دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
كتب كل من جوزيف ليبرمان، وهو عضو سابق بمجلس الشيوخ الأميركي؛ وفانس سيرشاك، مستشار السياسة الخارجية لليبرمان من عام 2007 إلى 2013، مقالاً نشرته صحيفة "واشنطن بوست" تحت عنوان "مساع إيران للهيمنة الإقليمية"، أوضحا في مستهله أن "توقعات حدوث انفراجة دبلوماسية تتصاعد مع تجديد المفاوضين النوويين في جنيف لمحاولات التوصل إلى اتفاق مع إيران، ولكن بدلاً من طمأنة الدول التي تعد مهددة بشكل مباشر من قبل السلاح النووي الإيراني، يثير احتمال وجود اتفاق مع طهران قلقاً لم يسبق له نظير بين الحلفاء العرب والإسرائيليين للولايات المتحدة".
ورأى الكاتبان أن "هذا يعزى في جزء منه إلى قلق هذه الدول من أن البيت الأبيض سيقبل اتفاقية معيبة لن تقود في النهاية إلى ردع التهديد النووي الإيراني. فبينما أكدت إدارة الرئيس باراك أوباما خلال الأسابيع الأخيرة على أن عقد "صفقة سيئة" مع إيران سيكون أسوأ من عدم وجود اتفاق على الإطلاق، فقد فشلت في بناء إجماع- سواء في واشنطن أو على الصعيد الدولي- حول الأمور التي قد تنطوي عليها الصفقة الجيدة: القدرات النووية الإيرانية التي يمكن التخلي عنها بشكل يمكن التحقق منه، والضمانات التي يمكن تقديمها لبناء الثقة الكافية بأن طهران لن تستطيع مواصلة الزحف نحو خط النهاية النووي".
وتابعا "غير أن قلق الحلفاء الأميركيين في الشرق الأوسط يرجع أيضاً إلى إدراكهم للتهديد الذي يفرضه النظام الإيراني على ما هو يتجاوز الملف النووي؛ حيث إن سعي إيران لامتلاك أسلحة نووية ليس إلا أحد الأعراض الأكثر إثارة للقلق لمشكلة إستراتيجية أكثر عمقاً: وهي طموحات الهيمنة التي امتلكها حكام إيران منذ فترة طويلة بشأن السيطرة على منطقة الشرق الأوسط. وقد دفع هذا المطمح الحكومة الإيرانية إلى بناء مجموعة من القدرات غير التقليدية إلى جانب برنامجها النووي على مدى سنوات عديدة، وتشمل هذه القدرات قوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني؛ ووكلائها المتطرفين وشركائها، مثل حزب الله في لبنان والميليشيات الشيعية في العراق ونظام الرئيس بشار الأسد في سوريا؛ وترسانة متزايدة من الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز".
واشار الكاتبان إلى أن "الرئيس أوباما صنف الأنشطة الإيرانية النووية في كثير من الأحيان على أنها تشكل تهديداً على منظومة حظر الانتشار النووي، ولكن البيت الأبيض لم يطمئن الحلفاء الأميركيين حتى الآن بأنه على اقتناع تام بالحاجة إلى مكافحة الأجندة الإقليمية الإيرانية بغض النظر عن حالة النزاع النووي. فعلى النقيض من ذلك، عززت تصرفات الولايات المتحدة خلال السنوات الأخيرة انطباعاً بأن قضية الهيمنة الإقليمية الإيرانية ليست من اختصاص واشنطن. ومع ذلك، تعهد الرئيس أوباما في أيلول الماضي في الأمم المتحدة بـ"مواجهة أعمال العداء ضد حلفائنا وشركائنا" في الشرق الأوسط بوصفها مصلحة وطنية رئيسية، ولكن في أرض الواقع، يرى الحلفاء الإقليميون أن الولايات المتحدة انسحبت من العراق على نحو عزز مصالح طهران؛ وسعت إلى تجنب التدخل في سوريا، التي أصبحت جبهة مركزية في الصراع الإقليمي ضد إيران؛ ولجأت إلى تخفيض القدرات العسكرية التي توفر رادعاً ضد العدوان الإيراني".
وأوضح الكاتبان أن "زعماء إيران قد يكونوا على استعداد لتقديم بعض التنازلات الجوهرية حول أنشطتهم النووية، ولكنهم سيفعلون هذا على أمل أن يحصلوا على الوقت والمساحة اللازمة لإعادة بناء قوتهم في الداخل بينما يوطدون ويوسعون المكاسب التي يوشكون على تحقيقها في العراق وسوريا ولبنان واليمن وأفغانستان. ومن ثم، ينبغي على الولايات المتحدة التفكير بعناية والتنسيق مع الحلفاء حول كيفية مواصلة احتواء ومكافحة النفوذ الإقليمي الإيراني بعد أن يتم التوصل إلى اتفاق نووي".
وتابعا "وتحتاج الولايات المتحدة إلى اتباع سياسات أكثر قوة ومصداقية لمواجهة طهران في جبهتين حرصت الإدارة الأميركية على البقاء بمنأى عنهما: العراق وسوريا"، مختتمان المقال بالإشارة إلى أنه "بدلاً من السماح لواشنطن بالانحراف بعيداً عن الشرق الأوسط، ستزيد الانفراجة الدبلوماسية مع طهران من الحاجة إلى قيادة أميركية قوية في كافة أنحاء المنطقة".
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة