وضعت دمشق، قرار الإدارة الأميركية بسحب قوات الاحتلال المقاتلة من العراق في إطار التحرك نحو استعادة بغداد لسيادتها، مشيرة إلى أن سوريا تعتبر أن تحقق سيادة العراق لن يكون سوى بانسحاب كافة القوات الأجنبية منه.

قالت مصادر واسعة الإطلاع في دمشق أن خطوة الإدارة الأميركية الأخيرة "هي خطوة في طريق تحقيق استعادة العراق لسيادته"، متجنبة وصف هذه الخطوة ومدى فعاليتها بحكم "التفاصيل الكثيرة المرتبطة بالموضوع العراقي".

وذكرت المصادر بالموقف السوري التقليدي من سنوات والذي يربط بين تحقق "سيادة العراق واستقلاله بانسحاب القوات الأجنبية منه"، ولكن لتنوه مجددا بما سبق وذكره وزير الخارجية السورية وليد المعلم منذ عام تقريبا من استعداد دمشق "للمساعدة في تسهيل هذا الانسحاب عبر التعاون في ما يحفظ ويعزز الأمن في العراق".

وتخوض سوريا والولايات المتحدة «حوارا» سياسيا بدأ منذ وصول الرئيس باراك أوباما إلى الحكم، ويتضمن كافة الملفات ذات الاهتمام المشترك، وبينها العراق الذي يتفق الجانبان على أنه أكثر الملفات حيوية بين الطرفين كما أنه أكثرها تقاربا في وجهات النظر.

من جهة أخرى، كشفت مصادر سورية أن زيارة المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ إلى دمشق منذ أيام كانت بغرض "الحصول على تأييد (لرئيس الحكومة العراقية نوري) المالكي في دمشق"، وأنه سمع كلاما لا يتوافق مع ما تمناه".

وقالت المصادر أن الدباغ زار سوريا بصفة غير صفته الرسمية، ولكنه في لقاءاته مع المسؤولين السوريين حاول «التأكيد على أن المالكي حريص على علاقات جيدة مع سوريا»، وأن الأخير «ملتزم بتفعيل كل الاتفاقات والأمور التي تم الاتفاق عليها بين الجانبين»، إلا أن الدباغ «لم يسمع رأيا مؤيدا لهذه الصورة»، مشيرة إلى أن المسائل ليست مرهونة «باعتذار» أو غيره من الشكليات وإنما بالعلاقات بين البلدين والمنحى الذي اتخذته بفعل سياسة المالكي.

وتتجنب المصادر في هذا السياق التعليق على أزمة الحكم في العراق و«المرشح المفضل»، مشيرة إلى أن سياسة دمشق تقوم على دعم خيار حكومة وحدة وطنية من أطياف الشعب العراقي، تعمل من أجل وحدة العراق وعروبته، وتقيم علاقات جيدة مع جيرانه.

ومعروف أن دمشق استضافت رؤساء كتل انتخابية في الفترة الأخيرة، إلا أنها تنفي أي تدخل في موضوع تشكيل الحكومة، كما تنفي بحزم وجود أية فكرة لاجتماع «طائف عراقي» في دمشق روج له في الإعلام مؤخرا.

  • فريق ماسة
  • 2010-09-01
  • 12144
  • من الأرشيف

دمشق : الانسحاب الأميركي خطوة في اتجاه اسـتعادة العراق لسيادته

وضعت دمشق، قرار الإدارة الأميركية بسحب قوات الاحتلال المقاتلة من العراق في إطار التحرك نحو استعادة بغداد لسيادتها، مشيرة إلى أن سوريا تعتبر أن تحقق سيادة العراق لن يكون سوى بانسحاب كافة القوات الأجنبية منه. قالت مصادر واسعة الإطلاع في دمشق أن خطوة الإدارة الأميركية الأخيرة "هي خطوة في طريق تحقيق استعادة العراق لسيادته"، متجنبة وصف هذه الخطوة ومدى فعاليتها بحكم "التفاصيل الكثيرة المرتبطة بالموضوع العراقي". وذكرت المصادر بالموقف السوري التقليدي من سنوات والذي يربط بين تحقق "سيادة العراق واستقلاله بانسحاب القوات الأجنبية منه"، ولكن لتنوه مجددا بما سبق وذكره وزير الخارجية السورية وليد المعلم منذ عام تقريبا من استعداد دمشق "للمساعدة في تسهيل هذا الانسحاب عبر التعاون في ما يحفظ ويعزز الأمن في العراق". وتخوض سوريا والولايات المتحدة «حوارا» سياسيا بدأ منذ وصول الرئيس باراك أوباما إلى الحكم، ويتضمن كافة الملفات ذات الاهتمام المشترك، وبينها العراق الذي يتفق الجانبان على أنه أكثر الملفات حيوية بين الطرفين كما أنه أكثرها تقاربا في وجهات النظر. من جهة أخرى، كشفت مصادر سورية أن زيارة المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ إلى دمشق منذ أيام كانت بغرض "الحصول على تأييد (لرئيس الحكومة العراقية نوري) المالكي في دمشق"، وأنه سمع كلاما لا يتوافق مع ما تمناه". وقالت المصادر أن الدباغ زار سوريا بصفة غير صفته الرسمية، ولكنه في لقاءاته مع المسؤولين السوريين حاول «التأكيد على أن المالكي حريص على علاقات جيدة مع سوريا»، وأن الأخير «ملتزم بتفعيل كل الاتفاقات والأمور التي تم الاتفاق عليها بين الجانبين»، إلا أن الدباغ «لم يسمع رأيا مؤيدا لهذه الصورة»، مشيرة إلى أن المسائل ليست مرهونة «باعتذار» أو غيره من الشكليات وإنما بالعلاقات بين البلدين والمنحى الذي اتخذته بفعل سياسة المالكي. وتتجنب المصادر في هذا السياق التعليق على أزمة الحكم في العراق و«المرشح المفضل»، مشيرة إلى أن سياسة دمشق تقوم على دعم خيار حكومة وحدة وطنية من أطياف الشعب العراقي، تعمل من أجل وحدة العراق وعروبته، وتقيم علاقات جيدة مع جيرانه. ومعروف أن دمشق استضافت رؤساء كتل انتخابية في الفترة الأخيرة، إلا أنها تنفي أي تدخل في موضوع تشكيل الحكومة، كما تنفي بحزم وجود أية فكرة لاجتماع «طائف عراقي» في دمشق روج له في الإعلام مؤخرا.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة