نقلت صحيفة "الديار" عن أوساط دبلوماسية مطّلعة أن اغتيال الوزير السابق محمد شطح هو حلقة في سيناريو إقليمي بدأ ينفّذ في بيروت بعدما فشل في صيدا وطرابلس، وهو يهدف إلى إثارة فتنة مذهبية. وأوضحت أن أول المؤشّرات على هذا السيناريو، تمثّلت في اختيار الشخصية المستهدفة، وفي المكان الذي نفّذت فيه. وإذ اعتبرت أن كل القراءات التي تلت التفجير اتفقت على خطورة العملية، شدّدت على أن النتيجة الأولية هي تخريب الستاتيكو الذي تكرّس أخيراً وحدّد الإستقرار الأمني أولوية عند الجميع، مما كوّن قناعة بأن مرحلة الأعياد "محصّنة". وكشفت أنه وبصرف النظر عن كل الخطط الأمنية المتّخذة في كل المناطق اللبنانية من دون استثناء، فإن عمليات الإغتيال السياسي، كما التفجيرات الإرهابية، مرتبطة فقط بالقرار المتّخذ بتصفية شخصية ما أو ضرب الإستقرار، وهذا القرار قادر على اختراق كل تدابير الحماية مهما كانت متقدّمة كما حصل في الهجوم الإنتحاري المزدوج ضد السفارة الإيرانية، على الرغم من القدرات المتطوّرة للحماية.

كذلك وجدت الأوساط نفسها، أن انكشاف الساحة الداخلية في المرحلة الأخيرة، قد سمح مرة جديدة باستخدامها لتبادل الرسائل المتفجّرة والدموية بين جهات إقليمية، وذلك عشية الإستحقاقات في المنطقة وأبرزها مؤتمر جنيف 2 والذي بات في مهبّ الريح بعد التشكيك الروسي بإمكانية حصوله. وإذ وضعت عملية الإغتيال في سياق الإنعكاسات القاسية للأزمة السورية على الساحات المجاورة، أبدت خشيتها من أن يؤدي انسداد الأفق للتسوية السياسية في سوريا، إلى اشتعال الساحة اللبنانية في الوقت الذي ينشغل فيه السياسيون اللبنانيون بالسجالات، ويقوم كل طرف برمي المسؤولية على الطرف الآخر، ويتهمه بالهروب من معالجة المأزق الداخلي، من دون أن يضعوا في حساباتهم الإستقرار وسط الظروف الخارجية الدقيقة. واضافت أن استمرار حملات الإتهام والتخوين تزيد من نسبة انكشاف الوضع الأمني، وتؤمّن بيئة ملائمة للذين يعملون على زرع الفتنة الطائفية والمذهبية. وخلصت إلى الإشارة للأكلاف الباهظة التي تدفعها الساحة الداخلية جراء كل عملية اغتيال سياسي أو تفجير إرهابي، معتبرة أن التلهي بالخلافات والتقصير في المعالجة الإستباقية للمأزق السياسي الداخلي، سيربط الساحة المحلية بشكل قاتل بمشاريع الفتن الطائفية والصراع المذهبي المرسومة لكافة دول المنطقة.

  • فريق ماسة
  • 2013-12-27
  • 4859
  • من الأرشيف

"الديار": اغتيال شطح حلقة في سيناريو اقليمي لاثارة فتنة مذهبية

نقلت صحيفة "الديار" عن أوساط دبلوماسية مطّلعة أن اغتيال الوزير السابق محمد شطح هو حلقة في سيناريو إقليمي بدأ ينفّذ في بيروت بعدما فشل في صيدا وطرابلس، وهو يهدف إلى إثارة فتنة مذهبية. وأوضحت أن أول المؤشّرات على هذا السيناريو، تمثّلت في اختيار الشخصية المستهدفة، وفي المكان الذي نفّذت فيه. وإذ اعتبرت أن كل القراءات التي تلت التفجير اتفقت على خطورة العملية، شدّدت على أن النتيجة الأولية هي تخريب الستاتيكو الذي تكرّس أخيراً وحدّد الإستقرار الأمني أولوية عند الجميع، مما كوّن قناعة بأن مرحلة الأعياد "محصّنة". وكشفت أنه وبصرف النظر عن كل الخطط الأمنية المتّخذة في كل المناطق اللبنانية من دون استثناء، فإن عمليات الإغتيال السياسي، كما التفجيرات الإرهابية، مرتبطة فقط بالقرار المتّخذ بتصفية شخصية ما أو ضرب الإستقرار، وهذا القرار قادر على اختراق كل تدابير الحماية مهما كانت متقدّمة كما حصل في الهجوم الإنتحاري المزدوج ضد السفارة الإيرانية، على الرغم من القدرات المتطوّرة للحماية. كذلك وجدت الأوساط نفسها، أن انكشاف الساحة الداخلية في المرحلة الأخيرة، قد سمح مرة جديدة باستخدامها لتبادل الرسائل المتفجّرة والدموية بين جهات إقليمية، وذلك عشية الإستحقاقات في المنطقة وأبرزها مؤتمر جنيف 2 والذي بات في مهبّ الريح بعد التشكيك الروسي بإمكانية حصوله. وإذ وضعت عملية الإغتيال في سياق الإنعكاسات القاسية للأزمة السورية على الساحات المجاورة، أبدت خشيتها من أن يؤدي انسداد الأفق للتسوية السياسية في سوريا، إلى اشتعال الساحة اللبنانية في الوقت الذي ينشغل فيه السياسيون اللبنانيون بالسجالات، ويقوم كل طرف برمي المسؤولية على الطرف الآخر، ويتهمه بالهروب من معالجة المأزق الداخلي، من دون أن يضعوا في حساباتهم الإستقرار وسط الظروف الخارجية الدقيقة. واضافت أن استمرار حملات الإتهام والتخوين تزيد من نسبة انكشاف الوضع الأمني، وتؤمّن بيئة ملائمة للذين يعملون على زرع الفتنة الطائفية والمذهبية. وخلصت إلى الإشارة للأكلاف الباهظة التي تدفعها الساحة الداخلية جراء كل عملية اغتيال سياسي أو تفجير إرهابي، معتبرة أن التلهي بالخلافات والتقصير في المعالجة الإستباقية للمأزق السياسي الداخلي، سيربط الساحة المحلية بشكل قاتل بمشاريع الفتن الطائفية والصراع المذهبي المرسومة لكافة دول المنطقة.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة