ضجت وسائل الإعلام  قبل أيام قليلة، وبـُعيد دخوله بساعات إلى الأراضي السورية، بخبر مقتل المرتزق “الجهادي” الإرهابي المصري المخضرم، المدعو أبو عنتر المصري، الذي حارب في أفغانستان، وذلك على أيدي قوات الجيش الوطني السوري الباسل البطل، جيش الشعب والأرض، والمدافع الشرس العنيد عن الوطن.

ويعتبر مقتل هذا الإرهابي “الجهادي” و”الثائر” السوري الصنديد، عينة من عشرات آلاف العينات و”المساطر” الجهادية التي تتقاطر على أرض سورية، وتتدفق عليها، بدعم وتمويل سعودي-خليجي، وتسهيل تركي لبناني أردني رسمي، تحت غطاء مكشوف يسمونه بـ”الثورة السورية”، وهوية هذا الإرهابي مع غيره توضح مع من يتحارب ويتقاتل “النظام”.

ويدخل معظم هؤلاء إلى الأرض السورية عبر عدة طرق، إما على شكل وحدات مقاتلة مدربة ومنظمة، وجيش رسمي  كالسعودي والأردني كما حدث في معارك اقتحام الغوطة، حيث خاضوا قتالاً شرساً وفق خريطة عمل وأوامر عمليات تصدِرها لها الدوائر المشغلة لهذه الجيوش، وتصبح المعارك الدائرة  بين “الشعب” السوري الثائر، (أي هؤلاء الغزاة)، وقوات “الأسد” أي الجيش الوطني السوري الحكومي الرسمي الشرعي. أي إن الباطل والضلال يصبح الحق والشرعية المظلومة، والشرعية الوطنية وحق الدفاع عن النفس يصبح الباطل و”جريمة الحرب” التي تستوجب المسؤولية والإدانة لمن يتصدى للإرهاب والغزو والقتل.

وأما الفئات الثانية من الإرهابيين فهي عبارة عن مجاميع فردية من متطوعين من هنا وهناك، ومأجورين يصلون تباعاً وعلى شكل أفراد، وخلايا نائمة توقظ وتخرج للضوء، حيث يتم استقبالهم على الحدود من قبل لجان مختصة وإدخالهم إلى الأراضي السورية ووضعهم بتصرف قيادات الكتائب المسلحة الذين سبقوهم.

وقد استطاعت مراكز الدراسات البحثية والإحصائية والاستقصائية، ومن خلال هويات وجوازات سفر مصادرة للقتلى، ومن خلال الاستدلال المباشر والتعرف الشخصي و”الوشاية” أحياناً من قبل الأسرى الأحياء من رفاق سلاح الإرهابيين، رصد جنسيات تنتمي لأكثر من ثمانين دولة استطاعت الدول الداعمة والراعية للإرهاب الدولي في سورية(الثورة السورية)، وعلى رأسها الولايات المتحدة، والسعودية، ومجموعة الأصدقاء، من حشدها وإدخالها للأرض السورية، بعد تلقي واجتياز مراحل متعددة من التدريبات القتالية في معسكرات للقاعدة في منظومة مشيخات الخليج الفارسي، وأفغانستان وباكستان ودول الشمال الإفريقي، من ثمار “الربيع” التي تحولت لأكبر حاضن ومصدر للإرهاب الدولي.

وقد كشفت الحرب السورية عن حجم هذا الجيش وامتداداته وأعماقه الدولية وخلاياه النائمة في مختلف دول العالم التي وظــّفت دفعة واحدة للقضاء والإجهاز على “النظام” السوري في واحدة من أغرب وأعقد وأمكر حروب التاريخ.

غير أن مفاجأة الحرب كانت أقوى من كل خطط وإمكانيات الإعداد لها، وتجلت بهذا الصمود الأسطوري للجيش والشعب السوري، وعدم قدرة جيش المرتزقة الجرار وجحافله المتقاطرة من كل فج كوني عميق من إحداث أي تحول استراتيجي، وتحوّلت سورية حقيقةً لمقبرة ومحرقة وهولوكوست حقيقي لهذا الجيش الإرهابي الذي تساقط عشرات الألوف منه على الأرض السورية، حيث تتضارب الإحصائيات عن حجم القتلى والمفقودين منه على يد أبناء وجيش سورية الباسل البطل، لتبدأ عندها معزوفات اللطم والندب وشد الشعر والولولة والصراخ والشجب في وسائل إعلام “الثورة” على “الشعب” السوري الذي يقتله “النظام”.

ولا تكاد تنجلي غبار معركة أو مواجهة إلا وتتضح صور وهويات وجوازات سفر لعشرات الجنسيات غير السورية. وقد كان قرار العاهل السعودي، القائد العام على ما يبدو لهذا الجيش، بسحب قواته من سورية مؤشراً ودليلاً واضحاً على هوية هذه “الثورة” و”الثوار” الذين يحاربون على الأرض السورية ويريدون إسقاط النظام، ويعتبر بحق-قرار الانسحاب- واحدة من أهم وثائق هذه الحرب للتدليل على طبيعة الصراع ومنشئه ومموله وأهدافه الكبرى ووقوده.

فعندما تتباكى وسائل الإعلام العالمي، ويرفع الصوت فابيوس، ويندب كيري، ويقلق كاميرون، ويبكي أوباما، وتستنفر آشتون، وينقطع حيل أردوغان، وتهلوس وتهستر ويجن جنون وسائل الإعلام الخليجية وتذرف دموع التماسيح على “الشعب” السوري، فهذا ليس سوى مؤشر على سيرورات الحرب والمواجهات ونتائجها، وعن أعداد سقوط المرتزقة الإرهابيين على الأرض، وأن هؤلاء الإرهابيين (الشعب السوري)، يتعرضون لهزائم نكراء.

أما الشعب السوري الحقيقي الذي يتعرض للقتل والمذابح والهلاك والدمار على أيدي هؤلاء فلا بواكي له، ولا يتأسف عليه أو تستذكره بشيء رؤوس الفتنة وأئمة ورموز الحرب من الأجانب والغرباء

و”الأشقاء” و”الأصدقاء”، ولا يفعلون أي شيء حقيقي من أجله لوقف المجازر، ومنع الإرهاب المنظم ضده، ورفع الحصار التجويعي الطبق على الشعب المنكوب طيلة ثلاث سنوات من عمر هذا الصراع.

  • فريق ماسة
  • 2014-02-17
  • 13494
  • من الأرشيف

هذا هو الشعب الذي يقتله النظام/ بقلم نضال نعيسة

ضجت وسائل الإعلام  قبل أيام قليلة، وبـُعيد دخوله بساعات إلى الأراضي السورية، بخبر مقتل المرتزق “الجهادي” الإرهابي المصري المخضرم، المدعو أبو عنتر المصري، الذي حارب في أفغانستان، وذلك على أيدي قوات الجيش الوطني السوري الباسل البطل، جيش الشعب والأرض، والمدافع الشرس العنيد عن الوطن. ويعتبر مقتل هذا الإرهابي “الجهادي” و”الثائر” السوري الصنديد، عينة من عشرات آلاف العينات و”المساطر” الجهادية التي تتقاطر على أرض سورية، وتتدفق عليها، بدعم وتمويل سعودي-خليجي، وتسهيل تركي لبناني أردني رسمي، تحت غطاء مكشوف يسمونه بـ”الثورة السورية”، وهوية هذا الإرهابي مع غيره توضح مع من يتحارب ويتقاتل “النظام”. ويدخل معظم هؤلاء إلى الأرض السورية عبر عدة طرق، إما على شكل وحدات مقاتلة مدربة ومنظمة، وجيش رسمي  كالسعودي والأردني كما حدث في معارك اقتحام الغوطة، حيث خاضوا قتالاً شرساً وفق خريطة عمل وأوامر عمليات تصدِرها لها الدوائر المشغلة لهذه الجيوش، وتصبح المعارك الدائرة  بين “الشعب” السوري الثائر، (أي هؤلاء الغزاة)، وقوات “الأسد” أي الجيش الوطني السوري الحكومي الرسمي الشرعي. أي إن الباطل والضلال يصبح الحق والشرعية المظلومة، والشرعية الوطنية وحق الدفاع عن النفس يصبح الباطل و”جريمة الحرب” التي تستوجب المسؤولية والإدانة لمن يتصدى للإرهاب والغزو والقتل. وأما الفئات الثانية من الإرهابيين فهي عبارة عن مجاميع فردية من متطوعين من هنا وهناك، ومأجورين يصلون تباعاً وعلى شكل أفراد، وخلايا نائمة توقظ وتخرج للضوء، حيث يتم استقبالهم على الحدود من قبل لجان مختصة وإدخالهم إلى الأراضي السورية ووضعهم بتصرف قيادات الكتائب المسلحة الذين سبقوهم. وقد استطاعت مراكز الدراسات البحثية والإحصائية والاستقصائية، ومن خلال هويات وجوازات سفر مصادرة للقتلى، ومن خلال الاستدلال المباشر والتعرف الشخصي و”الوشاية” أحياناً من قبل الأسرى الأحياء من رفاق سلاح الإرهابيين، رصد جنسيات تنتمي لأكثر من ثمانين دولة استطاعت الدول الداعمة والراعية للإرهاب الدولي في سورية(الثورة السورية)، وعلى رأسها الولايات المتحدة، والسعودية، ومجموعة الأصدقاء، من حشدها وإدخالها للأرض السورية، بعد تلقي واجتياز مراحل متعددة من التدريبات القتالية في معسكرات للقاعدة في منظومة مشيخات الخليج الفارسي، وأفغانستان وباكستان ودول الشمال الإفريقي، من ثمار “الربيع” التي تحولت لأكبر حاضن ومصدر للإرهاب الدولي. وقد كشفت الحرب السورية عن حجم هذا الجيش وامتداداته وأعماقه الدولية وخلاياه النائمة في مختلف دول العالم التي وظــّفت دفعة واحدة للقضاء والإجهاز على “النظام” السوري في واحدة من أغرب وأعقد وأمكر حروب التاريخ. غير أن مفاجأة الحرب كانت أقوى من كل خطط وإمكانيات الإعداد لها، وتجلت بهذا الصمود الأسطوري للجيش والشعب السوري، وعدم قدرة جيش المرتزقة الجرار وجحافله المتقاطرة من كل فج كوني عميق من إحداث أي تحول استراتيجي، وتحوّلت سورية حقيقةً لمقبرة ومحرقة وهولوكوست حقيقي لهذا الجيش الإرهابي الذي تساقط عشرات الألوف منه على الأرض السورية، حيث تتضارب الإحصائيات عن حجم القتلى والمفقودين منه على يد أبناء وجيش سورية الباسل البطل، لتبدأ عندها معزوفات اللطم والندب وشد الشعر والولولة والصراخ والشجب في وسائل إعلام “الثورة” على “الشعب” السوري الذي يقتله “النظام”. ولا تكاد تنجلي غبار معركة أو مواجهة إلا وتتضح صور وهويات وجوازات سفر لعشرات الجنسيات غير السورية. وقد كان قرار العاهل السعودي، القائد العام على ما يبدو لهذا الجيش، بسحب قواته من سورية مؤشراً ودليلاً واضحاً على هوية هذه “الثورة” و”الثوار” الذين يحاربون على الأرض السورية ويريدون إسقاط النظام، ويعتبر بحق-قرار الانسحاب- واحدة من أهم وثائق هذه الحرب للتدليل على طبيعة الصراع ومنشئه ومموله وأهدافه الكبرى ووقوده. فعندما تتباكى وسائل الإعلام العالمي، ويرفع الصوت فابيوس، ويندب كيري، ويقلق كاميرون، ويبكي أوباما، وتستنفر آشتون، وينقطع حيل أردوغان، وتهلوس وتهستر ويجن جنون وسائل الإعلام الخليجية وتذرف دموع التماسيح على “الشعب” السوري، فهذا ليس سوى مؤشر على سيرورات الحرب والمواجهات ونتائجها، وعن أعداد سقوط المرتزقة الإرهابيين على الأرض، وأن هؤلاء الإرهابيين (الشعب السوري)، يتعرضون لهزائم نكراء. أما الشعب السوري الحقيقي الذي يتعرض للقتل والمذابح والهلاك والدمار على أيدي هؤلاء فلا بواكي له، ولا يتأسف عليه أو تستذكره بشيء رؤوس الفتنة وأئمة ورموز الحرب من الأجانب والغرباء و”الأشقاء” و”الأصدقاء”، ولا يفعلون أي شيء حقيقي من أجله لوقف المجازر، ومنع الإرهاب المنظم ضده، ورفع الحصار التجويعي الطبق على الشعب المنكوب طيلة ثلاث سنوات من عمر هذا الصراع.

المصدر : تلفزيون ليفانت/ نضال نعيسة


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة