دعا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله اللبنانيين إلى التنبه إلى ما يمثله العدو الإسرائيلي من تهديد ومخاطر على البلاد، وإلى أن يتحملوا مسؤوليتهم الوطنية على كل صعيد، ودعا السيد نصر الله العدو الصهيوني إلى القلق وعدم ارتكاب أي حسابات خاطئة.

السيد حسن نصر الله وفي كلمة له في ذكرى القادة الشهداء، أشار إلى أن حزب الله يتمنى أن يأتي اليوم ويصبح الجيش القوة الوحيدة التي تدافع عن لبنان، وجدد دعم الحزب كل ما يمكن أن يقوي الجيش اللبناني عدة وعديدا وسلاحا متطورا قادرا على حماية البلاد لبنان في مواجهة التحديات الإسرائيلية.

وقال السيد نصر الله إن "همنا أن يُدافع عن لبنان وعزته وقدراته لا أن يترك لمصيره، واليوم ما زال متروكا لمصيره ونأمل أن تتكون إرادة جامعة لتكون لدينا دولة تتفكر في كل شبر من لبنان وبمصير كل لبناني وتبني جيشا قويا".

ولفت السيد حسن نصر الله إلى أن العدو الإسرائيلي حاول الاستفادة من الفرص لشن حرب على المقاومة وبيئتها، وإلى أن الكيان الإسرائيلي لا تزال عينه على أرض لبنان ونفطه، وما زال ينظر إلى حزب الله على انه الخطر الأكبر في المنطقة.

وذكّر الأمين العام لحزب الله بأنه لولا المقاومة لبقيت "إسرائيل" في لبنان، وبأنه لولا انطلاقة المقاومة والصراع الدامي الذي دخله اللبنانيون المقامون مع الاحتلال لما خرجت "إسرائيل" إلى الشريط الحدودي.

وقال السيد حسن نصر الله إن الإدارة الأميركية تسعى مع الإدارة الصهيونية إلى تصفية القضية الفلسطينية "لان لا عالم عربي الآن، ولا عالم إسلامي وكل دولة مشغولة بحالها"، وإن الإسرائيليين والأميركيين يعتبرون أن هناك فرصة لتصفية القضية الفلسطينية وفرض شروط على الفلسطينيين لفرض تسوية تناسبهما، وتساءل "ما الذي يفسر لنا ولكن هذا الاهتمام الأميركي الاستثنائي لحصول تسوية نهائية للقضية الفلسطينية الآن؟ لماذا الآن بالتحديد؟".

وتوجه بالتحية إلى شهداء التفجيرات الأخيرة التي ضربت لبنان في أكثر من منطقة، والى عائلاتهم الشريفة، وتمنى للجرحى الشفاء العاجل، كما توجه بالتحية إلى أرواح القادة الشهداء "إلى أساتذتنا وقادتنا وسيد شهداء المقاومة الإسلامية السيد عباس الموسوي إلى الشيخ راغب حرب إلى الحاج عمدا مغنية، وكذلك إلى كل شهداء الجيش والقوى الأمنية، وشهداء المقاومة، والشهداء الفلسطينيين والسوريين وكل من روت دماؤهم هذه الأرض فكانت لنا هذه الانتصارات".

الأمين العام لحزب الله جدد التأكيد على أن التهديد الثاني بعد الكيان الإسرائيلي الذي يهدد كل دول المنطقة، وهو خطر الإرهاب التكفيري، ورأى أن "التكفير بحد ذاته لا يشكل خطرا وإذا كان الأمر يبقى في الدائرة الفكرية"، واعتبر أن المشكلة في التكفير عندما لا يقبلون هذا الآخر الذي يختلف عقائديا أو سياسيا معهم أو فكريا، بل يذهبون إلى الاستباحة والإلغاء والشطب.

وأكد السيد نصر الله أن هذا الإرهاب التكفيري موجود في كل المنطقة، ويتشكل من مجموعات مسلحة وهذه التيارات تنتهج منطقا الغائي اقصائيا، "وحتى في الدائرة الإسلامية وكل من غير السنة محسوم وكل من عاداهم من السنة هو أيضا في دائرة التكفير"، وأعطى مثالا على هذا الأمر ما يجري بين "داعش" و"النصرة"، حيث قتل أكثر من ألفي قتيل في الاشتباكات بين الطرفين، وقال السيد حسن نصرالله إن "ما يجري في سورية من قتال بين داعش وجبهة النصرة في سورية مشهد يجب التأمل فيه، المرصد السوري يتحدث عن أكثر من ألفي قتيل وعشرات العمليات الانتحارية ضد بعضهم وسيارات مفخخة أرسلوها إلى بلدات بكاملها ولم يرحموا أحدا"، وتابع "لو اختلفوا مع الآخر الذي هو منهم على موضوع سياسي أو مالي أو تنظيمي يسارعون للحكم بالكفر عليه".

وأضاف السيد نصر الله "في الجزائر الجماعات المسلحة فيها ماذا فعلت في الشعب وقتل أمراء بعضها البعض؟"، "لنرى تجربة أفغانستان، الفصائل الأفغانية قاتلت اقوي جيش هو السوفياتي، ثم عند خروجه فبعض الجماعات التي تحمل الفكر التكفيري دخلت في صراع فيما بينها وما قتلته من بعضها لم يفعله الجيش السوفياتي".

السيد حسن نصر الله شدد على أن لبنان هو هدف للجماعات التكفيرية وجزء من مشروعها، وعلى أن هذه الجماعات كانت ستأتي إلى لبنان، واعتبر أن عقيدتهم هي من دعتهم للمجيء إلى لبنان.

وحول تدخل حزب الله في سورية، قال الأمين العام لحزب الله "جرى نقاش في لبنان على ضوء التفجيرات والعمليات الانتحارية، البعض قال ما كانت هذه الأعمال لتكون لولا تدخل حزب الله في سورية، ومن يومها مشوا في هذا المنطق التبريري للعمليات وهذا المنطق سيبقى ولو أصبحنا في حكومة واحدة"، وهنا تساءل الأمين العام "قبل أن نذهب إلى سورية ألم يكن في لبنان حرب فرضها هؤلاء في الشمال وبعض المخيمات واستهدفوا بسيارات مفخخة مناطق مسيحيين والجيش؟، هذه الأمور قبل الأحداث في سورية".

ولفت إلى "المعطيات الجديدة نجد أن أغلبية الدول التي مولت وسهّلت وشجعت وأوصلت المقاتلين الأجانب إلى سوريا، بدأت تتحدث عن خوفها ورعبها من المخاطر الأمنية التي يشكلها انتصار هؤلاء في سوريا وعودتهم إلى الدول وما سيشكلون خطرا على هذه الدول"، مشيراً إلى أن عدداً من الدول أصدرت قوانين تحظر على أبنائها السفر إلى سوريا للمشاركة في القتال مثلا تونس.

وسأل اللبنانيين "لماذا يحق لكل دول العالم والسعودية وتونس وغيرها أن تقلق من وجود شبابها في هذه الجماعات المسلحة في سورية ولا يحق لنا كلبنانيين ونحن جيران سورية وأكلنا وحياتنا ومصيرنا مرتبط بما يجري في سورية، لماذا لا يحق لنا اتخاذ إجراءات وحرب استباقية وسموها ما تريدون؟ ماذا فعلت الحكومة اللبنانية سوى النأي بالنفس أي دس الرأس في التراب".

وتابع السيد حسن "اسأل المسيحيين قبل المسلمين ترون ما يجري في سورية أين كنائسكم وراهباتكم ومطارنتكم؟ إذا تسنت لهذه الجماعات السيطرة على كل المناطق الحدودية، اسأل البعض ماذا فعلتم حتى الآن؟"، "اسأل المسلمين أيضا أليس وضعهم نفس الشيء؟ وما هو وضع الدروز في السويداء؟ إذا انتصرت هذه الجماعات المسلحة هل سيكون هناك مستقبل لتيار المستقبل في لبنان؟ هل سيكون هناك مستقبل للتوجهات غير هذا التوجه في لبنان؟".

وأكد أن الخطر التكفيري يتهدد اللبنانيين جميعا، ولذلك في مواجهة هذا الخطر وهذه المعركة المفتوحة منذ سنوات في أكثر من بلد عربي وذهب ضحيتها عشرات الآلاف بل مئات الآلاف، نحن معنيون بالمواجهة.

وهنا ودعا الناس إلى أن يكون لديهم الناس قناعة "إننا بهذه المعركة سننتصر والمسألة مسألة وقت وما تحتاجه المعركة من عقول وإمكانات واستعداد على المستوى الرسمي والمقاومة والشعبي هو موجود لكن المسألة تحتاج إلى وقت، هذه المعركة مصيرية وافقها أفق انتصار".

وأكد ضرورة العمل على منع تحقيق أي من أهداف العمل التكفيري"ومن أهدافهم القتال الطائفي، الآن خطابهم في سورية ولبنان كله طائفي وهم يريدون فتنة، ويريدون أن نندفع كشيعة عندما تفجر نساؤنا وأطفالنا برد فعل وهذا لم يحصل ولن يحصل، أي رد فعل يخدم الرد الطائفي يخدم هؤلاء التكفيريين، والحفاظ على دماء شهدائنا بالصبر والتحمل وعدم الاندفاع إلى أي فتنة"، مشيداً بالجيش اللبناني ومخابراته وانجازاتهم وخصوصا الانجازات الأخيرة.

وحول تشكيل الحكومة اللبنانية، رفض الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله التسمية بأنها حكومة جامعة، كونها لا تضم جهات وازنة على الساحة اللبنانية، كانت ممثلة في الحكومة السابقة، واعتبر أنها حكومة "مصلحة وطنية" وقال إنها حكومة تسوية.

وشدد السيد نصر الله أن الحزب في خطابه كان دائما يتحدث عن الشراكة، ولم يقل في يوم من الأيام انه يرفض تشكيل حكومة يشارك فيها تيار المستقبل أو القوات أو احد من 14 آذار، "لم نقل يوما إننا نرفض أن يتمثل هؤلاء بالحكومة، لم نقل يوما إننا لا نجلس على طاولة الحكومة أو الحوار مع 14 آذار بل كنا دائما نقول إننا نريد حكومة وحدة وطنية وأننا نريد الحوار ولكن هذا لا يعني أن يفرض احد رأيه على الآخر".

وأكد أن من عطل تشكيل الحكومة لـ 10 أشهر "ليس الحقائب أو المداورة بل من كان يرفض تشكيل حكومة سياسية ودعا إلى تشكيل حكومة حيادية ودعا إلى عزل حزب الله من أي حكومة سياسية".

وأعلن الأمين العام لحزب الله أن من فتح باب هذا الانجاز الوطني هو حركة أمل وحزب الله، وقال "نحن وضعنا قوي ولسنا ضعاف، وظرفنا السياسي الداخلي والإقليمي والدولي أفضل من أي وقت بالسنين الثلاث التي مضت، ولكن الوقت ضيق بالنسبة للاستحقاق الرئاسي، كما أن تشكيل حكومة حيادية سيؤدي إلى مشكل، وبالتشاور بين حزب الله وأمل تنازلنا عن احد الوزراء الشيعة والضمانات التي نرجوها يمكن الحصول عليها بشكل آخر، ونحن من فتحنا الباب وقوبلنا في لحظة إقليمية ودولية بالقبول وهذا شيء يجب أن يكون مدعاة للايجابية، المشكلة الأساسية حلت وبقيت المداورة".

وأعلن السيد نصر الله أن الحزب ذاهب إلى الحكومة ليس بنية عداوات أو خصومات، وأمل بالذهاب إلى حكومة تلاقي وتفاهم وحوار ونقل المشكلة من الشارع وتخفيف حدة الخطاب السياسي والإعلامي في البلد، وأكد أن هذا الأمر من مصلحة الجميع.

وقال إن "الحكومة كما أعلن رئيسها أن أولوياتها تحقيق الاستحقاقات الدستورية وأهمها الاستحقاق الرئاسي ويجب أن نتعاون جميعا لإجرائه وهذا التشكيل يجب أن يدفع الجميع للذهاب وانتخاب رئيس وهذا يشجع أن لا يذهب احد إلى الفراغ بالاستحقاق الرئاسي، ثم نأمل على الحكومة التصدي لكل أنواع الإرهاب ويكون هذا الملف جديا وحقيقيا، ومعالجة الملفات الاقتصادية والاجتماعية".

وتوجه السيد نصر الله إلى الشرفاء في منطقتنا بالقول "إذا أردتم أن تضيع الفرص على إسرائيل وتمنعوا ذهاب المنطقة إلى فتنة أوقفوا الحرب على سورية واخرجوا المقاتلين من سورية، وبالتأكيد يومها لن نبقى نحن في سورية، ويجب جميعا وقف الحرب على سورية حفاظا على لبنان وفلسطين وسورية والأمة".

كما وجه السيد نصر الله تحية كبيرة "تحية إجلال وتقدير للشعب البحريني المظلوم بعد 3 سنوات من انطلاق حركته السلمية الراقية ومواصلته لهذه الحركة رغم القمع والتشويه والاعتقالات من قبل حكومة مفروضة عليه".

  • فريق ماسة
  • 2014-02-15
  • 9650
  • من الأرشيف

السيد نصر الله: إذا أردتم أن تضيع الفرص على إسرائيل أوقفوا الحرب على سورية واخرجوا المقاتلين من سورية وبالتأكيد يومها لن نبقى نحن في سورية

دعا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله اللبنانيين إلى التنبه إلى ما يمثله العدو الإسرائيلي من تهديد ومخاطر على البلاد، وإلى أن يتحملوا مسؤوليتهم الوطنية على كل صعيد، ودعا السيد نصر الله العدو الصهيوني إلى القلق وعدم ارتكاب أي حسابات خاطئة. السيد حسن نصر الله وفي كلمة له في ذكرى القادة الشهداء، أشار إلى أن حزب الله يتمنى أن يأتي اليوم ويصبح الجيش القوة الوحيدة التي تدافع عن لبنان، وجدد دعم الحزب كل ما يمكن أن يقوي الجيش اللبناني عدة وعديدا وسلاحا متطورا قادرا على حماية البلاد لبنان في مواجهة التحديات الإسرائيلية. وقال السيد نصر الله إن "همنا أن يُدافع عن لبنان وعزته وقدراته لا أن يترك لمصيره، واليوم ما زال متروكا لمصيره ونأمل أن تتكون إرادة جامعة لتكون لدينا دولة تتفكر في كل شبر من لبنان وبمصير كل لبناني وتبني جيشا قويا". ولفت السيد حسن نصر الله إلى أن العدو الإسرائيلي حاول الاستفادة من الفرص لشن حرب على المقاومة وبيئتها، وإلى أن الكيان الإسرائيلي لا تزال عينه على أرض لبنان ونفطه، وما زال ينظر إلى حزب الله على انه الخطر الأكبر في المنطقة. وذكّر الأمين العام لحزب الله بأنه لولا المقاومة لبقيت "إسرائيل" في لبنان، وبأنه لولا انطلاقة المقاومة والصراع الدامي الذي دخله اللبنانيون المقامون مع الاحتلال لما خرجت "إسرائيل" إلى الشريط الحدودي. وقال السيد حسن نصر الله إن الإدارة الأميركية تسعى مع الإدارة الصهيونية إلى تصفية القضية الفلسطينية "لان لا عالم عربي الآن، ولا عالم إسلامي وكل دولة مشغولة بحالها"، وإن الإسرائيليين والأميركيين يعتبرون أن هناك فرصة لتصفية القضية الفلسطينية وفرض شروط على الفلسطينيين لفرض تسوية تناسبهما، وتساءل "ما الذي يفسر لنا ولكن هذا الاهتمام الأميركي الاستثنائي لحصول تسوية نهائية للقضية الفلسطينية الآن؟ لماذا الآن بالتحديد؟". وتوجه بالتحية إلى شهداء التفجيرات الأخيرة التي ضربت لبنان في أكثر من منطقة، والى عائلاتهم الشريفة، وتمنى للجرحى الشفاء العاجل، كما توجه بالتحية إلى أرواح القادة الشهداء "إلى أساتذتنا وقادتنا وسيد شهداء المقاومة الإسلامية السيد عباس الموسوي إلى الشيخ راغب حرب إلى الحاج عمدا مغنية، وكذلك إلى كل شهداء الجيش والقوى الأمنية، وشهداء المقاومة، والشهداء الفلسطينيين والسوريين وكل من روت دماؤهم هذه الأرض فكانت لنا هذه الانتصارات". الأمين العام لحزب الله جدد التأكيد على أن التهديد الثاني بعد الكيان الإسرائيلي الذي يهدد كل دول المنطقة، وهو خطر الإرهاب التكفيري، ورأى أن "التكفير بحد ذاته لا يشكل خطرا وإذا كان الأمر يبقى في الدائرة الفكرية"، واعتبر أن المشكلة في التكفير عندما لا يقبلون هذا الآخر الذي يختلف عقائديا أو سياسيا معهم أو فكريا، بل يذهبون إلى الاستباحة والإلغاء والشطب. وأكد السيد نصر الله أن هذا الإرهاب التكفيري موجود في كل المنطقة، ويتشكل من مجموعات مسلحة وهذه التيارات تنتهج منطقا الغائي اقصائيا، "وحتى في الدائرة الإسلامية وكل من غير السنة محسوم وكل من عاداهم من السنة هو أيضا في دائرة التكفير"، وأعطى مثالا على هذا الأمر ما يجري بين "داعش" و"النصرة"، حيث قتل أكثر من ألفي قتيل في الاشتباكات بين الطرفين، وقال السيد حسن نصرالله إن "ما يجري في سورية من قتال بين داعش وجبهة النصرة في سورية مشهد يجب التأمل فيه، المرصد السوري يتحدث عن أكثر من ألفي قتيل وعشرات العمليات الانتحارية ضد بعضهم وسيارات مفخخة أرسلوها إلى بلدات بكاملها ولم يرحموا أحدا"، وتابع "لو اختلفوا مع الآخر الذي هو منهم على موضوع سياسي أو مالي أو تنظيمي يسارعون للحكم بالكفر عليه". وأضاف السيد نصر الله "في الجزائر الجماعات المسلحة فيها ماذا فعلت في الشعب وقتل أمراء بعضها البعض؟"، "لنرى تجربة أفغانستان، الفصائل الأفغانية قاتلت اقوي جيش هو السوفياتي، ثم عند خروجه فبعض الجماعات التي تحمل الفكر التكفيري دخلت في صراع فيما بينها وما قتلته من بعضها لم يفعله الجيش السوفياتي". السيد حسن نصر الله شدد على أن لبنان هو هدف للجماعات التكفيرية وجزء من مشروعها، وعلى أن هذه الجماعات كانت ستأتي إلى لبنان، واعتبر أن عقيدتهم هي من دعتهم للمجيء إلى لبنان. وحول تدخل حزب الله في سورية، قال الأمين العام لحزب الله "جرى نقاش في لبنان على ضوء التفجيرات والعمليات الانتحارية، البعض قال ما كانت هذه الأعمال لتكون لولا تدخل حزب الله في سورية، ومن يومها مشوا في هذا المنطق التبريري للعمليات وهذا المنطق سيبقى ولو أصبحنا في حكومة واحدة"، وهنا تساءل الأمين العام "قبل أن نذهب إلى سورية ألم يكن في لبنان حرب فرضها هؤلاء في الشمال وبعض المخيمات واستهدفوا بسيارات مفخخة مناطق مسيحيين والجيش؟، هذه الأمور قبل الأحداث في سورية". ولفت إلى "المعطيات الجديدة نجد أن أغلبية الدول التي مولت وسهّلت وشجعت وأوصلت المقاتلين الأجانب إلى سوريا، بدأت تتحدث عن خوفها ورعبها من المخاطر الأمنية التي يشكلها انتصار هؤلاء في سوريا وعودتهم إلى الدول وما سيشكلون خطرا على هذه الدول"، مشيراً إلى أن عدداً من الدول أصدرت قوانين تحظر على أبنائها السفر إلى سوريا للمشاركة في القتال مثلا تونس. وسأل اللبنانيين "لماذا يحق لكل دول العالم والسعودية وتونس وغيرها أن تقلق من وجود شبابها في هذه الجماعات المسلحة في سورية ولا يحق لنا كلبنانيين ونحن جيران سورية وأكلنا وحياتنا ومصيرنا مرتبط بما يجري في سورية، لماذا لا يحق لنا اتخاذ إجراءات وحرب استباقية وسموها ما تريدون؟ ماذا فعلت الحكومة اللبنانية سوى النأي بالنفس أي دس الرأس في التراب". وتابع السيد حسن "اسأل المسيحيين قبل المسلمين ترون ما يجري في سورية أين كنائسكم وراهباتكم ومطارنتكم؟ إذا تسنت لهذه الجماعات السيطرة على كل المناطق الحدودية، اسأل البعض ماذا فعلتم حتى الآن؟"، "اسأل المسلمين أيضا أليس وضعهم نفس الشيء؟ وما هو وضع الدروز في السويداء؟ إذا انتصرت هذه الجماعات المسلحة هل سيكون هناك مستقبل لتيار المستقبل في لبنان؟ هل سيكون هناك مستقبل للتوجهات غير هذا التوجه في لبنان؟". وأكد أن الخطر التكفيري يتهدد اللبنانيين جميعا، ولذلك في مواجهة هذا الخطر وهذه المعركة المفتوحة منذ سنوات في أكثر من بلد عربي وذهب ضحيتها عشرات الآلاف بل مئات الآلاف، نحن معنيون بالمواجهة. وهنا ودعا الناس إلى أن يكون لديهم الناس قناعة "إننا بهذه المعركة سننتصر والمسألة مسألة وقت وما تحتاجه المعركة من عقول وإمكانات واستعداد على المستوى الرسمي والمقاومة والشعبي هو موجود لكن المسألة تحتاج إلى وقت، هذه المعركة مصيرية وافقها أفق انتصار". وأكد ضرورة العمل على منع تحقيق أي من أهداف العمل التكفيري"ومن أهدافهم القتال الطائفي، الآن خطابهم في سورية ولبنان كله طائفي وهم يريدون فتنة، ويريدون أن نندفع كشيعة عندما تفجر نساؤنا وأطفالنا برد فعل وهذا لم يحصل ولن يحصل، أي رد فعل يخدم الرد الطائفي يخدم هؤلاء التكفيريين، والحفاظ على دماء شهدائنا بالصبر والتحمل وعدم الاندفاع إلى أي فتنة"، مشيداً بالجيش اللبناني ومخابراته وانجازاتهم وخصوصا الانجازات الأخيرة. وحول تشكيل الحكومة اللبنانية، رفض الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله التسمية بأنها حكومة جامعة، كونها لا تضم جهات وازنة على الساحة اللبنانية، كانت ممثلة في الحكومة السابقة، واعتبر أنها حكومة "مصلحة وطنية" وقال إنها حكومة تسوية. وشدد السيد نصر الله أن الحزب في خطابه كان دائما يتحدث عن الشراكة، ولم يقل في يوم من الأيام انه يرفض تشكيل حكومة يشارك فيها تيار المستقبل أو القوات أو احد من 14 آذار، "لم نقل يوما إننا نرفض أن يتمثل هؤلاء بالحكومة، لم نقل يوما إننا لا نجلس على طاولة الحكومة أو الحوار مع 14 آذار بل كنا دائما نقول إننا نريد حكومة وحدة وطنية وأننا نريد الحوار ولكن هذا لا يعني أن يفرض احد رأيه على الآخر". وأكد أن من عطل تشكيل الحكومة لـ 10 أشهر "ليس الحقائب أو المداورة بل من كان يرفض تشكيل حكومة سياسية ودعا إلى تشكيل حكومة حيادية ودعا إلى عزل حزب الله من أي حكومة سياسية". وأعلن الأمين العام لحزب الله أن من فتح باب هذا الانجاز الوطني هو حركة أمل وحزب الله، وقال "نحن وضعنا قوي ولسنا ضعاف، وظرفنا السياسي الداخلي والإقليمي والدولي أفضل من أي وقت بالسنين الثلاث التي مضت، ولكن الوقت ضيق بالنسبة للاستحقاق الرئاسي، كما أن تشكيل حكومة حيادية سيؤدي إلى مشكل، وبالتشاور بين حزب الله وأمل تنازلنا عن احد الوزراء الشيعة والضمانات التي نرجوها يمكن الحصول عليها بشكل آخر، ونحن من فتحنا الباب وقوبلنا في لحظة إقليمية ودولية بالقبول وهذا شيء يجب أن يكون مدعاة للايجابية، المشكلة الأساسية حلت وبقيت المداورة". وأعلن السيد نصر الله أن الحزب ذاهب إلى الحكومة ليس بنية عداوات أو خصومات، وأمل بالذهاب إلى حكومة تلاقي وتفاهم وحوار ونقل المشكلة من الشارع وتخفيف حدة الخطاب السياسي والإعلامي في البلد، وأكد أن هذا الأمر من مصلحة الجميع. وقال إن "الحكومة كما أعلن رئيسها أن أولوياتها تحقيق الاستحقاقات الدستورية وأهمها الاستحقاق الرئاسي ويجب أن نتعاون جميعا لإجرائه وهذا التشكيل يجب أن يدفع الجميع للذهاب وانتخاب رئيس وهذا يشجع أن لا يذهب احد إلى الفراغ بالاستحقاق الرئاسي، ثم نأمل على الحكومة التصدي لكل أنواع الإرهاب ويكون هذا الملف جديا وحقيقيا، ومعالجة الملفات الاقتصادية والاجتماعية". وتوجه السيد نصر الله إلى الشرفاء في منطقتنا بالقول "إذا أردتم أن تضيع الفرص على إسرائيل وتمنعوا ذهاب المنطقة إلى فتنة أوقفوا الحرب على سورية واخرجوا المقاتلين من سورية، وبالتأكيد يومها لن نبقى نحن في سورية، ويجب جميعا وقف الحرب على سورية حفاظا على لبنان وفلسطين وسورية والأمة". كما وجه السيد نصر الله تحية كبيرة "تحية إجلال وتقدير للشعب البحريني المظلوم بعد 3 سنوات من انطلاق حركته السلمية الراقية ومواصلته لهذه الحركة رغم القمع والتشويه والاعتقالات من قبل حكومة مفروضة عليه".

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة