت عليّ أعمال كثيرة بعد نجاح فيلم "دكان شحاتة"، إلا أنني كنت أنتظر العمل المختلف، وهذا ما وجدته في حلاوة روح"، ونفت أن يكون طليقها، رجل الأعمال المصري أحمد أبو هشيمة، وراء هذه الحملة، وهو ما أكده أبو هشيمة أيضاً في بيان رسمي صدر عن مكتبه الإعلامي. ورفضت وهبي التعليق على قرار رئيس الوزراء المصري سحب الفيلم احتراماً للدولة المصرية، وقالت ان الشركة المنتجة تتابع الإجراءات القانونية. من جهته، قال منتج الفيلم محمد السبكي لـ"سي.ان.ان بالعربية" انه سيتخذ الإجراءات القانونية حيال هذا القرار، ويتقدم بشكوى أمام لجنة التظلمات في هيئة المصنفات الفنية. ووصف القرار بأنه "مبني على السمع من دون الرؤية، وجاء بناءً على أقاويل وشائعات". وتخوف سينمائيون ونقاد في مصر من تكريس وقف الفيلم سابقة تؤثر على الحريات الفنية. وقالت الناقدة الفنية ماجدة خير الله لـ"العربية.نت" ان "قرار رئيس الوزراء يمثل خرقاً لكل القيم التي ينادون بها منذ سنوات وتتمثل في حرية الفكر وعدم الحجر على حرية الجميع". لكن حتى في اوساط السينمائيين والنقاد، خرج من يصوّب على الفيلم لجهة "اسرافه في المشاهد الجنسية واقتباسه السيء عن فيلم "مالينا" (تمثيل مونيكا بيلوسي)، واتكال مخرجه سامح عبد العزيز على عرض مفاتن هيفا التي لا ينتظر المشاهدون الافلام ليرونها"، كما قال الناقد طارق الشناوي. و يثبت هذا النقد القاسي ان الحملة ضد الفيلم متشعبة الاوجه، فهناك من قرر مهاجمة فكرة "هيفا الممثلة"، وهناك من يهاجم الفيلم عن قناعة دينية وثقافية، وآخرون يركبون هذه الموجة للتصويب على العمل الفني. وتحولت صفحة هيفا على "تويتر" منصة للمتضامنين معها، وفحوى موقف الفنانة ومعجبيها "هيفا تتعرض لمؤامرة بسبب نجاحها"!

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة