بينما تستعر نار الإرهاب في فلسطين المحتلة وتتوسع دائرة الانتهاكات الإنسانية وجرائم الحرب ضد الشعب الفلسطيني، تستعر على الجهة المقابلة في سوريا نيران الإرهاب لتطول هي الأخرى الشعب السوري وما يملكه من حجر وشجر ويحيط به من بشر. وبينما تسرح الأيادي الصهيونية الآثمة وتمرح في أحرام المسجد الأقصى الشريف تدنيسًا وتنجيسًا وتواصل جرائمها بحق الأرض والشعب الفلسطينيين وتظل طليقة دون أية ملاحقات قضائية وقانونية، على الجانب الآخر وفي سوريا نعني، يتواصل الدعم غير المسبوق للإرهاب وأدواته لإبادة الشعب السوري وتدمير دولته.

والمفارقة التي تثير الضحك والسخرية هي أنه على الرغم من فتح صنابير مصانع السلاح الغربية للعصابات الإرهابية وتكفل خزائن الأموال العميلة ـ والتي أصبحت تشكل عبئًا على أصحابها لعدم قدرتهم على إدارتها واستثمارها ـ بتمويل صفقات السلاح النوعي وغير النوعي، رغم كل ذلك يشكو الإرهابيون ومن يواليهم ويدعمهم من أولئك المصنفين ضمن ما يسمى المعارضة السياسية من قلة دعم قوى معسكر المؤامرة. ويا لها من مفارقة؛ هناك في فلسطين الشعب الفلسطيني ينكل به قتلا وتهجيرا وتصفى قضيته برعاية القوى الغربية الاستعمارية المدعية للديمقراطية والمتاجِرة بحقوق الإنسان وبأدوات صهيونية كارهة للحياة والإنسانية ورافضة للآخر، وهنا في سوريا يباد الشعب السوري ويهجر وتدمر دولته أيضا برعاية تلك القوى المتاجرة بالديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات، ولكن بأدوات محسوبة على ذوي لغة الضاد وعلى الإسلام؛ الرسالة السمحة والعادلة والداعية إلى استيعاب الآخر ولو كان مخالفًا ومحاورته بالحكمة والموعظة ومجادلته بالتي هي أحسن، والرافضة إلى قتل النساء والأطفال وتدمير الممتلكات من الآبار والمياه والأشجار ودور العبادة.

إذن، هناك تكامل وعلاقة أكبر من أن توصف بأنها علاقة عضوية بين الداعمين للإرهاب في فلسطين وسوريا والعصابات الإجرامية الإرهابية، ولذلك لا غرو أن يشاهد العالم أجمع الأيادي الإرهابية المجرمة وهي تعيث فسادًا وتهلك الحرث والنسل في هاتين الدولتين تحديدًا، وبالتالي الشفقة كل الشفقة على أولئك الموهومين والمغيبين والمعزولين عن الواقع لعدم قدرتهم بعد على إدراك حقيقة ما يجري وبقائهم أسرى قنوات ووسائل إعلام استعمارية وأخرى مشبوهة لا تجيد إلا الكذب والتدليس والفبركة، ويعتقدون أن ما تنقله هو عين الحقيقة.

وكما أن شدة الإرهاب في فلسطين تزداد وتيرتها حين يقدم الفلسطينيون على خطوات لإيقاف ابتزازهم ومنع نهب حقوقهم وفق القانون والشرع، تشتد في سوريا وتزداد وتيرة الإرهاب وتكثر محاولات الفبركة والتدليس حين يتقدم الجيش العربي السوري في الميدان ويطهر مدينة ما طالتها يد الإرهاب ودنسها الإرهابيون، غير أنه للأسف بينما تتوحد قوى الارهاب وأدواته في كل من فلسطين وسوريا وبقية أقطار الأمة ويتعدد داعموها تتفتت وتتشرذم قوى الأمة المطلوب منها دحر هذا الارهاب وتسود الرؤية الأحادية وتطغى الأنا اعتقادا واهما بأنها (الأنا) بمنجاة عن هذا الارهاب.

  • فريق ماسة
  • 2014-04-19
  • 10958
  • من الأرشيف

من فلسطين إلى سورية إرهاب متعدد الدعم

بينما تستعر نار الإرهاب في فلسطين المحتلة وتتوسع دائرة الانتهاكات الإنسانية وجرائم الحرب ضد الشعب الفلسطيني، تستعر على الجهة المقابلة في سوريا نيران الإرهاب لتطول هي الأخرى الشعب السوري وما يملكه من حجر وشجر ويحيط به من بشر. وبينما تسرح الأيادي الصهيونية الآثمة وتمرح في أحرام المسجد الأقصى الشريف تدنيسًا وتنجيسًا وتواصل جرائمها بحق الأرض والشعب الفلسطينيين وتظل طليقة دون أية ملاحقات قضائية وقانونية، على الجانب الآخر وفي سوريا نعني، يتواصل الدعم غير المسبوق للإرهاب وأدواته لإبادة الشعب السوري وتدمير دولته. والمفارقة التي تثير الضحك والسخرية هي أنه على الرغم من فتح صنابير مصانع السلاح الغربية للعصابات الإرهابية وتكفل خزائن الأموال العميلة ـ والتي أصبحت تشكل عبئًا على أصحابها لعدم قدرتهم على إدارتها واستثمارها ـ بتمويل صفقات السلاح النوعي وغير النوعي، رغم كل ذلك يشكو الإرهابيون ومن يواليهم ويدعمهم من أولئك المصنفين ضمن ما يسمى المعارضة السياسية من قلة دعم قوى معسكر المؤامرة. ويا لها من مفارقة؛ هناك في فلسطين الشعب الفلسطيني ينكل به قتلا وتهجيرا وتصفى قضيته برعاية القوى الغربية الاستعمارية المدعية للديمقراطية والمتاجِرة بحقوق الإنسان وبأدوات صهيونية كارهة للحياة والإنسانية ورافضة للآخر، وهنا في سوريا يباد الشعب السوري ويهجر وتدمر دولته أيضا برعاية تلك القوى المتاجرة بالديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات، ولكن بأدوات محسوبة على ذوي لغة الضاد وعلى الإسلام؛ الرسالة السمحة والعادلة والداعية إلى استيعاب الآخر ولو كان مخالفًا ومحاورته بالحكمة والموعظة ومجادلته بالتي هي أحسن، والرافضة إلى قتل النساء والأطفال وتدمير الممتلكات من الآبار والمياه والأشجار ودور العبادة. إذن، هناك تكامل وعلاقة أكبر من أن توصف بأنها علاقة عضوية بين الداعمين للإرهاب في فلسطين وسوريا والعصابات الإجرامية الإرهابية، ولذلك لا غرو أن يشاهد العالم أجمع الأيادي الإرهابية المجرمة وهي تعيث فسادًا وتهلك الحرث والنسل في هاتين الدولتين تحديدًا، وبالتالي الشفقة كل الشفقة على أولئك الموهومين والمغيبين والمعزولين عن الواقع لعدم قدرتهم بعد على إدراك حقيقة ما يجري وبقائهم أسرى قنوات ووسائل إعلام استعمارية وأخرى مشبوهة لا تجيد إلا الكذب والتدليس والفبركة، ويعتقدون أن ما تنقله هو عين الحقيقة. وكما أن شدة الإرهاب في فلسطين تزداد وتيرتها حين يقدم الفلسطينيون على خطوات لإيقاف ابتزازهم ومنع نهب حقوقهم وفق القانون والشرع، تشتد في سوريا وتزداد وتيرة الإرهاب وتكثر محاولات الفبركة والتدليس حين يتقدم الجيش العربي السوري في الميدان ويطهر مدينة ما طالتها يد الإرهاب ودنسها الإرهابيون، غير أنه للأسف بينما تتوحد قوى الارهاب وأدواته في كل من فلسطين وسوريا وبقية أقطار الأمة ويتعدد داعموها تتفتت وتتشرذم قوى الأمة المطلوب منها دحر هذا الارهاب وتسود الرؤية الأحادية وتطغى الأنا اعتقادا واهما بأنها (الأنا) بمنجاة عن هذا الارهاب.

المصدر : رأي الوطن العمانية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة