أكد الفنان السوري بسام كوسا ان الدراما السورية توجد فيها سلبيات كغيرها, لافتاً أن عالم رأس المال يتحكم في الأعمال الفنية كافة, كما أن الرقابة الشعبية على الأعمال الدرامية أقسى من الرقابة الحكومية, حيث مهنة الفن من المهن الاشكالية.

وقال كوسا, في مؤتمر صحافي في الهيئة الملكية للأفلام, بعد الانتهاء من عرض مجموعة من الأفلام السورية, أنه لا توجد خطة إستراتيجية تسير عليها الدراما السورية في إشارة منه عدم رضاه عنها بصرف النظر عن الايجابيات, وإلى عدم تناول قضايا مطروحة بقوة على الساحة, رغم وجود جهتي انتاج عامة وخاصة في سوريا نتيجة الثورة الإنتاجية التي نشاهدها حاليا.

وأضاف أن الضخامة في الإنتاج أدخلت على المهنة فنانين وفنيين لا علاقة لهم في العمل الفني ما يؤدي إلى تدهور الحالة الدرامية, مشيراً أن في الانتاجات التلفزيونية يوجد رأسمال محلي وآخر من الخارج, ومن هنا يبدأ التحكم في العمل وفي اختيار أبطال العمل, رغم عدم معرفة المنتج من يصلح لهذا الدور ومن لا يصلح

وبين كوسا أن دخول رؤوس الأموال إلى عالم الإنتاج الدرامي ولّد لديهم شعورا بالعظمة قد يصل إلى أن يعتقد المنتج إنه عالمي.

وعن مسلسل "وراء الشمس" اعتبر كوسا في حديثه أن دوره عادي, وأنه يفتخر في جميع الأعمال التي شارك فيها ولا يميز عملا عن آخر, لافتاً أن الهدف من وراء دوره في العمل ليس الدهشة إنما إلقاء الضوء على بعض القضايا, مؤكداً في الوقت نفسه ان تميز أي عمل درامي وفني في الدهشة, ليكون لدى المشاهد رغبة في المتابعة لكن ليس دائما تحقق الأعمال الإبداعية هذه الرغبة. ورفض اعتبار الدهشة في الأعمال الدرامية وسيلة لتغييب العيوب, مشيراً أن أهمية الموضوع وحساسيته من الأساسيات الأبرز في العمل, وإنها من وجهة نظر نقدية. وشدد كوسا على أن الرقابة الشعبية أشد من الرقابة الرسمية, ولا يوجد حرية كافية في الأعمال ومهنة الفن كغيرها من المهن التي يوجد عليها رقابة, موضحاً أن نوعية الرقابة وسقفها أساس في الأعمال وحريتها.

وأشار كوسا انه من الممكن خلال رقابة الجمهور على الأعمال الدخول في متاهات كثيرة, ومنها, على سبيل المثال, التكفير, الحلال والحرام, شرقي وغربي, مشدداً على نقطة أساسية لا بد من أن يعرفها الجميع وهي الفرق بين حب الفنان واحترامه, مؤكداً أن المجتمع لديه حالة اشكالية في علاقته مع الفنان, حيث من الممكن أن يتقبل تاجراً فاسداً أو محامياً من دون اخلاق لكنه لا يتقبل الفنان في حالة تقدّم لخطبة فتاة.

وفيما يتعلق بتدخل المنتج في اختيار أبطال العمل, أوضح كوسا أن هذه القضية يواجهها جميع الفنانين في الوطن العربي حيث يوجد صراع دائم بين رأس المال والفكرة, وسيتغلب في النهاية رأس المال لافتاً أنه يحمل شعار "اربحوا المال ودعوا الفنانين يربحون قوة العمل وتميزه". واعتبر كوسا ان اسم الفنان أهم من اسم المخرج في الترويج للعمل, لكن يوجد قلة من المخرجين لهم اسماؤهم الرنانة في عالم الدراما, رافضاً مبدأ أن يكون المخرج الذي يروج اسم العمل في سورية بينما في مصر الفنان وشهرته هما اللذان يروجان للعمل, وقد استدركت, مصر حجم هذا الخطر الكبير. وعن رفض الفنانين المصريين دخول الفنانين السوريين على خط الأعمال المصرية, أكد كوسا أن بعضهم يرفض هذا المبدأ وليس الجميع لكي لا ينافسونهم بطولة الأعمال المنتجة

وأوضح أنه لا يوجد فرق في وقوف الفنان أمام الكاميرا في العمل الدرامي والسينما من الناحية التقنية لكن من المهم من يدير هذه التقنية ومدى درايته وإتقانه لها. ويعتقد كوسا أن رأس المال السبب في غياب الدراما في المغرب العربي, وأصبحت أغلب الأعمال في الشرق العربي رغم الإبداع والفن الموجود عندهم.

وأشار إلى أنه قد ينتقل فيما بعد للعمل في الإخراج والإنتاج لكن بعيداً عن الأعمال التلفزيونية, لافتا انه لا يوجد ممثل في الوطن العربي بشهرة عمر الشريف عربياً وعالميا.

 


  • فريق ماسة
  • 2010-09-03
  • 10603
  • من الأرشيف

بسام كوسا يكرم في الأردن

أكد الفنان السوري بسام كوسا ان الدراما السورية توجد فيها سلبيات كغيرها, لافتاً أن عالم رأس المال يتحكم في الأعمال الفنية كافة, كما أن الرقابة الشعبية على الأعمال الدرامية أقسى من الرقابة الحكومية, حيث مهنة الفن من المهن الاشكالية. وقال كوسا, في مؤتمر صحافي في الهيئة الملكية للأفلام, بعد الانتهاء من عرض مجموعة من الأفلام السورية, أنه لا توجد خطة إستراتيجية تسير عليها الدراما السورية في إشارة منه عدم رضاه عنها بصرف النظر عن الايجابيات, وإلى عدم تناول قضايا مطروحة بقوة على الساحة, رغم وجود جهتي انتاج عامة وخاصة في سوريا نتيجة الثورة الإنتاجية التي نشاهدها حاليا. وأضاف أن الضخامة في الإنتاج أدخلت على المهنة فنانين وفنيين لا علاقة لهم في العمل الفني ما يؤدي إلى تدهور الحالة الدرامية, مشيراً أن في الانتاجات التلفزيونية يوجد رأسمال محلي وآخر من الخارج, ومن هنا يبدأ التحكم في العمل وفي اختيار أبطال العمل, رغم عدم معرفة المنتج من يصلح لهذا الدور ومن لا يصلح وبين كوسا أن دخول رؤوس الأموال إلى عالم الإنتاج الدرامي ولّد لديهم شعورا بالعظمة قد يصل إلى أن يعتقد المنتج إنه عالمي. وعن مسلسل "وراء الشمس" اعتبر كوسا في حديثه أن دوره عادي, وأنه يفتخر في جميع الأعمال التي شارك فيها ولا يميز عملا عن آخر, لافتاً أن الهدف من وراء دوره في العمل ليس الدهشة إنما إلقاء الضوء على بعض القضايا, مؤكداً في الوقت نفسه ان تميز أي عمل درامي وفني في الدهشة, ليكون لدى المشاهد رغبة في المتابعة لكن ليس دائما تحقق الأعمال الإبداعية هذه الرغبة. ورفض اعتبار الدهشة في الأعمال الدرامية وسيلة لتغييب العيوب, مشيراً أن أهمية الموضوع وحساسيته من الأساسيات الأبرز في العمل, وإنها من وجهة نظر نقدية. وشدد كوسا على أن الرقابة الشعبية أشد من الرقابة الرسمية, ولا يوجد حرية كافية في الأعمال ومهنة الفن كغيرها من المهن التي يوجد عليها رقابة, موضحاً أن نوعية الرقابة وسقفها أساس في الأعمال وحريتها. وأشار كوسا انه من الممكن خلال رقابة الجمهور على الأعمال الدخول في متاهات كثيرة, ومنها, على سبيل المثال, التكفير, الحلال والحرام, شرقي وغربي, مشدداً على نقطة أساسية لا بد من أن يعرفها الجميع وهي الفرق بين حب الفنان واحترامه, مؤكداً أن المجتمع لديه حالة اشكالية في علاقته مع الفنان, حيث من الممكن أن يتقبل تاجراً فاسداً أو محامياً من دون اخلاق لكنه لا يتقبل الفنان في حالة تقدّم لخطبة فتاة. وفيما يتعلق بتدخل المنتج في اختيار أبطال العمل, أوضح كوسا أن هذه القضية يواجهها جميع الفنانين في الوطن العربي حيث يوجد صراع دائم بين رأس المال والفكرة, وسيتغلب في النهاية رأس المال لافتاً أنه يحمل شعار "اربحوا المال ودعوا الفنانين يربحون قوة العمل وتميزه". واعتبر كوسا ان اسم الفنان أهم من اسم المخرج في الترويج للعمل, لكن يوجد قلة من المخرجين لهم اسماؤهم الرنانة في عالم الدراما, رافضاً مبدأ أن يكون المخرج الذي يروج اسم العمل في سورية بينما في مصر الفنان وشهرته هما اللذان يروجان للعمل, وقد استدركت, مصر حجم هذا الخطر الكبير. وعن رفض الفنانين المصريين دخول الفنانين السوريين على خط الأعمال المصرية, أكد كوسا أن بعضهم يرفض هذا المبدأ وليس الجميع لكي لا ينافسونهم بطولة الأعمال المنتجة وأوضح أنه لا يوجد فرق في وقوف الفنان أمام الكاميرا في العمل الدرامي والسينما من الناحية التقنية لكن من المهم من يدير هذه التقنية ومدى درايته وإتقانه لها. ويعتقد كوسا أن رأس المال السبب في غياب الدراما في المغرب العربي, وأصبحت أغلب الأعمال في الشرق العربي رغم الإبداع والفن الموجود عندهم. وأشار إلى أنه قد ينتقل فيما بعد للعمل في الإخراج والإنتاج لكن بعيداً عن الأعمال التلفزيونية, لافتا انه لا يوجد ممثل في الوطن العربي بشهرة عمر الشريف عربياً وعالميا.  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة