بعد الجولات المكوكية لوزير الخارجية الأميركي جون كيري والفريق المخضرم في وزارته على دول منطقة الشرق الأوسط، وعلى وجه الخصوص تلك التي أعقبت التراجع الأميركي الغربي عن شنّ حرب عسكرية ضد سوريا،

انتقلت واشنطن من سياسة التداول والنصيحة الى مرحلة التحذير من الخطر المتعاظم من «الإرهاب التكفيري»، والذي ستكون ساحته الطبيعية وملعبه المقبل الدول الأوروبية ليعم لاحقاً العالم.

التحذيرات الأميركية تستند الى تقاطع كبير في المعلومات لدى أجهزة الاستخبارات لديها مع مجهود ضخم لأجهزة استخبارات دولية، كلها صبّت في خانة «أن الجنون قد بلغ من البعض في الشرق الأوسط بأن ظنّ نفسه أن باستطاعته تحريك العالم وفق رغباته، مستندا الى مال وفير وتكفيريين يتزايد عددهم، وبتحالف يعتبره تلقائياً وطبيعياً مع أصحاب الفكر المتطرف في الإدارة الاسرائيلية، والذين يقبضون أيضا بوسائل مختلفة على القرار الإسرائيلي».

ما هي الرسالة التي أبلغتها الولايات المتحدة الأميركية الى حلفائها؟

يكشف مصدر ديبلوماسي مخضرم لـ«السفير» أن «واشنطن، عبر ديبلوماسيتها، أبلغت الى حلفائها في المنطقة، من عرب وغير عرب وبمن فيهم الأوروبيون، كما أطلعت الجانبين الروسي والصيني، رسالة تتضمن ست نقاط، فحواها الآتي:

1- وقف الدعم الأميركي السياسي واللوجستي والأمني لكل أشكال المعارضة السورية المسلحة، لأنها تعتبرها تكفيرية إرهابية.

2- اقتناع واشنطن بالتحالف مع روسيا والصين لمواجهة الإرهاب التكفيري الذي بات يشكل خطراً على الأمن القومي العالمي.

3- لا نية لواشنطن بمحاربة النظام السوري أو إسقاطه بعد الآن، والخيار للشعب السوري بإرادته الذاتية في تحديد مساره الديموقراطي لتأمين تداول السلطة.

4- الولايات المتحدة الأميركية تدعم جهود الرئيس السوري بشار الأسد في إقرار إصلاحات من داخل النظام في سوريا.

 

5- واشنطن تدعم عمليات الجيش النظامي السوري في حربه على الجماعات التكفيرية الإرهابية المتطرفة.

6- أميركا تريد من حلفائها، لا سيما الأوروبيين منهم وفي مقدمهم فرنسا، السير في ركابها، خصوصاً أنها تعتبر أن أوروبا ستكون المتضرر الأول والأكبر من الإرهاب التكفيري، بحكم وجود الملايين من المسلمين في أوروبا».

ويوضح المصدر «أن دولا أساسية في المنطقة والعالم، مثل بريطانيا أوروبياً وتركيا إقليمياً، غيّرت كلياً من بوصلة حركتها وتوجهاتها تجاه الأزمة السورية، وبدأت عملياً ترجمة أقوالها الى أفعال في ما خص خيار الحل السلمي، من خلال العمل على ضبط تسرب التكفيريين الى سوريا من كل أصقاع العالم، ما يعني إقفال الحدود التركية أمام هؤلاء بعدما تحولت لأكثر من سنتين الى ممر ومنطلق لكل المسلحين ومن كل الجنسيات الذين قدموا الى سوريا، كما أن هناك تنسيقا مع دول إسلامية أساسية، وتحديداً على الصعيد الأمني، لمواجهة الخطر التكفيري الإرهابي، تطبيقاً لقناعة أميركية مفادها أن مواجهة هذا الخطر تحتاج إلى جهد عالمي لا يستثني أحداً».

ويلفت المصدر الى أن «المواقف التي سارعت الى إدانة التفجير الإرهابي المزدوج الذي استهدف السفارة الإيرانية في بيروت، لا سيما الأوروبية منها، وتحديداً الموقف البريطاني المعبّر، جاءت في أعقاب هذه الرسالة. كما أن الاستنكار السعودي، ولو جاء متأخراً، يأتي أيضاً في أعقاب تبلغ الرسالة الأميركية».

ويشير المصدر الى أن «ما جرى تداوله عن قرار بالتغيير في السعودية بأمر أميركي هو مطابق للحقيقة كلياً، وأن هذا التغيير الذي حدده الأميركيون لا يعني توريث الأبناء من الجيل الثاني أو الثالث بل من الجيل الرابع وأكثر، أي الشباب ومن هم في مقتبل العمر، لكي تكون هناك قدرة على التفاهم معهم، وهذا ما دفع فريق الصقور في الحكم السعودي الى التصرف بانفعال لأنهم يرفضون التغيير المرتقب».

  • فريق ماسة
  • 2013-12-07
  • 9789
  • من الأرشيف

رسالة النقاط الست الأميركية : محاربة «الإرهاب التكفيري»

بعد الجولات المكوكية لوزير الخارجية الأميركي جون كيري والفريق المخضرم في وزارته على دول منطقة الشرق الأوسط، وعلى وجه الخصوص تلك التي أعقبت التراجع الأميركي الغربي عن شنّ حرب عسكرية ضد سوريا، انتقلت واشنطن من سياسة التداول والنصيحة الى مرحلة التحذير من الخطر المتعاظم من «الإرهاب التكفيري»، والذي ستكون ساحته الطبيعية وملعبه المقبل الدول الأوروبية ليعم لاحقاً العالم. التحذيرات الأميركية تستند الى تقاطع كبير في المعلومات لدى أجهزة الاستخبارات لديها مع مجهود ضخم لأجهزة استخبارات دولية، كلها صبّت في خانة «أن الجنون قد بلغ من البعض في الشرق الأوسط بأن ظنّ نفسه أن باستطاعته تحريك العالم وفق رغباته، مستندا الى مال وفير وتكفيريين يتزايد عددهم، وبتحالف يعتبره تلقائياً وطبيعياً مع أصحاب الفكر المتطرف في الإدارة الاسرائيلية، والذين يقبضون أيضا بوسائل مختلفة على القرار الإسرائيلي». ما هي الرسالة التي أبلغتها الولايات المتحدة الأميركية الى حلفائها؟ يكشف مصدر ديبلوماسي مخضرم لـ«السفير» أن «واشنطن، عبر ديبلوماسيتها، أبلغت الى حلفائها في المنطقة، من عرب وغير عرب وبمن فيهم الأوروبيون، كما أطلعت الجانبين الروسي والصيني، رسالة تتضمن ست نقاط، فحواها الآتي: 1- وقف الدعم الأميركي السياسي واللوجستي والأمني لكل أشكال المعارضة السورية المسلحة، لأنها تعتبرها تكفيرية إرهابية. 2- اقتناع واشنطن بالتحالف مع روسيا والصين لمواجهة الإرهاب التكفيري الذي بات يشكل خطراً على الأمن القومي العالمي. 3- لا نية لواشنطن بمحاربة النظام السوري أو إسقاطه بعد الآن، والخيار للشعب السوري بإرادته الذاتية في تحديد مساره الديموقراطي لتأمين تداول السلطة. 4- الولايات المتحدة الأميركية تدعم جهود الرئيس السوري بشار الأسد في إقرار إصلاحات من داخل النظام في سوريا.   5- واشنطن تدعم عمليات الجيش النظامي السوري في حربه على الجماعات التكفيرية الإرهابية المتطرفة. 6- أميركا تريد من حلفائها، لا سيما الأوروبيين منهم وفي مقدمهم فرنسا، السير في ركابها، خصوصاً أنها تعتبر أن أوروبا ستكون المتضرر الأول والأكبر من الإرهاب التكفيري، بحكم وجود الملايين من المسلمين في أوروبا». ويوضح المصدر «أن دولا أساسية في المنطقة والعالم، مثل بريطانيا أوروبياً وتركيا إقليمياً، غيّرت كلياً من بوصلة حركتها وتوجهاتها تجاه الأزمة السورية، وبدأت عملياً ترجمة أقوالها الى أفعال في ما خص خيار الحل السلمي، من خلال العمل على ضبط تسرب التكفيريين الى سوريا من كل أصقاع العالم، ما يعني إقفال الحدود التركية أمام هؤلاء بعدما تحولت لأكثر من سنتين الى ممر ومنطلق لكل المسلحين ومن كل الجنسيات الذين قدموا الى سوريا، كما أن هناك تنسيقا مع دول إسلامية أساسية، وتحديداً على الصعيد الأمني، لمواجهة الخطر التكفيري الإرهابي، تطبيقاً لقناعة أميركية مفادها أن مواجهة هذا الخطر تحتاج إلى جهد عالمي لا يستثني أحداً». ويلفت المصدر الى أن «المواقف التي سارعت الى إدانة التفجير الإرهابي المزدوج الذي استهدف السفارة الإيرانية في بيروت، لا سيما الأوروبية منها، وتحديداً الموقف البريطاني المعبّر، جاءت في أعقاب هذه الرسالة. كما أن الاستنكار السعودي، ولو جاء متأخراً، يأتي أيضاً في أعقاب تبلغ الرسالة الأميركية». ويشير المصدر الى أن «ما جرى تداوله عن قرار بالتغيير في السعودية بأمر أميركي هو مطابق للحقيقة كلياً، وأن هذا التغيير الذي حدده الأميركيون لا يعني توريث الأبناء من الجيل الثاني أو الثالث بل من الجيل الرابع وأكثر، أي الشباب ومن هم في مقتبل العمر، لكي تكون هناك قدرة على التفاهم معهم، وهذا ما دفع فريق الصقور في الحكم السعودي الى التصرف بانفعال لأنهم يرفضون التغيير المرتقب».

المصدر : السفير/داود رمال


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة