بات التمديد هاجس الرئيس ميشال سليمان بذريعة الخوف من تفجير الأوضاع إذا تسلمت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الحكم بعد انتهاء ولايته، ولم تجر انتخابات رئاسية وهذا ما لا تقبله السعودية

في خطوة غير مفاجئة تلقت المرجعيات البارزة في فريق 8 اذار، رسالة عن لسان رئيس الجمهورية ميشال سليمان، يطلب فيها التمديد له لنصف ولاية على الاقل، وان يجري ذلك باكراً. وحذر في المقابل من انه لن يسلم البلاد الى حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، وانه يفضل الموافقة على تشكيلة حكومة تكنوقراط مقدمة من الرئيس المكلف تمام سلام، حتى لو لم تحظ باجماع القوى السياسية.

وكان سليمان قد استقبل ضيفا قريبا من مرجعيات 8 آذار، وقدم أمامه مطالعة دفاعية عن مواقفه بشأن سوريا والسعودية، عارضا تصوره للمرحلة المقبلة داخليا.

قال سليمان لضيفه إنه يعرف موقعه المحايد منذ توليه منصب رئاسة الجمهورية. وهو مستمر في موقعه هذا برغم كل ما يقال عنه. وانه سيظل محايدا من الازمة السورية حتى لو ادى ذلك الى «تحامل البعض عليه». واوضح انه عندما «فرضت علينا التطورات تأليف حكومة برئاسة ميقاتي، ولم تتضمن تمثيلا مباشرا لفريق 14 آذار، عملت بقوة لأجل أن يكون لهذا الفريق صوته داخل الحكومة، ومنعت بقوة كل عمل انتقامي، وأصررت على بقاء التواصل مع جميع القوى من دون استثناء».

وبعد استقالة الحكومة الحالية، يضيف سليمان، وجدت انه «لا مجال تحت اي ظرف لأن نؤلف حكومة من طرف واحد مهما كلف الثمن، حتى لو استمر الفراغ». وكشف أن الرئيس المكلف «حمل الي صيغة حكومية من غير السياسيين. لم أمانع المبدأ، لكن وصلتني مواقف رافضة من التيار الوطني الحر وباقي قوى 8 اذار، وعندها طلبت من الرئيس سلام التريث، ثم عاد وأتى قائلا إنه لا يمكن الاستمرار في هذه الحال، وانه يريد تأليف حكومة ولو عُدّت حكومة أمر واقع، فعدت وأبلغته رفضي، لانني لا اريد حكومة تقسم البلاد، ولا اريد تغطية اية خطوة من شأنها استدراج حزب الله الى استخدام سلاحه مجددا في الداخل».

وتابع سليمان أمام الزائر: «أعرف كما يعرف الجميع ان تأليف الحكومة يحتاج إلى دعم مباشر من السعودية، لذلك طلبت زيارة الرياض، وعندما أجّل الموعد فهمت انه ليس هناك جاهزية للبحث، لكن عندما تحدد الموعد من جديد، ذهبت وفي بالي الخروج بمناخ يساعد على تأليف حكومة وفاق وطني، لكنني لم أجد الأمور ملائمة تماما».

واضاف: «لكن ما آلمني، هو ان الحملة انطلقت ضدي بمجرد ان زرت السعودية، ولجأ البعض الى تخويني، وشُنت ضدي حملات اعلامية وسياسية من جانب فريق 8 اذار، وادركت المخاطر اكثر عندما اطلق الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله موقفا لافتاً، متهما السعودية بالوقوف وراء تفجيرات في لبنان».

وأردف: «اريد ان اكون واضحا في هذا السياق، ربما يكون السيد حسن على معرفة بمعلومات ووقائع دفعته الى اعلان ما قاله، لكنني اعرف اكثر ان السعودية تمر الآن في وضع دقيق للغاية، وهي في حال القوي الجريح، الذي يكن حقدا هائلا وغير متوقع على ايران و حزب الله، وتلقيت معلومات من الغرب ومن عدد من الدول العربية، تحذرني من ان السعودية مستعدة لمغامرة كبيرة في لبنان اذا شعرت بأنها في حال حصار اضافية. ولمست ان السعودية لا تريد سوى الرئيس سعد الحريري، وما حصل في اللقاء من حضور للرجل كان الرسالة الأبلغ إلي وإلى الآخرين، وانا لا اريد ان اساعد اي تيار يريد دفع السعودية الى مواجهة مع ايران في لبنان».

وشرح سليمان أبعاد دفاعه عن السعودية، رداً على ما قاله السيد نصر الله بالقول: «أردت ان اقول للسعودية ان ما يقوله السيد حسن يعبر عن رأي فريق، ولا يعبر عن رأي الدولة، ولا عن رأي كل اللبنانيين، واردت ان اقول اكثر، إنه إذا كان السيد نصر الله مستعداً لمواجهة من هذا النوع مع السعودية، فان باقي لبنان غير مستعد، وغير راغب في هذه المواجهة».

وتابع سليمان: «اعرف ان مواجهة ايرانية ـــ سعودية في لبنان تعني اندلاع حرب سنية ـــ شيعية قاسية. وانا بصفتي امثل المسيحيين داخل السلطة، اعرف ان المسيحيين في هذه الحال سوف يكونون أمام خيارين: إما اللجوء الى قوة خارجية تحميهم وتسمح لهم بدولة خاصة وهو أمر مستحيل، وإما الهجرة، وهذه تعني مقتل لبنان. وفي هذه النقطة، على حزب الله ان يعرف ان مصلحته ومصلحة الشيعة تكمن في بقاء المسيحيين، لا في خروجهم، لأنه إذا نشبت الفتنة السنية ـــ الشيعية فسوف يكون حزب الله في مواجهة ليس سنّة لبنان فحسب، بل سيواجه اللاجئين الفلسطينيين بوصفهم سنّة، كما سيواجه مليون نازح سوري في لبنان، لأن غالبيتهم من السنّة أيضاً، كما سيُرسَل عشرات الالوف من المتطرفين السنّة لمقاتلة حزب الله في لبنان، وهذا لن يكون لا في مصلحة الحزب ولا في مصلحة لبنان، ولا في مصلحة المسيحيين».

وقال سليمان: «إن كل ما يقوم به تجاه السعودية يستهدف منعها من الذهاب نحو قرار المواجهة الشاملة، وانا اعني ما أقول، بأن في السعودية اليوم من يمكنه التعايش مع الشيطان ولا يقدر على تحمل حزب الله. ثم علينا ان نفهم، انه في حال أن الغرب لا يريد نقل الأزمة السورية الى لبنان، فهو لن يمانع نقل المعركة اذا كانت نتيجتها التخلص من حزب الله».

وتابع: «لقد قلت بصراحة للمسؤولين في السعودية، إن دور حزب الله في سوريا ليس موجها ضدكم، وإنه، أي الحزب، لا يريد الدخول معكم في معركة، وهو يدفع اليوم من رصيده العام من جراء تورطه في الازمة السورية، وانا ارى انه يمكنكم التعايش معه، ولا مصلحة لأحد بنقل المعركة معه الى داخل لبنان».

وعن تصوره للحل في هذه الحال، قال سليمان: «أنا انظر حولي، فأجد نفسي محاصراً بجبهة يقودها الرئيس سعد الحريري، ومن خلفه السعودية، وبجبهة أخرى يقودها حزب الله ومن خلفه سوريا وايران، وانا ارى انني الاكثر خبرة في ابقاء الامور هادئة نسبيا، واقدر على منع الانفجار، لذلك، بت اخاف على لبنان من الفراغ الرئاسي، كما اخاف اكثر على لبنان إن جرى انتخاب رئيس لا يملك الخبرة الكافية لمواجهة الاستحقاقات الداهمة».

وردا على سؤال مباشر عن الخطوة المقبلة، قال سليمان: «لن أخجل في ان اقول إن على الغرب وعلى العرب، وعلى حزب الله خصوصاً، الاسراع في اجراءات تضمن عدم حصول فراغ في الرئاسة، من خلال التمديد، ويجب ان يجري الامر سريعا. وفي حال عدم حصول ذلك، فسوف اكون امام خيار آخر، لأن الحكومة الحالية هي في نهاية المطاف حكومة حزب الله، ولا اقدر على تركها تحكم البلاد. وانا اقول بصراحة، إنني سأجد نفسي مضطرا إلى الموافقة على مقترح الرئيس سلام بتأليف حكومة غير سياسية، وهدفي هو ارضاء السعودية، لأنه إذا خرجت وحصل فراغ في الرئاسة وبقيت حكومة ميقاتي لتحكم البلاد، فان السعودية سوف تثور، وربما يدفعها الامر نحو خطوات ليست في مصلحة لبنان، واذا ما ألّفت الحكومة بموافقتها، فهذا يعني ان في لبنان ما تخاف السعودية عليه، وهذا سيجنب لبنان الكارثة».

وختم سليمان بالقول: «الوقت ضيق، والازمة شديدة التفاقم، والمطلوب خطوات سريعة».

 

ملاحظة: من المتوقع أن يلجأ الرئيس (أو دوائره) اليوم الى نفي هذه المعلومات، لكنّ «الأخبار» تتمسك بصحتها.

  • فريق ماسة
  • 2013-12-13
  • 10064
  • من الأرشيف

سليمان: احذروا غضب السعودية... بالتمديد

بات التمديد هاجس الرئيس ميشال سليمان بذريعة الخوف من تفجير الأوضاع إذا تسلمت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الحكم بعد انتهاء ولايته، ولم تجر انتخابات رئاسية وهذا ما لا تقبله السعودية في خطوة غير مفاجئة تلقت المرجعيات البارزة في فريق 8 اذار، رسالة عن لسان رئيس الجمهورية ميشال سليمان، يطلب فيها التمديد له لنصف ولاية على الاقل، وان يجري ذلك باكراً. وحذر في المقابل من انه لن يسلم البلاد الى حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، وانه يفضل الموافقة على تشكيلة حكومة تكنوقراط مقدمة من الرئيس المكلف تمام سلام، حتى لو لم تحظ باجماع القوى السياسية. وكان سليمان قد استقبل ضيفا قريبا من مرجعيات 8 آذار، وقدم أمامه مطالعة دفاعية عن مواقفه بشأن سوريا والسعودية، عارضا تصوره للمرحلة المقبلة داخليا. قال سليمان لضيفه إنه يعرف موقعه المحايد منذ توليه منصب رئاسة الجمهورية. وهو مستمر في موقعه هذا برغم كل ما يقال عنه. وانه سيظل محايدا من الازمة السورية حتى لو ادى ذلك الى «تحامل البعض عليه». واوضح انه عندما «فرضت علينا التطورات تأليف حكومة برئاسة ميقاتي، ولم تتضمن تمثيلا مباشرا لفريق 14 آذار، عملت بقوة لأجل أن يكون لهذا الفريق صوته داخل الحكومة، ومنعت بقوة كل عمل انتقامي، وأصررت على بقاء التواصل مع جميع القوى من دون استثناء». وبعد استقالة الحكومة الحالية، يضيف سليمان، وجدت انه «لا مجال تحت اي ظرف لأن نؤلف حكومة من طرف واحد مهما كلف الثمن، حتى لو استمر الفراغ». وكشف أن الرئيس المكلف «حمل الي صيغة حكومية من غير السياسيين. لم أمانع المبدأ، لكن وصلتني مواقف رافضة من التيار الوطني الحر وباقي قوى 8 اذار، وعندها طلبت من الرئيس سلام التريث، ثم عاد وأتى قائلا إنه لا يمكن الاستمرار في هذه الحال، وانه يريد تأليف حكومة ولو عُدّت حكومة أمر واقع، فعدت وأبلغته رفضي، لانني لا اريد حكومة تقسم البلاد، ولا اريد تغطية اية خطوة من شأنها استدراج حزب الله الى استخدام سلاحه مجددا في الداخل». وتابع سليمان أمام الزائر: «أعرف كما يعرف الجميع ان تأليف الحكومة يحتاج إلى دعم مباشر من السعودية، لذلك طلبت زيارة الرياض، وعندما أجّل الموعد فهمت انه ليس هناك جاهزية للبحث، لكن عندما تحدد الموعد من جديد، ذهبت وفي بالي الخروج بمناخ يساعد على تأليف حكومة وفاق وطني، لكنني لم أجد الأمور ملائمة تماما». واضاف: «لكن ما آلمني، هو ان الحملة انطلقت ضدي بمجرد ان زرت السعودية، ولجأ البعض الى تخويني، وشُنت ضدي حملات اعلامية وسياسية من جانب فريق 8 اذار، وادركت المخاطر اكثر عندما اطلق الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله موقفا لافتاً، متهما السعودية بالوقوف وراء تفجيرات في لبنان». وأردف: «اريد ان اكون واضحا في هذا السياق، ربما يكون السيد حسن على معرفة بمعلومات ووقائع دفعته الى اعلان ما قاله، لكنني اعرف اكثر ان السعودية تمر الآن في وضع دقيق للغاية، وهي في حال القوي الجريح، الذي يكن حقدا هائلا وغير متوقع على ايران و حزب الله، وتلقيت معلومات من الغرب ومن عدد من الدول العربية، تحذرني من ان السعودية مستعدة لمغامرة كبيرة في لبنان اذا شعرت بأنها في حال حصار اضافية. ولمست ان السعودية لا تريد سوى الرئيس سعد الحريري، وما حصل في اللقاء من حضور للرجل كان الرسالة الأبلغ إلي وإلى الآخرين، وانا لا اريد ان اساعد اي تيار يريد دفع السعودية الى مواجهة مع ايران في لبنان». وشرح سليمان أبعاد دفاعه عن السعودية، رداً على ما قاله السيد نصر الله بالقول: «أردت ان اقول للسعودية ان ما يقوله السيد حسن يعبر عن رأي فريق، ولا يعبر عن رأي الدولة، ولا عن رأي كل اللبنانيين، واردت ان اقول اكثر، إنه إذا كان السيد نصر الله مستعداً لمواجهة من هذا النوع مع السعودية، فان باقي لبنان غير مستعد، وغير راغب في هذه المواجهة». وتابع سليمان: «اعرف ان مواجهة ايرانية ـــ سعودية في لبنان تعني اندلاع حرب سنية ـــ شيعية قاسية. وانا بصفتي امثل المسيحيين داخل السلطة، اعرف ان المسيحيين في هذه الحال سوف يكونون أمام خيارين: إما اللجوء الى قوة خارجية تحميهم وتسمح لهم بدولة خاصة وهو أمر مستحيل، وإما الهجرة، وهذه تعني مقتل لبنان. وفي هذه النقطة، على حزب الله ان يعرف ان مصلحته ومصلحة الشيعة تكمن في بقاء المسيحيين، لا في خروجهم، لأنه إذا نشبت الفتنة السنية ـــ الشيعية فسوف يكون حزب الله في مواجهة ليس سنّة لبنان فحسب، بل سيواجه اللاجئين الفلسطينيين بوصفهم سنّة، كما سيواجه مليون نازح سوري في لبنان، لأن غالبيتهم من السنّة أيضاً، كما سيُرسَل عشرات الالوف من المتطرفين السنّة لمقاتلة حزب الله في لبنان، وهذا لن يكون لا في مصلحة الحزب ولا في مصلحة لبنان، ولا في مصلحة المسيحيين». وقال سليمان: «إن كل ما يقوم به تجاه السعودية يستهدف منعها من الذهاب نحو قرار المواجهة الشاملة، وانا اعني ما أقول، بأن في السعودية اليوم من يمكنه التعايش مع الشيطان ولا يقدر على تحمل حزب الله. ثم علينا ان نفهم، انه في حال أن الغرب لا يريد نقل الأزمة السورية الى لبنان، فهو لن يمانع نقل المعركة اذا كانت نتيجتها التخلص من حزب الله». وتابع: «لقد قلت بصراحة للمسؤولين في السعودية، إن دور حزب الله في سوريا ليس موجها ضدكم، وإنه، أي الحزب، لا يريد الدخول معكم في معركة، وهو يدفع اليوم من رصيده العام من جراء تورطه في الازمة السورية، وانا ارى انه يمكنكم التعايش معه، ولا مصلحة لأحد بنقل المعركة معه الى داخل لبنان». وعن تصوره للحل في هذه الحال، قال سليمان: «أنا انظر حولي، فأجد نفسي محاصراً بجبهة يقودها الرئيس سعد الحريري، ومن خلفه السعودية، وبجبهة أخرى يقودها حزب الله ومن خلفه سوريا وايران، وانا ارى انني الاكثر خبرة في ابقاء الامور هادئة نسبيا، واقدر على منع الانفجار، لذلك، بت اخاف على لبنان من الفراغ الرئاسي، كما اخاف اكثر على لبنان إن جرى انتخاب رئيس لا يملك الخبرة الكافية لمواجهة الاستحقاقات الداهمة». وردا على سؤال مباشر عن الخطوة المقبلة، قال سليمان: «لن أخجل في ان اقول إن على الغرب وعلى العرب، وعلى حزب الله خصوصاً، الاسراع في اجراءات تضمن عدم حصول فراغ في الرئاسة، من خلال التمديد، ويجب ان يجري الامر سريعا. وفي حال عدم حصول ذلك، فسوف اكون امام خيار آخر، لأن الحكومة الحالية هي في نهاية المطاف حكومة حزب الله، ولا اقدر على تركها تحكم البلاد. وانا اقول بصراحة، إنني سأجد نفسي مضطرا إلى الموافقة على مقترح الرئيس سلام بتأليف حكومة غير سياسية، وهدفي هو ارضاء السعودية، لأنه إذا خرجت وحصل فراغ في الرئاسة وبقيت حكومة ميقاتي لتحكم البلاد، فان السعودية سوف تثور، وربما يدفعها الامر نحو خطوات ليست في مصلحة لبنان، واذا ما ألّفت الحكومة بموافقتها، فهذا يعني ان في لبنان ما تخاف السعودية عليه، وهذا سيجنب لبنان الكارثة». وختم سليمان بالقول: «الوقت ضيق، والازمة شديدة التفاقم، والمطلوب خطوات سريعة».   ملاحظة: من المتوقع أن يلجأ الرئيس (أو دوائره) اليوم الى نفي هذه المعلومات، لكنّ «الأخبار» تتمسك بصحتها.

المصدر : الأخبار


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة