مع تراجع عدد مسيحيي الشرق الأوسط بشكل دراماتيكي في الحقبة الأخيرة، وتصاعد موجة المتطرفين الإسلاميين فيبعض البلدان العربية، يتخوف ما تبقى من هؤلاء المسيحيين، وبالتحديد في لبنان وسوريا، من عملية تهجيرهم مع ظهور بوادر الصراع السني ـ الشيعي’في المنطقة.

ويعزو البعض هذا الخوف إلى تصاعد نفوذ المجموعات المتطرفة، ومحاولتها السيطرة على ما يُعرف بـ’المناطق المحررة’ في سوريا غير الخاضعة لسلطة النظام، والتي تقول إنها تطرح’الشريعة الإسلامية، نظاماً جديداً لسوريا المستقبل.

ونجح النظام السوري إلى حد بعيد بتخويف مسيحيي سوريا البالغ عددهم نحو مليون ونصف مما هو مقبل عليهم في حال قيام هكذا نظام، بعدما اعتمد هؤلاء سياسة النأي بالنفس، فلم يظهر هؤلاء انحيازاً، لا إلى النظام، ولا إلى المعارضة، إلا أن بعض مرجعياتهم، خرجت عن صمتها مؤخراً بعد سيطرة الإسلاميين على مناطق عدة، معلنة رفضها لما تقوم به ما أسموه بـ’الجماعات المتطرفة’.

ويرى رئيس المجلس العام الماروني في لبنان وديع الخازن أن الخطر الذي يهدد مسيحيي الشرق ‘يتعاظم بعدما ضعُفت مناعة وجودهم بالاستهداف الذي طالهم في العراق ومصر’، والذي تحوّل ‘وحشياً’ في سوريا بعد اختطاف المطرانين، بولس يازجي، مطران حلب للروم الأرثوذكس، ويوحنا إبراهيم، مطران حلب للسريان الأرثوذكس، في شهر أبريل/نيسان الماضي على حاجز في قرية داعل غرب مدينة حلب (شمال سوريا)، ولا يزال مصيرهما مجهولاً منذ ذلك التاريخ.

واعتبر الخازن أن تعرض بلدة معلولا بريف دمشق (جنوب سوريا)، أقدم المعالم المسيحية على الأرض، والتي تختزن تاريخ اللغة الآرامية التي كان يتكلّم بها السيد المسيح، ‘لأبشع الاعتداءات من جماعات داعش (الدولة الإسلامية في العراق والشام) وجبهة النصرة والمتطرفين الإسلاميين الذين خطفوا 12 راهبة سورية ولبنانية’ وما سبقه من تعرض لكرامات الرموز الدينية، وتحطيم المقدّسات في الكنائس والأديرة، ‘يوحي وكأن لسان حالهم يقول: أيها المسيحيون لا مكان لكم بيننا!’، على حد قوله.

وأعلنت كتائب ‘أحرار القلمون’ السورية في 6 كانون الأول/ديسمبر،’مسؤوليتهاعن اختطاف راهبات معلولا بعدما سيطرت مع جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة’على البلدة التي تضررت كثيراً جراء المعارك، وتم ربط مصير الراهبات بالإفراج عن ألف معتقلة سورية من سجون النظام السوري.

وخرجت مساء اليوم نفسه الراهبات في مقطع فيديو بثته قناة ‘الجزيرة’ القطرية، ونفين أن تكنّ مختطفات، وإنما تم إجلاءهن من المدينة بسبب القصف المكثف عليها، في حين نفى عامر القلموني الناطق’باسم الهيئة العامة للثورة السورية، وهي هيئة إعلامية تابعة للمعارضة، في تصريحه’لـ’الأناضول’ أن تكون’راهبات معلولا’مختطفات وإنما ‘في ضيافة قوات المعارضة’.

وقد هاجر ثلث المسيحيين السوريين من بلادهم منذ اندلاع الأزمة قبل نحو 3 أعوام، وذلك على حد تعبير المطران يوحنا ابراهيم، في حديث لهيئة الإذاعة البريطانية ‘بي بي سي’ قبل اختطافه منذ 8 أشهر، بأيام، مشيراً إلى أنه يجد ‘صعوبة في إقناع المسيحيين البالغ عددهم الإجمالي مليون ونصف من عدد السكان بعدم الهجرة’.

وأوضح أن عدد المسيحيين المترددين على الكنائس في سوريا، انخفض إلى أقل من خمسين في المئة مقارنة بما كان عليه الحال قبل الاحداث التي بدأت في آذار/مارس عام 2011.

ولفت رئيس الكنيسة الانجيلية في حلب القس ابراهيم نصير إلى أن ثلث مسيحيي حلب غادروا سوريا، واتجه معظمهم إلى لبنان، فيما نزح ثلث آخر إلى الداخل السوري، في حين بقي الثلث الأخير في مدينته، مؤكداً أن من غادر يتواصل معه، بنية العودة فور استتباب الأمن.

ورأى نصير في اتصال هاتفي من حلب، أن خطف المطرانين (اليازجي وإبراهيم) وما تلاه من استهداف للكنائس، وبعدها السيطرة على بلدة معلولا واختطاف الراهبات، كل ذلك ترك ‘أثراً سلبياً’ على مسيحيي سوريا، وقال ‘لكن ردة فعلهم جاءت عكسية وإيجابية، إذ قرروا التمسك بأرضهم ووطنهم أكثر من أي وقت مضى’.

وشدّد على أن من يفكر بتهجير المسيحيين الشرقيين من بلدانهم ‘واهم، واهم، واهم’، وأضاف ‘أبناء سوريا من المسلمين، يصرون على بقاء المسيحيين في أرضهم، وهم من سيدافعون عنهم بوجه جبهة النصرة وداعش اللتين لا تمتان للثقافة والتاريخ السوري بصلة’، حسب تعبيره. ونفى أن يكون المسيحيون قد نأوا بأنفسهم عن الأزمة السورية، مؤكدا أنّهم ‘وقفوا ويقفون الى جانب الحق’، وقال”عندما يكون هناك حق وباطل، وظلمة ونور، علينا أن ننحاز إلى الحق والنور’.

واذ شدّد على أن ‘المسيحيين مع الإصلاح شرط ألا يأتي بقوة السلاح’، لفت إلى انّهم يرفضون كل من يحمل سلاح ‘غير شرعي وغير مقونن’.

وكان بابا روما فرنسيس، دقّ مؤخراً ناقوس الخطر حول وضع المسيحيين في منطقة الشرق الأوسط، قائلاً أنّه ‘لا يمكن التسليم بالتفكير في شرق اوسط من دون مسيحيين، يبشرون منذ الفي عام باسم المسيح’.

ويرفض مدير المركز الكاثوليكي للإعلام في لبنان القس عبدو أبو كسم ما يحكى عن استهداف مسيحيي سوريا ومقراتهم الدينية، مشيراً إلى أن ‘مسيحيي سوريا جزء من التاريخ والنسيج السوري، وبالتالي ما يتعرضون له يتعرض له باقي مكونات الشعب السوري، فاستهداف دور العبادة لا يطال كنائس المسيحيين وحدهم، بل مساجد المسلمين أيضا’، وقال: ‘هي حرب محتدمة هناك وارتداداتها تطال الجميع′.

ونفى أبو كسم أن يكون هناك خوف على مصير المسيحيين في الشرق، مقراً بنوع من ‘القلق’، ومشدداً على أنّه ‘لطالما كان المسيحيون شهود محبة وشراكة، فهم باقون على العهد ومتمسكون بأرضهم حتى الرمق الأخير’.

وسبل الحفاظ على الوجود المسيحي في الشرق الأوسط، كان الموضوع الأبرز الذي بحثه بطاركة وأساقفة الشرق مع البابا فرنسيس مؤخراً في الفاتيكان، مع تصاعد هجرة المسيحيين من بلدانهم باتجاه دول أوروبا وامريكا وأستراليا.

ونبّه أستاذ الدراسات الإسلامية في الجامعة اللبنانية رضوان السيد من هجرة مسيحية سورية كبيرة ‘لأن المسيحيين في سوريا يشعرون بالتهديد وعدم الأمان، وأن لا مستقبل لهم في هذه البلاد’، مشدداً على وجوب عمل المسيحيين والمسلمين معاً على ‘تجديد تقاليد العيش المشترك بمواجهة الانشقاق الحاصل في الاسلام، والذي أول ما يضر، يضر بالمسلمين أنفسهم’.

وقال السيد إن ‘واجب الأكثرية المسلمة العمل للحفاظ على الوجود المسيحي’، مذكراً بالمثل اللبناني القائل ‘بلد بلا نصارى … خسارة’.

وبحسب رئيس الحكومة اللبنانية الاسبق سليم الحص، فإن خلاص الشعوب العربية، لا يكون ‘إلا بالعروبة الجامعة بجناحيها الإسلام القرآني، والمسيحية المشرقية’، مضيفاً: ‘لا تطور ولا تقدم لها إلا بالابتعاد عن أنظمة الاستبداد’.

ونبّه في حديث إلى جريدة ‘السفير’ اللبنانية الأسبوع الماضي، إلى أنّه إذا لم يتم تدارك هذا الأمر، فإنه يخشى أن يشهد العالم العربي ‘صراعاً شديد الحدة بين دعاة الإسلام القرآني ودعاة الإسلام التكفيري’

  • فريق ماسة
  • 2013-12-27
  • 7556
  • من الأرشيف

مخاوف مسيحيي سورية ولبنان تتضاعف بعد موجة خطف طالت رموزهم الدينية

مع تراجع عدد مسيحيي الشرق الأوسط بشكل دراماتيكي في الحقبة الأخيرة، وتصاعد موجة المتطرفين الإسلاميين فيبعض البلدان العربية، يتخوف ما تبقى من هؤلاء المسيحيين، وبالتحديد في لبنان وسوريا، من عملية تهجيرهم مع ظهور بوادر الصراع السني ـ الشيعي’في المنطقة. ويعزو البعض هذا الخوف إلى تصاعد نفوذ المجموعات المتطرفة، ومحاولتها السيطرة على ما يُعرف بـ’المناطق المحررة’ في سوريا غير الخاضعة لسلطة النظام، والتي تقول إنها تطرح’الشريعة الإسلامية، نظاماً جديداً لسوريا المستقبل. ونجح النظام السوري إلى حد بعيد بتخويف مسيحيي سوريا البالغ عددهم نحو مليون ونصف مما هو مقبل عليهم في حال قيام هكذا نظام، بعدما اعتمد هؤلاء سياسة النأي بالنفس، فلم يظهر هؤلاء انحيازاً، لا إلى النظام، ولا إلى المعارضة، إلا أن بعض مرجعياتهم، خرجت عن صمتها مؤخراً بعد سيطرة الإسلاميين على مناطق عدة، معلنة رفضها لما تقوم به ما أسموه بـ’الجماعات المتطرفة’. ويرى رئيس المجلس العام الماروني في لبنان وديع الخازن أن الخطر الذي يهدد مسيحيي الشرق ‘يتعاظم بعدما ضعُفت مناعة وجودهم بالاستهداف الذي طالهم في العراق ومصر’، والذي تحوّل ‘وحشياً’ في سوريا بعد اختطاف المطرانين، بولس يازجي، مطران حلب للروم الأرثوذكس، ويوحنا إبراهيم، مطران حلب للسريان الأرثوذكس، في شهر أبريل/نيسان الماضي على حاجز في قرية داعل غرب مدينة حلب (شمال سوريا)، ولا يزال مصيرهما مجهولاً منذ ذلك التاريخ. واعتبر الخازن أن تعرض بلدة معلولا بريف دمشق (جنوب سوريا)، أقدم المعالم المسيحية على الأرض، والتي تختزن تاريخ اللغة الآرامية التي كان يتكلّم بها السيد المسيح، ‘لأبشع الاعتداءات من جماعات داعش (الدولة الإسلامية في العراق والشام) وجبهة النصرة والمتطرفين الإسلاميين الذين خطفوا 12 راهبة سورية ولبنانية’ وما سبقه من تعرض لكرامات الرموز الدينية، وتحطيم المقدّسات في الكنائس والأديرة، ‘يوحي وكأن لسان حالهم يقول: أيها المسيحيون لا مكان لكم بيننا!’، على حد قوله. وأعلنت كتائب ‘أحرار القلمون’ السورية في 6 كانون الأول/ديسمبر،’مسؤوليتهاعن اختطاف راهبات معلولا بعدما سيطرت مع جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة’على البلدة التي تضررت كثيراً جراء المعارك، وتم ربط مصير الراهبات بالإفراج عن ألف معتقلة سورية من سجون النظام السوري. وخرجت مساء اليوم نفسه الراهبات في مقطع فيديو بثته قناة ‘الجزيرة’ القطرية، ونفين أن تكنّ مختطفات، وإنما تم إجلاءهن من المدينة بسبب القصف المكثف عليها، في حين نفى عامر القلموني الناطق’باسم الهيئة العامة للثورة السورية، وهي هيئة إعلامية تابعة للمعارضة، في تصريحه’لـ’الأناضول’ أن تكون’راهبات معلولا’مختطفات وإنما ‘في ضيافة قوات المعارضة’. وقد هاجر ثلث المسيحيين السوريين من بلادهم منذ اندلاع الأزمة قبل نحو 3 أعوام، وذلك على حد تعبير المطران يوحنا ابراهيم، في حديث لهيئة الإذاعة البريطانية ‘بي بي سي’ قبل اختطافه منذ 8 أشهر، بأيام، مشيراً إلى أنه يجد ‘صعوبة في إقناع المسيحيين البالغ عددهم الإجمالي مليون ونصف من عدد السكان بعدم الهجرة’. وأوضح أن عدد المسيحيين المترددين على الكنائس في سوريا، انخفض إلى أقل من خمسين في المئة مقارنة بما كان عليه الحال قبل الاحداث التي بدأت في آذار/مارس عام 2011. ولفت رئيس الكنيسة الانجيلية في حلب القس ابراهيم نصير إلى أن ثلث مسيحيي حلب غادروا سوريا، واتجه معظمهم إلى لبنان، فيما نزح ثلث آخر إلى الداخل السوري، في حين بقي الثلث الأخير في مدينته، مؤكداً أن من غادر يتواصل معه، بنية العودة فور استتباب الأمن. ورأى نصير في اتصال هاتفي من حلب، أن خطف المطرانين (اليازجي وإبراهيم) وما تلاه من استهداف للكنائس، وبعدها السيطرة على بلدة معلولا واختطاف الراهبات، كل ذلك ترك ‘أثراً سلبياً’ على مسيحيي سوريا، وقال ‘لكن ردة فعلهم جاءت عكسية وإيجابية، إذ قرروا التمسك بأرضهم ووطنهم أكثر من أي وقت مضى’. وشدّد على أن من يفكر بتهجير المسيحيين الشرقيين من بلدانهم ‘واهم، واهم، واهم’، وأضاف ‘أبناء سوريا من المسلمين، يصرون على بقاء المسيحيين في أرضهم، وهم من سيدافعون عنهم بوجه جبهة النصرة وداعش اللتين لا تمتان للثقافة والتاريخ السوري بصلة’، حسب تعبيره. ونفى أن يكون المسيحيون قد نأوا بأنفسهم عن الأزمة السورية، مؤكدا أنّهم ‘وقفوا ويقفون الى جانب الحق’، وقال”عندما يكون هناك حق وباطل، وظلمة ونور، علينا أن ننحاز إلى الحق والنور’. واذ شدّد على أن ‘المسيحيين مع الإصلاح شرط ألا يأتي بقوة السلاح’، لفت إلى انّهم يرفضون كل من يحمل سلاح ‘غير شرعي وغير مقونن’. وكان بابا روما فرنسيس، دقّ مؤخراً ناقوس الخطر حول وضع المسيحيين في منطقة الشرق الأوسط، قائلاً أنّه ‘لا يمكن التسليم بالتفكير في شرق اوسط من دون مسيحيين، يبشرون منذ الفي عام باسم المسيح’. ويرفض مدير المركز الكاثوليكي للإعلام في لبنان القس عبدو أبو كسم ما يحكى عن استهداف مسيحيي سوريا ومقراتهم الدينية، مشيراً إلى أن ‘مسيحيي سوريا جزء من التاريخ والنسيج السوري، وبالتالي ما يتعرضون له يتعرض له باقي مكونات الشعب السوري، فاستهداف دور العبادة لا يطال كنائس المسيحيين وحدهم، بل مساجد المسلمين أيضا’، وقال: ‘هي حرب محتدمة هناك وارتداداتها تطال الجميع′. ونفى أبو كسم أن يكون هناك خوف على مصير المسيحيين في الشرق، مقراً بنوع من ‘القلق’، ومشدداً على أنّه ‘لطالما كان المسيحيون شهود محبة وشراكة، فهم باقون على العهد ومتمسكون بأرضهم حتى الرمق الأخير’. وسبل الحفاظ على الوجود المسيحي في الشرق الأوسط، كان الموضوع الأبرز الذي بحثه بطاركة وأساقفة الشرق مع البابا فرنسيس مؤخراً في الفاتيكان، مع تصاعد هجرة المسيحيين من بلدانهم باتجاه دول أوروبا وامريكا وأستراليا. ونبّه أستاذ الدراسات الإسلامية في الجامعة اللبنانية رضوان السيد من هجرة مسيحية سورية كبيرة ‘لأن المسيحيين في سوريا يشعرون بالتهديد وعدم الأمان، وأن لا مستقبل لهم في هذه البلاد’، مشدداً على وجوب عمل المسيحيين والمسلمين معاً على ‘تجديد تقاليد العيش المشترك بمواجهة الانشقاق الحاصل في الاسلام، والذي أول ما يضر، يضر بالمسلمين أنفسهم’. وقال السيد إن ‘واجب الأكثرية المسلمة العمل للحفاظ على الوجود المسيحي’، مذكراً بالمثل اللبناني القائل ‘بلد بلا نصارى … خسارة’. وبحسب رئيس الحكومة اللبنانية الاسبق سليم الحص، فإن خلاص الشعوب العربية، لا يكون ‘إلا بالعروبة الجامعة بجناحيها الإسلام القرآني، والمسيحية المشرقية’، مضيفاً: ‘لا تطور ولا تقدم لها إلا بالابتعاد عن أنظمة الاستبداد’. ونبّه في حديث إلى جريدة ‘السفير’ اللبنانية الأسبوع الماضي، إلى أنّه إذا لم يتم تدارك هذا الأمر، فإنه يخشى أن يشهد العالم العربي ‘صراعاً شديد الحدة بين دعاة الإسلام القرآني ودعاة الإسلام التكفيري’

المصدر : ‘بولا أسطيح


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة