كشف مصدر خاص مقرب من أحد الفصائل "الجهادية" في سوريا، لـ"السفير"، أن "جبهة النصرة" تسعى جاهدةً منذ ثلاثة أسابيع لإقناع فصائل مسلحة تنشط في مدينة درعا، بالتوحد تحت راية مجلس واحد، من المفترض أن يطلق عليه اسم "مجلس شورى الفصائل الجهادية الكبرى في الجنوب".

وقال المصدر إن الحيثيات التي انطلقت منها "جبهة النصرة" لطرح الفكرة على قادة الفصائل، هي ضرورة الاتحاد بين الفصائل الكبيرة في درعا على نحو يسمح بتطبيق الشريعة الإسلامية. وأشار إلى أن الجميع ذهب تفكيره لدى سماع المقترح إلى الصراع الذي استفحل بين "جبهة النصرة" وتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) في كل من شمال وشرق سوريا، وأن قيادة "النصرة" في درعا تريد تجنيب المدينة انتقال عدوى الصراع إلى أراضيها على فرض وجود بعض الفصائل التي قد تميل إلى "داعش".

وأكد المصدر أن مساعي "جبهة النصرة" لإنشاء "المجلس الجهادي الموحد" وصلت إلى مراحل متقدمة، وقد يجري الإعلان عنه خلال ايام قليلة.

وبالرغم مما قاله المصدر إلا أن المعطيات المستجدة، وخصوصاً بعد انفضاض مؤتمر جنيف من دون تحقيق أي تقدم يذكر، وما استتبعه من تحميل بعض الدول الغربية للحكومة السورية مسؤولية فشله، وتصاعد الحديث عن خيارات عسكرية وتسخين جبهة الجنوب، تفرض إعادة النظر بالمقترح الذي قدمته "النصرة" ومدلولاته، لاسيما وأنه يأتي بالتزامن مع الحديث الغربي عن هجوم عسكري ضخم على جبهة الجنوب، فهل هي المصادفة وحدها من قادت "جبهة النصرة" إلى الترويج لإنشاء مجلس تتوحد فيه الفصائل المسلحة في المنطقة الجنوبية من سوريا، في نفس الوقت الذي سربت فيه الصحف الغربية الأنباء عن الهجوم على نفس المنطقة؟.

ولم يوضح المصدر ما إذا كان تشكيل "الجبهة الجنوبية" من حوالي 49 فصيلاً من "الجيش الحر" التي أعلن عنها مؤخرا تأتي في إطار مبادرة "جبهة النصرة" أم أنها مستقلة عنها، لكنه أكد أن "النصرة" في الفترة الأخيرة تتقارب مع "الجيش الحر" على نحو كبير، وخاصة بعد اندلاع الاشتباكات بينها وبين "داعش" في دير الزور حيث قاتلت كتائب "الجيش الحر" جنباً إلى جنب مع الجبهة.

وما يؤكد موضوع التقارب بين "الجيش الحر" و"جبهة النصرة" أن أنصار "الدولة الإسلامية" سربوا منذ حوالي أسبوع تسجيلاً صوتياً لـ"المفتي العام لجبهة النصرة" ميسر الجبوري (أبو ماريا القحطاني) يتحدث فيه مع قادة الفصائل المسلحة في دير الزور عن "ضرورة التوحد والاجتماع تحت راية واحدة لتطبيق الشريعة الإسلامية ومحاربة كل من يرفض الامتثال لها" في إشارة إلى "داعش". وكان أهم ما ورد في التسجيل المسرب أن الجبوري شجع على التوحد حتى مع كتائب "الجيش الحر" و"المجلس العسكري" في دير الزور، علماً أن أدبيات "جبهة النصرة" كانت تعتبر راية "الجيش الحر" راية "عميّة" أي غير شرعية ولا يجوز القتال تحتها لأن أنصارها علمانيون ومن دعاة المدنية والديموقراطية.

وبالتالي ليس ثمة ما يمنع أن يكون اتحاد الفصائل المسلحة في درعا تحت مسمى "الجبهة الجنوبية" قد تم بالاتفاق والتشاور مع "جبهة النصرة"، ولكن حتى لو لم يكن قد جرى بالاتفاق معها فلا شك أنه يحقق الهدف الذي تسعى إليه، وهو التوحد تحت راية واحدة منعاً للفرقة والانقسام وتحضيراً لأمر ما. فهل ثمة أصابع خفية تتحكم بما يجري بين الفصائل المسلحة في درعا من اتحاد واندماج وتقارب وتحضرها لمعركة ضخمة تغير من خلالها قواعد اللعبة بعد مؤتمر "جنيف 2"، أم هي الصدفة وحدها وراء ذلك؟ وهل في الحروب متسع لمقولة الصدفة؟

  • فريق ماسة
  • 2014-02-19
  • 6062
  • من الأرشيف

«جبهة النصرة» تسعى إلى «مجلس جهادي» في الجنوب

كشف مصدر خاص مقرب من أحد الفصائل "الجهادية" في سوريا، لـ"السفير"، أن "جبهة النصرة" تسعى جاهدةً منذ ثلاثة أسابيع لإقناع فصائل مسلحة تنشط في مدينة درعا، بالتوحد تحت راية مجلس واحد، من المفترض أن يطلق عليه اسم "مجلس شورى الفصائل الجهادية الكبرى في الجنوب". وقال المصدر إن الحيثيات التي انطلقت منها "جبهة النصرة" لطرح الفكرة على قادة الفصائل، هي ضرورة الاتحاد بين الفصائل الكبيرة في درعا على نحو يسمح بتطبيق الشريعة الإسلامية. وأشار إلى أن الجميع ذهب تفكيره لدى سماع المقترح إلى الصراع الذي استفحل بين "جبهة النصرة" وتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) في كل من شمال وشرق سوريا، وأن قيادة "النصرة" في درعا تريد تجنيب المدينة انتقال عدوى الصراع إلى أراضيها على فرض وجود بعض الفصائل التي قد تميل إلى "داعش". وأكد المصدر أن مساعي "جبهة النصرة" لإنشاء "المجلس الجهادي الموحد" وصلت إلى مراحل متقدمة، وقد يجري الإعلان عنه خلال ايام قليلة. وبالرغم مما قاله المصدر إلا أن المعطيات المستجدة، وخصوصاً بعد انفضاض مؤتمر جنيف من دون تحقيق أي تقدم يذكر، وما استتبعه من تحميل بعض الدول الغربية للحكومة السورية مسؤولية فشله، وتصاعد الحديث عن خيارات عسكرية وتسخين جبهة الجنوب، تفرض إعادة النظر بالمقترح الذي قدمته "النصرة" ومدلولاته، لاسيما وأنه يأتي بالتزامن مع الحديث الغربي عن هجوم عسكري ضخم على جبهة الجنوب، فهل هي المصادفة وحدها من قادت "جبهة النصرة" إلى الترويج لإنشاء مجلس تتوحد فيه الفصائل المسلحة في المنطقة الجنوبية من سوريا، في نفس الوقت الذي سربت فيه الصحف الغربية الأنباء عن الهجوم على نفس المنطقة؟. ولم يوضح المصدر ما إذا كان تشكيل "الجبهة الجنوبية" من حوالي 49 فصيلاً من "الجيش الحر" التي أعلن عنها مؤخرا تأتي في إطار مبادرة "جبهة النصرة" أم أنها مستقلة عنها، لكنه أكد أن "النصرة" في الفترة الأخيرة تتقارب مع "الجيش الحر" على نحو كبير، وخاصة بعد اندلاع الاشتباكات بينها وبين "داعش" في دير الزور حيث قاتلت كتائب "الجيش الحر" جنباً إلى جنب مع الجبهة. وما يؤكد موضوع التقارب بين "الجيش الحر" و"جبهة النصرة" أن أنصار "الدولة الإسلامية" سربوا منذ حوالي أسبوع تسجيلاً صوتياً لـ"المفتي العام لجبهة النصرة" ميسر الجبوري (أبو ماريا القحطاني) يتحدث فيه مع قادة الفصائل المسلحة في دير الزور عن "ضرورة التوحد والاجتماع تحت راية واحدة لتطبيق الشريعة الإسلامية ومحاربة كل من يرفض الامتثال لها" في إشارة إلى "داعش". وكان أهم ما ورد في التسجيل المسرب أن الجبوري شجع على التوحد حتى مع كتائب "الجيش الحر" و"المجلس العسكري" في دير الزور، علماً أن أدبيات "جبهة النصرة" كانت تعتبر راية "الجيش الحر" راية "عميّة" أي غير شرعية ولا يجوز القتال تحتها لأن أنصارها علمانيون ومن دعاة المدنية والديموقراطية. وبالتالي ليس ثمة ما يمنع أن يكون اتحاد الفصائل المسلحة في درعا تحت مسمى "الجبهة الجنوبية" قد تم بالاتفاق والتشاور مع "جبهة النصرة"، ولكن حتى لو لم يكن قد جرى بالاتفاق معها فلا شك أنه يحقق الهدف الذي تسعى إليه، وهو التوحد تحت راية واحدة منعاً للفرقة والانقسام وتحضيراً لأمر ما. فهل ثمة أصابع خفية تتحكم بما يجري بين الفصائل المسلحة في درعا من اتحاد واندماج وتقارب وتحضرها لمعركة ضخمة تغير من خلالها قواعد اللعبة بعد مؤتمر "جنيف 2"، أم هي الصدفة وحدها وراء ذلك؟ وهل في الحروب متسع لمقولة الصدفة؟

المصدر : السفير /عبدلله سليمان علي


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة