أرمينيون يطالبون واشنطن بإدانة حكومة أردوغان لدعمها الإرهاب في سورية

بات الموقف التركي التصعيدي من الأحداث الأخيرة في سورية عموماً ومدينة كسب بريف اللاذقية خصوصاً واضحاً بما لا يدع مجالاً للشك بأن أنقرة تسعى بكل جهدها لإشعال جبهات جديدة في الداخل السوري وتقديم الدعم العسكري واللوجستي للمجموعات المسلحة التي تمارس كل أشكال الإجرام والتخريب بفضل ذلك الدعم.

ولأن قرار الحرب على سورية لا يمكن لتركيا أن تتخذه بمفردها دون التنسيق والرجوع للولايات المتحدة، غادر وزير الخارجية التركي «أحمد داود أوغلو» أمس إلى واشنطن في زيارة تستغرق يومين يجري خلالها لقاءات مع مسؤولين أميركيين وأمميين ومباحثات أخرى في نيويورك، في محاولة منه لإقناع أميركا للموافقة على شن حرب ضد سورية.

وصبغت وزارة الخارجية التركية تلك الزيارة بصبغة ثقافية وحضارية، مزيفة الأهداف الحقيقية التي دفعت بالوزير التركي التوجه لأميركا، وذلك حسب بيان صادر عن الوزارة التي قالت إن داوود أوغلو سيشارك في اجتماع مجموعة «أصدقاء تحالف الحضارات» الذي ينعقد تحت عنوان «السلام على طريق التنمية المستدامة» ويلقي خلاله كلمة على المشاركين. في المقابل وبتحرك شعبي عفوي اعتصم حشد من الشباب الأرميني أمام السفارة الأميركية في يريفان مطالبين الإدارة الأميركية بإدانة الدعم والتغطية اللذين يقدمهما رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لجرائم المجموعات الإرهابية في سورية عموماً ومدينة كسب خصوصاً.

وقال أحد المشاركين في الاعتصام للصحفيين أمس إننا «معتصمون هنا لنعبر عن قلقنا تجاه الأحداث المأساوية في كسب ونحن ننتظر من واشنطن إدانة صريحة وواضحة لتصرفات تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي في دعم ومساندة المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية».

يشار إلى أن مواطنين سوريين من سكان كسب شاركوا في الاعتصام أيضاً وقاموا بوضع نائب السفير الأميركي كلارك كلايس بصورة الأحداث التي جرت في كسب وشرحوا له الدعم العسكري الذي قدمته حكومة أردوغان لمساندة المجموعات المسلحة باقتحام المدينة وارتكاب الجرائم بحق أهلها وممتلكاتهم.

في السياق ذاته استنكرت روسيا أول من أمس بشدة الأعمال الوحشية التي ترتكبها المجموعات الإرهابية مؤكدة «أن على مجلس الأمن الدولي مناقشة المجزرة التي استهدفت الأرمن في بلدة كسب بريف اللاذقية وإعطاء تقييم مبدئي لهذا الحدث».

من جهة أخرى لم تنته تفاعلات الانتخابات البلدية التي أجريت في تركيا مؤخراً بعد إعلان النتائج غير الرسمية بفوز حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في البلاد، حيث صرح العديد من الأطراف والفعاليات الحزبية والشعبية عن عدم نزاهة تلك الانتخابات وعدم مراعاتها لنصوص القوانين الدستورية. واتخذت الأمور في تركيا منحى مختلفاً أول من أمس عندما استخدمت الشرطة خراطيم مياه لتفريق الآلاف من أنصار «حزب الشعب الجمهوري» المعارض كانوا متجمّعين أمام الهيئة العليا للانتخابات في أنقرة، احتجاجاً على «تزوير» الاقتراع في العاصمة. وهتف الحشد «طيب لص» في إشارة إلى رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان.

كما طعن الحزب بنتيجة الاقتراع في مدينتَي أنقرة وإسطنبول اللتين فاز بهما «العدالة والتنمية»، كما فرّقت الشرطة بالقوة آلافاً من أنصار الحزب احتجوا على «تزوير» في الانتخابات.

ترافق ذلك مع تحذير رئيس الحزب كمال كيليتشدار أوغلو من بدء ما سماه حملة لـ«صيد ساحرات» في البلاد، بعدما وصف أردوغان إثر فوزه خصومَه بأنهم «خونة» و«إرهابيون»، وإشارته إلى جماعة الداعية فتح اللـه غولن عندما قال: «لن تكون هناك دولة داخل الدولة... حان الوقت للقضاء عليهم. سندخل عرينهم وسيدفعون الثمن».

وكان الحزب قدّم شكوى لدى الهيئة، ضد مخالفات في الاقتراع، مطالباً بإعادة فرز الأصوات، فيما أعلن أحد قيادييه أن الحزب سيرفع شكوى لدى المحكمة الدستورية إذا تطلب الأمر، متهماً الهيئة بتعمّد الخطأ في جمع أصوات لمصلحته، في غياب مراقبين من حزبه تراخوا في حضور جلسات الجمع والفرز.

هذا وأعلنت الهيئة العليا للانتخابات أنها ستعلن النتائج الرسمية بعد البتّ بكل الشكاوى من مخالفات وقد يستغرق هذا الأمر أسابيع عديدة، إذ أوردت صحيفة «حرييت» أن الحزب المعارض قدّم 8 آلاف شكوى في أنقرة وحدها، أي أكثر بأربع مرات من الشكاوى التي قُدِّمت على صعيد وطني في الانتخابات البلدية عام 2009.

وعلى رغم طعنه في نتيجة الاقتراع في أنقرة وإسطنبول، شدد «حزب الشعب الجمهوري» اليساري على نجاح تجربته في التقرّب من اليمين، من خلال ترشيحه قوميين ومنشقين عن حزب «العدالة والتنمية»، ما زاد من أصواته في مدنٍ. لكن انتقادات من داخل الحزب اتهمت كوادر بالامتناع عن التعاون مع المرشحين الجدد والتراخي في الحملة الانتخابية ومراقبة الفرز في إسطنبول وأنقرة، ما سهّل «تزوير» الاقتراع لمصلحة الحزب الحاكم. واعتبر كيليتشدار أوغلو نتيجة الانتخابات مجرد «بداية»، منتقداً خطاب النصر «العدائي» الذي ألقاه أردوغان، واتهمه بـ«تهديد الديمقراطية والقانون والفئات الاجتماعية»، متسائلاً: «هل نتجه إلى صيد ساحرات؟ وماذا حدث لسيادة القانون؟».

  • فريق ماسة
  • 2014-04-05
  • 13980
  • من الأرشيف

داوود أوغلو يستجدي قرار الحرب من أميركا...

أرمينيون يطالبون واشنطن بإدانة حكومة أردوغان لدعمها الإرهاب في سورية بات الموقف التركي التصعيدي من الأحداث الأخيرة في سورية عموماً ومدينة كسب بريف اللاذقية خصوصاً واضحاً بما لا يدع مجالاً للشك بأن أنقرة تسعى بكل جهدها لإشعال جبهات جديدة في الداخل السوري وتقديم الدعم العسكري واللوجستي للمجموعات المسلحة التي تمارس كل أشكال الإجرام والتخريب بفضل ذلك الدعم. ولأن قرار الحرب على سورية لا يمكن لتركيا أن تتخذه بمفردها دون التنسيق والرجوع للولايات المتحدة، غادر وزير الخارجية التركي «أحمد داود أوغلو» أمس إلى واشنطن في زيارة تستغرق يومين يجري خلالها لقاءات مع مسؤولين أميركيين وأمميين ومباحثات أخرى في نيويورك، في محاولة منه لإقناع أميركا للموافقة على شن حرب ضد سورية. وصبغت وزارة الخارجية التركية تلك الزيارة بصبغة ثقافية وحضارية، مزيفة الأهداف الحقيقية التي دفعت بالوزير التركي التوجه لأميركا، وذلك حسب بيان صادر عن الوزارة التي قالت إن داوود أوغلو سيشارك في اجتماع مجموعة «أصدقاء تحالف الحضارات» الذي ينعقد تحت عنوان «السلام على طريق التنمية المستدامة» ويلقي خلاله كلمة على المشاركين. في المقابل وبتحرك شعبي عفوي اعتصم حشد من الشباب الأرميني أمام السفارة الأميركية في يريفان مطالبين الإدارة الأميركية بإدانة الدعم والتغطية اللذين يقدمهما رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لجرائم المجموعات الإرهابية في سورية عموماً ومدينة كسب خصوصاً. وقال أحد المشاركين في الاعتصام للصحفيين أمس إننا «معتصمون هنا لنعبر عن قلقنا تجاه الأحداث المأساوية في كسب ونحن ننتظر من واشنطن إدانة صريحة وواضحة لتصرفات تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي في دعم ومساندة المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية». يشار إلى أن مواطنين سوريين من سكان كسب شاركوا في الاعتصام أيضاً وقاموا بوضع نائب السفير الأميركي كلارك كلايس بصورة الأحداث التي جرت في كسب وشرحوا له الدعم العسكري الذي قدمته حكومة أردوغان لمساندة المجموعات المسلحة باقتحام المدينة وارتكاب الجرائم بحق أهلها وممتلكاتهم. في السياق ذاته استنكرت روسيا أول من أمس بشدة الأعمال الوحشية التي ترتكبها المجموعات الإرهابية مؤكدة «أن على مجلس الأمن الدولي مناقشة المجزرة التي استهدفت الأرمن في بلدة كسب بريف اللاذقية وإعطاء تقييم مبدئي لهذا الحدث». من جهة أخرى لم تنته تفاعلات الانتخابات البلدية التي أجريت في تركيا مؤخراً بعد إعلان النتائج غير الرسمية بفوز حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في البلاد، حيث صرح العديد من الأطراف والفعاليات الحزبية والشعبية عن عدم نزاهة تلك الانتخابات وعدم مراعاتها لنصوص القوانين الدستورية. واتخذت الأمور في تركيا منحى مختلفاً أول من أمس عندما استخدمت الشرطة خراطيم مياه لتفريق الآلاف من أنصار «حزب الشعب الجمهوري» المعارض كانوا متجمّعين أمام الهيئة العليا للانتخابات في أنقرة، احتجاجاً على «تزوير» الاقتراع في العاصمة. وهتف الحشد «طيب لص» في إشارة إلى رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان. كما طعن الحزب بنتيجة الاقتراع في مدينتَي أنقرة وإسطنبول اللتين فاز بهما «العدالة والتنمية»، كما فرّقت الشرطة بالقوة آلافاً من أنصار الحزب احتجوا على «تزوير» في الانتخابات. ترافق ذلك مع تحذير رئيس الحزب كمال كيليتشدار أوغلو من بدء ما سماه حملة لـ«صيد ساحرات» في البلاد، بعدما وصف أردوغان إثر فوزه خصومَه بأنهم «خونة» و«إرهابيون»، وإشارته إلى جماعة الداعية فتح اللـه غولن عندما قال: «لن تكون هناك دولة داخل الدولة... حان الوقت للقضاء عليهم. سندخل عرينهم وسيدفعون الثمن». وكان الحزب قدّم شكوى لدى الهيئة، ضد مخالفات في الاقتراع، مطالباً بإعادة فرز الأصوات، فيما أعلن أحد قيادييه أن الحزب سيرفع شكوى لدى المحكمة الدستورية إذا تطلب الأمر، متهماً الهيئة بتعمّد الخطأ في جمع أصوات لمصلحته، في غياب مراقبين من حزبه تراخوا في حضور جلسات الجمع والفرز. هذا وأعلنت الهيئة العليا للانتخابات أنها ستعلن النتائج الرسمية بعد البتّ بكل الشكاوى من مخالفات وقد يستغرق هذا الأمر أسابيع عديدة، إذ أوردت صحيفة «حرييت» أن الحزب المعارض قدّم 8 آلاف شكوى في أنقرة وحدها، أي أكثر بأربع مرات من الشكاوى التي قُدِّمت على صعيد وطني في الانتخابات البلدية عام 2009. وعلى رغم طعنه في نتيجة الاقتراع في أنقرة وإسطنبول، شدد «حزب الشعب الجمهوري» اليساري على نجاح تجربته في التقرّب من اليمين، من خلال ترشيحه قوميين ومنشقين عن حزب «العدالة والتنمية»، ما زاد من أصواته في مدنٍ. لكن انتقادات من داخل الحزب اتهمت كوادر بالامتناع عن التعاون مع المرشحين الجدد والتراخي في الحملة الانتخابية ومراقبة الفرز في إسطنبول وأنقرة، ما سهّل «تزوير» الاقتراع لمصلحة الحزب الحاكم. واعتبر كيليتشدار أوغلو نتيجة الانتخابات مجرد «بداية»، منتقداً خطاب النصر «العدائي» الذي ألقاه أردوغان، واتهمه بـ«تهديد الديمقراطية والقانون والفئات الاجتماعية»، متسائلاً: «هل نتجه إلى صيد ساحرات؟ وماذا حدث لسيادة القانون؟».

المصدر : الوطن


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة