عندما كُنّا نقول ، في سوريّة الأسد ، منذ نهاية " 2010 " وفي بدايات " 2011 " ، حينما " انفجر " الموقف في تونس ، كُنّا نقول : بِأنّ ما يُسَمَّى " الحالة الثورية " أو " عوامل الثورة " ليست متوافرة في سوريّة ، على الرُّغْم من وجود مُعاناةٍ معيشية وتضييقٍ أمني ووجودِ بُؤَرِ فسادٍ ، هنا وهناك ، ونزوع الأجيال الجديدة لِ مزيدٍ من الحرية والديمقراطيّة ..

وعندما كُنّا نقول ، بِأنّ سوريّة ، بِمَا فيها وَمَنْ فيها ، ليست على أبواب " ثورة "... كانوا يستهيجنون ويستنكرون ويسْخرون ، لِ أنّهُمْ كانوا على بَيِّنةٍ مِمّا حاكَهُ ونَسَجَهُ ورَاكَمَهُ أسـيادُهُمْ وأوْلِياءُ نِعْمَتِهِمْ ، في مطابخِ الغَرْب الأمريكي والأوربّي .

- نَعَمْ ، وألْفُ نعم ، لم تَكُنْ سوريّة مُهيّأة لِ قيام " ثورة " ولا لِقيامِ " انتفاضة " ، وَهُمْ يعرفونَ ذلك جيّدا وَلَوْ كانتْ مُهَيّأة لذلك ، لَماَ كانَ أسـْيادُهُمْ ، أعَدّوا العُدّةَ ، منذ الشهر التّاسع من عام " 2006 " ، لِتفجيرِ سوريّة من الدّاخل ، ولَماَ كانوا حَشَدوا رُبْع مليون إرهابي متأسْلِمْ ، عَبـْرَ السّنوات الأربع التي تَلَتْ ذلك ، ونَشرُوهُم في البلدان المجاورة لسورية .. حينما جَهّزوا خطّة جهنّميّة لِوَضْع اليد على سورية ، وللخَلاصِ منها ومِنْ شعبهِا ، إلى الأبد .. وعندما اعتمدوا على مئات آلاف السوريين الذين يعملون في مشيخات نواطير الكاز والغاز ، وجَنّدوا قسما كبيرا منهم .. وعندما اعتمدوا على عشرات مليارات الدولارات النفطية الوهابية ، عبـْر أكـْثرَ مِنْ عَقْدٍ من السّنين في بناءِ بيئةٍ وهّابيّة حاضنةٍ لِهذا المخطط الرّهيب في المُدُن الحدوديّة ، وفي بعض ضواحي المدن .. وعندما تسَتَّروا على ذلك ، بِ " دَبّ الصّوت " حول ما سَمَّوْهُ " خطر الهلال الشيعي " وحول الإصْرار على أنّ هناك " حركة تشَيُّعْ " في سورية ، بالملايين ، مِنْ أجْلِ تمرير وتبرير وتسـتير " الوهّابية " تحت عناوين إسلامية إيمانيّة ، بِغَرَضِ إظْهارِ كُلّ مَنْ يقف في مواجهة تلك " الوهْبَنَة المُتسَعْوِدَة " على أنّه يقف ضدّ الإسلام وضدّ أعمال الخير !!!!.

 

- " الحالة الثورية " و " عوامل الثورة " كانتْ ولا زالتْ موجودة ً ، في مختلف البلدان الأعرابية والعربية ، التّابِعة لِ " العمّ سام " والدّائرة في فَلَكِه والمتهالِكة لإرضائه واسـتِرْضائِهِ و" كَسْبِ برَكَتِه " .

لماذا ؟

لِأنّ هذه البلدان ، تفتقد الحرية الحقيقية ، وتفتقد الاستقلال الحقيقي ، وتفتقد الكرامة ...

على الرُّغْم من مُمَارَسَةِ بَعْضِها " صُنُوفا ً من " الشّعوذة السياسيّة " التي يحلو لها أنْ تُسَمّيها " ديمقراطية !!! " ، والتي تأخذ من الديمقراطية ، قُشورَها الخارجية الحقيقية ، وتُسَوّقها على أنّها " ديمقراطية " بينما هي في الحقيقية " ديكتاتورية قاسية " مُغَطّاة بِ طبقَة من " ال سولوفان " بغرض تخدير الجماهير وتمرير التبعية والإذعان لمراكز القرار الصهيو - أطلسي ، بأقلّ قَدْرٍ ممكنٍ من الاعتراض أوالضجّة .

وأمّا البعض الآخر من البلدان التي تدور في فلك " العمّ سام " فلا تُكَلّفُ خَاطِرَها ، حتّى للقيام بتلك الشّعوذات السياسية ، بل تستولي فيها ، عائلاتٌ تبلغُ أقلّ من " 1 " واحد بالألف من تعداد سُكّانها ، على البلاد والعباد وعلى الأرض وما فوقها وما تحتها ، ثمّ تُعْطِي بَعْضَ الفَضَلات ، لِ بعض العائلات والأفخاذ والفعاليات الاجتماعية ، لكي تجعلَ منها عَضُداً وسنَدا ً لِ استبدادها القُرْ- وسْطي ، الذي لا يختلف بشيءٍ ، عن أسوأ أنواع الاستبداد البدائي والجاهلي في التاريخ .

- " التّبعيّة " و" الديمقراطية " لا يجتمعان ، ولذلك اختلقَ ، لنا ، الغرْبْ الإمريكي والأوربي " ديمقراطيّة ً" مشوّهة ًومسمومة ًوملغومة ً ، تحافظُ على جميع عواملِ التخلف الاجتماعي ، والتخندق الثقافي ، وتعيدُ شَدَّ روابطِ التّبعيّة له ، كلّما شعرَ أنّها بدأت بالارتخاء ، أو أنّ الشعوب يمكن أنْ تتحلّلَ من هذه الروابط ، وتُمارِسُ حقّها في تقريرِ مَصيرِها.

وفي هذا السّياق ، جرى ماجرى ، بَدْءاً من تونس ، حين توهّمَ عشراتُ آلاف الشباب . بِأنّ رياح َ الثورة قد هَبّتْ ، وأنّ عَلَيْهِمْ اغْتِنَامَها .. لِ يُفَاجَؤوا بَعْد أسابيع ، بِأنّ " العم سام " هو الوصيّ الأوّل على هذه " الثورات " وأنّ محميّاتِه النفطية والغازية ، القابعة في غياهب الماضي السّحيق، هي صاحبة اليد الطّولى في هذه " الثورات " .

- وأمّا مَنْ أصرّوا ويُصِرّونَ على الاستقلال في الرأي والقرار كَ ( سورية الأسد ) ، فهؤلاء " ديكتاتوريّون - فاسدون " لا بُدَّ من " فَرْضِ الديمقراطية " عليهم ، بالقوّة ، والحقيقة هي " فَرْضُ التّبعيّة " عليهم ، بالقوّة أوّلا ً ، ومن خلال الشعوذة السياسية الديمقراطية ، ثانيا ً ، والمخصّصة، حصـرا ً، لبلدان العالم الثالث التّابعة ، والتي هي أسوأ انواع الديكتاتورية ، ولكِنْ بِرتوشٍ وستائرَ وعباءاتٍ ، مهمّتها تزْويرُ إرادة أبناء هذه البلدان وتضـليلهُمْ ، قَبـْلَ غيـرِهِمْ.

 

- وأمّا " الثورة " الحقيقية ، فتُبْنَى على " عواملَ الثورة " الراسخة ، وهي :

 

- القائد الكارزمي

- القيادة المحنّكة

- الرؤية المستقبلية

- الرنامج المرحلي

  • فريق ماسة
  • 2014-02-17
  • 10641
  • من الأرشيف

بين " الحالة الثوريّة " و " الثورة المُضادّة "

عندما كُنّا نقول ، في سوريّة الأسد ، منذ نهاية " 2010 " وفي بدايات " 2011 " ، حينما " انفجر " الموقف في تونس ، كُنّا نقول : بِأنّ ما يُسَمَّى " الحالة الثورية " أو " عوامل الثورة " ليست متوافرة في سوريّة ، على الرُّغْم من وجود مُعاناةٍ معيشية وتضييقٍ أمني ووجودِ بُؤَرِ فسادٍ ، هنا وهناك ، ونزوع الأجيال الجديدة لِ مزيدٍ من الحرية والديمقراطيّة .. وعندما كُنّا نقول ، بِأنّ سوريّة ، بِمَا فيها وَمَنْ فيها ، ليست على أبواب " ثورة "... كانوا يستهيجنون ويستنكرون ويسْخرون ، لِ أنّهُمْ كانوا على بَيِّنةٍ مِمّا حاكَهُ ونَسَجَهُ ورَاكَمَهُ أسـيادُهُمْ وأوْلِياءُ نِعْمَتِهِمْ ، في مطابخِ الغَرْب الأمريكي والأوربّي . - نَعَمْ ، وألْفُ نعم ، لم تَكُنْ سوريّة مُهيّأة لِ قيام " ثورة " ولا لِقيامِ " انتفاضة " ، وَهُمْ يعرفونَ ذلك جيّدا وَلَوْ كانتْ مُهَيّأة لذلك ، لَماَ كانَ أسـْيادُهُمْ ، أعَدّوا العُدّةَ ، منذ الشهر التّاسع من عام " 2006 " ، لِتفجيرِ سوريّة من الدّاخل ، ولَماَ كانوا حَشَدوا رُبْع مليون إرهابي متأسْلِمْ ، عَبـْرَ السّنوات الأربع التي تَلَتْ ذلك ، ونَشرُوهُم في البلدان المجاورة لسورية .. حينما جَهّزوا خطّة جهنّميّة لِوَضْع اليد على سورية ، وللخَلاصِ منها ومِنْ شعبهِا ، إلى الأبد .. وعندما اعتمدوا على مئات آلاف السوريين الذين يعملون في مشيخات نواطير الكاز والغاز ، وجَنّدوا قسما كبيرا منهم .. وعندما اعتمدوا على عشرات مليارات الدولارات النفطية الوهابية ، عبـْر أكـْثرَ مِنْ عَقْدٍ من السّنين في بناءِ بيئةٍ وهّابيّة حاضنةٍ لِهذا المخطط الرّهيب في المُدُن الحدوديّة ، وفي بعض ضواحي المدن .. وعندما تسَتَّروا على ذلك ، بِ " دَبّ الصّوت " حول ما سَمَّوْهُ " خطر الهلال الشيعي " وحول الإصْرار على أنّ هناك " حركة تشَيُّعْ " في سورية ، بالملايين ، مِنْ أجْلِ تمرير وتبرير وتسـتير " الوهّابية " تحت عناوين إسلامية إيمانيّة ، بِغَرَضِ إظْهارِ كُلّ مَنْ يقف في مواجهة تلك " الوهْبَنَة المُتسَعْوِدَة " على أنّه يقف ضدّ الإسلام وضدّ أعمال الخير !!!!.   - " الحالة الثورية " و " عوامل الثورة " كانتْ ولا زالتْ موجودة ً ، في مختلف البلدان الأعرابية والعربية ، التّابِعة لِ " العمّ سام " والدّائرة في فَلَكِه والمتهالِكة لإرضائه واسـتِرْضائِهِ و" كَسْبِ برَكَتِه " . لماذا ؟ لِأنّ هذه البلدان ، تفتقد الحرية الحقيقية ، وتفتقد الاستقلال الحقيقي ، وتفتقد الكرامة ... على الرُّغْم من مُمَارَسَةِ بَعْضِها " صُنُوفا ً من " الشّعوذة السياسيّة " التي يحلو لها أنْ تُسَمّيها " ديمقراطية !!! " ، والتي تأخذ من الديمقراطية ، قُشورَها الخارجية الحقيقية ، وتُسَوّقها على أنّها " ديمقراطية " بينما هي في الحقيقية " ديكتاتورية قاسية " مُغَطّاة بِ طبقَة من " ال سولوفان " بغرض تخدير الجماهير وتمرير التبعية والإذعان لمراكز القرار الصهيو - أطلسي ، بأقلّ قَدْرٍ ممكنٍ من الاعتراض أوالضجّة . وأمّا البعض الآخر من البلدان التي تدور في فلك " العمّ سام " فلا تُكَلّفُ خَاطِرَها ، حتّى للقيام بتلك الشّعوذات السياسية ، بل تستولي فيها ، عائلاتٌ تبلغُ أقلّ من " 1 " واحد بالألف من تعداد سُكّانها ، على البلاد والعباد وعلى الأرض وما فوقها وما تحتها ، ثمّ تُعْطِي بَعْضَ الفَضَلات ، لِ بعض العائلات والأفخاذ والفعاليات الاجتماعية ، لكي تجعلَ منها عَضُداً وسنَدا ً لِ استبدادها القُرْ- وسْطي ، الذي لا يختلف بشيءٍ ، عن أسوأ أنواع الاستبداد البدائي والجاهلي في التاريخ . - " التّبعيّة " و" الديمقراطية " لا يجتمعان ، ولذلك اختلقَ ، لنا ، الغرْبْ الإمريكي والأوربي " ديمقراطيّة ً" مشوّهة ًومسمومة ًوملغومة ً ، تحافظُ على جميع عواملِ التخلف الاجتماعي ، والتخندق الثقافي ، وتعيدُ شَدَّ روابطِ التّبعيّة له ، كلّما شعرَ أنّها بدأت بالارتخاء ، أو أنّ الشعوب يمكن أنْ تتحلّلَ من هذه الروابط ، وتُمارِسُ حقّها في تقريرِ مَصيرِها. وفي هذا السّياق ، جرى ماجرى ، بَدْءاً من تونس ، حين توهّمَ عشراتُ آلاف الشباب . بِأنّ رياح َ الثورة قد هَبّتْ ، وأنّ عَلَيْهِمْ اغْتِنَامَها .. لِ يُفَاجَؤوا بَعْد أسابيع ، بِأنّ " العم سام " هو الوصيّ الأوّل على هذه " الثورات " وأنّ محميّاتِه النفطية والغازية ، القابعة في غياهب الماضي السّحيق، هي صاحبة اليد الطّولى في هذه " الثورات " . - وأمّا مَنْ أصرّوا ويُصِرّونَ على الاستقلال في الرأي والقرار كَ ( سورية الأسد ) ، فهؤلاء " ديكتاتوريّون - فاسدون " لا بُدَّ من " فَرْضِ الديمقراطية " عليهم ، بالقوّة ، والحقيقة هي " فَرْضُ التّبعيّة " عليهم ، بالقوّة أوّلا ً ، ومن خلال الشعوذة السياسية الديمقراطية ، ثانيا ً ، والمخصّصة، حصـرا ً، لبلدان العالم الثالث التّابعة ، والتي هي أسوأ انواع الديكتاتورية ، ولكِنْ بِرتوشٍ وستائرَ وعباءاتٍ ، مهمّتها تزْويرُ إرادة أبناء هذه البلدان وتضـليلهُمْ ، قَبـْلَ غيـرِهِمْ.   - وأمّا " الثورة " الحقيقية ، فتُبْنَى على " عواملَ الثورة " الراسخة ، وهي :   - القائد الكارزمي - القيادة المحنّكة - الرؤية المستقبلية - الرنامج المرحلي

المصدر : الدكتور بهجت سليمان


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة