دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
يواصل تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) تقدمه في المنطقة الشرقية في سورية من خلال سيطرته على المزيد من القرى والبلدات فيها، بينما أصدرت «جبهة النصرة» بياناً دموياً أهدرت فيه بشكل غير مباشر دم عشيرة الجبور، التي يبلغ تعدادها حوالي 100 ألف نسمة.
واتّهم الشيخ يوسف شيخ حمد الجبوري، عضو المكتب السياسي رئيس مكتب السلم الأهلي والإغاثة الإنسانية في «حزب الوطن الديموقراطي السوري» عضو الأمانة العامة في مجلس القبائل العربية السورية، «جبهة النصرة» بأنها أهدرت دمه ودم عشيرة الجبور، لأنه أصدر باسم العشيرة بياناً مؤيداً لتنظيم «الدولة الإسلامية».
وذكر الجبوري، في تغريدة له على «تويتر»، أن «جبهة النصرة» طلبت منه إصدار بيان مضاد، فلما «رفضنا قاموا بمهاجمتنا، وحدثت اشتباكات في البوكمال قرية الباغوز والان أنزلو بياناً وأراقو (أهدروا) دمي».
وتعود المشكلة إلى الصراع بين «جبهة النصرة» وبين صدام الجمل الذي كان يشغل منصب «قائد المنطقة الشرقية في الجيش الحر» قبل انشقاقه عنه ومبايعته لـ«الدولة الإسلامية»، حيث صدر في حينه تسجيل مصور يدلي فيه الجمل باعترافات عن علاقات «الجيش الحر» بأجهزة الاستخبارات الإقليمية والدولية، ولاسيما أميركا وفرنسا والسعودية. وقد شاع خبر تعيين الجمل في منصب «والي داعش في البوكمال» لكن الخبر لم يتأكد على نحو رسمي.
وبعد اندلاع الاشتباكات بين «جبهة النصرة» و«داعش»، وخصوصاً في المنطقة الشرقية، كان من الطبيعي أن تحدث اشتباكات بين صدام الجمل وعناصره المسلحين وبين عناصر «النصرة»، الأمر الذي كان شرارة قرار «جبهة النصرة» بإهدار دم كل من يتعاون مع صدام الجمل.
وقد حصلت «السفير» على بيان صادر عن «المكتب الإعلامي في جبهة النصرة في البوكمال» يتهم يوسف الجبوري بأنه من أذناب صدام الجمل، وأنه ساعده في إدخال سيارة مفخخة لتفجيرها في الساحة العامة في البوكمال. لذلك قررت «النصرة»، بحسب البيان، اعتبار «صدام الجمل وكل من عاونه من عصابة (زعيم داعش أبو بكر) البغدادي مفسدين في الأرض، حكمهم القتل لكل من يقدر عليهم، ودماؤهم وأموالهم غير معصومة»، وكذلك «هدر دم» كل من ساعدهم في وضع العبوات الناسفة ولو بالمعلومة لأنه من قبيل ترويع الآمنين.
ورأى نشطاء من مدينة دير الزور أن معنى البيان الصادر عن «جبهة النصرة» هو إهدار دم أي شخص ينتمي إلى عشيرة الجبور المنتشرة في عدة بلدات وقرى، أهمها الباغوز والسوسة الحدودية مع العراق، ويبلغ تعدادها حوالي 100 ألف شخص.
ويعتقد هؤلاء النشطاء أن «جبهة النصرة» وجدت الذريعة المناسبة لمعاقبة عشيرة الجبور لعدم وقوفها إلى جانبها، وتأييدها لها، رغم أن معظم العشيرة لا تؤيد «داعش» بالمقابل، إلا أن ذلك لم يشفع لهذه العشيرة التي عانت خلال الأيام الماضية من حملة مداهمات طالت العديد من بيوتها في عدة قرى وبلدات. ويتخوف أبناء العشيرة من مجزرة قد ترتكبها «جبهة النصرة» بحقهم، على منوال ما حدث في قرية المسرب في ريف دير الزور الغربي قبل حوالي سنة ونصف السنة، عندما تذرعت «النصرة» بمقتل السعودي قسورة الجزراوي، أحد «أمرائها» في المنطقة، كي تشن حملة دموية ضد قرية المسرب التي قتل السعودي على أطرافها بسبب خلاف على شاحنة محملة بالمازوت.
ويواصل «داعش» تقدمه بعد سيطرته على بلدة مركدة الأسبوع الماضي، حيث تشير آخر التطورات إلى أنه استطاع السيطرة على بلدة السبيعي والتقدم نحو مدينة غربية الواقعة على المدخل الغربي لمدينة دير الزور، وذلك بعد أن تمكن من صد الرتل الثاني الذي أرسلته «جبهة النصرة» لاستعادة بلدة مركدة، والذي تعرض لما يشبه الإبادة وسقط العشرات منه قتلى وجرحى.
المصدر :
السفير
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة