كلما دقّ «كوز» الجيش السوري بـ«جرّة» الفصائل المسلحة، تنامى إلى المسامع صدى اتهامات، صارت كالأسطوانة المشروخة، عن التخاذل والانسحاب والغدر والطعن من الخلف، يتبادلها قادة وعناصر الفصائل ضد بعضهم البعض.

وآخرها ما تبادلوه ضد بعضهم بعضا أثناء سيطرة الجيش السوري على «جرّة يبرود» الاستراتيجية وبعدها، حيث وجهت «جبهة النصرة» اتهامات بأن هناك من باع يبرود، مشيرة إلى تخاذل وانسحاب كتائب من «الجيش الحر»، بينما أكد المتحدث باسم «جيش الإسلام» إسلام علوش موضوع التخاذل و«التخذيل» وما استتبعه من انسحاب الفصائل من دون أن يسميها أو يحدد تبعيتها، رغم أن «جيشه» كان المعنيّ الأول باتهامات «جبهة النصرة»، حيث ترددت معلومات أنه رفض تقديم أي تعزيزات إلى «النصرة» بعدما طلبتها منه لدعم صفوفها في مواجهة الجيش السوري.

وبعد الانهيار السريع والدراماتيكي لجبهة يبرود، بدا جلياً أن عوامل «انعدام الثقة والفساد والمتاجرة واستسهال الإجرام لمراكمة الثروات» لعبت دوراً أساسياً في سرعة انهيار تحصينات جبهة يبرود، إضافة إلى الخطة العسكرية المحكمة التي اتبعها الجيش السوري ووحدات «حزب الله» في استعادة المدينة.

والدخول في كواليس علاقات الفصائل اليبرودية ببعضها البعض يؤكد أن ما طرأ عليها من المشاحنات والتنافس على امتيازات السيطرة والنفوذ وانعدام الثقة كان عاملاً أساسياً في تسريع انتصار الجيش السوري، ونجاح خطته بسرعة مفاجئة للصديق قبل العدو.

فمنذ البداية، أي منذ إحراق مخفر يبرود في 20 تشرين الثاني العام 2011، بدأت حكاية الفصائل المسلحة مع التنافس على كعكة المدينة التي تعتبر تجمعاً مهماً لكبار أصحاب الرساميل والثروات والمصانع، بل إن هذا التنافس كان السبب الرئيسي والوحيد وراء نشأة وتأسيس العديد من المجموعات المسلحة العشوائية.

ومع مرور الأسابيع، تنظمت هذه المجموعات تحت مسمّى «كتائب»، وحمل غالبيتها راية «الجيش الحر» باعتبارها الراية المحبذة في ذلك الوقت، والتي من شأنها حماية صاحبها مهما ارتكب من جرائم وموبقات، وفي الوقت نفسه تعطي صاحبها فرصة للحصول على حصة من التمويل والتسليح القادم عبر الحدود. وكان أبرز قادة هذه المجموعات من ذوي السوابق الإجرامية أو الأميين، مثل مثقال رحمة وصدام حقوق وفارس نمر وعبد النبي رومية وآخرين كثر. وقد اجتمع هؤلاء واتفقوا في ما بينهم على تقطيع مدينة يبرود إلى قطاعات، يتولى كل منهم إدارة قطاع خاص به، وذلك منعاً للتصادم بين بعضهم البعض، بعدما ظهرت أول بوادر الشقاق والاختلاف على الغنائم وتوزيعها.

لكن مع ازدياد نفوذ «جبهة النصرة» في المدينة، رمى العديد من قادة الفصائل راية «الحر» ورفعوا راية «النصرة»، وأصبح معظمهم يحرص على الظهور بمظهر التقى والإيمان. ومع انتقال «أمير النصرة في القلمون» أبو مالك التلّي من منطقة ريما إلى مدينة يبرود، بدا واضحاً أن «النصرة» أمسكت بزمام الأمور، وأصبح «لأميرها» الكلمة العليا في المدينة، وهو ما دفع العديد من الفصائل والكتائب إلى خطب ودها والتقرب منها، بل والانضمام إليها بعد مبايعة «أميرها» العام أبي محمد الجولاني. وقد كان هذا هدفاً أساسياً لـ«جبهة النصرة» أن تكسب الفصائل وتجمعهم حولها.

وبحسب معلومات من مصدر محلي في مدينة يبرود، فإن التلّي كان يبذل الكثير من الأموال لقادة الفصائل مقابل الانضواء تحت جناحيه. وقد أشار المصدر، الذي تحدث إلى «السفير»، الى أن أبا مالك كان معروفاً بحبه للظهور والتكلم عنه وانتشار اسمه، وكان المقربون منه يسعون جاهدين لتحقيق ذلك له، لذلك أبدى المصدر استغرابه من غياب اسم أبي مالك عن صفقة تبادل الراهبات، وبروز اسم أبي عزام الكويتي على نحو مفاجئ.

ومن أبرز المجموعات التي تقرّبت إلى «جبهة النصرة» وانضوت تحت جناحيها مجموعة أسامة العسالي ومجموعة محمد سالم. يشار إلى أن المصدر أكد أن أبا أسامة العسالي هو نفسه أبو خالد الذي ورد اسمه في اعترافات الشيخ عمر الأطرش أمام التحقيق اللبناني بخصوص تفخيخ السيارات وتجهيزها للانتحاريين، وأنه هرب قبل معركة يبرود الأخيرة إلى بلدة عرسال اللبنانية، التي أشار مصدر آخر أنها استقبلت أيضاً أبا مالك التلي بعد إصابته إصابة كبيرة، لكن غير قاتلة كما وصفها.

وعندما حدث الخلاف بين الجولاني وزعيم تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) أبو بكر البغدادي في نيسان الماضي، ركب عبد النبي رومية ومجموعته المسلحة موجة هذا الخلاف ورفع راية «داعش» من دون أن يكون مؤكداً ما إذا بايعه فعلاً أم لا، لكنه كان يضرب بسيفه. ثم دخلت إلى يبرود المجموعات المسلحة التي فرّت من مدينة القصير في حزيران الماضي، ما أدّى إلى زيادة عدد المسلحين زيادة كبيرة، وفي الوقت ذاته زادت خلافاتهم وحساسياتهم، وبدا الانقسام جلياً بين مجموعات اليباردة ومجموعات حمص، فلم يكن اليباردة ينظرون بارتياح إلى مجموعات حمص ويعتبرون فرارهم إلى مدينتهم لا يعني سوى شيء واحد هو نقصان حصة كل مجموعة من كعكة النفوذ وامتيازاته.

وربما هذا ما يفسر غياب الكتائب الكبيرة عن ساحة مدينة يبرود، وإن كانت في محيطها، مثل «أحرار الشام» أو «جيش الإسلام» أو «تحرير الشام» وغيرها، كما يفسر العلاقة غير الودية بين كتائب يبرود وكتائب المناطق المجاورة، مثل رنكوس التي يتمركز في سهولها «جيش الإسلام» وسط معلومات أن قائد «جيش الإسلام» زهران علوش يفضل تهريب سلاحه عبر طريق رنكوس أكثر من يبرود.

وفي حادثة تشير إلى حالة انعدام الثقة، قام قائد «لواء تحرير الشام» فراس البيطار قبل عام ونيف من الآن بهجوم على نقطة هجانة قريبة من يبرود، فلم تشارك معه أي كتيبة من كتائب المدينة رغم أنه تلقى وعوداً بذلك منهم. وقد نقل بعض المقربين منه أنه أقسم على أن يفني مجموعات يبرود عن بكرة أبيها عندما تسنح له الفرصة.

هذه الأجواء من الانقسام والتشرذم، لم تكن واضحة للعيان، فالصورة الخارجية كانت توحي بعكس ذلك، وخصوصاً عند تأسيس «غرفة العمليات الموحدة» بقيادة «جبهة النصرة» والتي ضمت معظم الكتائب الفاعلة على أرض القلمون، ومن ثم تأسيس «القيادة العسكرية الموحدة في القلمون» والتي أوحت بوجود جهود لتوحيد الفصائل وتنسيق عملها العسكري على الأرض، إلا أن مصادر متقاطعة عديدة أكدت، لـ«السفير»، أن هذه «القيادة الموحدة» كانت مجرد واجهة إعلامية، أما على الأرض فلم يتغير شيء وبقيت كل كتيبة تعمل بمعزل عن الأخرى. كما ساهم في تعزيز الصورة الخارجية، البيان الذي أصدرته «جبهة النصرة في القلمون» ورفضت من خلاله القتال ضد «داعش»، الأمر الذي فسّره المراقبون على أنه ترقب وتحضير لمعركة الحسم في يبرود، بعدما كان الجيش السوري قد تقدم في كل من قارّة ودير عطية والنبك.

لكن ما لم يكن يعرفه الكثيرون أن هذه الصورة الخارجية التي تجسدت في أسماء وصور برّاقة لها وقعها العسكري الرنّان، كانت من الداخل تعاني من فيروسات «الفساد والإجرام والخطف والابتزاز لدفع الفدية وانعدام الثقة والجشع في مراكمة الثروات».

لذلك، بعد انتهاء الاستقرار والهدوء، وبالتالي انتهاء فرص جمع الثروات، واقتراب لحظة المواجهة الحقيقية مع الجيش السوري و«حزب الله»، اللذين كانا قد سيطرا على معظم التلال المحيطة بمدينة يبرود، سارع قادة الفصائل إلى حزم حقائبهم وحقائب عائلاتهم والهروب باتجاه البلدات اللبنانية المجاورة، وعلى رأسهم عبد النبي رومية وأسامة العسالي وصدام حقوق وحمادي زهر الدين تاركين عناصرهم يواجهون القدر المحتوم على أيدي جنود الجيش السوري والحزب.

  • فريق ماسة
  • 2014-03-17
  • 12745
  • من الأرشيف

المجموعات المسلحة ومعركة يبرود:صراع ووحدة شكلية وانعدام ثقة وفساد

كلما دقّ «كوز» الجيش السوري بـ«جرّة» الفصائل المسلحة، تنامى إلى المسامع صدى اتهامات، صارت كالأسطوانة المشروخة، عن التخاذل والانسحاب والغدر والطعن من الخلف، يتبادلها قادة وعناصر الفصائل ضد بعضهم البعض. وآخرها ما تبادلوه ضد بعضهم بعضا أثناء سيطرة الجيش السوري على «جرّة يبرود» الاستراتيجية وبعدها، حيث وجهت «جبهة النصرة» اتهامات بأن هناك من باع يبرود، مشيرة إلى تخاذل وانسحاب كتائب من «الجيش الحر»، بينما أكد المتحدث باسم «جيش الإسلام» إسلام علوش موضوع التخاذل و«التخذيل» وما استتبعه من انسحاب الفصائل من دون أن يسميها أو يحدد تبعيتها، رغم أن «جيشه» كان المعنيّ الأول باتهامات «جبهة النصرة»، حيث ترددت معلومات أنه رفض تقديم أي تعزيزات إلى «النصرة» بعدما طلبتها منه لدعم صفوفها في مواجهة الجيش السوري. وبعد الانهيار السريع والدراماتيكي لجبهة يبرود، بدا جلياً أن عوامل «انعدام الثقة والفساد والمتاجرة واستسهال الإجرام لمراكمة الثروات» لعبت دوراً أساسياً في سرعة انهيار تحصينات جبهة يبرود، إضافة إلى الخطة العسكرية المحكمة التي اتبعها الجيش السوري ووحدات «حزب الله» في استعادة المدينة. والدخول في كواليس علاقات الفصائل اليبرودية ببعضها البعض يؤكد أن ما طرأ عليها من المشاحنات والتنافس على امتيازات السيطرة والنفوذ وانعدام الثقة كان عاملاً أساسياً في تسريع انتصار الجيش السوري، ونجاح خطته بسرعة مفاجئة للصديق قبل العدو. فمنذ البداية، أي منذ إحراق مخفر يبرود في 20 تشرين الثاني العام 2011، بدأت حكاية الفصائل المسلحة مع التنافس على كعكة المدينة التي تعتبر تجمعاً مهماً لكبار أصحاب الرساميل والثروات والمصانع، بل إن هذا التنافس كان السبب الرئيسي والوحيد وراء نشأة وتأسيس العديد من المجموعات المسلحة العشوائية. ومع مرور الأسابيع، تنظمت هذه المجموعات تحت مسمّى «كتائب»، وحمل غالبيتها راية «الجيش الحر» باعتبارها الراية المحبذة في ذلك الوقت، والتي من شأنها حماية صاحبها مهما ارتكب من جرائم وموبقات، وفي الوقت نفسه تعطي صاحبها فرصة للحصول على حصة من التمويل والتسليح القادم عبر الحدود. وكان أبرز قادة هذه المجموعات من ذوي السوابق الإجرامية أو الأميين، مثل مثقال رحمة وصدام حقوق وفارس نمر وعبد النبي رومية وآخرين كثر. وقد اجتمع هؤلاء واتفقوا في ما بينهم على تقطيع مدينة يبرود إلى قطاعات، يتولى كل منهم إدارة قطاع خاص به، وذلك منعاً للتصادم بين بعضهم البعض، بعدما ظهرت أول بوادر الشقاق والاختلاف على الغنائم وتوزيعها. لكن مع ازدياد نفوذ «جبهة النصرة» في المدينة، رمى العديد من قادة الفصائل راية «الحر» ورفعوا راية «النصرة»، وأصبح معظمهم يحرص على الظهور بمظهر التقى والإيمان. ومع انتقال «أمير النصرة في القلمون» أبو مالك التلّي من منطقة ريما إلى مدينة يبرود، بدا واضحاً أن «النصرة» أمسكت بزمام الأمور، وأصبح «لأميرها» الكلمة العليا في المدينة، وهو ما دفع العديد من الفصائل والكتائب إلى خطب ودها والتقرب منها، بل والانضمام إليها بعد مبايعة «أميرها» العام أبي محمد الجولاني. وقد كان هذا هدفاً أساسياً لـ«جبهة النصرة» أن تكسب الفصائل وتجمعهم حولها. وبحسب معلومات من مصدر محلي في مدينة يبرود، فإن التلّي كان يبذل الكثير من الأموال لقادة الفصائل مقابل الانضواء تحت جناحيه. وقد أشار المصدر، الذي تحدث إلى «السفير»، الى أن أبا مالك كان معروفاً بحبه للظهور والتكلم عنه وانتشار اسمه، وكان المقربون منه يسعون جاهدين لتحقيق ذلك له، لذلك أبدى المصدر استغرابه من غياب اسم أبي مالك عن صفقة تبادل الراهبات، وبروز اسم أبي عزام الكويتي على نحو مفاجئ. ومن أبرز المجموعات التي تقرّبت إلى «جبهة النصرة» وانضوت تحت جناحيها مجموعة أسامة العسالي ومجموعة محمد سالم. يشار إلى أن المصدر أكد أن أبا أسامة العسالي هو نفسه أبو خالد الذي ورد اسمه في اعترافات الشيخ عمر الأطرش أمام التحقيق اللبناني بخصوص تفخيخ السيارات وتجهيزها للانتحاريين، وأنه هرب قبل معركة يبرود الأخيرة إلى بلدة عرسال اللبنانية، التي أشار مصدر آخر أنها استقبلت أيضاً أبا مالك التلي بعد إصابته إصابة كبيرة، لكن غير قاتلة كما وصفها. وعندما حدث الخلاف بين الجولاني وزعيم تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) أبو بكر البغدادي في نيسان الماضي، ركب عبد النبي رومية ومجموعته المسلحة موجة هذا الخلاف ورفع راية «داعش» من دون أن يكون مؤكداً ما إذا بايعه فعلاً أم لا، لكنه كان يضرب بسيفه. ثم دخلت إلى يبرود المجموعات المسلحة التي فرّت من مدينة القصير في حزيران الماضي، ما أدّى إلى زيادة عدد المسلحين زيادة كبيرة، وفي الوقت ذاته زادت خلافاتهم وحساسياتهم، وبدا الانقسام جلياً بين مجموعات اليباردة ومجموعات حمص، فلم يكن اليباردة ينظرون بارتياح إلى مجموعات حمص ويعتبرون فرارهم إلى مدينتهم لا يعني سوى شيء واحد هو نقصان حصة كل مجموعة من كعكة النفوذ وامتيازاته. وربما هذا ما يفسر غياب الكتائب الكبيرة عن ساحة مدينة يبرود، وإن كانت في محيطها، مثل «أحرار الشام» أو «جيش الإسلام» أو «تحرير الشام» وغيرها، كما يفسر العلاقة غير الودية بين كتائب يبرود وكتائب المناطق المجاورة، مثل رنكوس التي يتمركز في سهولها «جيش الإسلام» وسط معلومات أن قائد «جيش الإسلام» زهران علوش يفضل تهريب سلاحه عبر طريق رنكوس أكثر من يبرود. وفي حادثة تشير إلى حالة انعدام الثقة، قام قائد «لواء تحرير الشام» فراس البيطار قبل عام ونيف من الآن بهجوم على نقطة هجانة قريبة من يبرود، فلم تشارك معه أي كتيبة من كتائب المدينة رغم أنه تلقى وعوداً بذلك منهم. وقد نقل بعض المقربين منه أنه أقسم على أن يفني مجموعات يبرود عن بكرة أبيها عندما تسنح له الفرصة. هذه الأجواء من الانقسام والتشرذم، لم تكن واضحة للعيان، فالصورة الخارجية كانت توحي بعكس ذلك، وخصوصاً عند تأسيس «غرفة العمليات الموحدة» بقيادة «جبهة النصرة» والتي ضمت معظم الكتائب الفاعلة على أرض القلمون، ومن ثم تأسيس «القيادة العسكرية الموحدة في القلمون» والتي أوحت بوجود جهود لتوحيد الفصائل وتنسيق عملها العسكري على الأرض، إلا أن مصادر متقاطعة عديدة أكدت، لـ«السفير»، أن هذه «القيادة الموحدة» كانت مجرد واجهة إعلامية، أما على الأرض فلم يتغير شيء وبقيت كل كتيبة تعمل بمعزل عن الأخرى. كما ساهم في تعزيز الصورة الخارجية، البيان الذي أصدرته «جبهة النصرة في القلمون» ورفضت من خلاله القتال ضد «داعش»، الأمر الذي فسّره المراقبون على أنه ترقب وتحضير لمعركة الحسم في يبرود، بعدما كان الجيش السوري قد تقدم في كل من قارّة ودير عطية والنبك. لكن ما لم يكن يعرفه الكثيرون أن هذه الصورة الخارجية التي تجسدت في أسماء وصور برّاقة لها وقعها العسكري الرنّان، كانت من الداخل تعاني من فيروسات «الفساد والإجرام والخطف والابتزاز لدفع الفدية وانعدام الثقة والجشع في مراكمة الثروات». لذلك، بعد انتهاء الاستقرار والهدوء، وبالتالي انتهاء فرص جمع الثروات، واقتراب لحظة المواجهة الحقيقية مع الجيش السوري و«حزب الله»، اللذين كانا قد سيطرا على معظم التلال المحيطة بمدينة يبرود، سارع قادة الفصائل إلى حزم حقائبهم وحقائب عائلاتهم والهروب باتجاه البلدات اللبنانية المجاورة، وعلى رأسهم عبد النبي رومية وأسامة العسالي وصدام حقوق وحمادي زهر الدين تاركين عناصرهم يواجهون القدر المحتوم على أيدي جنود الجيش السوري والحزب.

المصدر : السفير /عبد الله سليمان علي


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة