دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
أشار رئيس الحكومة المكلف تمام سلام إلى انه "إذا كان هناك من فرصة لتشكيل حكومة، فهي من خلال شخصية معتدلة ووطنية وشفافة، ليست شخصية متهورة ومغامرة، إنما حرصها على الوطن وتقدمه يفوق كل شيء آخر، وما زال هناك أناس متفائلون، وفي المقابل هناك قوى سياسية تتناحر وتتبارز ليلا ونهارا، ولا تقف عند شيء في هذا التناحر أو المبارزة، وهذا هو الأمر الذي يقلق الناس"، لافتاً إلى ان "بعض إستفتاءات الرأي تجد أن نسبة تحميل الناس مسؤولية عرقلة تأليف الحكومة لغير الرئيس المكلف هي عالية جدا، وهذا ما يمنعه من التنازل عن الأمانة، أو أن يغامر بها ويجعله يصبر ويتمسك بهذا التكليف الذي قام على شبه إجماع والذي أعطى أملا للبلد بأن الأمور تسير بشكل إيجابي، لكن تبين فيما بعد أن النزاع السياسي ما زال قويا"، مضيفاً: "وعندما طرأت عليه عوامل من العيار الثقيل خارجيا، مثال تورط قوى سياسية كبيرة في البلد في الحرب السورية بشكل كبير ومستمر ومتفاقم، أخل بالتوازنات الداخلية بشكل مباشر، خصوصا أنه إذا كان هناك مآخذ على تورط بعض الأشخاص أو المجموعات، فهذا تورط عفوي وعلى مستوى ضعيف، وقد دفعوا ثمنه لأنهم غير مهيئين ولا محميين من أي جهة، أما هذا الآخر الذي ورط نفسه بهذا الاستحقاق فهو يورط بلدا بكامله"، قائلاً: "كل هذا لم يساعد حتى اليوم في تسهيل تشكيل حكومة، رغم المرونة التي تحليت بها في الثمانية أشهر الماضية".
وفي حديث صحافي، أشار إلى انه "لا يجد تعاونا من القوى السياسية، لكن هناك تعاونا كبيرا من قبل رئيس الجمهورية ميشال سليمان، وهذا عامل مهم جدا، لأنه إذا كانت العلاقة بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف معطلة أو غير مريحة سوف يكن الأمر أسوأ بكثير"، قائلاً: "ان مواكبة رئيس الجمهورية لي في عملية التأليف يساعد كثيراً"، مضيفاً: "كلما اقتربنا من الاستحقاق الرئاسي وتأخرنا في تشكيل الحكومة ستتعثر الأمور أكثر وتصعب أكثر"، قائلاً: "كنا نعول على أن الاتفاق الإقليمي - الدولي بين إيران والولايات المتحدة والدول الكبرى، سوف يشكل مدخلا لبعض الهدوء أو بعض الاستقرار والتخفيف من التشنجات الموجودة في المنطقة التي تتمثل في الصراع القائم في سوريا، كنا نأمل في ذلك لكن سمعنا كلاما في الأيام الماضية ليس في هذا الاتجاه".
كما شدد على انه "لا يمكن بناء وطن عبر مواقف إملائية ومواقف استعلائية واستكبارية ولو كان هذا الفريق منتصرا، إذ ان هذا الأمر لا يفيد في لبنان، والرهان على ذلك من أي فئة في مواجهة فئة أخرى إن كانت سياسية أو دينية أو عقائدية، لم ينفع في الماضي وتعلمنا ودفعنا الثمن غاليا ولم نصل إلى نتائج إيجابية"، واصفاً مهمته في الوقت الراهن بـ"المهمة الصعبة، والمعقدة وتكاد تكون شبه مستحيلة في هذا الوقت، ويمكن أن يضطرني ذلك في وقت ما أو لحظة ما إلى اتخاذ خيار ما في اتجاه ما، انسجاما مع شفافيتي وأخلاقي وقناعتي ووطنيتي، الأمر غير مريح بتاتا".
ورأى سلام ان "خيارَي إعتذاره عن تأليف الحكومة، أو تأليف حكومة تسمى بحكومة الأمر الواقع، هما خياران مران"، قائلاً: "الخيار الأقرب إلي، هو أن يكون هناك تأليف الحكومة"، متسائلاً: "إلى متى يمكن إضعاف الدولة والشرعية والمؤسسات الرسمية، وخصوصا مؤسسات الحكم، مثل الحكومة ومجلس النواب المشلول؟، هذه ليست المرة الأولى التي يمر بها لبنان في هكذا ظروف صعبة، ودفع فيها أثمانا غالية في الماضي، وأصبح في آخر الدول بدلا من أن يكون في أول الدول"، معتبراً ان "عملية تهميش مؤسسات الدولة الرسمية أو مؤسسات الحكم في لبنان، هي نتيجة الصراع بين القوى السياسية".
وإعتبر ان "الحل يكمن في تحقيق تفاهم بالحد الأدنى بين القيادات السياسية في البلد المسؤولة عن الموقف والخطاب والمنهج السياسي بما تمثله وتوظيف كل ذلك بمحاولات التقارب ووضع الكثير من الأمور الشائكة والمعقدة خارج الصراع"، قائلاً: "المدخل العملي هو الحوار بين القوى السياسية، وهذا أمر يجب أن يقر ويعمل به الجميع وهو الحوار من دون شروط مسبقة ولا هيمنة أو تفلت"، لافتاً إلى ان "الابتعاد عما يحصل في سوريا وتحييد لبنان هو المدخل لأي حكومة".
وعن قتال حزب الله في سوريا، قال سلام: "كلنا ندرك أهمية أن يوجه السلاح في الاتجاه الصحيح، كذلك لا بد لي أن أقول، إنه عندما يشار إلى المقاومة، فهي مقاومة أبناء الأرض التي احتلت واستبيحت وانتهكت، هذه أرض لكل اللبنانيين وليست فقط للمقيم عليها والمقاومة لكل اللبنانيين، في عام 2006 عندما اجتاحت إسرائيل لبنان، كل لبنان قاوم ودفع الثمن بكل فئاته وطوائفه من دون تردد وهذا الذي يجب الحرص عليه، وعندما نتحدث عن مقاومة، نتحدث عن بلد مقاوم، ليس عن فئة أو طائفة مقاومة، ويجب العمل في هذا الاتجاه في كل الوسائل والطرق إن كان داخليا أو خارجيا وإذا كان هناك دعم وتعزيز للمقاومة، فهي مقاومة كل لبنان"، لافتاً إلى ان "لبنان القوي المعافى هو الذي يقاوم وليس الضعيف المشتت، وما فشلت إسرائيل في تحقيقه في حرب 2006، نجحت في تحقيقه بعد الحرب، في إيقاع الشرخ بين اللبنانيين وانقسامهم وإضعاف الوحدة الوطنية، لم تتمكن منه قبل الحرب لكن نجحت في تحقيقه بعد الحرب".
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة