تسبب الغزو الأمريكي للعراق في 2003، واجتياح القوات الأجنبية له فى سرقة آلاف القطع الأثرية العراقية النادرة التى بيعت إلى دول العالم المختلفة، ويبذل العراق منذ سنوات جهودا كبيرة لاستعادتها.

وتسعى الحكومة العراقية إلى اتخاذ خطوة، من شأنها، الحفاظ على ما تبقى من الآثار التى لا تزال موجودة داخل البلاد.

ومؤخرا بدأت وزارة الاعمار والإسكان العراقية في تشييد متحف في مدينة سامراء (120 كلم شمال غرب بغداد) بتكلفة تقدر بـ 17 مليار دينار عراقي (14,363,000 دولار أمريكي)، وعلى مساحة تبلغ 27.700 متر مربع.

يتكون المشروع من ثلاث بنايات، الأولى تضم سردابا وطابقا أرضيا، أما البناية الثانية فتتكون من جزأين: يضم الجزء الأول منها أيضا سردابا وطابقا أرضيا بالإضافة إلى طابق آخر يعلوه، بينما يضم الجزء الثاني عدة طوابق وبدون سرداب، أما البناية الثالثة فتتكون من مسرح مفتوح تزينه أعمال معمارية تراثية.

وتواصل الآن فرق العمل بناء المتحف الذي أنجز الجزء الأرضي منه.

قال عمر عبد الرزاق مسؤول الآثار بمدينة سامراء لوكالة الأناضول إن “أكثر من 3000 قطعة أثرية أغلبها تعود للعصر العباسي (132- 656 هـ)، وأخرى تمثل تراث سامراء ستعرض فور انتهاء انشاء المتحف ولأول مرة”.

يضيف عبد الرزاق أن المشروع يسعى للحفاظ على إرث سامراء الذي يقول عنه إنه “كان أقل سرقة من باقي الآثار العراقية التي سرقت إبان عام 2003″.

وكانت سامراء، المدينة الأثرية، الواقعة على ضفاف نهر دجلة، والتى اشتق اسمها من “سُرَّ مَن رآها” لجمالها، مقراً لعاصمة الدولة العباسية، وبسطت نفوذها على أقاليم مترامية امتدت خلال قرن من الزمن من تونس إلى آواسط آسيا، حتى قيل عنها أنها كانت آنذاك عاصمة العالم.

وتضم المدينة ابتكارات هندسية وفنية، طوّرت محلياً، قبل أن تنقل إلى أقاليم العالم الإسلامي، ليبقى البعض منها شاخصا حتى هذه الساعة.

 ويقول خبراء إن المدينة التي تضم القسم الأكبر من الآثار العباسية عندما كانت عاصمة الخلافة لا تزال فيها آثار مطمورة لم يتم الوصول إليها بعد.

ويعتقد باحثون آثريون أن الإبقاء على هذه الآثار مطمورة، دون الكشف عنها وتنقيبها الآن، يعد أفضل حتى يتسن حفظها لوقت مناسب لاستخراجها، فالوضع الحالي يضمن لها البقاء بالعراق، حتى لا تلحق بركب الإرث المسروق.

وضاعت عشرات آلاف من القطع الأثرية في غمار الفوضى التي اجتاحت البلاد مع الغزو الأمريكي في 2003م، وما تلاه من أعمال عنف لا تزال مستمرة حتى الآن.

ويوجد في العراق نحو 12 ألف موقع أثري تعود إلى حضارة السومريين (2850ـ 2400  ق.م) والبابليين (1950- 1535 ق.م) والآشوريين (2000 –  612  ق.م)  والحضارة الإسلامية، ودولة بني العباس التي اتخذت من بغداد عاصمةً لخمسة قرون، ولا تزال هذه الأماكن مهددة بالسرقة والنهب والتجاوزات غير المرخصة.

وبحسب بيانات صحفية اطلعت عليه الأناضول، لكن يتسن لها التأكد من صحتها، فإن هناك ما يقرب من 170 ألف قطعة أثرية قد فُقدت من العراق، من بينها 15 ألف قطعة مسجلةً ضمن مقتنيات المتحف الوطني، وتمكنت وزارة السياحة والآثار العراقية بعد سنوات من استعادة أكثر من 25 ألف قطعة أثرية بعضها تضرر بالكامل، والبعض الآخر بحالة وصفت بالمتوسطة.

  • فريق ماسة
  • 2014-03-21
  • 11322
  • من الأرشيف

متحف آثار عراقي للحفاظ على ما تبقى من “الإرث العباسي”

تسبب الغزو الأمريكي للعراق في 2003، واجتياح القوات الأجنبية له فى سرقة آلاف القطع الأثرية العراقية النادرة التى بيعت إلى دول العالم المختلفة، ويبذل العراق منذ سنوات جهودا كبيرة لاستعادتها. وتسعى الحكومة العراقية إلى اتخاذ خطوة، من شأنها، الحفاظ على ما تبقى من الآثار التى لا تزال موجودة داخل البلاد. ومؤخرا بدأت وزارة الاعمار والإسكان العراقية في تشييد متحف في مدينة سامراء (120 كلم شمال غرب بغداد) بتكلفة تقدر بـ 17 مليار دينار عراقي (14,363,000 دولار أمريكي)، وعلى مساحة تبلغ 27.700 متر مربع. يتكون المشروع من ثلاث بنايات، الأولى تضم سردابا وطابقا أرضيا، أما البناية الثانية فتتكون من جزأين: يضم الجزء الأول منها أيضا سردابا وطابقا أرضيا بالإضافة إلى طابق آخر يعلوه، بينما يضم الجزء الثاني عدة طوابق وبدون سرداب، أما البناية الثالثة فتتكون من مسرح مفتوح تزينه أعمال معمارية تراثية. وتواصل الآن فرق العمل بناء المتحف الذي أنجز الجزء الأرضي منه. قال عمر عبد الرزاق مسؤول الآثار بمدينة سامراء لوكالة الأناضول إن “أكثر من 3000 قطعة أثرية أغلبها تعود للعصر العباسي (132- 656 هـ)، وأخرى تمثل تراث سامراء ستعرض فور انتهاء انشاء المتحف ولأول مرة”. يضيف عبد الرزاق أن المشروع يسعى للحفاظ على إرث سامراء الذي يقول عنه إنه “كان أقل سرقة من باقي الآثار العراقية التي سرقت إبان عام 2003″. وكانت سامراء، المدينة الأثرية، الواقعة على ضفاف نهر دجلة، والتى اشتق اسمها من “سُرَّ مَن رآها” لجمالها، مقراً لعاصمة الدولة العباسية، وبسطت نفوذها على أقاليم مترامية امتدت خلال قرن من الزمن من تونس إلى آواسط آسيا، حتى قيل عنها أنها كانت آنذاك عاصمة العالم. وتضم المدينة ابتكارات هندسية وفنية، طوّرت محلياً، قبل أن تنقل إلى أقاليم العالم الإسلامي، ليبقى البعض منها شاخصا حتى هذه الساعة.  ويقول خبراء إن المدينة التي تضم القسم الأكبر من الآثار العباسية عندما كانت عاصمة الخلافة لا تزال فيها آثار مطمورة لم يتم الوصول إليها بعد. ويعتقد باحثون آثريون أن الإبقاء على هذه الآثار مطمورة، دون الكشف عنها وتنقيبها الآن، يعد أفضل حتى يتسن حفظها لوقت مناسب لاستخراجها، فالوضع الحالي يضمن لها البقاء بالعراق، حتى لا تلحق بركب الإرث المسروق. وضاعت عشرات آلاف من القطع الأثرية في غمار الفوضى التي اجتاحت البلاد مع الغزو الأمريكي في 2003م، وما تلاه من أعمال عنف لا تزال مستمرة حتى الآن. ويوجد في العراق نحو 12 ألف موقع أثري تعود إلى حضارة السومريين (2850ـ 2400  ق.م) والبابليين (1950- 1535 ق.م) والآشوريين (2000 –  612  ق.م)  والحضارة الإسلامية، ودولة بني العباس التي اتخذت من بغداد عاصمةً لخمسة قرون، ولا تزال هذه الأماكن مهددة بالسرقة والنهب والتجاوزات غير المرخصة. وبحسب بيانات صحفية اطلعت عليه الأناضول، لكن يتسن لها التأكد من صحتها، فإن هناك ما يقرب من 170 ألف قطعة أثرية قد فُقدت من العراق، من بينها 15 ألف قطعة مسجلةً ضمن مقتنيات المتحف الوطني، وتمكنت وزارة السياحة والآثار العراقية بعد سنوات من استعادة أكثر من 25 ألف قطعة أثرية بعضها تضرر بالكامل، والبعض الآخر بحالة وصفت بالمتوسطة.

المصدر : الاناضول/ عثمان الشلش


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة