دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
علت الابتسامات في "بيت رهبر" في طهران، أو بيت القائد، الوجوه، أمس، حين كان المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي يستضيف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان.
إنها الصورة التي يُنتظر أن تشكل بوابة لعصر جديد في المنطقة، أو كما قال أردوغان نفسه "ميلاد علاقة جيدة ومتكاملة بين إيران وتركيا"، الأمر الذي تجلى في توقيع البلدين على اتفاقية تعاون استراتيجي تمخض عنها تشكيل مجلس أعلى للتعاون يضم وزراء البلدين ويجتمع مداورة في أنقرة وفي طهران.
لم يكن المرشد متحفظاً في كلامه لأردوغان وللوفد المرافق له. فأكد أنّ العلاقة هي الأفضل منذ قرون بين الجارين التاريخيين، كما أنه دعا الجميع إلى العمل على استغلال الفرصة والجدية في تنفيذ الاتفاقيات التي توصل إليها البلدان "بما يساعد على التطور السريع للعلاقات".
"زيارتي إلى إيران هي زيارة لبيتي الثاني"، قال أردوغان في إجابته على كلام خامنئي، معرباً عن أمله في تطوير العلاقات بين البلدين وتسريعها ليكون ذلك مثالاً للمنطقة وللعالم.
الضيف التركي اعتبر كذلك أنّ "التوقیع علی وثیقة المجلس الأعلى للتعاون بین إیران وترکیا مهم جداً". وقال "إننا ومن خلال الاجتماعات المستمرة والمتبادلة، سنعمل علی تطویر العلاقات لتبلغ حداً یبدو معه الأمر وکأن وزراء البلدین منهمكون بالحوار وبالتعاون فی إطار حكومة مشتركة".
سبق لقاء المرشد الأعلى وأردوغان اجتماع طويل بين الضيف التركي والرئيس الإيراني حسن روحاني، الذي أكد أنّ "تعزيز التعاون الإيراني – التركي سيتسبب بالعقم للنشاطات الإرهابية"، داعياً إلى توسيع التعاون بين البلدين حيال الموضوعات الإقليمية والمرتبطة بأمن جيرانهما.
وأوضح روحاني أنّ طهران وأنقرة "تشتركان في وجهات النظر حيال قضايا المنطقة المهمة خاصة محاربة الإرهاب والتطرف... وتقديم المساعدات للشعب السوري خاصة في فصل الشتاء"، مشدداً على أنه "فقط الشعب السوري هو مَن يحق له تقرير مصير بلده".
بدوره، أكد اردوغان أنّ تركيا تسير "كتفاً بكتف مع إيران في محاربة المجموعات الإرهابية وسيعمل البلدان على تطوير تعاونهما في هذا المجال"، لافتا إلى "تطابق وجهات نظر إيران وتركيا حيال مكافحة الإرهاب". وانتقد كذلك "الجماعات الإرهابية" التي تنشط باسم الإسلام، قائلاً إنها "لا تمتّ للإسلام بصلة".
وقالت مصادر مطلعة لـ"السفير" إنّ اردوغان والوفد المرافق له "سمعوا خلف الأبواب المغلقة الكثير من الكلام عن الأزمة في سورية وجرى نقاش مستفيض في كيفية الوصول إلى حل يجنب الشعب السوري المزيد من الدماء". وأكدت المصادر أنّ "تركيا بعدما وصلت إلى أعلى الجبل، تبحث عن سبيل للنزول وطهران مستعدة لتأمين هذه الفرصة وأنقرة تعطي إشارات إيجابية تشجع طهران على المضي قدماً في هذا المجال".
وكان الوفد التركي قد وقع على مجموعة من الاتفاقيات بعد لقاء أردوغان بنائب الرئيس الإيراني إسحق جهانغيري. وتحدّث أردوغان بعد الاجتماع آملاً أن يتم اتخاذ "الخطوات اللازمة لتعزیز العلاقات الاقتصادیة علی أساس الربح المتبادل بين البلدين".
وأشار في الوقت ذاته إلى أنّ "العلاقات الاقتصادیة بین إیران وترکیا كانت متميزة جداً في العام 2012 حیث تجاوز حجم التبادل التجاري بینهما 21,8 ملیار دولار إلا انه تراجع فی العام 2013 ووصل 13.5 ملیار دولار"، معبراً عن أمله في أن تشهد العلاقات الثنائیة في العام 2014 مرحلة جدیدة وتتمكن إيران وترکیا من تحقیق زیادة في حجم التبادل التجاري لیبلغ 30 ملیار دولار فی العام 2015".
المصدر :
السفير/ رباب الزبيدي
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة