أكد السيد وليد المعلم وزير الخارجية في كلمة سورية أمام الدورة الخامسة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة أن منظور سورية في التعاطي مع الشأن الخارجي والعلاقات الدولية يأخذ بالاعتبار أولوية الحفاظ على المصالح السورية والعربية وصيانتها ولهذا تفتح الباب للحوار المعمق الهادف إلى جسر الخلاف مع الأطراف الأخرى بهدف الوصول إلى نقاط التقاء يمكن البناء عليها.

وقال المعلم: إن هذا ما أكدت عليه سورية خلال سنوات محاولة حصارها وهي تؤكده اليوم في وقت تمارس فيه دورها كلاعب أساسي بالنسبة لأمن منطقة الشرق الأوسط واستقرارها وأن العلاقات الدولية الحضارية تقوم على الانفتاح والحوار لا الانغلاق والعزل والتصادم والعدوان وهذا ما نأمل أن يسود عالم اليوم.

وحول عملية السلام أشار المعلم إلى أنه في إسرائيل يتحدثون عن السلام ويقومون في الوقت نفسه بقرع طبول الحرب وابتلاع الأرض بالاستيطان وتهويد القدس فيما تعمل إسرائيل على فرض موقفها على الأرض كأمر واقع بمعزل عن التفاوض أو عدمه.

وقال وزير الخارجية إن السلام يكون بصدق إرادة صنعه على محك الموقف العملي لا بالمناورات السياسية التفاوضية تحت مظلة الرغبة في صنع السلام مؤكدا أن سورية تملك إرادة صنع السلام وتملك قرارها من منطلق ثابت لا يتغير وهو أن الجولان السوري المحتل ليس موضع تفاوض أو مقايضة وإقرار استعادته كاملا هو الأساس الذي تنبني عليه الترتيبات التي يتطلبها صنع السلام مضيفا.. أن سورية مستعدة لاستئناف مفاوضات السلام عبر الوسيط التركي على الأساس المذكور أعلاه.

وشدد المعلم على ضرورة إلزام إسرائيل بتنفيذ القرارات الدولية التي تدعوها للانضمام إلى معاهدة عدم الانتشار النووي وإخضاع منشآتها لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإن الكيل بمكيالين في هذا الشأن بالذات أمر لا يتفق مع مقتضيات منع الانتشار النووي ليس في الشرق الأوسط فحسب بل في العالم أجمع مع التأكيد على حق جميع الدول في حيازة التكنولوجيا النووية للاستخدامات السلمية.

وحول العراق أكد وزير الخارجية أن العراق موضع اهتمام سورية وقلقها وإن استعادة سيادته واستقلاله التامين والحفاظ على هويته العربية الإسلامية وعلى وحدته أرضا وشعبا هي الأولوية المطلقة في منظورنا لمستقبل العراق كما أن الوحدة الوطنية العراقية هي حجر الزاوية في البنيان العراقي.

وبشأن الكوارث الطبيعية اعتبر المعلم أن الكوارث الطبيعية الكثيرة هذا العام هي مقدمات لكوارث أشد وأوسع من شأنها أن تهدد الحياة الطبيعية على الكرة الأرضية ويتعين التعاطي مع هذا الأمر الخطير بما يرقى إلى مستوى المسؤولية التاريخية وبما يتجاوز الخلل والتقصير السابقين وينبغي أن يشهد مؤتمر كانكون المقبل تصحيحا للخلل الذي نشأ في مؤتمر كوبنهاغن وتجديدا للالتزام بمبادئ خطة عمل بالي وأسس بروتوكول كيوتو.

....كلمة الوزير المعلم....

منذ عقود عديدة والشرق الأوسط منطقة تعج بالتوتر والأحداث الكبيرة عاشت حروبا عدة وعلى أرضها تفاعلت حينا وتصادمت حينا آخر سياسات ومصالح وتيارات وهي بحكم موقعها الجغرافي الوسيط من عالمنا تؤثر وتتأثر بشكل كبير في البلدان المجاورة لها آسيوية وأوروبية وأفريقية.. وسورية التي تقع في القلب من الشرق الأوسط عايشت وتفاعلت مع توترات المنطقة وسياساتها وأحداثها ونتائجها جميعا.

وأشار المعلم إلى أنه من خلال هذا الواقع بكل عناصره سلبا وإيجابا حددت سورية منظورها في التعاطي مع الشأن الخارجي وخاصة منه طبيعة علاقاتها الدولية الذي يأخذ بالاعتبار أولوية الحفاظ على المصالح السورية والعربية وصيانتها ولهذا نفتح الباب للحوار المعمق الهادف إلى جسر جوانب الخلاف مع الأطرف الأخرى بهدف الوصول إلى نقاط التقاء يمكن البناء عليها مضيفا.. قلنا هذا خلال سنوات محاولة حصار سورية ونؤكده اليوم في وقت تمارس فيه سورية دورها كلاعب أساسي بالنسبة لأمن المنطقة واستقرارها.

وقال المعلم: إن سورية ترى أن العلاقات الدولية الحضارية هي تلك التي تقوم على الانفتاح والحوار لا الانغلاق والعزل والتصادم والعدوان.. هذا ما تنتهجه وهذا ما تأمل أن يسود عالم اليوم المتنوع المصالح والرؤى والزاخر بالمشاكل والتعقيدات من جهة وبالآمال والرؤى النبيلة من جهة أخرى.

إسرائيل تعمل وبشكل مكثف على تهويد القدس وإفراغها من سكانها الفلسطينيين وتقوم بما يهدد سلامة الأماكن المقدسة فيها

وأضاف وزير الخارجية: إن العالم بأسره يعلن أنه ينشد إحلال السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط ويؤكد أن ذلك ضرورة ملحة يقتضيها الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة وفي إسرائيل يتحدثون عن السلام ويقومون في الوقت نفسه بقرع طبول الحرب وبابتلاع الأرض عن طريق الاستيطان.. ويقولون إنهم يفاوضون حاليا من أجل السلام وعلى أساس حل الدولتين في وقت أوشكت فيه مشاريعهم الاستيطانية أن تجعل من حل الدولتين مجرد كلام يقال ولا مكان له على الأرض لافتا إلى أن إسرائيل تعمل وبشكل مكثف على تهويد القدس وإفراغها من سكانها الفلسطينيين وتقوم بما يهدد سلامة الأماكن المقدسة فيها.

وقال المعلم إن استمرار إسرائيل بالاستيطان وبما تقوم به وتعلنه بالنسبة للقدس إنما تفرض موقفها على الأرض كأمر واقع بمعزل عن التفاوض أو عدمه لافتا إلى أن السلام يكون بصدق إرادة صنعه على محك الموقف العملي أما المناورات السياسية التفاوضية تحت مظلة الحديث عن الرغبة في السلام فإنها تزيد الأوضاع تعقيدا وتوترا ويمكن أن تدفعها نحو التفجر.

وأكد المعلم أن ما تنشده سورية هو السلام العادل والشامل على أساس تنفيذ القرارين 242 و338 ومبادرة السلام العربية وأن موقف سورية معروف ومعلن منذ سنوات عدة فهي تمتلك إرادة صنع السلام وتمتلك قرارها من منطلق ثابت لا يتغير وهو أن الجولان السوري المحتل ليس موضع تفاوض أو مقايضة وإقرار استعادته كاملا هو الأساس الذي تنبني عليه الترتيبات التي يتطلبها صنع السلام.

وقال المعلم: إن سورية مستعدة لاستئناف مفاوضات السلام من حيث توقفت عبر الوسيط التركي ذلك في حال وجدت في إسرائيل شريكا ملتزما بمرجعيات صنع السلام ولديه الإرادة السياسية لتحقيقه.

وعبر المعلم عن ارتياح سورية لما جاء في تقرير لجنة تقصي الحقائق التابعة لمجلس حقوق الإنسان بصدد الاعتداء الإسرائيلي على قافلة الحرية التي كانت متجهة إلى غزة في مهمة إنسانية بحتة لافتا إلى تطلع سورية إلى ما سيصدر عن لجنة التحقيق الدولية بهذا الصدد وخاصة أن لجنة تقصي الحقائق قد وفرت الأرضية القانونية والوقائع اللازمة.

الوحدة الوطنية العراقية هي حجر الزاوية الذي يقوم عليه البنيان العراقي الآمن والقوي والمزدهر

وحول الأوضاع في العراق قال المعلم: إن سورية كبلد عربي شقيق للعراق ومجاور له يظل العراق موضع اهتمامها وقلقها لدى تردي الأوضاع فيه وموضع ارتياحها الكبير لدى تقدم هذه الأوضاع.. مؤكدا أن استعادة سيادة العراق واستقلاله التامين والحفاظ على هويته العربية الإسلامية وعلى وحدته أرضا وشعبا تشكل الأولوية المطلقة في منظور سورية للمستقبل المنشود للعراق وموضحا أن الوحدة الوطنية العراقية هي حجر الزاوية الذي يقوم عليه البنيان العراقي الآمن والقوي والمزدهر.

وأشار المعلم إلى أن سورية دعت وما زالت إلى انسحاب كل القوات الأجنبية من العراق وتجد فيما تم حتى الآن من انسحاب للقوات الأمريكية خطوة إيجابية في الطريق لإمساك العراق بزمام أموره وتحقيق سيادته التامة على أرضه وتتطلع إلى أن يمتلك العراق الشقيق القدرة العسكرية والأمنية القوية الضامنة لأمنه الداخلي ولمنعته كدولة سيدة مستقلة.

وجدد المعلم التأكيد على أن أمن العراق رهن بوحدته الوطنية التي تقوم على أساس هويته العربية الإسلامية أولا وعلى مبدأ مشاركة كل مكونات الشعب العراقي في صنع حاضره ومستقبله مؤكدا استعداد سورية للتعاون مع العراق في كل ما فيه مصلحته ومصلحة مشتركة للبلدين الشقيقين.

وحول إخلاء منطقة الشرق الأوسط من السلاح النووي قال المعلم: إن موقف سورية معروف في الدعوة إلى جعل الشرق الأوسط منطقة خالية من السلاح النووي وفي عام 2003 تقدمت بمشروع قرار إلى مجلس الأمن طالبت فيه بذلك وما زالت تؤكد على إلزام إسرائيل بتنفيذ القرارات الدولية التي تدعوها إلى الانضمام لمعاهدة عدم الانتشار النووي وإخضاع منشآتها النووية لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية لما لذلك من أهمية كبيرة بالنسبة لأمن منطقتنا واستقرارها.

التأكيد على حق جميع الدول بحيازة التكنولوجيا النووية للاستخدامات السلمية 

وتساءل المعلم.. لماذا يتحدثون عن عالمية معاهدة عدم الانتشار النووي وعندما يتعلق الأمر بإسرائيل يبذلون الجهد المضني لجعلها في منأى عن رقابة الوكالة ويشجعون بذلك على مواصلة إسرائيل لبرنامجها النووي الحربي موضحا أن هذا الواقع يشكل عامل قلق لشعوب منطقة الشرق الأوسط وأن الكيل بمكيالين في هذا الشأن بالذات أمر لا يتفق مع مقتضيات منع الانتشار النووي ليس في الشرق الأوسط فحسب بل في العالم أجمع.

وجدد وزير الخارجية التأكيد على حق جميع الدول بحيازة التكنولوجيا النووية للاستخدامات السلمية وهذا ما كفلته معاهدة الحد من الانتشار النووي داعيا إلى حل كل المشاكل ذات الصلة من خلال الحوار وبالوسائل السلمية.

وفي الشأن السوداني قال المعلم: إن سورية تتابع تطورات الوضع في هذا البلد العربي من منطلق حرصها على وحدة السودان وسيادته وأمنه واستقراره معبرا عن تقدير سورية للجهود التي تقوم بها دولة قطر والجامعة العربية والاتحاد الأفريقي وتثمن وتدعم جهود الاتحاد الأفريقي من أجل حل النزاعات في السودان وفي مناطق أخرى في القارة الأفريقية ولتعزيز الدور الأفريقي في المنظومة الدولية.

وجدد وزير الخارجية دعوة سورية الشديدة لرفع الحصار المفروض على كوبا منذ عقود عدة.

وقال المعلم: إن عالمنا شهد هذه السنة كوارث طبيعية كثيرة بسبب التغيرات المناخية الناجمة عن الاحتباس الحراري وليس بيننا من يجهل ان هذه الكوارث هي مقدمات لكوارث اشد واكثر اتساعا من شأنها ان تهدد الحياة الطبيعية على الكرة الارضية.

لافتا إلى أن الإنسان أسرف في انكار حق الطبيعة عليه وأسرفت دول عدة في تجاهل انذارات العلماء وتحذيرات الطبيعة نفسها داعيا الى التعاطي مع هذا الامر الخطير بما يرقى الى مستوى المسوءولية التاريخية وبما يتجاوز الخلل والتقصير السابقين.

وتابع وزير الخارجية.. نحن بحاجة لان يتحقق في مؤتمر كانكون المقبل تضامن دولي يرتكز على الأسس العلمية ويقوم على مبدأ المسؤولية المشتركة لكن المتباينة ويأخذ بالاعتبار أولويات التنمية المستدامة بغية الوصول إلى اتفاق إطاري شامل وملزم قانونا لما بعد عام 2012 لافتا إلى أن تصحيح الخلل الذي نشأ في مؤتمر كوبنهاغن وتجديد الالتزام بمبادئ خطة عمل بالي وأسس بروتوكول كيوتو امور تراها سورية ضرورية جدا.

و استعرض مع الأمين العام للأمم المتحدة قضايا المنطقة وفي مقدمتها عملية السلام والأوضاع في لبنان والعراق

كما استعرض الوزير المعلم خلال لقائه في نيويورك مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قضايا المنطقة وفي مقدمتها عملية السلام والأوضاع في لبنان والعراق.

وأوضح المعلم الموقف السوري من متطلبات تحقيق السلام العادل والشامل ذاكرا أن إسرائيل لا تملك الإرادة السياسية لصنع السلام.

وأشار المعلم إلى الوضع في لبنان مؤكدا اهتمام سورية بتهدئة الأوضاع اللبنانية والحفاظ على أمنه واستقراره.

وبالنسبة للعراق عبر الوزير المعلم عن اهتمام سورية الكبير بتشكيل حكومة وحدة وطنية عراقية تضم كل القوى الممثلة في البرلمان العراقي كما أكد على الحفاظ على وحدة العراق وسيادته واستقلاله.

من جانبه أكد الأمين العام للأمم المتحدة أهمية الدور السوري في إيجاد حلول لمشاكل المنطقة وحفظ الأمن والاستقرار فيها.

المقداد: إسرائيل هي التي هددت الأمن والسلم والاستقرار في المنطقة والعالم باحتلالها للأراضي العربية واعتداءاتها المتواصلة

بدوره أكد الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية أن حركة عدم الانحياز كانت النصير الأساسي لتحرر شعوب إفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية.

وأشار المقداد في بيان ألقاه خلال الاجتماع الوزاري الذي عقده مكتب التنسيق التابع لحركة عدم الانحياز بمشاركة سورية وذلك بهدف تعزيز مواقف دول الحركة ونشاطها المشترك أثناء انعقاد الدورة الخامسة والستين للجمعية العامة إلى إنجازات الحركة منذ تأسيسها قبل حوالي خمسين عاماً.

وقال المقداد إنه على الرغم من كل الجهود التي تبذلها حركة عدم الانحياز لإحلال السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط فإن إسرائيل تستمر في تنكرها للحقوق الثابتة والمشروعة للشعب الفلسطيني في العودة وإنشاء الدولة المستقلة وعاصمتها القدس كما أن احتلالها المستمر للجولان العربي السوري وأجزاء من لبنان مازال يعرض الأمن والسلم في المنطقة والعالم لكافة أشكال المخاطر.

وأشار نائب وزير الخارجية إلى أن إسرائيل هي التي هددت الأمن والسلم والاستقرار في المنطقة وفي العالم من خلال عدوانها على لبنان وعلى قطاع غزة وعلى أسطول سفن الحرية في المياه الدولية مؤخراً.

وقال المقداد إنه إذا أراد المجتمع الدولي العمل على جعل العالم أكثر أمناً واستقراراً فإنه من الضروري أيضاً إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية حيث مازالت إسرائيل ترفض الانضمام إلى معاهدة عدم الانتشار النووي وإخضاع منشآتها النووية لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

واختتم المقداد بيانه بالتأكيد على أهمية متابعة الحركة لعملها المشترك وذلك من خلال إصلاح منظومة الأمم المتحدة وخاصة مجلس الأمن وتعزيز دور الجمعية العامة ومكافحة كافة أشكال الحصار والعقوبات التي تفرضها الدول المتقدمة على الدول النامية والقضاء على الفقر والأمراض والأزمات الاقتصادية ودعم عملية التنمية في إفريقيا بشكل خاص بهدف مساعدة شعوبها على تحقيق التنمية الشاملة.

  • فريق ماسة
  • 2010-09-28
  • 10666
  • من الأرشيف

المعلم يلقي كلمة سورية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة

أكد السيد وليد المعلم وزير الخارجية في كلمة سورية أمام الدورة الخامسة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة أن منظور سورية في التعاطي مع الشأن الخارجي والعلاقات الدولية يأخذ بالاعتبار أولوية الحفاظ على المصالح السورية والعربية وصيانتها ولهذا تفتح الباب للحوار المعمق الهادف إلى جسر الخلاف مع الأطراف الأخرى بهدف الوصول إلى نقاط التقاء يمكن البناء عليها. وقال المعلم: إن هذا ما أكدت عليه سورية خلال سنوات محاولة حصارها وهي تؤكده اليوم في وقت تمارس فيه دورها كلاعب أساسي بالنسبة لأمن منطقة الشرق الأوسط واستقرارها وأن العلاقات الدولية الحضارية تقوم على الانفتاح والحوار لا الانغلاق والعزل والتصادم والعدوان وهذا ما نأمل أن يسود عالم اليوم. وحول عملية السلام أشار المعلم إلى أنه في إسرائيل يتحدثون عن السلام ويقومون في الوقت نفسه بقرع طبول الحرب وابتلاع الأرض بالاستيطان وتهويد القدس فيما تعمل إسرائيل على فرض موقفها على الأرض كأمر واقع بمعزل عن التفاوض أو عدمه. وقال وزير الخارجية إن السلام يكون بصدق إرادة صنعه على محك الموقف العملي لا بالمناورات السياسية التفاوضية تحت مظلة الرغبة في صنع السلام مؤكدا أن سورية تملك إرادة صنع السلام وتملك قرارها من منطلق ثابت لا يتغير وهو أن الجولان السوري المحتل ليس موضع تفاوض أو مقايضة وإقرار استعادته كاملا هو الأساس الذي تنبني عليه الترتيبات التي يتطلبها صنع السلام مضيفا.. أن سورية مستعدة لاستئناف مفاوضات السلام عبر الوسيط التركي على الأساس المذكور أعلاه. وشدد المعلم على ضرورة إلزام إسرائيل بتنفيذ القرارات الدولية التي تدعوها للانضمام إلى معاهدة عدم الانتشار النووي وإخضاع منشآتها لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإن الكيل بمكيالين في هذا الشأن بالذات أمر لا يتفق مع مقتضيات منع الانتشار النووي ليس في الشرق الأوسط فحسب بل في العالم أجمع مع التأكيد على حق جميع الدول في حيازة التكنولوجيا النووية للاستخدامات السلمية. وحول العراق أكد وزير الخارجية أن العراق موضع اهتمام سورية وقلقها وإن استعادة سيادته واستقلاله التامين والحفاظ على هويته العربية الإسلامية وعلى وحدته أرضا وشعبا هي الأولوية المطلقة في منظورنا لمستقبل العراق كما أن الوحدة الوطنية العراقية هي حجر الزاوية في البنيان العراقي. وبشأن الكوارث الطبيعية اعتبر المعلم أن الكوارث الطبيعية الكثيرة هذا العام هي مقدمات لكوارث أشد وأوسع من شأنها أن تهدد الحياة الطبيعية على الكرة الأرضية ويتعين التعاطي مع هذا الأمر الخطير بما يرقى إلى مستوى المسؤولية التاريخية وبما يتجاوز الخلل والتقصير السابقين وينبغي أن يشهد مؤتمر كانكون المقبل تصحيحا للخلل الذي نشأ في مؤتمر كوبنهاغن وتجديدا للالتزام بمبادئ خطة عمل بالي وأسس بروتوكول كيوتو. ....كلمة الوزير المعلم.... منذ عقود عديدة والشرق الأوسط منطقة تعج بالتوتر والأحداث الكبيرة عاشت حروبا عدة وعلى أرضها تفاعلت حينا وتصادمت حينا آخر سياسات ومصالح وتيارات وهي بحكم موقعها الجغرافي الوسيط من عالمنا تؤثر وتتأثر بشكل كبير في البلدان المجاورة لها آسيوية وأوروبية وأفريقية.. وسورية التي تقع في القلب من الشرق الأوسط عايشت وتفاعلت مع توترات المنطقة وسياساتها وأحداثها ونتائجها جميعا. وأشار المعلم إلى أنه من خلال هذا الواقع بكل عناصره سلبا وإيجابا حددت سورية منظورها في التعاطي مع الشأن الخارجي وخاصة منه طبيعة علاقاتها الدولية الذي يأخذ بالاعتبار أولوية الحفاظ على المصالح السورية والعربية وصيانتها ولهذا نفتح الباب للحوار المعمق الهادف إلى جسر جوانب الخلاف مع الأطرف الأخرى بهدف الوصول إلى نقاط التقاء يمكن البناء عليها مضيفا.. قلنا هذا خلال سنوات محاولة حصار سورية ونؤكده اليوم في وقت تمارس فيه سورية دورها كلاعب أساسي بالنسبة لأمن المنطقة واستقرارها. وقال المعلم: إن سورية ترى أن العلاقات الدولية الحضارية هي تلك التي تقوم على الانفتاح والحوار لا الانغلاق والعزل والتصادم والعدوان.. هذا ما تنتهجه وهذا ما تأمل أن يسود عالم اليوم المتنوع المصالح والرؤى والزاخر بالمشاكل والتعقيدات من جهة وبالآمال والرؤى النبيلة من جهة أخرى. إسرائيل تعمل وبشكل مكثف على تهويد القدس وإفراغها من سكانها الفلسطينيين وتقوم بما يهدد سلامة الأماكن المقدسة فيها وأضاف وزير الخارجية: إن العالم بأسره يعلن أنه ينشد إحلال السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط ويؤكد أن ذلك ضرورة ملحة يقتضيها الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة وفي إسرائيل يتحدثون عن السلام ويقومون في الوقت نفسه بقرع طبول الحرب وبابتلاع الأرض عن طريق الاستيطان.. ويقولون إنهم يفاوضون حاليا من أجل السلام وعلى أساس حل الدولتين في وقت أوشكت فيه مشاريعهم الاستيطانية أن تجعل من حل الدولتين مجرد كلام يقال ولا مكان له على الأرض لافتا إلى أن إسرائيل تعمل وبشكل مكثف على تهويد القدس وإفراغها من سكانها الفلسطينيين وتقوم بما يهدد سلامة الأماكن المقدسة فيها. وقال المعلم إن استمرار إسرائيل بالاستيطان وبما تقوم به وتعلنه بالنسبة للقدس إنما تفرض موقفها على الأرض كأمر واقع بمعزل عن التفاوض أو عدمه لافتا إلى أن السلام يكون بصدق إرادة صنعه على محك الموقف العملي أما المناورات السياسية التفاوضية تحت مظلة الحديث عن الرغبة في السلام فإنها تزيد الأوضاع تعقيدا وتوترا ويمكن أن تدفعها نحو التفجر. وأكد المعلم أن ما تنشده سورية هو السلام العادل والشامل على أساس تنفيذ القرارين 242 و338 ومبادرة السلام العربية وأن موقف سورية معروف ومعلن منذ سنوات عدة فهي تمتلك إرادة صنع السلام وتمتلك قرارها من منطلق ثابت لا يتغير وهو أن الجولان السوري المحتل ليس موضع تفاوض أو مقايضة وإقرار استعادته كاملا هو الأساس الذي تنبني عليه الترتيبات التي يتطلبها صنع السلام. وقال المعلم: إن سورية مستعدة لاستئناف مفاوضات السلام من حيث توقفت عبر الوسيط التركي ذلك في حال وجدت في إسرائيل شريكا ملتزما بمرجعيات صنع السلام ولديه الإرادة السياسية لتحقيقه. وعبر المعلم عن ارتياح سورية لما جاء في تقرير لجنة تقصي الحقائق التابعة لمجلس حقوق الإنسان بصدد الاعتداء الإسرائيلي على قافلة الحرية التي كانت متجهة إلى غزة في مهمة إنسانية بحتة لافتا إلى تطلع سورية إلى ما سيصدر عن لجنة التحقيق الدولية بهذا الصدد وخاصة أن لجنة تقصي الحقائق قد وفرت الأرضية القانونية والوقائع اللازمة. الوحدة الوطنية العراقية هي حجر الزاوية الذي يقوم عليه البنيان العراقي الآمن والقوي والمزدهر وحول الأوضاع في العراق قال المعلم: إن سورية كبلد عربي شقيق للعراق ومجاور له يظل العراق موضع اهتمامها وقلقها لدى تردي الأوضاع فيه وموضع ارتياحها الكبير لدى تقدم هذه الأوضاع.. مؤكدا أن استعادة سيادة العراق واستقلاله التامين والحفاظ على هويته العربية الإسلامية وعلى وحدته أرضا وشعبا تشكل الأولوية المطلقة في منظور سورية للمستقبل المنشود للعراق وموضحا أن الوحدة الوطنية العراقية هي حجر الزاوية الذي يقوم عليه البنيان العراقي الآمن والقوي والمزدهر. وأشار المعلم إلى أن سورية دعت وما زالت إلى انسحاب كل القوات الأجنبية من العراق وتجد فيما تم حتى الآن من انسحاب للقوات الأمريكية خطوة إيجابية في الطريق لإمساك العراق بزمام أموره وتحقيق سيادته التامة على أرضه وتتطلع إلى أن يمتلك العراق الشقيق القدرة العسكرية والأمنية القوية الضامنة لأمنه الداخلي ولمنعته كدولة سيدة مستقلة. وجدد المعلم التأكيد على أن أمن العراق رهن بوحدته الوطنية التي تقوم على أساس هويته العربية الإسلامية أولا وعلى مبدأ مشاركة كل مكونات الشعب العراقي في صنع حاضره ومستقبله مؤكدا استعداد سورية للتعاون مع العراق في كل ما فيه مصلحته ومصلحة مشتركة للبلدين الشقيقين. وحول إخلاء منطقة الشرق الأوسط من السلاح النووي قال المعلم: إن موقف سورية معروف في الدعوة إلى جعل الشرق الأوسط منطقة خالية من السلاح النووي وفي عام 2003 تقدمت بمشروع قرار إلى مجلس الأمن طالبت فيه بذلك وما زالت تؤكد على إلزام إسرائيل بتنفيذ القرارات الدولية التي تدعوها إلى الانضمام لمعاهدة عدم الانتشار النووي وإخضاع منشآتها النووية لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية لما لذلك من أهمية كبيرة بالنسبة لأمن منطقتنا واستقرارها. التأكيد على حق جميع الدول بحيازة التكنولوجيا النووية للاستخدامات السلمية  وتساءل المعلم.. لماذا يتحدثون عن عالمية معاهدة عدم الانتشار النووي وعندما يتعلق الأمر بإسرائيل يبذلون الجهد المضني لجعلها في منأى عن رقابة الوكالة ويشجعون بذلك على مواصلة إسرائيل لبرنامجها النووي الحربي موضحا أن هذا الواقع يشكل عامل قلق لشعوب منطقة الشرق الأوسط وأن الكيل بمكيالين في هذا الشأن بالذات أمر لا يتفق مع مقتضيات منع الانتشار النووي ليس في الشرق الأوسط فحسب بل في العالم أجمع. وجدد وزير الخارجية التأكيد على حق جميع الدول بحيازة التكنولوجيا النووية للاستخدامات السلمية وهذا ما كفلته معاهدة الحد من الانتشار النووي داعيا إلى حل كل المشاكل ذات الصلة من خلال الحوار وبالوسائل السلمية. وفي الشأن السوداني قال المعلم: إن سورية تتابع تطورات الوضع في هذا البلد العربي من منطلق حرصها على وحدة السودان وسيادته وأمنه واستقراره معبرا عن تقدير سورية للجهود التي تقوم بها دولة قطر والجامعة العربية والاتحاد الأفريقي وتثمن وتدعم جهود الاتحاد الأفريقي من أجل حل النزاعات في السودان وفي مناطق أخرى في القارة الأفريقية ولتعزيز الدور الأفريقي في المنظومة الدولية. وجدد وزير الخارجية دعوة سورية الشديدة لرفع الحصار المفروض على كوبا منذ عقود عدة. وقال المعلم: إن عالمنا شهد هذه السنة كوارث طبيعية كثيرة بسبب التغيرات المناخية الناجمة عن الاحتباس الحراري وليس بيننا من يجهل ان هذه الكوارث هي مقدمات لكوارث اشد واكثر اتساعا من شأنها ان تهدد الحياة الطبيعية على الكرة الارضية. لافتا إلى أن الإنسان أسرف في انكار حق الطبيعة عليه وأسرفت دول عدة في تجاهل انذارات العلماء وتحذيرات الطبيعة نفسها داعيا الى التعاطي مع هذا الامر الخطير بما يرقى الى مستوى المسوءولية التاريخية وبما يتجاوز الخلل والتقصير السابقين. وتابع وزير الخارجية.. نحن بحاجة لان يتحقق في مؤتمر كانكون المقبل تضامن دولي يرتكز على الأسس العلمية ويقوم على مبدأ المسؤولية المشتركة لكن المتباينة ويأخذ بالاعتبار أولويات التنمية المستدامة بغية الوصول إلى اتفاق إطاري شامل وملزم قانونا لما بعد عام 2012 لافتا إلى أن تصحيح الخلل الذي نشأ في مؤتمر كوبنهاغن وتجديد الالتزام بمبادئ خطة عمل بالي وأسس بروتوكول كيوتو امور تراها سورية ضرورية جدا. و استعرض مع الأمين العام للأمم المتحدة قضايا المنطقة وفي مقدمتها عملية السلام والأوضاع في لبنان والعراق كما استعرض الوزير المعلم خلال لقائه في نيويورك مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قضايا المنطقة وفي مقدمتها عملية السلام والأوضاع في لبنان والعراق. وأوضح المعلم الموقف السوري من متطلبات تحقيق السلام العادل والشامل ذاكرا أن إسرائيل لا تملك الإرادة السياسية لصنع السلام. وأشار المعلم إلى الوضع في لبنان مؤكدا اهتمام سورية بتهدئة الأوضاع اللبنانية والحفاظ على أمنه واستقراره. وبالنسبة للعراق عبر الوزير المعلم عن اهتمام سورية الكبير بتشكيل حكومة وحدة وطنية عراقية تضم كل القوى الممثلة في البرلمان العراقي كما أكد على الحفاظ على وحدة العراق وسيادته واستقلاله. من جانبه أكد الأمين العام للأمم المتحدة أهمية الدور السوري في إيجاد حلول لمشاكل المنطقة وحفظ الأمن والاستقرار فيها. المقداد: إسرائيل هي التي هددت الأمن والسلم والاستقرار في المنطقة والعالم باحتلالها للأراضي العربية واعتداءاتها المتواصلة بدوره أكد الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية أن حركة عدم الانحياز كانت النصير الأساسي لتحرر شعوب إفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية. وأشار المقداد في بيان ألقاه خلال الاجتماع الوزاري الذي عقده مكتب التنسيق التابع لحركة عدم الانحياز بمشاركة سورية وذلك بهدف تعزيز مواقف دول الحركة ونشاطها المشترك أثناء انعقاد الدورة الخامسة والستين للجمعية العامة إلى إنجازات الحركة منذ تأسيسها قبل حوالي خمسين عاماً. وقال المقداد إنه على الرغم من كل الجهود التي تبذلها حركة عدم الانحياز لإحلال السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط فإن إسرائيل تستمر في تنكرها للحقوق الثابتة والمشروعة للشعب الفلسطيني في العودة وإنشاء الدولة المستقلة وعاصمتها القدس كما أن احتلالها المستمر للجولان العربي السوري وأجزاء من لبنان مازال يعرض الأمن والسلم في المنطقة والعالم لكافة أشكال المخاطر. وأشار نائب وزير الخارجية إلى أن إسرائيل هي التي هددت الأمن والسلم والاستقرار في المنطقة وفي العالم من خلال عدوانها على لبنان وعلى قطاع غزة وعلى أسطول سفن الحرية في المياه الدولية مؤخراً. وقال المقداد إنه إذا أراد المجتمع الدولي العمل على جعل العالم أكثر أمناً واستقراراً فإنه من الضروري أيضاً إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية حيث مازالت إسرائيل ترفض الانضمام إلى معاهدة عدم الانتشار النووي وإخضاع منشآتها النووية لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية. واختتم المقداد بيانه بالتأكيد على أهمية متابعة الحركة لعملها المشترك وذلك من خلال إصلاح منظومة الأمم المتحدة وخاصة مجلس الأمن وتعزيز دور الجمعية العامة ومكافحة كافة أشكال الحصار والعقوبات التي تفرضها الدول المتقدمة على الدول النامية والقضاء على الفقر والأمراض والأزمات الاقتصادية ودعم عملية التنمية في إفريقيا بشكل خاص بهدف مساعدة شعوبها على تحقيق التنمية الشاملة.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة