رغم الإهمال الحكومي له، إلا أن “سوق الغزل” في بغداد، والذي يعد من أشهر الأسواق العراقية التي يباع فيها مختلف أنواع الطيور وبعض الحيوانات المفترسة والأليفة، شهد انتعاشة في السنوات الأخيرة، بحسب تجار ورواد للسوق.

السوق الذي استمد اسمه من “الغزول الصوفية (ألياف مستمدة من شعر بعض الحيوانات كالخراف)” التي كان يشتهر بها، يقع في الشارع الجمهوري في منطقة الرصافة (شرقي بغداد)، وبالقرب من جامع الخلفاء (بناه الخليفة العباسي علي المكتفي بالله)، حيث يقام السوق في شوارع ضيقة وأزقة قديمة، فيما يتمتع أصحاب المحال الموجودة بالسوق بباع طويل في هذا المجال.

ويعود تاريخ السوق إلى العصر العباسي، وبالتحديد في عهد الخليفة المستنصر بالله (حكم في بغداد بين عامي 1226 و1242م)، ورغم اختفاء الغزول الصوفية إلا أنه مازال يحمل اسم “سوق الغزل”.

ويتوافد العراقيون إلى السوق في أيام العطلات والجمع، وينتعش بتوافد رواده، وتسمع فيه أصوات الباعة التي تختلط بأصوات الحيوانات التي يبيعونها والموضوعة داخل الأقفاص أو المحوطة بالسياج، والتي تختلف أنواعها ما بين المفترسة والأليفة، وكذلك الأسماك والطيور والزواحف والقطط وغيرها.

أحمد جنبر صاحب أحد المحال، قال في حديثه لوكالة الأناضول: “أعمل مع والدي منذ 19 سنة، حيث توفي والدي وأنا توارثت عنه المحل وهو مصدر رزقي الوحيد، وكان والدي قد توارث عن أبيه هذا المحل وكذلك أجدادي منذ القدم تمركزوا في هذا السوق بما يزيد على مائتي سنة”.

فيما قال سكران حسن محمود، أحد أصحاب المحال، إن “الإقبال على السوق يزداد بدافع الرغبة لدى مرتاديه في تربية الحيوانات”.

 وفي حديثه لوكالة الأناضول، أضاف أن “السوق بدأ بالانتعاش الاقتصادي بعدما سمحت الدولة للتجار باستيراد الحيوانات من الدول المجاورة خاصة إيران والإمارات العربية المتحدة وغيرهما، بخلاف ما كان خلال حكم صدام حسين (الرئيس الراحل، حكم من يوليو/ تموز 1979 – أبريل/ نيسان 2003) حيث كان لا يسمح باستيراد الحيوانات من الخارج”.

ويشتكي أصحاب المحال من سوء الخدمات في السوق، فقد طالب رعد حسن محمود، صاحب محل، الحكومة بالاهتمام بالسوق كونه سوقا تاريخيا حيويا يتوارثه الأجيال، وقال في حديثه لوكالة الأناضول: “نطالب المسؤولين بالعاصمة (بغداد) أوالحكومة بالاهتمام بهذا السوق من الناحية الخدمية من الأرصفة والشوارع حيث يغرق السوق في أيام الأمطار، كما نطلب منهم رفع الأنقاض”.

من جانبه، قال نزير عجام، أحد مرتادي السوق، في حديثه لوكالة الأناضول، إن “الدولة لم توفر مكانا لوقوف السيارات بالقرب من السوق، وهذا ما يخلق صعوبة في التنقل، وبالتالي يقلل عدد الزائرين لهذا السوق”.

كما يشكو أصحاب المحال في السوق من مضايقات من قبل موظفي الحكومة للتقيد بأوقات معينة لفتح المحلات التي قال أحد أصحابها ويدعى رياض حسان: “نطالب موظفي البلديات الحكومية أن يتركونا وشأننا، لنحصل على رزقنا ونكسب قوتنا من بيع هذه الحيوانات دون إجبارنا على إغلاق محلاتنا وفق أنظمتهم، فنحن أدرى بالوقت المناسب للبيع″.

ويلتقط أطراف الحديث منه حسن عكال، أحد أصحاب المحلات بالسوق، ليقول لوكالة الأناضول: “القوات الأمنية خوفًا على المواطن وحرصًا على حياته، تقوم بإغلاق السوق في الساعة العاشرة أو الحادية عشرة صباحًا (7 أو8 تغ)، قبل صلاة الجمعة وذلك لوجود الصلاة في جامع الخلفاء القريب من السوق، لكن بالرغم من ذلك نطالب القوات الأمنية ألا يجبرونا على إغلاق المحلات ما قبل صلاة الجمعة وأن يتركوها اختياريًا لنا”.(
  • فريق ماسة
  • 2014-02-03
  • 4697
  • من الأرشيف

سوق “الغزل” التاريخي في بغداد.. ينتعش رغم الإهمال الحكومي له

 رغم الإهمال الحكومي له، إلا أن “سوق الغزل” في بغداد، والذي يعد من أشهر الأسواق العراقية التي يباع فيها مختلف أنواع الطيور وبعض الحيوانات المفترسة والأليفة، شهد انتعاشة في السنوات الأخيرة، بحسب تجار ورواد للسوق. السوق الذي استمد اسمه من “الغزول الصوفية (ألياف مستمدة من شعر بعض الحيوانات كالخراف)” التي كان يشتهر بها، يقع في الشارع الجمهوري في منطقة الرصافة (شرقي بغداد)، وبالقرب من جامع الخلفاء (بناه الخليفة العباسي علي المكتفي بالله)، حيث يقام السوق في شوارع ضيقة وأزقة قديمة، فيما يتمتع أصحاب المحال الموجودة بالسوق بباع طويل في هذا المجال. ويعود تاريخ السوق إلى العصر العباسي، وبالتحديد في عهد الخليفة المستنصر بالله (حكم في بغداد بين عامي 1226 و1242م)، ورغم اختفاء الغزول الصوفية إلا أنه مازال يحمل اسم “سوق الغزل”. ويتوافد العراقيون إلى السوق في أيام العطلات والجمع، وينتعش بتوافد رواده، وتسمع فيه أصوات الباعة التي تختلط بأصوات الحيوانات التي يبيعونها والموضوعة داخل الأقفاص أو المحوطة بالسياج، والتي تختلف أنواعها ما بين المفترسة والأليفة، وكذلك الأسماك والطيور والزواحف والقطط وغيرها. أحمد جنبر صاحب أحد المحال، قال في حديثه لوكالة الأناضول: “أعمل مع والدي منذ 19 سنة، حيث توفي والدي وأنا توارثت عنه المحل وهو مصدر رزقي الوحيد، وكان والدي قد توارث عن أبيه هذا المحل وكذلك أجدادي منذ القدم تمركزوا في هذا السوق بما يزيد على مائتي سنة”. فيما قال سكران حسن محمود، أحد أصحاب المحال، إن “الإقبال على السوق يزداد بدافع الرغبة لدى مرتاديه في تربية الحيوانات”.  وفي حديثه لوكالة الأناضول، أضاف أن “السوق بدأ بالانتعاش الاقتصادي بعدما سمحت الدولة للتجار باستيراد الحيوانات من الدول المجاورة خاصة إيران والإمارات العربية المتحدة وغيرهما، بخلاف ما كان خلال حكم صدام حسين (الرئيس الراحل، حكم من يوليو/ تموز 1979 – أبريل/ نيسان 2003) حيث كان لا يسمح باستيراد الحيوانات من الخارج”. ويشتكي أصحاب المحال من سوء الخدمات في السوق، فقد طالب رعد حسن محمود، صاحب محل، الحكومة بالاهتمام بالسوق كونه سوقا تاريخيا حيويا يتوارثه الأجيال، وقال في حديثه لوكالة الأناضول: “نطالب المسؤولين بالعاصمة (بغداد) أوالحكومة بالاهتمام بهذا السوق من الناحية الخدمية من الأرصفة والشوارع حيث يغرق السوق في أيام الأمطار، كما نطلب منهم رفع الأنقاض”. من جانبه، قال نزير عجام، أحد مرتادي السوق، في حديثه لوكالة الأناضول، إن “الدولة لم توفر مكانا لوقوف السيارات بالقرب من السوق، وهذا ما يخلق صعوبة في التنقل، وبالتالي يقلل عدد الزائرين لهذا السوق”. كما يشكو أصحاب المحال في السوق من مضايقات من قبل موظفي الحكومة للتقيد بأوقات معينة لفتح المحلات التي قال أحد أصحابها ويدعى رياض حسان: “نطالب موظفي البلديات الحكومية أن يتركونا وشأننا، لنحصل على رزقنا ونكسب قوتنا من بيع هذه الحيوانات دون إجبارنا على إغلاق محلاتنا وفق أنظمتهم، فنحن أدرى بالوقت المناسب للبيع″. ويلتقط أطراف الحديث منه حسن عكال، أحد أصحاب المحلات بالسوق، ليقول لوكالة الأناضول: “القوات الأمنية خوفًا على المواطن وحرصًا على حياته، تقوم بإغلاق السوق في الساعة العاشرة أو الحادية عشرة صباحًا (7 أو8 تغ)، قبل صلاة الجمعة وذلك لوجود الصلاة في جامع الخلفاء القريب من السوق، لكن بالرغم من ذلك نطالب القوات الأمنية ألا يجبرونا على إغلاق المحلات ما قبل صلاة الجمعة وأن يتركوها اختياريًا لنا”.(

المصدر : ـ عارف يوسف ـ


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة