بعثر حزب الجبهة الوطنية المتطرف بقيادة مارين لوبان ابنة زعيمه التاريخي جون ماري لوبان أوراق المشهد السياسي الفرنسي حين نجح حزبها في تصدر نتائج الجولة الأولى من الإنتخابات البلدية الفرنسية لـ21 مدينة فرنسية، و التي تلقى فيها الحزب الإشتراكي الحاكم صفعة قوية لصالح اليمين و اليمين المتطرف.

ومني حزب الرئيس الإشتراكي فرانسوا اولاند بهزيمة قاسية في جل المدن الفرنسية الكبرى،حين سحب اليمين و اليمين المتطرف بساط مئات البلديات من تحت أقدامه،بينما سجلت نسبة المقاطعين رقما قياسيا في تاريخ الإنتخابات الفرنسية بلغ نحو 38.5 في المائة،و هو ما يعكس غضب الفرنسيين من ساستهم بسبب فضائح الفساد التي كشفها الإعلام الفرنسي لساسة من الحكومة و المعارضة على حد السواء.

واحتل حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية اليميني و المعروف باسم حزب ساركوزي صدارة نتائج الجولة الأولى من الإنتخابات البلدية بحيازته 48 في المائة من أصوات الناخبين،بينما اكتفت أحزاب اليسار مجتمعة بما فيها الحزب الإشتراكي الحاكم ب41 في المائة من الأصوات،ثم حزب الجبهة الوطنية المتطرف الذي سجل 7 في المائة من أصوات الناخبين علما أنه قدم مرشحين في بلديات بعينها.

و مازاد مخاوف ساسة فرنسا هو أن الحزب المتطرف الذي تقوده مارين لوبان حاز 7 في المائة رغم أن مشاركته كانت محدودة،حيث قدم الحزب مرشحين في 600 بلدية فقط من أصل 37 ألف،ما يعني برأيهم أن الحزب قد يحيي شبح اليمين المتطرف في فرنسا و طموحاته السياسية مرشحة للاتساع مع تعطش زعيمته لوبان للسلطة.

ولقي خطاب مارين لوبان المعادي للمهاجرين خاصة الجالية المسلمة صدى واسعا لدى العديد من الفرنسيين الذين باتوا يعبرون صراحة عن خوفهم من اتساع ظاهرة المتطرفين وسط الجالية المسلمة،خاصة مع تحذير الإعلام الفرنسي المستمر من ما يسميه ‘خطر’ عودة الجهاديين الفرنسيين الذين تطوعوا للقتال إلى جانب الجماعات المسلحة المتشددة في سوريا ضد نظام بشار الأسد.

وتشغل عودة ‘الجهاديين’ الفرنسيين الذين قاتلوا إلى جانب منظمات محسوبة على القاعدة في سوريا الإعلام الفرنسي،فسارع إلى التحذير من عودة اكثر من ألف فرنسي بعضهم لازال قاصرا من سوريا،و يقول إن الأمر يتعلق بشباب ‘مستعدون’ لارتكاب أعمال إرهابية داخل فرنسا بعد أن تدربوا على استخدام الأسلحة والمتفجرات.

أما الحزب الإشتراكي الذي أرجع خسارته في الإنتخابات البلدية إلى ما وصفها بتداعيات الأزمة الإقتصادية على الناخبين،فلم يجد حرجا في دعوة أنصاره إلى التصويت لغريمه اليميني الاتحاد من أجل حركة شعبية من أجل وقف زحف اليمين المتطرف.

وتعهد مرشحون من حزب الجبهة الوطنية المتطرف فازوا في الجولة الأولى من الإنتخابات البلدية بأن يكون أول قرار يتخذونه إذا ما نجحوا في وضع أيديهم على بلديات مدن بعد جولة الإعادة هو وقف منح تراخيص لبناء المساجد،إضافة إلى تعطيل رخص سارية.

وكانت زعيمة الحزب مارين لوبان قد شبهت صلاة المسلمين في فرنسا في الشارع بالاحتلال النازي،حين ادلت بتصريحات عنصرية قارنت فيها المسلمين الذين يؤدون الصلاة في الشوارع بالاحتلال النازي في زمن الحرب العالمية.

وحصلت لوبان عضو البرلمان الاوروبي منذ عام 2004 على نحو 14 في المئة من الاصوات في الجولة الاولى من انتخابات الرئاسة الفرنسية عام 2012،حيث حلت ثالثة خلف الرئيس الحالي الاشتراكي فرانسوا هولاند و غريمه السابق اليميني نيكولا ساركوزي.

وتشير استطلاعات الرأي ان خطاب مارين لوبان المعادي للمسلمين و تعهدها بإخراج فرنسا من اتفاقية شينغن لحرية التنقل للأشخاص والبضائع في أوروبا،إضافة إلى إعادة الفرنك الفرنسي محل العملة الأوروبية الموحدة اليور يلقى صدى واسعا ما يعني أن حزبها الجبهة الوطنية سيعزز من مكانته كقوة سياسية لا يستهان بها في المحطات الإنتخابية المقبلة.

 

  • فريق ماسة
  • 2014-03-24
  • 11812
  • من الأرشيف

قتال جهاديين فرنسيين في سورية يرفع أسهم اليمين المتطرف في فرنسا و يجعله يتصدر نتائج 21 مدينة في الانتخابات البلدية

 بعثر حزب الجبهة الوطنية المتطرف بقيادة مارين لوبان ابنة زعيمه التاريخي جون ماري لوبان أوراق المشهد السياسي الفرنسي حين نجح حزبها في تصدر نتائج الجولة الأولى من الإنتخابات البلدية الفرنسية لـ21 مدينة فرنسية، و التي تلقى فيها الحزب الإشتراكي الحاكم صفعة قوية لصالح اليمين و اليمين المتطرف. ومني حزب الرئيس الإشتراكي فرانسوا اولاند بهزيمة قاسية في جل المدن الفرنسية الكبرى،حين سحب اليمين و اليمين المتطرف بساط مئات البلديات من تحت أقدامه،بينما سجلت نسبة المقاطعين رقما قياسيا في تاريخ الإنتخابات الفرنسية بلغ نحو 38.5 في المائة،و هو ما يعكس غضب الفرنسيين من ساستهم بسبب فضائح الفساد التي كشفها الإعلام الفرنسي لساسة من الحكومة و المعارضة على حد السواء. واحتل حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية اليميني و المعروف باسم حزب ساركوزي صدارة نتائج الجولة الأولى من الإنتخابات البلدية بحيازته 48 في المائة من أصوات الناخبين،بينما اكتفت أحزاب اليسار مجتمعة بما فيها الحزب الإشتراكي الحاكم ب41 في المائة من الأصوات،ثم حزب الجبهة الوطنية المتطرف الذي سجل 7 في المائة من أصوات الناخبين علما أنه قدم مرشحين في بلديات بعينها. و مازاد مخاوف ساسة فرنسا هو أن الحزب المتطرف الذي تقوده مارين لوبان حاز 7 في المائة رغم أن مشاركته كانت محدودة،حيث قدم الحزب مرشحين في 600 بلدية فقط من أصل 37 ألف،ما يعني برأيهم أن الحزب قد يحيي شبح اليمين المتطرف في فرنسا و طموحاته السياسية مرشحة للاتساع مع تعطش زعيمته لوبان للسلطة. ولقي خطاب مارين لوبان المعادي للمهاجرين خاصة الجالية المسلمة صدى واسعا لدى العديد من الفرنسيين الذين باتوا يعبرون صراحة عن خوفهم من اتساع ظاهرة المتطرفين وسط الجالية المسلمة،خاصة مع تحذير الإعلام الفرنسي المستمر من ما يسميه ‘خطر’ عودة الجهاديين الفرنسيين الذين تطوعوا للقتال إلى جانب الجماعات المسلحة المتشددة في سوريا ضد نظام بشار الأسد. وتشغل عودة ‘الجهاديين’ الفرنسيين الذين قاتلوا إلى جانب منظمات محسوبة على القاعدة في سوريا الإعلام الفرنسي،فسارع إلى التحذير من عودة اكثر من ألف فرنسي بعضهم لازال قاصرا من سوريا،و يقول إن الأمر يتعلق بشباب ‘مستعدون’ لارتكاب أعمال إرهابية داخل فرنسا بعد أن تدربوا على استخدام الأسلحة والمتفجرات. أما الحزب الإشتراكي الذي أرجع خسارته في الإنتخابات البلدية إلى ما وصفها بتداعيات الأزمة الإقتصادية على الناخبين،فلم يجد حرجا في دعوة أنصاره إلى التصويت لغريمه اليميني الاتحاد من أجل حركة شعبية من أجل وقف زحف اليمين المتطرف. وتعهد مرشحون من حزب الجبهة الوطنية المتطرف فازوا في الجولة الأولى من الإنتخابات البلدية بأن يكون أول قرار يتخذونه إذا ما نجحوا في وضع أيديهم على بلديات مدن بعد جولة الإعادة هو وقف منح تراخيص لبناء المساجد،إضافة إلى تعطيل رخص سارية. وكانت زعيمة الحزب مارين لوبان قد شبهت صلاة المسلمين في فرنسا في الشارع بالاحتلال النازي،حين ادلت بتصريحات عنصرية قارنت فيها المسلمين الذين يؤدون الصلاة في الشوارع بالاحتلال النازي في زمن الحرب العالمية. وحصلت لوبان عضو البرلمان الاوروبي منذ عام 2004 على نحو 14 في المئة من الاصوات في الجولة الاولى من انتخابات الرئاسة الفرنسية عام 2012،حيث حلت ثالثة خلف الرئيس الحالي الاشتراكي فرانسوا هولاند و غريمه السابق اليميني نيكولا ساركوزي. وتشير استطلاعات الرأي ان خطاب مارين لوبان المعادي للمسلمين و تعهدها بإخراج فرنسا من اتفاقية شينغن لحرية التنقل للأشخاص والبضائع في أوروبا،إضافة إلى إعادة الفرنك الفرنسي محل العملة الأوروبية الموحدة اليور يلقى صدى واسعا ما يعني أن حزبها الجبهة الوطنية سيعزز من مكانته كقوة سياسية لا يستهان بها في المحطات الإنتخابية المقبلة.  

المصدر : ‘القدس العربي’


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة