آثار المعارك ليست كبيرة على الطريق المؤدي إلى الدير. بعض الصخور المفتتة على الطريق أو أعشاب محترقة إلا أنه حين تطأ قدمك أرض الدير تلسعك نسمة هواء برد قارس يرافقها ذهولٌ لحجم التخريب من زجاج مكسور وإصابات متعددة في سقف الدير إثر القذائف التي حاول المسلّحون أن يسقطوا فيها التمثال البرونزي للسيد المسيح. «خطوة تعرّض حياتك للخطر فالقنص شغال»، يقول أحد العسكريين. يتشاور اثنان في الزاوية حول مجريات ليلة أمس، لأنه لا يمكن أن يمرّ ليلٌ هادئ على الدير.

يعيد المؤرخون ميلاد دير الشيروبيم (وتعني الملائكة) إلى القرن الثالث ميلادي بسبب المغاور المحفورة في باطن الجبل، ويظهر بعضها خلال التوجّه إلى أعلى الدير، والتي كان يلجأ إليها المسيحيون هرباً من اضطهاد الوثنيين. وفي العام 529، بنيت فيه أول صروح العبادة التي تحوّلت أنقاضاً مع مرور الزمن. ويعود الذكر الأوّل والأقدم لهذا الدير إلى الأديب العربي شهاب الدين العمري في القرن الرابع عشر حيث يقول إن «هذا الدير بناه البيزنطيون ويصف بناءه المتكون من الحجر الكلسي وهندسته».

في العام 1737، وجد الاسقف الإنكليزي ريتشارد بوكوك راهباً واحداً في الدير، وكتب قائلاً: إن «دير الشيروبيم كان مأهولاً وفيه راهب واحد وكنيسة في حالة جيّدة لا تزال صالحة لإقامة الصلوات». في العام 1982 في عهد البطريرك أغناطيوس الرابع، أعيد بناء الدير الذي شيد على أعلى قمم جبل القلمون مع المحافظة على التصميم والهندسة الأصليين.

من دمشق إلى دير الشيروبيم (8 كلم)، تحتاج الرحلة إلى حوالي ساعة ونصف الساعة في ظل وجود عدد كبير من حواجز التفتيش والتدقيق وخاصة في المناطق التي كانت تحت سيطرة المسلّحين كالتل. على الطريق من حاجز منطقة صيدنايا (قرب مطعم الجنّة) إلى دير الشيروبيم، لا يمكن التوقف للحظة. تسير السيارة بنا لنتخطى المنطقة المأهولة بالسكان باتجاه الدير وسط الجبال الشاسعة بسرعة كبيرة، في ظل وجود قنّاصين، حتى نصل إلى دير الشيروبيم الشامخ على علو 2130 متراً حيث دارت معركة صيدنايا الأخيرة فجر 14 كانون الثاني الماضي. من الدير يمكن مشاهدة غالبية منطقة القلمون وصولاً إلى السفوح المشتركة مع لبنان.

ليست المرة الأولى التي يتعرّض فيها الدير لهجوم، فمنذ حوالي العام تعرّض الدير لسقوط قذائف هاون بالإضافة إلى محاولات تسلل ليكون الهجوم الأخير هو الرابع.

يكتسب الدير، إضافة إلى قيمته الدينية، قيمة إستراتيجية وعسكرية كبيرة تساعد في السيطرة على السهل المحيط وقطع إمدادات الأسلحة ومحاصرة صيدنايا البلدة ومعرونة والمعرة ما يؤدي إلى الاستحواذ على الطريق من يبرود إلى رنكوس إلى التل، وهو ما يكسب المسيطر على هذه المناطق نقاطا إستراتيجية في منطقة القلمون.

يؤكد مصدر عسكري في منطقة صيدنايا أن «الجيش السوري ورجال الدفاع الوطني يقاتلون باستماتة أولاً لأن الحرب هي ضد التكفيريين ودفاعاً عن وطنهم وأرضهم وكرامتهم». ويضيف: «الدير أو الموت. والأيقونات التي فيه بمثابة شرف لنا. وقد استشهد ستة عسكريين في الهجوم الأخير»، ويضيف بحسرة «تصوري يذبحني غريبٌ على أرضي»، مشيراً إلى أن المسلح يمكن القضاء عليه إلا أن المعركة الأخطر هي المعركة مع التكفير الذي يجتاح سوريا.

ويتابع: «معركة دير الشيروبيم تأتي في إطار توجيه رسالة ومحاولة لكسب ميداني بهدف الضغط على الوفد الرسمي السوري أثناء المفاوضات في جنيف».

ويكشف قائد عملية دير الشيروبيم لـ «السفير»، أن «الهجوم ارتكز على 3 مجموعات: قوة الاقتحام (قسمت إلى مجموعتين الأولى مهمتها القيام بعملية التفاف من الجهة الجنوبية الغربية ومهاجمة المسلحين أما القوة الثانية فالهدف منها قطع طريق الإمداد والإسعاف من جهة رنكوس)، قوة تغطية، وقوة دعم».

ويروي أن «المعركة بدأت عند الساعة 3:30 فجراً عبر هجوم مباغت نفّذه الإرهابيون في الضباب على إحدى النقاط العسكرية المحيطة حيث قتل 3 عسكريين واستمرّ القتال حتى الساعة 5:15، حيث وصل المسلّحون إلى أسوار الدير وهناك كانت مقبرتهم»، مشيراً إلى أنه «عند الساعة 7:45 صباحاً حاول بعض المسلّحين الهرب إلى أن سقط آخرهم عند الساعة 8:35 ليتعرّض من بعدها الدير لإطلاق نار هائل حتى الساعة 10 فيتحوّل متقطعاً لغاية الساعة 11 حيث كانت القوات السورية تقوم بالرد على مصادر النيران».

ويؤكد أحد القادة الميدانيين أنه منذ الهجوم الأخير يتعرّض الدير إلى سقوط قذائف هاون ومحاولات تسلّل بشكل يومي، مشيراً إلى أن «القوات المدافعة عن البلدة تقوم بتوجيه ضربات متفرّقة لأن وجود المدنيين في المنطقة يمنع تنفيذ عملية نوعية شاملة في المنطقة كما يحصل في عدرا حيث يستخدم المسلّحون الأطفال والنساء دروعاً بشرية».

ويشير أحد المشاركين في الاشتباكات في الشيروبيم الى أن من بين ما يحمله المسلّحون، قوارير عطر، ومسواك لتنظيف الأسنان، بالإضافة إلى ثياب داخلية نسائية.. أما من الناحية العسكرية فكان لدى هؤلاء أجهزة اتصال وقنابل ورشاشات فضلاً عن أن كلاً منهم يحمل سكيناً وبالإضافة إلى ذلك لحماً نيئاً (في حال الإصابة الكبيرة توضع قطعة اللحم على الإصابة فيطيب الجرح بشكل سريع)، مشيراً إلى أن المسلّحين يحرقون جثث قتلاهم في الجبال كي لا يتم التعرّف على هويتهم وكي لا يضطروا إلى نقلهم في ظل صعوبة التحرك مع وجود نقاط مراقبة كثيرة للقوات السورية في المنطقة.

ويشير أحد المشاركين في المعارك الضارية إلى أن المسلّحين كانوا يصوّرون العملية وقد خرجت إحدى الفضائيات «مبشّرة» باقتحام دير الشيروبيم وسقوط صيدنايا.

على صعيد متصل، يعتبر مصدر عسكري في صيدنايا، تنقّل بين عدد من المناطق الساخنة في سوريا، أن المسلّحين في سوريا ينقسمون إلى 4 مجموعات: مسلّحون على الحدود وهم من يستفيدون من التهريب، مسلّحون بفكر جهادي، مسلّحون مطلوبون للقضاء والعدالة، ومسلّحون ممن أجبرهم المسلّحون على الانخراط في صفوفهم تحت طائلة التهديد.

ويجزم بأن الأمور تتجه إلى الإيجابية وأكبر دليل على ذلك التظاهرات التي انطلقت مؤخراً في عدد من المدن السورية ضد المسلحين، فالمشاركون قد لا يكونون موالين للنظام إلا أنهم اولا يرفضون وجود غرباء على أرضهم كما يرفضون ممارسات هؤلاء التي تظهر يومياً إبداعاً في القتل والاغتصاب والممارسات المشينة بحق الإنسان والأخلاق والدين، مشدداً على أن «الفكر التكفيري يضرب المذهب السلمي، وهو أول المذاهب، قبل أن يتحوّل إلى ضرب عمق الأديان». ويختم قائلاً: «نحن نقاتل عن شرفنا وعرضنا وحقيقة أدياننا وحضارتنا ومستقبلنا ومستقبل أبنائنا».

من جهته، يؤكد مصدر متابع للمعارك في صيدنايا أن «63 جثة أحصيت حتى اليوم (وهي من الدول التالية: سوريا، فرنسا، الكويت، السعودية، أفغانستان...)، مشيراً إلى أن مفاوضات تجري على 18 جثة منها.

ينتظر أهالي المنطقة وحتى المقاتلون من رجال الدفاع الوطني والجيش السوري عودة المسلحين ليقوموا بهجوم كبير لأربعة أسباب: أولاً لأهمية الموقع من الناحية الإستراتيجية والعسكرية، ثانياً لرمزية المكان الدينية ورداً لاعتبارهم بعد الهزيمة التي لحقت بهم في هذه المعركة، بالإضافة إلى السبب الرابع والأساسي وهو أن الممولين لهذه المجموعة هددوا بقطع «المعونات» عنها في حال لم تحقق «نصراً أو على الأقل اختراقاً»، ينقل مصدر في عسكري في صيدنايا عن وجهاء المناطق التي يتواجد فيها المسلّحون.

«وحوش الفجر» يستمرّون في محاولة انتهاك دير الشيروبيم، الذي يحتضن ثاني أكبر تمثال للسيد المسيح في العالم والأول في المنطقة (تم نصبه خلال العام الماضي)، إلا أنهم يسقطون بنيران «حراس الدير»، المنتمين إلى طوائف مختلفة (وهو ما تؤكده أسماؤهم). وتمثال المسيح فوق الجبل، حامل شعار «جئت لأخلص العالم»، يخلّص المنطقة من غرباء عنها وعن سوريا.

  • فريق ماسة
  • 2014-02-03
  • 4869
  • من الأرشيف

لا ليلة هادئة .. وترقب لهجوم «الغرباء» على أعلى قمم القلمون

آثار المعارك ليست كبيرة على الطريق المؤدي إلى الدير. بعض الصخور المفتتة على الطريق أو أعشاب محترقة إلا أنه حين تطأ قدمك أرض الدير تلسعك نسمة هواء برد قارس يرافقها ذهولٌ لحجم التخريب من زجاج مكسور وإصابات متعددة في سقف الدير إثر القذائف التي حاول المسلّحون أن يسقطوا فيها التمثال البرونزي للسيد المسيح. «خطوة تعرّض حياتك للخطر فالقنص شغال»، يقول أحد العسكريين. يتشاور اثنان في الزاوية حول مجريات ليلة أمس، لأنه لا يمكن أن يمرّ ليلٌ هادئ على الدير. يعيد المؤرخون ميلاد دير الشيروبيم (وتعني الملائكة) إلى القرن الثالث ميلادي بسبب المغاور المحفورة في باطن الجبل، ويظهر بعضها خلال التوجّه إلى أعلى الدير، والتي كان يلجأ إليها المسيحيون هرباً من اضطهاد الوثنيين. وفي العام 529، بنيت فيه أول صروح العبادة التي تحوّلت أنقاضاً مع مرور الزمن. ويعود الذكر الأوّل والأقدم لهذا الدير إلى الأديب العربي شهاب الدين العمري في القرن الرابع عشر حيث يقول إن «هذا الدير بناه البيزنطيون ويصف بناءه المتكون من الحجر الكلسي وهندسته». في العام 1737، وجد الاسقف الإنكليزي ريتشارد بوكوك راهباً واحداً في الدير، وكتب قائلاً: إن «دير الشيروبيم كان مأهولاً وفيه راهب واحد وكنيسة في حالة جيّدة لا تزال صالحة لإقامة الصلوات». في العام 1982 في عهد البطريرك أغناطيوس الرابع، أعيد بناء الدير الذي شيد على أعلى قمم جبل القلمون مع المحافظة على التصميم والهندسة الأصليين. من دمشق إلى دير الشيروبيم (8 كلم)، تحتاج الرحلة إلى حوالي ساعة ونصف الساعة في ظل وجود عدد كبير من حواجز التفتيش والتدقيق وخاصة في المناطق التي كانت تحت سيطرة المسلّحين كالتل. على الطريق من حاجز منطقة صيدنايا (قرب مطعم الجنّة) إلى دير الشيروبيم، لا يمكن التوقف للحظة. تسير السيارة بنا لنتخطى المنطقة المأهولة بالسكان باتجاه الدير وسط الجبال الشاسعة بسرعة كبيرة، في ظل وجود قنّاصين، حتى نصل إلى دير الشيروبيم الشامخ على علو 2130 متراً حيث دارت معركة صيدنايا الأخيرة فجر 14 كانون الثاني الماضي. من الدير يمكن مشاهدة غالبية منطقة القلمون وصولاً إلى السفوح المشتركة مع لبنان. ليست المرة الأولى التي يتعرّض فيها الدير لهجوم، فمنذ حوالي العام تعرّض الدير لسقوط قذائف هاون بالإضافة إلى محاولات تسلل ليكون الهجوم الأخير هو الرابع. يكتسب الدير، إضافة إلى قيمته الدينية، قيمة إستراتيجية وعسكرية كبيرة تساعد في السيطرة على السهل المحيط وقطع إمدادات الأسلحة ومحاصرة صيدنايا البلدة ومعرونة والمعرة ما يؤدي إلى الاستحواذ على الطريق من يبرود إلى رنكوس إلى التل، وهو ما يكسب المسيطر على هذه المناطق نقاطا إستراتيجية في منطقة القلمون. يؤكد مصدر عسكري في منطقة صيدنايا أن «الجيش السوري ورجال الدفاع الوطني يقاتلون باستماتة أولاً لأن الحرب هي ضد التكفيريين ودفاعاً عن وطنهم وأرضهم وكرامتهم». ويضيف: «الدير أو الموت. والأيقونات التي فيه بمثابة شرف لنا. وقد استشهد ستة عسكريين في الهجوم الأخير»، ويضيف بحسرة «تصوري يذبحني غريبٌ على أرضي»، مشيراً إلى أن المسلح يمكن القضاء عليه إلا أن المعركة الأخطر هي المعركة مع التكفير الذي يجتاح سوريا. ويتابع: «معركة دير الشيروبيم تأتي في إطار توجيه رسالة ومحاولة لكسب ميداني بهدف الضغط على الوفد الرسمي السوري أثناء المفاوضات في جنيف». ويكشف قائد عملية دير الشيروبيم لـ «السفير»، أن «الهجوم ارتكز على 3 مجموعات: قوة الاقتحام (قسمت إلى مجموعتين الأولى مهمتها القيام بعملية التفاف من الجهة الجنوبية الغربية ومهاجمة المسلحين أما القوة الثانية فالهدف منها قطع طريق الإمداد والإسعاف من جهة رنكوس)، قوة تغطية، وقوة دعم». ويروي أن «المعركة بدأت عند الساعة 3:30 فجراً عبر هجوم مباغت نفّذه الإرهابيون في الضباب على إحدى النقاط العسكرية المحيطة حيث قتل 3 عسكريين واستمرّ القتال حتى الساعة 5:15، حيث وصل المسلّحون إلى أسوار الدير وهناك كانت مقبرتهم»، مشيراً إلى أنه «عند الساعة 7:45 صباحاً حاول بعض المسلّحين الهرب إلى أن سقط آخرهم عند الساعة 8:35 ليتعرّض من بعدها الدير لإطلاق نار هائل حتى الساعة 10 فيتحوّل متقطعاً لغاية الساعة 11 حيث كانت القوات السورية تقوم بالرد على مصادر النيران». ويؤكد أحد القادة الميدانيين أنه منذ الهجوم الأخير يتعرّض الدير إلى سقوط قذائف هاون ومحاولات تسلّل بشكل يومي، مشيراً إلى أن «القوات المدافعة عن البلدة تقوم بتوجيه ضربات متفرّقة لأن وجود المدنيين في المنطقة يمنع تنفيذ عملية نوعية شاملة في المنطقة كما يحصل في عدرا حيث يستخدم المسلّحون الأطفال والنساء دروعاً بشرية». ويشير أحد المشاركين في الاشتباكات في الشيروبيم الى أن من بين ما يحمله المسلّحون، قوارير عطر، ومسواك لتنظيف الأسنان، بالإضافة إلى ثياب داخلية نسائية.. أما من الناحية العسكرية فكان لدى هؤلاء أجهزة اتصال وقنابل ورشاشات فضلاً عن أن كلاً منهم يحمل سكيناً وبالإضافة إلى ذلك لحماً نيئاً (في حال الإصابة الكبيرة توضع قطعة اللحم على الإصابة فيطيب الجرح بشكل سريع)، مشيراً إلى أن المسلّحين يحرقون جثث قتلاهم في الجبال كي لا يتم التعرّف على هويتهم وكي لا يضطروا إلى نقلهم في ظل صعوبة التحرك مع وجود نقاط مراقبة كثيرة للقوات السورية في المنطقة. ويشير أحد المشاركين في المعارك الضارية إلى أن المسلّحين كانوا يصوّرون العملية وقد خرجت إحدى الفضائيات «مبشّرة» باقتحام دير الشيروبيم وسقوط صيدنايا. على صعيد متصل، يعتبر مصدر عسكري في صيدنايا، تنقّل بين عدد من المناطق الساخنة في سوريا، أن المسلّحين في سوريا ينقسمون إلى 4 مجموعات: مسلّحون على الحدود وهم من يستفيدون من التهريب، مسلّحون بفكر جهادي، مسلّحون مطلوبون للقضاء والعدالة، ومسلّحون ممن أجبرهم المسلّحون على الانخراط في صفوفهم تحت طائلة التهديد. ويجزم بأن الأمور تتجه إلى الإيجابية وأكبر دليل على ذلك التظاهرات التي انطلقت مؤخراً في عدد من المدن السورية ضد المسلحين، فالمشاركون قد لا يكونون موالين للنظام إلا أنهم اولا يرفضون وجود غرباء على أرضهم كما يرفضون ممارسات هؤلاء التي تظهر يومياً إبداعاً في القتل والاغتصاب والممارسات المشينة بحق الإنسان والأخلاق والدين، مشدداً على أن «الفكر التكفيري يضرب المذهب السلمي، وهو أول المذاهب، قبل أن يتحوّل إلى ضرب عمق الأديان». ويختم قائلاً: «نحن نقاتل عن شرفنا وعرضنا وحقيقة أدياننا وحضارتنا ومستقبلنا ومستقبل أبنائنا». من جهته، يؤكد مصدر متابع للمعارك في صيدنايا أن «63 جثة أحصيت حتى اليوم (وهي من الدول التالية: سوريا، فرنسا، الكويت، السعودية، أفغانستان...)، مشيراً إلى أن مفاوضات تجري على 18 جثة منها. ينتظر أهالي المنطقة وحتى المقاتلون من رجال الدفاع الوطني والجيش السوري عودة المسلحين ليقوموا بهجوم كبير لأربعة أسباب: أولاً لأهمية الموقع من الناحية الإستراتيجية والعسكرية، ثانياً لرمزية المكان الدينية ورداً لاعتبارهم بعد الهزيمة التي لحقت بهم في هذه المعركة، بالإضافة إلى السبب الرابع والأساسي وهو أن الممولين لهذه المجموعة هددوا بقطع «المعونات» عنها في حال لم تحقق «نصراً أو على الأقل اختراقاً»، ينقل مصدر في عسكري في صيدنايا عن وجهاء المناطق التي يتواجد فيها المسلّحون. «وحوش الفجر» يستمرّون في محاولة انتهاك دير الشيروبيم، الذي يحتضن ثاني أكبر تمثال للسيد المسيح في العالم والأول في المنطقة (تم نصبه خلال العام الماضي)، إلا أنهم يسقطون بنيران «حراس الدير»، المنتمين إلى طوائف مختلفة (وهو ما تؤكده أسماؤهم). وتمثال المسيح فوق الجبل، حامل شعار «جئت لأخلص العالم»، يخلّص المنطقة من غرباء عنها وعن سوريا.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة