ربما لم تكن التحولات التي طرأت على مسار الأزمة السورية لصالح الدولة فيها، على أهميتها، السبب الوحيد الذي دفع بالدوحة للسعي بكافة الوسائل الممكنة والمتاحة لإحياء خط التواصل مع طهران إلى بيروت فدمشق.

من المؤكد أن السبب المذكور شكّل دافعاً أساسياً خلف "إعادة التموضع" في السياسة القطرية والذي انعكس أولاً تغييراً في الوجوه الحاكمة (انتقال الحكم من حمد بن خليفة آل ثاني إلى نجله تميم)، أرجعته مصادر متعددة وقتها إلى قرار بانكفاء الدور القطري، وتفرّد المملكة العربية السعودية بإدارة الملفات الأساسية في المنطقة خصوصاً الملف السوري، لكن قرار وقف القطيعة مع إيران وحزب الله والنظام السوري يرجع، بحسب مصادر مطلعة، بشكل أساسي إلى تخوّف الدوحة من السياسة السعودية مؤخراً، تحديداً شخص رئيس الإستخبارات بندر بن سلطان الذي أكد أن باستطاعة بلاده محو قطر عن الخريطة، وقد وصلت هذه التهديدات إلى مسامع الأمير القطري الجديد، وقد أخذها على محمل الجد، بحسب ما صرّحت المصادر نفسها لموقع المنار.

منذ ذلك الوقت والعمل داخل أروقة السلطة في قطر يجري على قدم وساق لصياغة رسائل الود باتجاه طهران وحزب الله، وبالتالي فإن تلقف هؤلاء لهذه الرسائل كفيل بأن يكونوا بمثابة وسطاء بين الدوحة ودمشق، حيث الخلاف الكبير بسبب الدعم القطري المنقطع النظير للمجموعات المسلحة في سورية إضافة إلى الحملة الإعلامية ضد النظام والتي لا تزال مستمرة حتى الآن وإن بشكل أقل حدة.

السلطة الجديدة: وداعاً لسياسة حمد بن جاسم

اعتقد المحيطون بتميم بن حمد أن سياسة حمد بن جاسم تشكل خطراً على الأمن القومي بعيداً عن الأسباب الخارجية التي أدّت إلى هذا التحوّل، تؤكد مصادر إعلامية أن التغييرات على مستوى السلطة في قطر انعكس تغييراً على مستوى السياسة الخارجية والداخلية، حيث يعتقد آل العطية الذين شغلوا منصب وزارة الخارجية بشخص الوزير خالد العطية، أن "السياسة الخارجية لرئيس الوزراء السابق حمد بن جاسم تعرّض الأمن القومي القطري للخطر، وخصوصاً تحدي الدوحة للروس من خلال دعمهم للجماعات الأصولية ومنهم الشيشان"، بحسب الصحافي والمحلل السياسي ناصر شرارة.

لكن وصول تميم آل ثاني إلى الحكم حسم الصراع الدائر بين آل العطية، الذين يعتبرون على صلة بآل المسند، ورئيس الوزراء حمد بن جاسم الذي كان يعتبر الرجل الثاني في الإمارة، وبالتالي فقد لعب هؤلاء دوراً هاماً في إقناع الأمير الجديد "بإتباع ما قامت به تركيا سابقاً وهو ما سُمي بسياسة صفر مشاكل"، بحسب ما صرّح شرارة لموقع المنار، الذي لفت إلى أن لهذا التحوّل "علاقة وطيدة بالتغيير الطارئ على موقف واشنطن"، خصوصاً لجهة الإتصالات التي قامت بها الأخيرة بالإيرانيين، واعترافها بإيران كدولة نووية نتيجة الإتفاق الذي وُقع مؤخراً في جنيف.

 كل شيء من بوابة طهران، حيث العلاقات لم تنقطع بشكل نهائي حتى في أوج الخلاف القطري الإيراني، "حيث بقي التواصل مستمراً على أرفع المستويات"، بحسب الكاتب والباحث الإيراني محمد صادق الحسيني. وفي حديث لموقع المنار، أوضح الحسيني أن التواصل كان يتمّ أحياناً مع الأمير تميم بن حمد آل ثاني، وقد كان لا يزال ولياً للعهد آنذاك، "حيث كان يبدي اهتماماً خاصاً بالعلاقة مع إيران"، وهو ما يظهر في قيامه بمد الجسور مع إيران في الإتجاهات الإقتصادية والدبلوماسية والأمنية عند استلامه الحكم، بحسب الحسيني.

سريعاً، وصلت رسائل الود القطري إلى مسامع الإيرانيين، وكان القرار، بحسب الحسيني، تلقفها بشكل ايجابي، مما دفع القطريين إلى استخدام البوابة الإيرانية لقرع أبواب أخرى: سورية وحزب الله.

الدوحة تطلب من طهران التوسط لدى دمشق.. والأخيرة تتريث

يشكل الملف السوري حجر الأساس في مسار العلاقة بين الدوحة وطهران عبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، وصل الطلب القطري. فبحسب معلومات صرّح بها الحسيني، فقد اسرّ فابيوس لنظيره الإيراني محمد جواد ظريف برغبة الدوحة بإعادة العلاقات بشكل تدريجي مع النظام السوري، "وقد حمل الإيرانيون الرسالة إلى السوريين، مع وعود تتمثل بتخفيف الحملة الإعلامية التي تشنّها قناة الجزيرة القطرية ضد النظام، والمساهمة في إعادة بناء سورية، إضافة إلى تقليص حجم الدعم الموجه لبعض المجموعات المسلحة على الأراضي السورية، وخصوصاً تلك التي تعدّ الأكثر تطرفاً".

وفي السياق، أكد الحسيني أن القطريين قاموا مؤخراً "برفع الغطاء عن بعض المجموعات المسلحة، وتخفيف الدعم المالي عن مجموعات أخرى، إضافة لإغلاق معسكرات على الأراضي التركية كانت تقوم الدوحة بالإشراف عليها"، وذلك بالإتفاق مع الأتراك الذين هم جزء من هذه اللعبة، بحيث أن وزير الخارجية أحمد داود اوغلو قد لعب دوراً في التقريب بين القطريين والإيرانيين لاعتقاده أنه خسر الرهان في سورية، وأنه لا بد من مواكبة ما يحدث على صعيد العلاقة بين طهران وواشنطن، كما قال الحسيني. ويتقاطع ذلك مع التصريحات التي أدلى بها اوغلو مؤخراً عقب لقائه نظيره الإيراني، بأنه يجب الإسراع إلى تطبيق وقف إطلاق النار في سورية قبل انعقاد جنيف 2.

سورياً، لم تسارع الرئاسة إلى فتح باب الود تجاه المبادرة القطرية، فحتى اللحظة لم يأت الجواب الحاسم من قبل السوريين، فقد رد الرئيس السوري بشار الأسد عبر الإيرانيين، بأن "الأمر يتعلق بعامين من المشاركة القطرية بسفك الدم السوري، فهل يكون الشعب على استعداد لتقبل فتح صفحة جديدة مع شريك أساسي في ضخ السلاح والجهاديين إلى سورية؟"، حسبما أكد الحسيني.

صفقة أعزاز: نقطة التحول الأساس في العلاقة

المختطفون اللبنانيون في أعزاز وفي إطار سياسة "إعادة التموضع" المتخذة من قبل الدوحة، أتت صفقة إطلاق سراح المختطفين اللبنانيين في اعزاز، والتي كما بات معلوماً أن القطريين لعبوا دوراً أساسياً في انجازها بنجاح، لتشكل حدثاً مفصلياً على طريق فتح طريق التواصل مع الإيرانيين وحزب الله بشكل أساسي، الذي كان بدوره وسيطاً بين الدوحة ودمشق، حيث كان هناك تمني قطري بإطلاق سراح معتقلات في السجون السورية مقابل المختطفين اللبنانيين، وقد ضمن حزب الله ذلك بالرغم من رفض سورية ذلك في البدء، حسب مصادر إعلامية. ولفت شرارة لموقعنا أن خالد العطية كان عراب صفقة أعزاز، وهو من ضغط على الأتراك بدايةً لإتمام الصفقة.

وتشير مصادر مطلعة إلى أن التواصل بين حزب الله وقطر لا زال مستمراً حتى الآن وبشكل مباشر. وقد أكد الباحث الإيراني محمد صادق الحسيني أن "التواصل بين قطر وحزب الله تمّ منذ البداية بشكل مباشر ودون وساطة ايرانية، خصوصاً أن طهران لم ترد أن تلعب هذا الدور بالرغم من تشجيعها لهذا التواصل، تحسباً من أن يجعلها ذلك جزءاً من لعبة التنافس السعودي القطري، وأن الأخيرة تريد منافسة الرياض في لبنان من بوابة العلاقة مع حزب الله".

وفي ما يخص ما تمّ ذكره سابقاً، عن تخوّف قطري من رسائل التهديد السعودية دفعت بالدوحة للمسارعة إلى التغيير في سياستها، يؤكد الصحافي والمحلل السياسي ناصر شرارة ذلك، مشيراً إلى أن "سعي قطر لفرض نفسها كدولة مؤثرة في محيطها خصوصاً في ظل حكم الحمدين، لم يرق للسعودية، وأن الأمير الجديد حاول الخروج من دائرة التحدي للمملكة، مع عدم التماهي معها بشكل كلي"، لكن قيام الأخيرة بقطع الدعم عن بعض المسلحين في سورية لصالح دعم الإخوان المسلمين هناك، أغضب المملكة وقد انعكس ذلك في التصريح الشهير لرئيس الإستخبارات بندر بن سلطان لصحيفة وول ستريت جورنال، قائلاً إن "قطر ليست سوى 300 شخص وقناة". وفي السياق، رأى شرارة أن "السعوديون لا يقفون كثيراً عند موضوع الحراك القطري، لأن السعودية دول قوية تستطيع قيادة الخليج نحو موقف موحد".

  • فريق ماسة
  • 2013-11-29
  • 12231
  • من الأرشيف

نريد العودة...الدوحة تطلب من طهران التوسط لدى دمشق.. والأخيرة تتريث

ربما لم تكن التحولات التي طرأت على مسار الأزمة السورية لصالح الدولة فيها، على أهميتها، السبب الوحيد الذي دفع بالدوحة للسعي بكافة الوسائل الممكنة والمتاحة لإحياء خط التواصل مع طهران إلى بيروت فدمشق. من المؤكد أن السبب المذكور شكّل دافعاً أساسياً خلف "إعادة التموضع" في السياسة القطرية والذي انعكس أولاً تغييراً في الوجوه الحاكمة (انتقال الحكم من حمد بن خليفة آل ثاني إلى نجله تميم)، أرجعته مصادر متعددة وقتها إلى قرار بانكفاء الدور القطري، وتفرّد المملكة العربية السعودية بإدارة الملفات الأساسية في المنطقة خصوصاً الملف السوري، لكن قرار وقف القطيعة مع إيران وحزب الله والنظام السوري يرجع، بحسب مصادر مطلعة، بشكل أساسي إلى تخوّف الدوحة من السياسة السعودية مؤخراً، تحديداً شخص رئيس الإستخبارات بندر بن سلطان الذي أكد أن باستطاعة بلاده محو قطر عن الخريطة، وقد وصلت هذه التهديدات إلى مسامع الأمير القطري الجديد، وقد أخذها على محمل الجد، بحسب ما صرّحت المصادر نفسها لموقع المنار. منذ ذلك الوقت والعمل داخل أروقة السلطة في قطر يجري على قدم وساق لصياغة رسائل الود باتجاه طهران وحزب الله، وبالتالي فإن تلقف هؤلاء لهذه الرسائل كفيل بأن يكونوا بمثابة وسطاء بين الدوحة ودمشق، حيث الخلاف الكبير بسبب الدعم القطري المنقطع النظير للمجموعات المسلحة في سورية إضافة إلى الحملة الإعلامية ضد النظام والتي لا تزال مستمرة حتى الآن وإن بشكل أقل حدة. السلطة الجديدة: وداعاً لسياسة حمد بن جاسم اعتقد المحيطون بتميم بن حمد أن سياسة حمد بن جاسم تشكل خطراً على الأمن القومي بعيداً عن الأسباب الخارجية التي أدّت إلى هذا التحوّل، تؤكد مصادر إعلامية أن التغييرات على مستوى السلطة في قطر انعكس تغييراً على مستوى السياسة الخارجية والداخلية، حيث يعتقد آل العطية الذين شغلوا منصب وزارة الخارجية بشخص الوزير خالد العطية، أن "السياسة الخارجية لرئيس الوزراء السابق حمد بن جاسم تعرّض الأمن القومي القطري للخطر، وخصوصاً تحدي الدوحة للروس من خلال دعمهم للجماعات الأصولية ومنهم الشيشان"، بحسب الصحافي والمحلل السياسي ناصر شرارة. لكن وصول تميم آل ثاني إلى الحكم حسم الصراع الدائر بين آل العطية، الذين يعتبرون على صلة بآل المسند، ورئيس الوزراء حمد بن جاسم الذي كان يعتبر الرجل الثاني في الإمارة، وبالتالي فقد لعب هؤلاء دوراً هاماً في إقناع الأمير الجديد "بإتباع ما قامت به تركيا سابقاً وهو ما سُمي بسياسة صفر مشاكل"، بحسب ما صرّح شرارة لموقع المنار، الذي لفت إلى أن لهذا التحوّل "علاقة وطيدة بالتغيير الطارئ على موقف واشنطن"، خصوصاً لجهة الإتصالات التي قامت بها الأخيرة بالإيرانيين، واعترافها بإيران كدولة نووية نتيجة الإتفاق الذي وُقع مؤخراً في جنيف.  كل شيء من بوابة طهران، حيث العلاقات لم تنقطع بشكل نهائي حتى في أوج الخلاف القطري الإيراني، "حيث بقي التواصل مستمراً على أرفع المستويات"، بحسب الكاتب والباحث الإيراني محمد صادق الحسيني. وفي حديث لموقع المنار، أوضح الحسيني أن التواصل كان يتمّ أحياناً مع الأمير تميم بن حمد آل ثاني، وقد كان لا يزال ولياً للعهد آنذاك، "حيث كان يبدي اهتماماً خاصاً بالعلاقة مع إيران"، وهو ما يظهر في قيامه بمد الجسور مع إيران في الإتجاهات الإقتصادية والدبلوماسية والأمنية عند استلامه الحكم، بحسب الحسيني. سريعاً، وصلت رسائل الود القطري إلى مسامع الإيرانيين، وكان القرار، بحسب الحسيني، تلقفها بشكل ايجابي، مما دفع القطريين إلى استخدام البوابة الإيرانية لقرع أبواب أخرى: سورية وحزب الله. الدوحة تطلب من طهران التوسط لدى دمشق.. والأخيرة تتريث يشكل الملف السوري حجر الأساس في مسار العلاقة بين الدوحة وطهران عبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، وصل الطلب القطري. فبحسب معلومات صرّح بها الحسيني، فقد اسرّ فابيوس لنظيره الإيراني محمد جواد ظريف برغبة الدوحة بإعادة العلاقات بشكل تدريجي مع النظام السوري، "وقد حمل الإيرانيون الرسالة إلى السوريين، مع وعود تتمثل بتخفيف الحملة الإعلامية التي تشنّها قناة الجزيرة القطرية ضد النظام، والمساهمة في إعادة بناء سورية، إضافة إلى تقليص حجم الدعم الموجه لبعض المجموعات المسلحة على الأراضي السورية، وخصوصاً تلك التي تعدّ الأكثر تطرفاً". وفي السياق، أكد الحسيني أن القطريين قاموا مؤخراً "برفع الغطاء عن بعض المجموعات المسلحة، وتخفيف الدعم المالي عن مجموعات أخرى، إضافة لإغلاق معسكرات على الأراضي التركية كانت تقوم الدوحة بالإشراف عليها"، وذلك بالإتفاق مع الأتراك الذين هم جزء من هذه اللعبة، بحيث أن وزير الخارجية أحمد داود اوغلو قد لعب دوراً في التقريب بين القطريين والإيرانيين لاعتقاده أنه خسر الرهان في سورية، وأنه لا بد من مواكبة ما يحدث على صعيد العلاقة بين طهران وواشنطن، كما قال الحسيني. ويتقاطع ذلك مع التصريحات التي أدلى بها اوغلو مؤخراً عقب لقائه نظيره الإيراني، بأنه يجب الإسراع إلى تطبيق وقف إطلاق النار في سورية قبل انعقاد جنيف 2. سورياً، لم تسارع الرئاسة إلى فتح باب الود تجاه المبادرة القطرية، فحتى اللحظة لم يأت الجواب الحاسم من قبل السوريين، فقد رد الرئيس السوري بشار الأسد عبر الإيرانيين، بأن "الأمر يتعلق بعامين من المشاركة القطرية بسفك الدم السوري، فهل يكون الشعب على استعداد لتقبل فتح صفحة جديدة مع شريك أساسي في ضخ السلاح والجهاديين إلى سورية؟"، حسبما أكد الحسيني. صفقة أعزاز: نقطة التحول الأساس في العلاقة المختطفون اللبنانيون في أعزاز وفي إطار سياسة "إعادة التموضع" المتخذة من قبل الدوحة، أتت صفقة إطلاق سراح المختطفين اللبنانيين في اعزاز، والتي كما بات معلوماً أن القطريين لعبوا دوراً أساسياً في انجازها بنجاح، لتشكل حدثاً مفصلياً على طريق فتح طريق التواصل مع الإيرانيين وحزب الله بشكل أساسي، الذي كان بدوره وسيطاً بين الدوحة ودمشق، حيث كان هناك تمني قطري بإطلاق سراح معتقلات في السجون السورية مقابل المختطفين اللبنانيين، وقد ضمن حزب الله ذلك بالرغم من رفض سورية ذلك في البدء، حسب مصادر إعلامية. ولفت شرارة لموقعنا أن خالد العطية كان عراب صفقة أعزاز، وهو من ضغط على الأتراك بدايةً لإتمام الصفقة. وتشير مصادر مطلعة إلى أن التواصل بين حزب الله وقطر لا زال مستمراً حتى الآن وبشكل مباشر. وقد أكد الباحث الإيراني محمد صادق الحسيني أن "التواصل بين قطر وحزب الله تمّ منذ البداية بشكل مباشر ودون وساطة ايرانية، خصوصاً أن طهران لم ترد أن تلعب هذا الدور بالرغم من تشجيعها لهذا التواصل، تحسباً من أن يجعلها ذلك جزءاً من لعبة التنافس السعودي القطري، وأن الأخيرة تريد منافسة الرياض في لبنان من بوابة العلاقة مع حزب الله". وفي ما يخص ما تمّ ذكره سابقاً، عن تخوّف قطري من رسائل التهديد السعودية دفعت بالدوحة للمسارعة إلى التغيير في سياستها، يؤكد الصحافي والمحلل السياسي ناصر شرارة ذلك، مشيراً إلى أن "سعي قطر لفرض نفسها كدولة مؤثرة في محيطها خصوصاً في ظل حكم الحمدين، لم يرق للسعودية، وأن الأمير الجديد حاول الخروج من دائرة التحدي للمملكة، مع عدم التماهي معها بشكل كلي"، لكن قيام الأخيرة بقطع الدعم عن بعض المسلحين في سورية لصالح دعم الإخوان المسلمين هناك، أغضب المملكة وقد انعكس ذلك في التصريح الشهير لرئيس الإستخبارات بندر بن سلطان لصحيفة وول ستريت جورنال، قائلاً إن "قطر ليست سوى 300 شخص وقناة". وفي السياق، رأى شرارة أن "السعوديون لا يقفون كثيراً عند موضوع الحراك القطري، لأن السعودية دول قوية تستطيع قيادة الخليج نحو موقف موحد".

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة