«الله يحميكم، الله يحميكم». «سلّم لي على أم عزام» زوجة أبي عزام الكويتي نائب قائد «جبهة النصرة» في القلمون و«سلم لي على أبو مالك (أبو مالك التلي قائد «النصرة» في القلمون) وقل له يا إنسان يا شريف».

هكذا خاطبت رئيسة دير مارتقلا بيلاجيا سياف خاطفيها لحظة خروجها من الفيلا التي كانت محتجزة بها مع باقي الراهبات طوال ثلاثة أشهر، باتجاه موكب السيارات الذي يفترض أن يقلهن إلى النقطة المتفق عليها لإتمام عملية التبادل.

وظهرت الأم بيلاجيا وهي مبتسمة، وتتحدث مع خاطفيها بأريحية واضحة وعلت ضحكتها عندما قالت لأحد الخاطفين «أربعة أشهر يا زلمي هادا الشهر الرابع».

وقد ظهر أبو عزام الكويتي في مقطع الفيديو الذي نشره الناشط الإعلامي هادي العبدالله، وهو ملثم بينما يحمل إحدى الراهبات بين يديه بسبب عدم قدرتها على السير نظراً إلى كبر سنها، وذلك لوضعها في السيارة المخصصة لنقل الراهبات.

لم تكن قيادة «جبهة النصرة» تريد أكثر مما حصلت عليه من خلال تصوير مقطع الفيديو هذا، فهو سيشكل إثباتاً على حسن معاملتها للراهبات، وبالتالي دليلاً على عدم غلوها. وقد يكون تصوير الفيديو جاء لتوثيق هذه اللحظات خوفاً من أن تدلي الراهبات بكلام غير متفق عليه. لكن الراهبات، وفي أول تصريح بعد وصولهن إلى جديدة يابوس، أكدن أن المعاملة كانت جيدة، وهو ما نوّه به الناشط الإعلامي هادي العبدالله بتغريدة له على «تويتر»، قائلا «الراهبات ذكرنَ لي أنهن سيتكلمن بما رأينه وعشنه بتجرد وبالفعل حدث ذلك..أتمنى أن تبقى أقوالهن على حالها بعد انتقالهن إلى دمشق».

وليست هذه الفائدة الوحيدة التي حصلت عليها «جبهة النصرة» جراء عملية التبادل، إذ يبدو أن العملية كانت بالغة الأهمية لقيادة «النصرة» في القلمون، لدرجة أن أبا عزام الكويتي ردّ على أحد منتقدي العملية بالقول «لو كنت تعلم يا أخي من خرج بهذه المفاوضات لبكيت قليلا من الفرح ولضحكت كثيرا». وقد يكون الكويتي يشير بذلك إلى إطلاق سراح سجى الدليمي زوجة أحد قادة تنظيم «القاعدة» (من دون معرفة من بالتحديد) التي استلمتها «جبهة النصرة» من الحاجز اللبناني في عرسال مع أطفالها الأربعة.

وكان لافتاً تأكيد أبي عزام الكويتي أنه «لا صحة للأنباء التي تدور حول تدخل أي شخص لإطلاق سراح الراهبات»، مشيراً إلى أن «المفاوضات تدور بين جبهة النصرة في القلمون والوساطة القطرية فقط» في إشارة إلى رجل الأعمال جورج الحسواني الذي أكد العبدالله أنه لم يكن له أي دور في عملية التبادل، وأن «كل ما قاله عن دور له هو كذب»، مشيراً إلى أن تدخل الحسواني تسبب في تأخير العملية.

ونقل أبو عزام عن أمير «النصرة» في القلمون أبي مالك أنه «قدم طلباً بالإفراج عن 950 امرأة معتقلة مقابل راهبات معلولا، ولكن تمت الموافقة على 153 أسيرة فقط»، مشيراً إلى أنهم «تأكدوا من الإفراج عنهن وأنهن بخير مع الوسيط القطري». وأضاف «استمرت المفاوضات مع القطري مدة تقارب الثلاثة أشهر وأن النصرة رفضت منذ البداية تقاضي أية مبالغ مالية لقاء الإفراج عن الراهبات».

وعبّر أحد مقاتلي «النصرة»، الذين شاركوا في تنفيذ عملية التبادل، عن أنه شعر بالعزة «لدى وصولي إلى حاجز الجيش اللبناني وأنا أرفع راية جبهة النصرة أمام أعين أكبر قادة الحزب والاستخبارات» وهو يقصد بالطبع «حزب الله» رغم أن الحزب لم يكن مشاركاً في العملية ولم يتدخل في إجراءات تنفيذها.

وفي سياق آخر، أثارت عملية التبادل انتقادات كثيرة من قبل بعض مناصري تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) الذين جددوا اتهامهم «لجبهة النصرة بقتل المهاجرات وأسرهن كما الحال مع زوجة حجي بكر وغيرها، ولكنها (النصرة) تكرم وتطلق سراح الراهبات ليمتدحها الغرب». لكن بعض قيادات «داعش» عبرت عن تأييدها لهذا العمل، ورأت فيه «خدمة للمسلمين» لا سيما أن بعضهم أشار إلى أن سجى الدليمي، التي أطلق سراحها مع أولادها الأربعة، هي زوجة «مجاهد» معروف في العراق من دون أن يحدد اسم هذا «المجاهد».

  • فريق ماسة
  • 2014-03-10
  • 12097
  • من الأرشيف

«النصرة» تتباهى بإنجاز الصفقة

«الله يحميكم، الله يحميكم». «سلّم لي على أم عزام» زوجة أبي عزام الكويتي نائب قائد «جبهة النصرة» في القلمون و«سلم لي على أبو مالك (أبو مالك التلي قائد «النصرة» في القلمون) وقل له يا إنسان يا شريف». هكذا خاطبت رئيسة دير مارتقلا بيلاجيا سياف خاطفيها لحظة خروجها من الفيلا التي كانت محتجزة بها مع باقي الراهبات طوال ثلاثة أشهر، باتجاه موكب السيارات الذي يفترض أن يقلهن إلى النقطة المتفق عليها لإتمام عملية التبادل. وظهرت الأم بيلاجيا وهي مبتسمة، وتتحدث مع خاطفيها بأريحية واضحة وعلت ضحكتها عندما قالت لأحد الخاطفين «أربعة أشهر يا زلمي هادا الشهر الرابع». وقد ظهر أبو عزام الكويتي في مقطع الفيديو الذي نشره الناشط الإعلامي هادي العبدالله، وهو ملثم بينما يحمل إحدى الراهبات بين يديه بسبب عدم قدرتها على السير نظراً إلى كبر سنها، وذلك لوضعها في السيارة المخصصة لنقل الراهبات. لم تكن قيادة «جبهة النصرة» تريد أكثر مما حصلت عليه من خلال تصوير مقطع الفيديو هذا، فهو سيشكل إثباتاً على حسن معاملتها للراهبات، وبالتالي دليلاً على عدم غلوها. وقد يكون تصوير الفيديو جاء لتوثيق هذه اللحظات خوفاً من أن تدلي الراهبات بكلام غير متفق عليه. لكن الراهبات، وفي أول تصريح بعد وصولهن إلى جديدة يابوس، أكدن أن المعاملة كانت جيدة، وهو ما نوّه به الناشط الإعلامي هادي العبدالله بتغريدة له على «تويتر»، قائلا «الراهبات ذكرنَ لي أنهن سيتكلمن بما رأينه وعشنه بتجرد وبالفعل حدث ذلك..أتمنى أن تبقى أقوالهن على حالها بعد انتقالهن إلى دمشق». وليست هذه الفائدة الوحيدة التي حصلت عليها «جبهة النصرة» جراء عملية التبادل، إذ يبدو أن العملية كانت بالغة الأهمية لقيادة «النصرة» في القلمون، لدرجة أن أبا عزام الكويتي ردّ على أحد منتقدي العملية بالقول «لو كنت تعلم يا أخي من خرج بهذه المفاوضات لبكيت قليلا من الفرح ولضحكت كثيرا». وقد يكون الكويتي يشير بذلك إلى إطلاق سراح سجى الدليمي زوجة أحد قادة تنظيم «القاعدة» (من دون معرفة من بالتحديد) التي استلمتها «جبهة النصرة» من الحاجز اللبناني في عرسال مع أطفالها الأربعة. وكان لافتاً تأكيد أبي عزام الكويتي أنه «لا صحة للأنباء التي تدور حول تدخل أي شخص لإطلاق سراح الراهبات»، مشيراً إلى أن «المفاوضات تدور بين جبهة النصرة في القلمون والوساطة القطرية فقط» في إشارة إلى رجل الأعمال جورج الحسواني الذي أكد العبدالله أنه لم يكن له أي دور في عملية التبادل، وأن «كل ما قاله عن دور له هو كذب»، مشيراً إلى أن تدخل الحسواني تسبب في تأخير العملية. ونقل أبو عزام عن أمير «النصرة» في القلمون أبي مالك أنه «قدم طلباً بالإفراج عن 950 امرأة معتقلة مقابل راهبات معلولا، ولكن تمت الموافقة على 153 أسيرة فقط»، مشيراً إلى أنهم «تأكدوا من الإفراج عنهن وأنهن بخير مع الوسيط القطري». وأضاف «استمرت المفاوضات مع القطري مدة تقارب الثلاثة أشهر وأن النصرة رفضت منذ البداية تقاضي أية مبالغ مالية لقاء الإفراج عن الراهبات». وعبّر أحد مقاتلي «النصرة»، الذين شاركوا في تنفيذ عملية التبادل، عن أنه شعر بالعزة «لدى وصولي إلى حاجز الجيش اللبناني وأنا أرفع راية جبهة النصرة أمام أعين أكبر قادة الحزب والاستخبارات» وهو يقصد بالطبع «حزب الله» رغم أن الحزب لم يكن مشاركاً في العملية ولم يتدخل في إجراءات تنفيذها. وفي سياق آخر، أثارت عملية التبادل انتقادات كثيرة من قبل بعض مناصري تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) الذين جددوا اتهامهم «لجبهة النصرة بقتل المهاجرات وأسرهن كما الحال مع زوجة حجي بكر وغيرها، ولكنها (النصرة) تكرم وتطلق سراح الراهبات ليمتدحها الغرب». لكن بعض قيادات «داعش» عبرت عن تأييدها لهذا العمل، ورأت فيه «خدمة للمسلمين» لا سيما أن بعضهم أشار إلى أن سجى الدليمي، التي أطلق سراحها مع أولادها الأربعة، هي زوجة «مجاهد» معروف في العراق من دون أن يحدد اسم هذا «المجاهد».

المصدر : السفير /عبدالله سليمان علي


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة