دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
أبدت وزارة الصحة استهجانها لما ورد في بيان وزارة الخارجية الفرنسية إزاء حملة التلقيح الوطنية ضد شلل الأطفال في سورية وقالت "إن وزارة الصحة تستهجن ما وصلت إليه الحكومة الفرنسية من تحريف للحقيقة وتغول في خرق القانون الدولي والتنكر للمبادىء السامية للثورة الفرنسية التي احترمت القيم الإنسانية وأدانت الكذب والافتراء ونبذت العنف والجريمة والتشجيع عليهما".
وكانت وزارة الخارجية الفرنسية أصدرت بيانا بعنوان "حملة التلقيح ضد شلل الأطفال في سورية" تحدثت في سياقه عن بدئها بحملة للتلقيح ضد شلل الأطفال في سبع محافظات شمال وشرق سورية حسب وصفها وهي "الحسكة ودير الزور والرقة وحلب وإدلب واللاذقية وحماة".
وأكدت وزارة الصحة في بيان لها أن بيان الخارجية الفرنسية الآنف الذكر يعد "تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية لسورية وتشويها وتحديا لشرعة حقوق الإنسان والعلاقات الدولية التي تضمنها الأمم المتحدة من خلال منظماتها الدولية المختصة".
وقالت الوزارة في بيانها "إن هذه الخطوة المستهجنة من جانب الحكومة الفرنسية تعتبر إعاقة للجهود التي تقوم بها وزارة الصحة في سورية للتخلص مجددا من مرض شلل الأطفال بالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المتخصصة ولاسيما منظمتي الصحة العالمية والأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" وبدعم منهما سواء باللقاحات وسلسلة التبريد ووسائط النقل اللازمة لفرق التلقيح الجوالة لإعطاء اللقاح لجميع الأطفال دون الخامسة من العمر وفقا لما التزمت به سورية خلال الدورة الستين للجنة الإقليمية لدول شرق المتوسط في منظمة الصحة العالمية والتي عقدت في سلطنة عمان خلال الفترة بين 26 ولغاية 30 تشرين الأول 2013 فيما يخص الإجراءات الواجب اتخاذها للتصدي لمرض شلل الأطفال ولاسيما إجراء ست حملات تلقيح شهرية خلال الأسبوع الأول من كل شهر اعتبارا من كانون الأول 2013 ولغاية أيار 2014 واستخدام اللقاح ثنائي التكافوء لكونه شديد الفعالية للقضاء على فيروس الشلل".
ولفتت وزارة الصحة إلى أن حملة التلقيح الأولى حققت نتائج باهرة في تحصين الأطفال ضد مرض الشلل بتعاون وثيق بين العاملين في القطاع الصحي و52 من الجمعيات الأهلية غير الحكومية المرخصة وذلك بالإضافة إلى منظمة الهلال الأحمر العربي السوري من حيث الوصول إلى الفئة المستهدفة حيث تم تغطية مليونين و177 ألف طفل ضد مرض شلل الأطفال.
وقالت "إن الأرقام الأولية عن الحملة الراهنة "الثانية" التي تنتهي اليوم تعكس الإقبال الكبير من الأهالي على تلقيح أطفالهم عبر المراكز الصحية وفرق التلقيح الجوالة حيث تم تلقيح أكثر من مليوني طفل بموجب الأرقام التي وصلت لوزارة الصحة حتى تاريخه والأرقام مرشحة للزيادة بعد استكمال وصولها من المحافظات كافة".
وبينت وزارة الصحة في بيانها أن "الحكومة الفرنسية ولأهداف دعائية بامتياز تقوم وبتسهيلات من الجانب التركي بإدخال لقاحات الأطفال إلى سورية عبر الحدود المشتركة وبشكل غير شرعي" موضحة أن هذه "الممارسات تخالف القانون الدولي كما أن اللقاحات التي يتم إدخالها هي "ثلاثية التكافؤ" وهي غير اللقاحات التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسف للقضاء على وباء شلل الأطفال في سورية وهي ثنائية التكافؤ".
وقالت "إن هذا الأمر من شأنه التأثير بشكل سلبي على صحة الأطفال والجهود المشتركة لوزارة الصحة ومنظمتي الصحة العالمية واليونيسف للقضاء على مرض شلل الأطفال وإعاقة جهود الحكومة السورية في سعيها لاجتثاث هذا المرض مجددا من كامل التراب العربي السوري بعد أن نقله الإرهابيون اليها مثلما حملوا إليها القتل والتدمير" لافتة إلى إعلان منظمة الصحة العالمية أن الأصل الجيني لفيروس شلل الأطفال المكتشف في سورية هو باكستاني المنشأ.
ودعت الوزارة إلى وقف هذه الممارسات السلبية التي تخرق الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع منظمتي الصحة العالمية واليونيسف خلال اجتماعات الدورة الستين للجنة الإقليمية لوزراء الصحة في إقليم شرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية الذي عقد في مسقط بسلطنة عمان فيما يخص خطط وإجراءات استئصال شلل الأطفال في سورية.
ونبهت المنظمات الدولية الصحية والرأي العام العالمي إلى التأثيرات السلبية التي تنجم عن الازدواجية في إعطاء اللقاحات وإثارة البلبلة لدى الأسر السورية حول برنامج التلقيح لأطفالهم وبالتالي تشويه الغاية الإنسانية من إعطاء اللقاحات للأطفال الأمر الذي من شأنه إعاقة الجهود المبذولة لوقف انتشار مرض شلل الأطفال والحفاظ على صحة الأطفال وكذلك إعاقة الجهود المشتركة مع المنظمات الدولية لاستئصال هذا المرض من سورية ومنع انتشاره.
وحملت وزارة الصحة الحكومة الفرنسية والمجموعات الإرهابية التي تقوم بتسليحها وتمويلها وإرسالها مسؤولية عودة انتشار هذا الوباء في سورية وإفشال الخطط والجهود المشتركة مع منظمات الأمم المتحدة المختصة للسيطرة عليه ومنع انتشاره.
وخاطبت وزارة الصحة الخارجية الفرنسية بقولها "إن مساعدة أطفال سورية تكمن في وقف دعم وتمويل وتسليح الإرهابيين الفرنسيين وغيرهم من الذين يرتكبون مجازر وحشية ضد الشعب السوري وبناه التحتية ومنها القطاع الصحي" موضحة أن "ما تدعيه فرنسا من حرص على أطفال سورية ما هو إلا أكاذيب مفضوحة وبمثابة أحلام يقظة تتوهم من خلالها أنها قد استعادت إرثها الاستعماري لكن هذه الأحلام قد ولى زمانها وانتهت منذ طرد المحتل الفرنسي من سورية".
ووصفت وزارة الصحة الممارسات الفرنسية بأنها "أشبه بغسيل للأموال" التي ترد إلى فرنسا من ممولي الإرهاب في سورية كرمى لمواقفها الحاقدة والمعادية للشعب السوري وأطفاله ولعلها تبرر من خلال الممارسات والاستعراضات وكلام البيانات الفرنسية الفارغة والدعائية حصولها على هذه الأموال.
وأكدت وزارة الصحة في بيانها أنها ستواصل بذل قصارى جهودها للحفاظ على سورية خالية من مرض شلل الأطفال كما كان عليه الحال منذ العام 1995 وحتى أيلول من العام 2013 عندما تم تسجيل عدد من حالات شلل الأطفال في محافظة دير الزور.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة