«لا بد من مبادرة ما للتقريب بين السعودية وإيران، وحتماً سيكون لبنان أول المستفيدين، وما عدا ذلك، ستزداد أوضاع لبنان تعقيداً وخطورة». هذا التوصيف لمرجع لبناني يرى أنه «بإمكان لبنان، ولا سيما بعض قياداته البارزة تحمل مسؤولية مبادرة كهذه، برغم الانقسام السياسي الحاد».

ويضيف المرجع: ثمة تشجيع غربي للحوار السعودي ـ الايراني خاصة في ضوء التفاهم النووي بين ايران والدول الست الكبرى، ولعل البيان الترحيبي الصادر، أمس، عن مجلس الوزراء السعودي، يشكل خطوة أولى في هذا الاتجاه»، ويشير الى أن مفتاح الحوار السعودي الايراني، يتمثل في إقناع السعودية بأنه ليس بمقدورها وضع شروط تعجيزية، واقناع ايران انها، وإن كانت في موقع قوة، خاصة بعد تفاهمها مع 5+1، ولكن هناك بحر سني من حولها تتم استثارته بوسائل مختلفة، وليس بمقدور ايران وحلفائها الوقوف بوجه مليار مسلم سني».

ما هو المطلوب من ايران والسعودية؟

يعتبر المرجع المذكور «أن المطلوب هو إقناع السعودية وايران بالجلوس الى طاولة الحوار. أن نقول للسعودية إن شروطها عالية جداً عليها خفضها، خصوصاً في سورية، مع التخفيف من حدة التدخل في البحرين، وبدء الحوار مع العراق وتسهيل الحل في سورية، وكذلك في لبنان. وأن نقول للايراني إن الحالة العدائية لدى السنة في العالم تتصاعد ضد إيران رويداً رويداً، وليس لإيران مصلحة في الاستمرار بالسلوك ذاته».

ويشير المرجع نفسه الى ان «الجو الإقليمي العام مضطرب ومسموم، واذا التأم مؤتمر جنيف-2 في منتصف كانون الثاني المقبل فإن الامور تذهب الى الحلول ولكن شرط مشاركة السعودية وايران». ويضيف: «تبين لنا ان زيارة وزير الخارجية الاميركي جون كيري وفي زيارته الاخيرة الى السعودية كانت تهدف لتشجيع المملكة على دعم جنيف 2 السوري، كما ان الاتصال الهاتفي الذي جرى بين الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز والرئيس الروسي فلاديمير بوتين صبّ في الخانة الإيجابية نفسها»، ويستنتج ان الروس والاميركيين «وصلوا الى قناعة مشتركة بوجوب حل الازمة في سورية، وهما على ثقة بأن مفتاح «جنيف 2» بيد كل من السعودية وايران».

ويكشف المرجع أن كيري أبلغ الجانب السعودي عشية إبرام جنيف الايراني الآتي:

ـــ عليكم الهدوء فنحن نتفاوض مع ايران وسنوقع الاتفاق النووي معها، ولكن لن نصل الى حد التسليم بسلاح نووي ايراني.

ـــ نحن نتفاوض مع سورية كي نؤمن انطلاقة جنيف-2 واستكمال تنفيذ الاتفاق الكيميائي، ولكن لن نصل الى حد ان يبقى الرئيس بشار الاسد متربعاً على رأس الحكم الى الابد.

ـــ نحن نقبل بدخول حزب الله الى الحكومة اللبنانية، ولكن لن نسمح بسيطرة الحزب على الحكومة اللبنانية الجديدة».

ويتابع المرجع «ان كل كلام كيري حول رفض هيمنة «حزب الله» على لبنان، هدفه طمأنة السعوديين، وليس تصعيد الموقف أو ادخال لبنان في مسلسل التفجيرات الانتحارية الارهابية، وبالتالي فإن التفسير الوحيد لما جرى من تفجير دموي أمام السفارة الايرانية في بئر حسن، هو محاولة جهات ما القوطبة على جولة كيري ووعوده في السعودية، او تحذير من يعنيهم الأمر من تداعيات استكمال معركة القلمون، الا ان الثابت ان هذا العمل الارهابي ضد السفارة الايرانية كان مخططاً مسبقاً وليس ابن ساعته ونتيجة تقاطع مصالح وأهداف طرفين او اكثر».

ويخلص المرجع الى ان «الحؤول دون التصاعد في وتيرة الصراع على مختلف مسمياته، هو جلوس اهل الاعتدال، اي ايران والسعودية سوياً، لأن الرئيس الايراني الشيخ حسن روحاني رجل معتدل والمرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية السيد علي خامنئي ليس بعيداً منه، والملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز معتدل ايضاً، والحل بجلوسهما سوياً، وحينها ستأخذ امور كثيرة طريقها السريع الى الحل».

 

  • فريق ماسة
  • 2013-11-24
  • 10858
  • من الأرشيف

تنازلات متبادلة تؤسس للحوار السعودي ـ الإيراني

«لا بد من مبادرة ما للتقريب بين السعودية وإيران، وحتماً سيكون لبنان أول المستفيدين، وما عدا ذلك، ستزداد أوضاع لبنان تعقيداً وخطورة». هذا التوصيف لمرجع لبناني يرى أنه «بإمكان لبنان، ولا سيما بعض قياداته البارزة تحمل مسؤولية مبادرة كهذه، برغم الانقسام السياسي الحاد». ويضيف المرجع: ثمة تشجيع غربي للحوار السعودي ـ الايراني خاصة في ضوء التفاهم النووي بين ايران والدول الست الكبرى، ولعل البيان الترحيبي الصادر، أمس، عن مجلس الوزراء السعودي، يشكل خطوة أولى في هذا الاتجاه»، ويشير الى أن مفتاح الحوار السعودي الايراني، يتمثل في إقناع السعودية بأنه ليس بمقدورها وضع شروط تعجيزية، واقناع ايران انها، وإن كانت في موقع قوة، خاصة بعد تفاهمها مع 5+1، ولكن هناك بحر سني من حولها تتم استثارته بوسائل مختلفة، وليس بمقدور ايران وحلفائها الوقوف بوجه مليار مسلم سني». ما هو المطلوب من ايران والسعودية؟ يعتبر المرجع المذكور «أن المطلوب هو إقناع السعودية وايران بالجلوس الى طاولة الحوار. أن نقول للسعودية إن شروطها عالية جداً عليها خفضها، خصوصاً في سورية، مع التخفيف من حدة التدخل في البحرين، وبدء الحوار مع العراق وتسهيل الحل في سورية، وكذلك في لبنان. وأن نقول للايراني إن الحالة العدائية لدى السنة في العالم تتصاعد ضد إيران رويداً رويداً، وليس لإيران مصلحة في الاستمرار بالسلوك ذاته». ويشير المرجع نفسه الى ان «الجو الإقليمي العام مضطرب ومسموم، واذا التأم مؤتمر جنيف-2 في منتصف كانون الثاني المقبل فإن الامور تذهب الى الحلول ولكن شرط مشاركة السعودية وايران». ويضيف: «تبين لنا ان زيارة وزير الخارجية الاميركي جون كيري وفي زيارته الاخيرة الى السعودية كانت تهدف لتشجيع المملكة على دعم جنيف 2 السوري، كما ان الاتصال الهاتفي الذي جرى بين الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز والرئيس الروسي فلاديمير بوتين صبّ في الخانة الإيجابية نفسها»، ويستنتج ان الروس والاميركيين «وصلوا الى قناعة مشتركة بوجوب حل الازمة في سورية، وهما على ثقة بأن مفتاح «جنيف 2» بيد كل من السعودية وايران». ويكشف المرجع أن كيري أبلغ الجانب السعودي عشية إبرام جنيف الايراني الآتي: ـــ عليكم الهدوء فنحن نتفاوض مع ايران وسنوقع الاتفاق النووي معها، ولكن لن نصل الى حد التسليم بسلاح نووي ايراني. ـــ نحن نتفاوض مع سورية كي نؤمن انطلاقة جنيف-2 واستكمال تنفيذ الاتفاق الكيميائي، ولكن لن نصل الى حد ان يبقى الرئيس بشار الاسد متربعاً على رأس الحكم الى الابد. ـــ نحن نقبل بدخول حزب الله الى الحكومة اللبنانية، ولكن لن نسمح بسيطرة الحزب على الحكومة اللبنانية الجديدة». ويتابع المرجع «ان كل كلام كيري حول رفض هيمنة «حزب الله» على لبنان، هدفه طمأنة السعوديين، وليس تصعيد الموقف أو ادخال لبنان في مسلسل التفجيرات الانتحارية الارهابية، وبالتالي فإن التفسير الوحيد لما جرى من تفجير دموي أمام السفارة الايرانية في بئر حسن، هو محاولة جهات ما القوطبة على جولة كيري ووعوده في السعودية، او تحذير من يعنيهم الأمر من تداعيات استكمال معركة القلمون، الا ان الثابت ان هذا العمل الارهابي ضد السفارة الايرانية كان مخططاً مسبقاً وليس ابن ساعته ونتيجة تقاطع مصالح وأهداف طرفين او اكثر». ويخلص المرجع الى ان «الحؤول دون التصاعد في وتيرة الصراع على مختلف مسمياته، هو جلوس اهل الاعتدال، اي ايران والسعودية سوياً، لأن الرئيس الايراني الشيخ حسن روحاني رجل معتدل والمرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية السيد علي خامنئي ليس بعيداً منه، والملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز معتدل ايضاً، والحل بجلوسهما سوياً، وحينها ستأخذ امور كثيرة طريقها السريع الى الحل».  

المصدر : السفير / داود رمال


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة