مع اقتراب موعد انعقاد مؤتمر "جنيف2" يبدو أن الدولة السورية تستعيد زمام المبادرة في الميدان والسياسة أكثر فأكثر، وتسجل مزيداً من نقاط التقدم لمصلحتها.

ففي جديد تطورات الأوضاع السياسية، يكشف مصدر في المعارضة السورية عن اتصالات تجريها موسكو مع أطراف المعارضة في الداخل، قد تثمر في خواتيمها الى مشاركة الأخيرة في المؤتمر، بالتنسيق والتوافق مع الدول الرئيسية الراعية له، بناءّ لرغبة روسية عبّر عنها وزير خارجيتها سيرغي لافروف في مؤتمره الصحافي المشترك مع نظيره السوري وليد المعلم في موسكو. وفي الوقت عينه يلفت المصدر الى أن مسألة المشاركة ليست محسومةً في إنتظار تبلور نتائج هذه الاتصالات، والأمور مرهونة بلحظاتها الأخيرة، على حد قوله.

لاريب أن موافقة واشنطن على مشاركة المعارضة في "جنيف2" أن تمت، يؤشر ضمناً الى عدم اقتناع الأميركيين بدور "الائتلاف السوري" وتأثيره في مستقبل سورية الجديدة، لاسيما أن هذا الإئتلاف يشهد في صفوفه إنقساما حادا، على خلفية التباين في الآراء في شأن مشاركته في "جنيف2" من عدمها، ما يعكس تباينات الدول الراعية له حول المشاركة في وقتٍ حددت فيه الدولة السورية وفدها الى المؤتمر، وبرنامجها وطروحاتها، ما يؤكد تماسك مؤسساتها، وثبات بنائها الهرمي.

وبالانتقال الى تطورات الوضع الميداني والمؤثر الأقوى في الواقع السياسي، فالانظار مشدودة نحو منطقة القابون في ريف دمشق، حيث تدور مفاوضات بين بعض اللجان الاهلية وقادة المجموعات المسلحة في المنطقة لانسحابها منها، على غرار ما حدث في برزة، بحسب مصادر ميدانية.

وللقابون دور استراتيجي في حماية ظهر العاصمة، لاسيما أنها واقعة على مدخل دمشق الشمالي، وتسهم في إطباق الخناق على مدينة دوما كبرى معاقل مسلحي "الجبهة الاسلامية" بقيادة زهران علوش، إضافة الى انها تحوي محطة كهرباء كبيرة تغذي مناطق جنوب دمشق وحوران والجولان وسواهم، على ما تشير المصادر.

وبالتالي إن عودتها الى كنف الدولة، سينعكس إيجاباً على حياة المواطنين المعيشية والتنموية في المناطق المذكورة.

إذا، تبقى مناطق دوما وحرستا وجوبر ويبرود أبرز بؤر التوتر من الجهة الشمالية لدمشق، ومناطق القدم والحجر الاسود إضافة الى مخيم اليرموك المحاصر من القوات السورية والذي تتحصن فيه مجموعات مسلحة مستخدمة الاهالي كورقة ضغط .

وفي السياق، تؤكد المصادر أن ما يعزز بقاء المجموعات المسلحة في دوما ومحيطها، هو الدعم اللوجستي الذي يأتيهم من الاردن عبر خط امداد بادية الشام- الضميّر- دوما وصولاً الى أطراف العاصمة، معتبرةً أن استعادة القابون في حال نجحت، ستغير حتماً في المشهد الميداني.

وفي حلب، يستمر الجيش في ضرب خطوط امداد المسلحين، ويحاول فك الحصار عن سجن حلب المركزي، بحسب المصادر.

وتعليقاً على الهدنة في حلب التي طرحها المعلم في مؤتمره الصحافي المشترك مع لافروف، استبعد مراقبون نجاح اي هدنة في ضوء وجود مجموعات مسلحة متعددة في المدينة، معتبرين في الوقت عينه أنها "ضربة معلم" في السياسة، لاسيما أنها بمثابة بادرة حسن نية من السلطة تعبر عن رغبتها في وقف نزيف الدم ورفع الحصار، ما يدحض ذريعة "المعارضة" ومن يقف خلفها بضرورة فتح "ممرات إنسانية".

أما في المنطقة الشمالية الشرقية، فلايزال الصراع محتدم واعمال التصفيات على أشدها بين مختلف الفصائل المسلحة.

وفي انتظار انعقاد "جنيف2" وما سينتج عنه، بالتأكيد هناك ثابت وحيد وهو بقاء الرئيس بشار الاسد في الحكم، لاسيما ان هناك تسليم من جانبي الغرب وروسيا بضرورة بقائه، لانه يشكل رأس السلطة والجيش الذي يحارب الارهاب، وما عمليات التنسيق الامني بين الامن السوري وبعض اجهزة الاستخبارات الغربية و وفي مقدمها الفرنسية والبريطانية حول مكافحة الارهاب، على ما ذكرت بعض الصحف الاجنبية، إلا دليل الى ذلك.

  • فريق ماسة
  • 2014-01-20
  • 11533
  • من الأرشيف

ما هو الثابت الوحيد في سورية؟

مع اقتراب موعد انعقاد مؤتمر "جنيف2" يبدو أن الدولة السورية تستعيد زمام المبادرة في الميدان والسياسة أكثر فأكثر، وتسجل مزيداً من نقاط التقدم لمصلحتها. ففي جديد تطورات الأوضاع السياسية، يكشف مصدر في المعارضة السورية عن اتصالات تجريها موسكو مع أطراف المعارضة في الداخل، قد تثمر في خواتيمها الى مشاركة الأخيرة في المؤتمر، بالتنسيق والتوافق مع الدول الرئيسية الراعية له، بناءّ لرغبة روسية عبّر عنها وزير خارجيتها سيرغي لافروف في مؤتمره الصحافي المشترك مع نظيره السوري وليد المعلم في موسكو. وفي الوقت عينه يلفت المصدر الى أن مسألة المشاركة ليست محسومةً في إنتظار تبلور نتائج هذه الاتصالات، والأمور مرهونة بلحظاتها الأخيرة، على حد قوله. لاريب أن موافقة واشنطن على مشاركة المعارضة في "جنيف2" أن تمت، يؤشر ضمناً الى عدم اقتناع الأميركيين بدور "الائتلاف السوري" وتأثيره في مستقبل سورية الجديدة، لاسيما أن هذا الإئتلاف يشهد في صفوفه إنقساما حادا، على خلفية التباين في الآراء في شأن مشاركته في "جنيف2" من عدمها، ما يعكس تباينات الدول الراعية له حول المشاركة في وقتٍ حددت فيه الدولة السورية وفدها الى المؤتمر، وبرنامجها وطروحاتها، ما يؤكد تماسك مؤسساتها، وثبات بنائها الهرمي. وبالانتقال الى تطورات الوضع الميداني والمؤثر الأقوى في الواقع السياسي، فالانظار مشدودة نحو منطقة القابون في ريف دمشق، حيث تدور مفاوضات بين بعض اللجان الاهلية وقادة المجموعات المسلحة في المنطقة لانسحابها منها، على غرار ما حدث في برزة، بحسب مصادر ميدانية. وللقابون دور استراتيجي في حماية ظهر العاصمة، لاسيما أنها واقعة على مدخل دمشق الشمالي، وتسهم في إطباق الخناق على مدينة دوما كبرى معاقل مسلحي "الجبهة الاسلامية" بقيادة زهران علوش، إضافة الى انها تحوي محطة كهرباء كبيرة تغذي مناطق جنوب دمشق وحوران والجولان وسواهم، على ما تشير المصادر. وبالتالي إن عودتها الى كنف الدولة، سينعكس إيجاباً على حياة المواطنين المعيشية والتنموية في المناطق المذكورة. إذا، تبقى مناطق دوما وحرستا وجوبر ويبرود أبرز بؤر التوتر من الجهة الشمالية لدمشق، ومناطق القدم والحجر الاسود إضافة الى مخيم اليرموك المحاصر من القوات السورية والذي تتحصن فيه مجموعات مسلحة مستخدمة الاهالي كورقة ضغط . وفي السياق، تؤكد المصادر أن ما يعزز بقاء المجموعات المسلحة في دوما ومحيطها، هو الدعم اللوجستي الذي يأتيهم من الاردن عبر خط امداد بادية الشام- الضميّر- دوما وصولاً الى أطراف العاصمة، معتبرةً أن استعادة القابون في حال نجحت، ستغير حتماً في المشهد الميداني. وفي حلب، يستمر الجيش في ضرب خطوط امداد المسلحين، ويحاول فك الحصار عن سجن حلب المركزي، بحسب المصادر. وتعليقاً على الهدنة في حلب التي طرحها المعلم في مؤتمره الصحافي المشترك مع لافروف، استبعد مراقبون نجاح اي هدنة في ضوء وجود مجموعات مسلحة متعددة في المدينة، معتبرين في الوقت عينه أنها "ضربة معلم" في السياسة، لاسيما أنها بمثابة بادرة حسن نية من السلطة تعبر عن رغبتها في وقف نزيف الدم ورفع الحصار، ما يدحض ذريعة "المعارضة" ومن يقف خلفها بضرورة فتح "ممرات إنسانية". أما في المنطقة الشمالية الشرقية، فلايزال الصراع محتدم واعمال التصفيات على أشدها بين مختلف الفصائل المسلحة. وفي انتظار انعقاد "جنيف2" وما سينتج عنه، بالتأكيد هناك ثابت وحيد وهو بقاء الرئيس بشار الاسد في الحكم، لاسيما ان هناك تسليم من جانبي الغرب وروسيا بضرورة بقائه، لانه يشكل رأس السلطة والجيش الذي يحارب الارهاب، وما عمليات التنسيق الامني بين الامن السوري وبعض اجهزة الاستخبارات الغربية و وفي مقدمها الفرنسية والبريطانية حول مكافحة الارهاب، على ما ذكرت بعض الصحف الاجنبية، إلا دليل الى ذلك.

المصدر : حسان الحسن


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة