دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
شدد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله على أن المقاومة اليوم نسبة لما كانت عليه في تموز 2006 أقوى وأقدر بشريا وماديا وقدرة مواجهة واستعدادا لصنع الانتصار. وأكد أن "المقاومة ستبقى شامخة وصلبة تحمي أرضها وشعبها"، ولفت إلى أن" موضوع المقاومة أعلى وأكبر وأقدس وأوسع من مشكلة مع حزب أو تنظيم".
وأشار السيد نصر الله في كلمة له عبر شاشة خلال رعايته حفل إطلاق "منتدى جبل عامل للثقافة والادب" وافتتاح مسرح الانتصار في بلدة عيناثا في جنوب لبنان إلى أن "البعض مشكلته الأساسية هي مع المقاومة"، وأضاف "كل طعن بالمقاومة أو توصيف مسيء لها هو طعن وإساءة لكل من هو وما هو المقاومة وليس إلى مجموعة محددة وهذا التوصيف له تبعات ستظهر خلال أيام".
السيد نصر الله أوضح أن "الذهب سيبقى ذهبا وإذا غير أحد رأيه فلا يبدل ذلك من حقائق الأشياء"، واعتبر أن "في لبنان هناك ذهب وخشب والخشب صنع منه اللبنانيون توابيت لجنود الاحتلال وهو سيبقى موجودا لكل غازي لهذه الأرض المقدس وكذلك في لبنان ذهب لا وجود له في العالم"، وسأل "أين فشلت المعادلة الثلاثية وأين نجحتم أنتم الذين تتحدثون عن فشلها؟".
وذكّر السيد نصر الله ان "المقاومة نجحت في تحرير الأرض حيث فشل العالم كله والمقاومة نجحت في استعادة الأسرى وهي نجحت إلى جانب الجيش والشعب في حماية الحدود"، وأكد أن "المعادلة الثلاثية فرضت لبنان حاضرا في المعادلة الإقليمية وفي لبنان ذهب قبل النفط والغاز وهذا انجاز ناصع لها ولكن أين هي انجازتكم؟"، وأشار إلى أن "موقفنا بموضوع المقاومة سينعكس على قرارنا في المشاركة على طاولة الحوار الوطني".
ونبه السيد نصرالله من أن "البعض يحاول أن يتجاهل المشروع الصهيوني أو أن يعتبره غير موجود وهذه خطيئة كبرى"، ولفت إلى أن "السجال حول المقاومة لا علاقة له بالدخول إلى سورية أو في 2006 أو في 1982 أو في بداية السبعينات فمنذ نشوء الكيان الصهيوني في فلسطين هناك جدل حول المقاومة"، وأضاف "عندما كانت العنوان الأساسي في المقاومة القوى الوطنية والعلمانية كان النقاش حول المقاومة في لبنان موجود".
وقال السيد نصر الله "لم يكن هناك إجماع وطني حول المقاومة في لبنان في أي يوم من الأيام والكلام عن عكس ذلك غير صحيح وحتى في عز الانتصار في العام 2000 والمقاومة تهديه إلى كل اللبنانيين لم يكن هناك إجماع حول المقاومة"، وأسف أن "بعض الناس لا يعرفون أن في لبنان مقاومة من العام 1948 لأنهم لا يعرفون ماذا تعني المقاومة"، وتابع "هؤلاء لا يعرفون شيئاً عن ما كانت تتعرض له القرى الحدودية من مجازر ولا عن انتهاك السيادة في البر والبحر والجو".
وأكد السيد نصر الله ان "خيار المقاومة كان الخيار الوحيد المتاح أمام شعوب منطقنا وأمام الشعب اللبناني لمواجهة المشروع الصهيوني"، واشار الى ان المقاومة اللبنانية موجودة منذ اللحظة الأولى لوجود الاحتلال واكتسبت شرعيتها منذ تلك اللحظة"، وسأل "كيف يمكن أن يأتي سياسي لبناني يريد أن يشارك في صناعة القرار السياسي وهو يجهل تاريخ منطقة مهمة من لبنان؟"، واوضح ان "أهل جبل عامل شكل من اشكال مقاومتهم كان أن يبقوا في هذه الأرض وأن يحرسوا حقولهم وأن يقتلوا تحت سقوف منازلهم"، واضاف ان "المقاومة هي كل بيت من بيوت القرى والبلدات الحدودية وكل مسجد وكل شجرة زيتون وشتلة تبغ".
وحول الوضع في سورية، قال السيد نصر الله إن "المشكلة معنا في مسألة سورية هي موقفنا السياسي وليس تدخلنا العسكري الذي جاء بعد تدخل الجميع"، وذكّر "نحن من اليوم الأول للازمة السورية قلنا إننا لسنا مع هذا الصراع ولا مع إسقاط النظام ولا الدولة بل مع الاصلاح والحل السياسي"، ولفت إلى انه "كان المطلوب أن نركع جميعا للعاصفة القادمة على المنطقة أو على الأقل أن ننحني لها ونحن لم نفعل ذلك لأننا نعتبر أنها تشكل تهديدا وجوديا لسورية والمقاومة وأخذنا موقفا سياسيا".
ولفت السيد نصرالله إلى انه "منذ البداية نحن نتحدث عن حل سياسي في حين كانت الجامعة العربية تريد إسقاط النظام وبعد 3 سنوات وجدنا مقررات القمة العربية"، وسأل "هل كنا بحاجة إلى 3 سنوات ليتحدث العرب الكلام الذي كان من المفترض الحديث فيه منذ اليوم الأول؟"، وأضاف إن "أول تدخل عسكري لنا في سورية كان في منطقة السيدة زينب لمنع تدمير المقام الذي كان سيكون له تداعيات خطيرة جدا"، وتابع "تركيا تعتبر أن من حقها أن تفكر بالتدخل عسكريا في سورية من أجل حماية ضريح الجد الأكبر لبني عثمان من قبل بعض الجماعات التكفيرية".
وقال السيد نصرالله "أنتم في الأشهر الأولى من كان يرفض النقاش بالحل السياسي أو الحوار السياسي وذهبتم إلى الحل العسكري"، وأضاف "اليوم انتم تتحدثون عن تهديد لدول الإقليم ودول العالم بعد 3 سنوات من تمويلكم وتحريضكم وتعطيلكم للحلول السياسية وحمايتكم للجماعات المسلحة"، وسأل "عند وضع النصرة وداعش والاخوان المسلمين على لائحة الارهاب من يبقى؟".
وأشار السيد نصر الله إلى انه "منذ البداية قلنا إن ما يجري في سورية يعرض كل المنطقة لخطر الإرهاب والتكفير وبعد 3 سنين من تعطيلكم للحلول السياسية أتيتم لتشكلوا لائحة إرهاب"، ولفت إلى أن "ما يجري في سورية تجاوز المطالب الإصلاحية إلى مرحلة التيار التكفيري المقاتل الذي لا يقبل الآخر حتى لو كان ينتمي إلى نفس الفكر"، واستغرب أن "بعض اللبنانيين لم يكتشفوا أن ما يجري في سورية يهدد لبنان في حين أن الأميركيين والأوروبيين يعتبرون أنه يهدد أمنهم"، وتابع "أطالبكم بتغيير موقفكم أو أعادة النظر في موقفكم من ما يجري في سورية".
ورأى السيد نصر الله أن "المشكلة في لبنان ليست في ذهاب حزب الله في سورية بل في تأخره بالذهاب وفي بقائكم في موقعكم وعلى موقفكم"، وأضاف "يوم بعد آخر يثبت صحة الخيارات التي أخذناها ولو انتصر الإرهاب التكفيري في سورية كنا سنلغى جميعا"، ولفت إلى أن "بعض اللبنانيين عرض علينا الذهاب معنا من أجل القتال في سورية لكننا قلنا لهم أن لا داعي لذلك".
وفي الشأن الداخلي اللبناني، أوضح السيد نصر الله انه "يجب التعاون لمعالجة الوضع الأمني في المناطق اللبنانية لا سيما في طرابلس والبقاع"، ودعا "لإنجاز الاستحقاق الرئاسي بعيدا عن الاتهامات بالتعطيل"، واكد "نحن لسنا مع إلغاء أحد وفريقنا ليس لديه نوايا إقصائية أو إلغائية"، واضاف "اليوم أمامنا فرصة للهدوء وأخذ النفس وعدم انتظار الأوضاع في المنطقة"، وتابع "نحن من أكثر الناس الحريصين على حصول الانتخابات الرئاسية في موعدها لا بل في أقرب وقت ممكن من أجل التأسيس لمرحلة مقبلة على أساسها نذهب الى الحوار حول الاستراتجية الدفاعية ومختلف الأمور".
وحول تاريخ جبل عامل ومعاني افتتاح المنتدى، قال السيد نصر الله إن "هذا الصرح ينضم إلى المسيرة المباركة والمتواصلة والمنتصرة ان شاء الله"، واضاف ان "كل الافكار والمعلومات والدروس والتجارب كانت تنتقل بين الناس ومن جيل إلى جيل حتى يوم القيامة من خلال وسائل البيان".
واشار السيد نصر الله الى ان "علماء جبل عامل في الماضي حوّلوا حتى المدارس والبيوت الى مراكز لتعليم اللغة العربية ليمكنوا الاجيال من الحفاظ على هذه اللغة في مواجهة الامية والجهل الذي كان سائد"، ولفت الى ان "علماء جبل عامل كان لهم دور أساسي في مواجهة الاستعمار الاجنبي ومختلف قضايا الأمة"، واكد ان "المقاومة اليوم هي امتداد اصيل لتاريخ جبل عامل واجياله السابقة"، واضاف ان "علماء وادباء ونخب وعامة جبل عامل بالرغم من ما اصابهم من حرمان وقهر وعزل لم يعزلوا أنفسهم عن كل ما اصاب الأمة".
ورأى السيد نصر الله ان "علماء وفقهاء وادباء جبل عامل آمنوا بهذا الوطن واخلصوا له بعد تقسيم المنطقة"، وذكّر "بدور علماء جبل عامل لجهة الموقف من فلسطين والمواجهة الحاسمة والمبكرة للاطماع الاسرائيلية في فلسطين"، ولفت الى ان "مواقف جبل عامل واهله ونخبه كانت دائما الى جانب الوحدة والتعاون والتكامل ورفض الفتن وتنظيم الاولويات"، واضاف "جبل عامل ومنذ البداية كان مع كل الطلائع الوطنية والقومية وطلائع الامة في الدفاع عن المقدسات ومواجهة المشروع الصهيوني والتقسيم والفتن".
وقال السيد نصر الله "نحن نرث عن هؤلاء الكبار وعن تلك الاجيال هذه الثقافة وهذه العقلية وهذا الفهم"، واوضح "عندما ننتمي الى فكر المقاومة لا ننتمي الى فكر مستورد بل هذا هو الفكر الأصيل"، واضاف "ما نتوقعه من هذا المنتدى أن يحمل هذا الأرث العظيم وأن يقدمه لأهلنا في الجبل وللاجيال الحاضرة والمستقبلة التي لا تعرف الكثير عن الحاضر الماضي".
ولفت السيد نصر الله إن "هناك الكثير من الوسائل التي كانت معتمدة لنقل افكار الانسان حتى عصرنا الذي نعيشه بما فيه من وسائل متطورة"، ورأى ان "أقوى طرق التعبير لدى الانسان في كل العصور هي اللغة بما فيها من جمل وكلمات ومعاني ليعبر من خلالها عن افكار ومعاني".
واشار السيد نصر الله الى ان "اللغة العربية تتربع على عرش لغات البشر لما فيها من قوة وسعة وجمال وطراوة ولما فيها من قدرة على الاستيعاب ويكفيها فخرا ان الله تعالى اختارها لتكون لغة الكتاب السماوي الخاتم"، وتابع ان "العرب عبر التاريخ عرفوا بالبلاغة والفصاحة والتفنن بالشعر وكان فخر كل قبيلة وعشيرة وفخر كان شاعرها وخطيبها".
ولفت السيد نصر الله الى ان "بعض الادب والشعر عبر التاريخ كان سلعة للبيع والشراء حيث ينظم القصيدة لمن يدفع المال وبعض الشعر والادب كان للمفاخرة"، واضاف "لكن بعضه كان طوال التاريخ في خدمة الرسالات والقيم الانسانية والاخلاقية والعدل ومواجهة الطغاة والدفاع عن القمة ومقدساتها ومواجهة الاعداء"، واكد ان "هذه هي الوظيفة الاهم والاعظم للادب والشعر الذي يجب أن يكون جزءا مهما من سلاح الأمة".
واوضح السيد نصر الله ان "لطالما كان الشعر في جبل عامل وكل الجهد الادبي منبرا معبرا عن التزام أهل هذا الجبل ونخبه بقضايا الوطن والامة"، ولفت الى ان "جبل عامل معروف بتراثه وثرائه العلمي والفقهي ومشهور بفقهائه وعلمائه ومنهم من هو في الصف الاول من فقهاء العالم الاسلامي"، وشدد على انه "من المهام الأساسية التي قام بها علماء وأدباء جبل عامل كان الحفاظ على اللغة العربية والدفاع عنها"، وتابع "من جملة المسؤوليات اليوم هو الحافظ على اللغة العربية والدفاع عنها".
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة