غزة ـ من محمد ماجد ـ رغم شهرة الفلسطينيين برقص “الدبكة” الفلكلوري إلا أن صعوبات كبيرة تواجه الفرق المختصة بهذا النوع من الفن، فالمجتمع المحافظ الذي يغلب عليه التدين لا يتقبل تراقص الشبان والفتيات سويًا، ضاربين أرجلهم بالأرض وأيديهم متشابكة.

أما إذا خلت فرقة “الدبكة” من الفتيات فإنها تلقى قبولاً واسعًا من الفلسطينيين حتى من قبل فئة المتدينين.

و”الدبكة” هي رقصة فلكلورية شعبية منتشرة على وجه خاص في بلاد الشام - فلسطين، والأردن، وسوريا، ولبنان.

وفي حديث تقول “آلاء زيارة”، العضوة في فرقة لرقص الدبكة، تتبع لجمعية “جباليا للتنمية” (جمعية أهلية تأسست قبل شهرين وتعني بالفن الفلكوري) بصوتٍ غاضب: “للأسف في مجتمعنا تسود فكرة أن الدبكة حرام وعيب إذا شاركت فيها الفتيات (..) هذا مفهوم خاطئ يجب أن يتغيّر، فالدبكة تراث فلسطيني يجمع بين الجنسين”.

وأشارت “زيارة” إلى أنها بدأت الرقص الشعبي منذ أن كانت في السادسة من عمرها، ومارسته لمدة طويلة إلى أن بلغت الـ16 عامًا، لكنها توقّفت بعدها بسبب “العادات والتقاليد”، كونها أصبحت شابة.

غير أن شغفها بمواصلة مشوار الدبكة، دفعها لإقناع والدها لتعود للإستعراض الذي تهواه، كما تؤكد.

وتضيف زيارة: “بعد حصولي على موافقة أسرتي، شاركت في فريق جمعية جباليا للتنمية، وأريد من خلال هذا الفن أن أعمل على إحياء التراث الشعبي الفلسطيني”.

وأوضحت الفتاة الغزية أنها شاركت في إحياء بعض الحفلات والأعراس الشعبية التي أقيمت في أماكن مغلقة.

وعن أنواع الدبكة التي تمارسها مع فريقها، تقول زيارة: “هناك دبكة العسكر، والدبكة البدوية، ودبكة زريف الطول، والشعراوية، والدرازي، والشمالية”.

وتبين “زيارة” أن للدبكة الشعبية أناشيد فلسطينية خاصة، وهي جزء من التراث الفلسطيني القديم، وتتمنى أن يتاح لجميع الفتيات بغزة ممارسة الدبكة والترويح عن أنفسهّن، والمساهمة في حفظ ما تصفه بالتراث الشعبي الأصيل، حسب قولها.

ومنذ شهرين، يواصل فريق الدبكة، التابع لجمعية “جباليا للتنمية”، ويتكون من ستة شباب وسبع فتيات، إحياء الحفلات الخاصة بشكل مشترك، في تحدٍ للعادات والتقاليد.

ويقول أحمد طافش، مدير الفرقة، إن الأجهزة الأمنية التابعة لحكومة غزة، التي تديرها حركة حماس، تمنع أعضاء الفرقة من إقامة الحفلات بمشاركة الفتيات، ويدفع هذا الأمر الفرقة إلى إحياء حفلات خاصة في بعض الأماكن خلال بعض المناسبات الوطنية والأعراس.

ويشير طافش إلى أن فريق الدبكة الشبابي يتكون من الفتيات والشبان، ويمارسن فن الدبكة الشعبية والاستعراض المسرحي.

ويبتعد الفريق، كما يؤكد طافش، عن إحياء حفلات الدبكة والاستعراضات الشعبية التي تقام في الأماكن العامة أمام الجمهور، كون عملهم يخالف العادات والتقاليد في قطاع غزة.

وتابع: “لا يقتصر الأمر على رفض حكومة حماس للرقص المختلط، فالمجتمع بطبيعته المحافظة لا يتقبل هذا الأمر”.

من جانبه، نفى إياد البزم، الناطق باسم وزارة الداخلية في غزة، ما قاله طافش، مؤكدًا عدم وجود مانع لدى الوزارة من إقامة حفلات الدبكة.

لكنه اشترط حصول الفرقة على موافقة من الوزارة لإقامة أي فعالية عامة، حسب القانون، مؤكدا في ذات الوقت أن “الداخلية” لا ترفض منح تصاريح لأي جهة تتقدم لها بطلبات بهذا الشأن.

وأضاف:” هناك العديد من الفرق في غزة التي تمارس الدبكة، ولا مانع لدينا في هذا المجال، ونحترم العادات والتقاليد الفلسطينية”.

وتمارس الدبكة غالبًا في المهرجانات والاحتفالات، وتتكون من فريق يزيد عادة عن عشرة أشخاص، وتكون الرقصة من خلال اصطفاف الراقصين إما على شكل صف أو على شكل قوس أو دائرة.

وتختلف الأزياء التي يرتديها راقصو الدبكات حسب المنطقة في بلاد الشام، وهي عبارة عن أزياء مستوحاة من التراث أو من أزياء الريف، فهي للرجال قد تكون السروال الفضفاض والقمصان وغطاء الرأس المصنوع من قماش الكوفية، وللمرأة الثوب الملون أو الأسود الطويل الذي يغطي كامل جسدها والمطرز بالخيوط الذهبية.

  • فريق ماسة
  • 2014-03-21
  • 9627
  • من الأرشيف

الدبكة في غزة… فن فلكلوري مقبول ولكن … بدون فتيات

غزة ـ من محمد ماجد ـ رغم شهرة الفلسطينيين برقص “الدبكة” الفلكلوري إلا أن صعوبات كبيرة تواجه الفرق المختصة بهذا النوع من الفن، فالمجتمع المحافظ الذي يغلب عليه التدين لا يتقبل تراقص الشبان والفتيات سويًا، ضاربين أرجلهم بالأرض وأيديهم متشابكة. أما إذا خلت فرقة “الدبكة” من الفتيات فإنها تلقى قبولاً واسعًا من الفلسطينيين حتى من قبل فئة المتدينين. و”الدبكة” هي رقصة فلكلورية شعبية منتشرة على وجه خاص في بلاد الشام - فلسطين، والأردن، وسوريا، ولبنان. وفي حديث تقول “آلاء زيارة”، العضوة في فرقة لرقص الدبكة، تتبع لجمعية “جباليا للتنمية” (جمعية أهلية تأسست قبل شهرين وتعني بالفن الفلكوري) بصوتٍ غاضب: “للأسف في مجتمعنا تسود فكرة أن الدبكة حرام وعيب إذا شاركت فيها الفتيات (..) هذا مفهوم خاطئ يجب أن يتغيّر، فالدبكة تراث فلسطيني يجمع بين الجنسين”. وأشارت “زيارة” إلى أنها بدأت الرقص الشعبي منذ أن كانت في السادسة من عمرها، ومارسته لمدة طويلة إلى أن بلغت الـ16 عامًا، لكنها توقّفت بعدها بسبب “العادات والتقاليد”، كونها أصبحت شابة. غير أن شغفها بمواصلة مشوار الدبكة، دفعها لإقناع والدها لتعود للإستعراض الذي تهواه، كما تؤكد. وتضيف زيارة: “بعد حصولي على موافقة أسرتي، شاركت في فريق جمعية جباليا للتنمية، وأريد من خلال هذا الفن أن أعمل على إحياء التراث الشعبي الفلسطيني”. وأوضحت الفتاة الغزية أنها شاركت في إحياء بعض الحفلات والأعراس الشعبية التي أقيمت في أماكن مغلقة. وعن أنواع الدبكة التي تمارسها مع فريقها، تقول زيارة: “هناك دبكة العسكر، والدبكة البدوية، ودبكة زريف الطول، والشعراوية، والدرازي، والشمالية”. وتبين “زيارة” أن للدبكة الشعبية أناشيد فلسطينية خاصة، وهي جزء من التراث الفلسطيني القديم، وتتمنى أن يتاح لجميع الفتيات بغزة ممارسة الدبكة والترويح عن أنفسهّن، والمساهمة في حفظ ما تصفه بالتراث الشعبي الأصيل، حسب قولها. ومنذ شهرين، يواصل فريق الدبكة، التابع لجمعية “جباليا للتنمية”، ويتكون من ستة شباب وسبع فتيات، إحياء الحفلات الخاصة بشكل مشترك، في تحدٍ للعادات والتقاليد. ويقول أحمد طافش، مدير الفرقة، إن الأجهزة الأمنية التابعة لحكومة غزة، التي تديرها حركة حماس، تمنع أعضاء الفرقة من إقامة الحفلات بمشاركة الفتيات، ويدفع هذا الأمر الفرقة إلى إحياء حفلات خاصة في بعض الأماكن خلال بعض المناسبات الوطنية والأعراس. ويشير طافش إلى أن فريق الدبكة الشبابي يتكون من الفتيات والشبان، ويمارسن فن الدبكة الشعبية والاستعراض المسرحي. ويبتعد الفريق، كما يؤكد طافش، عن إحياء حفلات الدبكة والاستعراضات الشعبية التي تقام في الأماكن العامة أمام الجمهور، كون عملهم يخالف العادات والتقاليد في قطاع غزة. وتابع: “لا يقتصر الأمر على رفض حكومة حماس للرقص المختلط، فالمجتمع بطبيعته المحافظة لا يتقبل هذا الأمر”. من جانبه، نفى إياد البزم، الناطق باسم وزارة الداخلية في غزة، ما قاله طافش، مؤكدًا عدم وجود مانع لدى الوزارة من إقامة حفلات الدبكة. لكنه اشترط حصول الفرقة على موافقة من الوزارة لإقامة أي فعالية عامة، حسب القانون، مؤكدا في ذات الوقت أن “الداخلية” لا ترفض منح تصاريح لأي جهة تتقدم لها بطلبات بهذا الشأن. وأضاف:” هناك العديد من الفرق في غزة التي تمارس الدبكة، ولا مانع لدينا في هذا المجال، ونحترم العادات والتقاليد الفلسطينية”. وتمارس الدبكة غالبًا في المهرجانات والاحتفالات، وتتكون من فريق يزيد عادة عن عشرة أشخاص، وتكون الرقصة من خلال اصطفاف الراقصين إما على شكل صف أو على شكل قوس أو دائرة. وتختلف الأزياء التي يرتديها راقصو الدبكات حسب المنطقة في بلاد الشام، وهي عبارة عن أزياء مستوحاة من التراث أو من أزياء الريف، فهي للرجال قد تكون السروال الفضفاض والقمصان وغطاء الرأس المصنوع من قماش الكوفية، وللمرأة الثوب الملون أو الأسود الطويل الذي يغطي كامل جسدها والمطرز بالخيوط الذهبية.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة