تكتسب المعركة البطيئة التي يشنها الجيش السوري في بلدتي الزارة وقلعة الحصن اهمية كبرى لأسباب عدة: تشكل البلدتان عقدة مواصلات لتهريب المقاتلين والسلاح من شمال لبنان إلى حمص والمنطقة الوسطى. يهدد مسلحوهما منطقة وادي النصارى، ويشغلون قوات عسكرية يمكن الجيش الاستفادة منها في مناطق أخرى ..

 ارتفعت حدّة الاشتباكات أمس بين الجيش السوري والجماعات المسلّحة المعارضة في حمص، ولا سيّما في الزارة (ريف حمص الغربي) التي سيسهّل الدخول إليها هجوم الجيش على قلعة الحصن. لكن المعركة تسير ببطء شديد، بحسب مصادر ميدانية قالت لـ«الأخبار» ان «المسلحين محصنون جيداً. وبينهم لبنانيون كثر، وكان يسهل عليهم الانتقال من لبنان وإليه، حيث يتلقون تدريبات ويحصلون على أسلحة وذخائر». وفيما حقق الجيش وقوات الدفاع الوطني تقدماً في اليومين الماضيين، شن المسلحون هجوماً مضاداً تمكنوا خلاله من فتح ثغرة، سرعان ما جرى سدها، لكنها أدت إلى تكبيد قوات الدفاع الوطني خسائر في الأرواح.

 وتعد بلدتا الحصن والزارة آخر بلدتين كبيرتين يسيطر عليهما مسلحو المعارضة في ريف حمص الغربي، أي في المناطق التي تفصل بين مدينة حمص ومحافظة طرطوس الساحلية. ويشارك في القتال مسلحون من تنظيم «جند الشام»، بينهم لبنانيون. وتعد هذه المنطقة واحدة من أبرز مسالك تهريب السلاح والأفراد من لبنان إلى سوريا، ومنها يمر إلى الداخل السوري جزء كبير من السلاح الذي يصل إلى مدينة طرابلس بحراً. كذلك يمثل المسلحون في بلدتي قلعة الحصن والزارة تهديداً لقرى منطقة وادي النصارى، في ريف حمص. وسبق أن شنوا عليها هجمات بالقذائف، فضلاً عن تنفيذ عدد كبير من عمليات الخطف والقتل التي استهدفت سكان الوادي.

في موازاة ذلك، شنّ الجيش عملياته في حيي القرابيص والوعر في مدينة حمص وبلدات سلام غربي وتل عين حسين الجنوبي والدار الكبيرة في ريف المدينة، حيث وقع عشرات القتلى بحسب وكالة «سانا».

من جهة أخرى، استهدف الجيش تجمعات المسلحين التابعين لـ«الجبهة الإسلامية» و«جبهة النصرة» في دوما وحرستا وعدرا العمالية والمليحة والزبداني وبلدتي البلالية وجسرين في ريف دمشق.

وفي اللاذقية، أفاد مصدر عسكري بأن الجيش قضى على 38 مسلّحاً ينتمون إلى تنظيم «داعش» في ناحية ربيعة، من بينهم سعوديون. وفي دير الزور، سيطر الجيش على جبل الثردة جنوب المريعية في ريف المحافظة، بحسب ما ذكرت قناة «الميادين».

وفي الشمال السوري، تواصلت المعارك بين الجماعات المسلحة المعارضة فيما لا يزال الجيش يتقدّم شرق حلب. وتزامن ذلك مع زيارة تفقدية لوزير الدفاع السوري العماد فهد جاسم الفريج، لمدينة حلب، حيث جال على المواقع العسكرية.

وفيما وصل عدد القتلى منذ انعقاد مؤتمر «جنيف 2» الى 1900، بحسب «المرصد السوري المعارض »، يستمر الاقتتال بين الجماعات المسلحة شمال سوريا. ففي اخترين، وقعت مجموعة من مسلحي الفصائل الإسلامية في كمين لـ«داعش» التي أعدمت، بحسب مصدر معارض، عناصر المجموعة الثمانية. وتبادل كل من «داعش» و«الجبهة الإسلامية» القصف في عندان وحريتان، فيما أعادت «داعش» بسط سيطرتها على كامل منطقة معامل آسيا.

وفيما اتهم الشيخ السعودي سليمان بن ناصر العلوان المعارضة السورية «بسرقة أموال الدعم المرسلة للجهاد والتحريض على المجاهدين وتمويل الجماعات المنادية بالديموقراطية»، شن مقربون من «داعش» على مواقع التواصل الاجتماعي هجوماً عنيفاً على «مبادرة الأمة» التي أطلقها رجل دين سعودي قبل أيام، لوقف الاقتتال بين المعارضة. ووصف هؤلاء المبادرة بـ«مبادرة الخونة».

على صعيد آخر، تستمر المعارك العنيفة في أحياء حلب الشرقية بين الجماعات المسلحة والجيش. وفي المدينة القديمة أحبطت وحدات الجيش هجوماً على مرأب مديرية الصحة الواقع بين الحميدية وقسطل الحرامي حيث عادت الاشتباكات إلى هذه المنطقة بعد هدوء دام أسابيع. وتمكن الجيش من تدمير واحد من أكبر مقارّ المسلحين في حلب، حيث أغار سلاح الجو عدة مرات على مقر «تجمع استقم كما أُمرت» في حي الزبدية، موقعاً عشرات القتلى والمصابين في صفوف مسلحيه.

  • فريق ماسة
  • 2014-01-31
  • 12488
  • من الأرشيف

الجيش يواصل القضم ... الزارة والحصن... معركة الحسم البطيء

تكتسب المعركة البطيئة التي يشنها الجيش السوري في بلدتي الزارة وقلعة الحصن اهمية كبرى لأسباب عدة: تشكل البلدتان عقدة مواصلات لتهريب المقاتلين والسلاح من شمال لبنان إلى حمص والمنطقة الوسطى. يهدد مسلحوهما منطقة وادي النصارى، ويشغلون قوات عسكرية يمكن الجيش الاستفادة منها في مناطق أخرى ..  ارتفعت حدّة الاشتباكات أمس بين الجيش السوري والجماعات المسلّحة المعارضة في حمص، ولا سيّما في الزارة (ريف حمص الغربي) التي سيسهّل الدخول إليها هجوم الجيش على قلعة الحصن. لكن المعركة تسير ببطء شديد، بحسب مصادر ميدانية قالت لـ«الأخبار» ان «المسلحين محصنون جيداً. وبينهم لبنانيون كثر، وكان يسهل عليهم الانتقال من لبنان وإليه، حيث يتلقون تدريبات ويحصلون على أسلحة وذخائر». وفيما حقق الجيش وقوات الدفاع الوطني تقدماً في اليومين الماضيين، شن المسلحون هجوماً مضاداً تمكنوا خلاله من فتح ثغرة، سرعان ما جرى سدها، لكنها أدت إلى تكبيد قوات الدفاع الوطني خسائر في الأرواح.  وتعد بلدتا الحصن والزارة آخر بلدتين كبيرتين يسيطر عليهما مسلحو المعارضة في ريف حمص الغربي، أي في المناطق التي تفصل بين مدينة حمص ومحافظة طرطوس الساحلية. ويشارك في القتال مسلحون من تنظيم «جند الشام»، بينهم لبنانيون. وتعد هذه المنطقة واحدة من أبرز مسالك تهريب السلاح والأفراد من لبنان إلى سوريا، ومنها يمر إلى الداخل السوري جزء كبير من السلاح الذي يصل إلى مدينة طرابلس بحراً. كذلك يمثل المسلحون في بلدتي قلعة الحصن والزارة تهديداً لقرى منطقة وادي النصارى، في ريف حمص. وسبق أن شنوا عليها هجمات بالقذائف، فضلاً عن تنفيذ عدد كبير من عمليات الخطف والقتل التي استهدفت سكان الوادي. في موازاة ذلك، شنّ الجيش عملياته في حيي القرابيص والوعر في مدينة حمص وبلدات سلام غربي وتل عين حسين الجنوبي والدار الكبيرة في ريف المدينة، حيث وقع عشرات القتلى بحسب وكالة «سانا». من جهة أخرى، استهدف الجيش تجمعات المسلحين التابعين لـ«الجبهة الإسلامية» و«جبهة النصرة» في دوما وحرستا وعدرا العمالية والمليحة والزبداني وبلدتي البلالية وجسرين في ريف دمشق. وفي اللاذقية، أفاد مصدر عسكري بأن الجيش قضى على 38 مسلّحاً ينتمون إلى تنظيم «داعش» في ناحية ربيعة، من بينهم سعوديون. وفي دير الزور، سيطر الجيش على جبل الثردة جنوب المريعية في ريف المحافظة، بحسب ما ذكرت قناة «الميادين». وفي الشمال السوري، تواصلت المعارك بين الجماعات المسلحة المعارضة فيما لا يزال الجيش يتقدّم شرق حلب. وتزامن ذلك مع زيارة تفقدية لوزير الدفاع السوري العماد فهد جاسم الفريج، لمدينة حلب، حيث جال على المواقع العسكرية. وفيما وصل عدد القتلى منذ انعقاد مؤتمر «جنيف 2» الى 1900، بحسب «المرصد السوري المعارض »، يستمر الاقتتال بين الجماعات المسلحة شمال سوريا. ففي اخترين، وقعت مجموعة من مسلحي الفصائل الإسلامية في كمين لـ«داعش» التي أعدمت، بحسب مصدر معارض، عناصر المجموعة الثمانية. وتبادل كل من «داعش» و«الجبهة الإسلامية» القصف في عندان وحريتان، فيما أعادت «داعش» بسط سيطرتها على كامل منطقة معامل آسيا. وفيما اتهم الشيخ السعودي سليمان بن ناصر العلوان المعارضة السورية «بسرقة أموال الدعم المرسلة للجهاد والتحريض على المجاهدين وتمويل الجماعات المنادية بالديموقراطية»، شن مقربون من «داعش» على مواقع التواصل الاجتماعي هجوماً عنيفاً على «مبادرة الأمة» التي أطلقها رجل دين سعودي قبل أيام، لوقف الاقتتال بين المعارضة. ووصف هؤلاء المبادرة بـ«مبادرة الخونة». على صعيد آخر، تستمر المعارك العنيفة في أحياء حلب الشرقية بين الجماعات المسلحة والجيش. وفي المدينة القديمة أحبطت وحدات الجيش هجوماً على مرأب مديرية الصحة الواقع بين الحميدية وقسطل الحرامي حيث عادت الاشتباكات إلى هذه المنطقة بعد هدوء دام أسابيع. وتمكن الجيش من تدمير واحد من أكبر مقارّ المسلحين في حلب، حيث أغار سلاح الجو عدة مرات على مقر «تجمع استقم كما أُمرت» في حي الزبدية، موقعاً عشرات القتلى والمصابين في صفوف مسلحيه.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة