دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
أكد وزير الكهرباء المهندس عماد خميس أنه سيتم خلال فترة قريبة تأهيل كامل البنى التحتية في بلدة معلولا بريف دمشق التي تعرضت لاعتداء وتخريب من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة لافتا إلى أن ورشات الصيانة بدأت صباح اليوم أعمال تأهيل الشبكة الكهربائية في البلدة وستواصل العمل على مدار الساعة بما في ذلك ورشات البلدية والمحافظة لإعادة التيار الكهربائي بأسرع وقت.
ولفت خميس خلال جولته في البلدة اليوم إلى حجم التخريب الذي ألحقته المجموعات الإرهابية في بلدة معلولا قائلا "ليس من كلمة في أي قاموس من قواميس اللغات يمكنها أن تصف مدى الحقد الأسود لهؤلاء الإرهابيين وما ألحقوه من تخريب وتدمير بمعلولا وكنائسها وأديرتها وما يحملونه من رؤى تكفيرية ظلامية".
وأكد الوزير خميس أنهم رغم ما خربوه لن يستطيعوا أن يخربوا الوحدة الوطنية التى تعيشها سورية بكل أطيافها ولن ينالوا من عزيمة الشعب السوري وشجاعته بفضل اللحمة بين أبنائه.
من جانبه أكد محافظ ريف دمشق المهندس حسين مخلوف أنه سيتم توظيف جميع الامكانيات لإعادة الحياة الطبيعية وكامل الخدمات لتهيئة ظروف عودة الأهالي إلى بيوتهم مبينا أنه تم البدء بتقييم الأضرار ومن ثم العمل على إعادة التأهيل من قبل ورشات الخدمات الفنية العاملة في المحافظة بعد رفع الأنقاض وتنظيف الشوارع والساحات فضلا عن تجهيز ثلاثة آبار في البلدة.
وأشار المطران موسى الخوري النائب البطريركي لبطركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس إلى فداحة ما لحق بالبلدة من تخريب وإجرام وما لحق بأديرتها من أذى ولا سيما دير مار تقلا قائلا "إن سورية نشرت السلام والمحبة إلى العالم لكنهم يرسلون لنا الحقد والإجرام" مؤكدا أن حرب الإرهاب لن تزيدنا إلا لحمة ومحبة بفضل تضحيات الجيش العربي السوري الذي يمثل كل فئات الشعب.
وبين المطران أنه تمت سرقة الأيقونات الأثرية القديمة من الكنائس والأديرة ونقلها بأيدي خبراء محترفين رافقوا المجموعات الإرهابية في بلدة معلولا.
وزار بلدة معلولا وفد من الإعلاميين وشخصيات ثقافية وسياسية حيث صدموا بحجم التخريب والدمار الذي ألحقته المجموعات الإرهابية المسلحة بالبلدة التي تعتبر إرثا تاريخيا ودينيا وإنسانيا.
وأشار المحلل السياسي الدكتور سليم بركات إلى أنه لم يكن يتوقع بأن مغول هذا العصر التكفيريين يمكن أن يصل بهم الانحطاط إلى هذا الدرك وخاصة عندما يكون المرء في حضرة التاريخ الذي تجسده معلولا والتي ما زالت تتحدث لغة السيد المسيح قائلا "تنتابني مشاعر متناقضة فنحن أمام شلالات من الحضارة والماضي العريق والقداسة وفي الوقت ذاته هناك همجية لم تمر في التاريخ عبثت وحطمت هذا الموروث الحضاري الإنساني الذي لا يختص بمعلولا أو سورية وإنما بالإنسانية كلها".
وأضاف الدكتور بركات أن الكثير من الغزاة من التتار إلى المغول والعثمانيين والاستعمار الغربي مروا في هذه المنطقة وبقيت سورية بأوابدها وبشموخها وبعزتها وبشعبها وجيشها حاضرة إنسانية تتحدى كل أولئك الغزاة الذين انتهوا إلى مزابل التاريخ.
وقال بركات "كما كان أجدادنا وآباؤنا مساهمون في الحراك الإنساني على اطلاقه وقدموا العلم والنور والفنون والأدب وكل مقومات الحياة فإن أبناء سورية سيعيدون إلى هذه المنطقة ألقها وعمقها الحضاري والإنساني وكل منطقة في سورية دمرها الإرهاب ستعود أفضل مما كانت".
بدورها الإعلامية اللبنانية سمر الحاج لم تكن تتوقع هذا الحجم من الإجرام وقالت "لقد شهدنا ما فعلته إسرائيل من دمار في لبنان لكن استطعنا الانتصار ودحرها كما ستنتصر سورية بفضل جيشها وشعبها على الإرهاب" مضيفة "لو لم يكن هؤلاء الإرهابيون مدركين أنهم مهزومون لم يكونوا ليتطاولوا على أيقونات ومخطوطات عمرها آلاف السنين وثروة تاريخية وإنسانية في معلولا غير موجودة في أي مكان آخر من العالم".
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة