أوضح مصدر مواكب لعملية تشكيل الحكومة لصحيفة "الديار" أنه "لا شك ان هناك عوامل خارجية وداخلية أدت الى الانفراج الذي نشهده اليوم، خصوصا ان تأليف الحكومات في لبنان لم يكن مرة واحدة بمنأى عما يجري في محيطنا بغض النظر عن الدول او العناصر المؤثرة في كل مرة".

ورأى أن "السعودية، التي كانت تضع "فيتو" على تأليف الحكومة الجامعة او بتعبير آخر على مشاركة "حزب الله" في الحكومة، عدّلت موقفها مؤخراً لأسباب عديدة منها الاجتماع الاميركي والاوروبي على عدم الممانعة في ولادة مثل هذه الحكومة، وعلى التحذير من مخاطر المغامرة بتأليف حكومة امر واقع بمعزل عن رأي وموقف 8 آذار".

وتابع المصدر بأن "هذا التحول في الموقف السعودي انسحب ايضا على طريقة التعاطي مع مؤتمر جنيف، حيث شعرت الرياض مؤخراً بما يشبه العزلة الاقليمية والدولية في ما يتعلق بموقفها وسياستها ازاء الازمة السورية، لا سيما بعد ان أدركت ان الاتفاق الاميركي - الروسي في هذا الخصوص لا رجوع عنه وان المجموعة الاوروبية أصبحت مشوشة كلياً، عدا عما اصاب ويصيب تركيا التي باتت في موقع حرج وصعب للغاية".

وزاد "لا شك، بأن قبول السعودية بالانخراط في مسار المؤتمر على الاقل شكلا، وفشل المجموعات المسلحة المعارضة التي تدور في فلكها من تحقيق نتيجة مرضية في سوريا، جعلها "ترشّد" موقفها في لبنان وتقبل بالحكومة الجامعة متراجعة عن شروطها السابقة. وبطبيعة الحال فان سقوط "الفيتو" السعودي على مشاركة "حزب الله" في الحكومة "حرّر" حليفها الاساسي في لبنان رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري الذي التقط هذه الفرصة بسرعة ليعلن موقفه الايجاب الاخير في يوم انعقاد المحكمة الدولية".

ومن الجانب الاخر فإن الحكاية، اي حكاية الانفراج، تبدأ من مبادرة بري وجنبلاط الى التحرك بقوة بعد شعورهما بخطورة الموقف لا سيما عندما جرى التلويح بالحكومة الحيادية او حكومة الأمر الواقع.

وأوضح المصدر المطلع ان "رئيس المجلس بالتعاون والتنسيق مع رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط اقتنع بأن هناك حاجة لعمل غير عادي ولاحداث "صدمة ايجابية" حقيقية تحدث خرقا جديا في جدار الازمة الحكومية، فبادر الى طرح القبول بصيغة الـ 8 - 8 - 8 التي كان اقترحها اصلا فريق 14 آذار ثم وضعها جانبا بعد رفع شروط اخرى في وجه التشكيل".

ورأى المصدر نفسه ان "هذه المبادرة التي تبنّاها جنبلاط ايضاً اسقطت المبررات والحجج لدى الفريق الآخر، وفرملت موضوعيا اندفاع الرئيس ميشال سليمان ورئيس الحكومة المكلف تمام سلام نحو مغامرة "حكومة الأمر الواقع" ان لم نقل انها اطاحت بمثل هذه الفكرة".

  • فريق ماسة
  • 2014-01-20
  • 13626
  • من الأرشيف

انخراط السعودية بجنيف2 جعلها ترشد موقفها وتقبل بحكومة جامعة

أوضح مصدر مواكب لعملية تشكيل الحكومة لصحيفة "الديار" أنه "لا شك ان هناك عوامل خارجية وداخلية أدت الى الانفراج الذي نشهده اليوم، خصوصا ان تأليف الحكومات في لبنان لم يكن مرة واحدة بمنأى عما يجري في محيطنا بغض النظر عن الدول او العناصر المؤثرة في كل مرة". ورأى أن "السعودية، التي كانت تضع "فيتو" على تأليف الحكومة الجامعة او بتعبير آخر على مشاركة "حزب الله" في الحكومة، عدّلت موقفها مؤخراً لأسباب عديدة منها الاجتماع الاميركي والاوروبي على عدم الممانعة في ولادة مثل هذه الحكومة، وعلى التحذير من مخاطر المغامرة بتأليف حكومة امر واقع بمعزل عن رأي وموقف 8 آذار". وتابع المصدر بأن "هذا التحول في الموقف السعودي انسحب ايضا على طريقة التعاطي مع مؤتمر جنيف، حيث شعرت الرياض مؤخراً بما يشبه العزلة الاقليمية والدولية في ما يتعلق بموقفها وسياستها ازاء الازمة السورية، لا سيما بعد ان أدركت ان الاتفاق الاميركي - الروسي في هذا الخصوص لا رجوع عنه وان المجموعة الاوروبية أصبحت مشوشة كلياً، عدا عما اصاب ويصيب تركيا التي باتت في موقع حرج وصعب للغاية". وزاد "لا شك، بأن قبول السعودية بالانخراط في مسار المؤتمر على الاقل شكلا، وفشل المجموعات المسلحة المعارضة التي تدور في فلكها من تحقيق نتيجة مرضية في سوريا، جعلها "ترشّد" موقفها في لبنان وتقبل بالحكومة الجامعة متراجعة عن شروطها السابقة. وبطبيعة الحال فان سقوط "الفيتو" السعودي على مشاركة "حزب الله" في الحكومة "حرّر" حليفها الاساسي في لبنان رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري الذي التقط هذه الفرصة بسرعة ليعلن موقفه الايجاب الاخير في يوم انعقاد المحكمة الدولية". ومن الجانب الاخر فإن الحكاية، اي حكاية الانفراج، تبدأ من مبادرة بري وجنبلاط الى التحرك بقوة بعد شعورهما بخطورة الموقف لا سيما عندما جرى التلويح بالحكومة الحيادية او حكومة الأمر الواقع. وأوضح المصدر المطلع ان "رئيس المجلس بالتعاون والتنسيق مع رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط اقتنع بأن هناك حاجة لعمل غير عادي ولاحداث "صدمة ايجابية" حقيقية تحدث خرقا جديا في جدار الازمة الحكومية، فبادر الى طرح القبول بصيغة الـ 8 - 8 - 8 التي كان اقترحها اصلا فريق 14 آذار ثم وضعها جانبا بعد رفع شروط اخرى في وجه التشكيل". ورأى المصدر نفسه ان "هذه المبادرة التي تبنّاها جنبلاط ايضاً اسقطت المبررات والحجج لدى الفريق الآخر، وفرملت موضوعيا اندفاع الرئيس ميشال سليمان ورئيس الحكومة المكلف تمام سلام نحو مغامرة "حكومة الأمر الواقع" ان لم نقل انها اطاحت بمثل هذه الفكرة".

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة