لاريب أن إستهداف المدارس والمواطنين العزّل في دمشق والسفارة الإيرانية في بيروت في آن ، يؤكدان حجم المأزق الداخلي والخارجي الذي وصلت إليه المجموعات المسلحة ورعاتها الاقليميين،

فبعدما استنفدوا مختلف الوسائل في محاولات تعديل موازين القوى في الميدان السوري وفشلوا في ذلك، عمدوا الى القيام بردود أفعالٍ انتقاميةٍ، للتأثير في الواقع السوري بطريقة غبيةٍ، بحسب مصدر سوري واسع الاطلاع على تفاصيل الوضع الميداني.

في الداخل، يشير المصدر الى أن الجيش السوري يحقق الإنجاز الميداني تلو الآخر، وتمكن من قطع أبرز طرق أمداد المسلحين، وباتوا محاصرين في بقع جغرافية محددة، لاسيما في مناطق “ريف دمشق”.

أما في الخارج، فأن الدول الكبرى لم تعد تتطرق الى مسألة تنحي الرئيس بشار الأسد عن الرئاسة، وجلَ ما تركزعليه، هو ضرورة مكافحة الإرهاب في سورية، وهذا ما أكده الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، خلال زيارته الاراضي الفلسطينية أخيراً، يشير المصدر.

وعن تفاصيل الوضع الأمني الداخلي السوري لاسيما في دمشق، يعتبر المصدر أن استهداف المسلحين للمدراس ودور العبادة في العاصمة يرمي الى خلق حال إرباك لدى المواطنين، ومحاولة ضرب ثقتهم بالقوات المسلحة، مشيراً الى أن الاعمال الارهابية أدت الى إثارة مخاوف غالبية سكان دمشق، خصوصاً أن معلمي وتلامذة المدارس هي الاهداف الرئيسية للارهاب، يؤكد المصدر.

ويلفت الى أن استهداف المسلحين للمدارس شرق العاصمة متعمد ولن يأتي في سياق القصف العشوائي، ويرمي إلى اقفالها اسهاماً في شل دورة الحياة في دمشق، وللغاية عينها يتم استهداف المدخل الشرقي للمدينة، الذي يشكل بوابة العبور اليها من الغوطة الشرقية وطريق المطار، حيث توجد كليات الهندسة في جامعة دمشق أيضاً.

ويشير المصدر الى أن هذا المدخل هو الأكثر ازدحاماً في العاصمة، وبالتالي فان سقوط أي قذيفة عليه، سيؤدي حتماً الى وقوع ضحايا، متوقعاً استمرار تساقط قذائف الهاون على الشطر الشرقي من دمشق، حتى تطهير منطقة جوبر في “الغوطة”.

وما يؤكد تعمد المسلحين قصف المدارس، هي دقة إصابة الاهداف، ففي خلال المرحلة الفائتة كان المسلحون يقصفون ساحة العباسيين على مدى اشهرٍ متتالية من دون أن يستهدفوا المدارس والجامعات ودور العبادة، يقول المصدر.

اما عن تحديد إنعقاد مؤتمر “جنيف2″ في منتصف الشهر المقبل، فيرجح مصدر في المعارضة السورية تأجيل هذا المؤتمر، إذا لم ينعقد اللقاء التشاوري بين ممثلي السلطة والمعارضة في موسكو خلال الايام المقبلة، معتبراً ان هذا اللقاء هو بمثابة “بروفا” لمؤتمر “جنيف2″.

ويرى المصدر المعارض أن “جنيف1″ بات في حاجةٍ ملحة للتعديل، لاسيما بعد تفشي ظاهرة الإرهاب في سورية، وتراجع دور المعارضة المدنية فيها، الامر الذي يحتم على جميع السوريين البحث في كيفية التخلص من هذه الظاهرة أولاً.

وما يفرض ايضاً ضرورة تعديل “جنيف 1″ هو التقدم الميداني الذي يحققه الجيش، الذي سيعزز حتماً موقع السلطة في التسوية السياسية، فلم يعد مجدياً طرح مسالة تنحي الرئيس، لاسيما أنه القائد الاعلى للقوات المسلحة، يقول المصدر.

ويسأل هل يعقل أن يتنازل الجيش عن دوره الاكثر تأثيراً في الحياة السياسية منذ استقلال سورية لمصلحة أحد المعارضين المقمين في الخارج، لاسيما بعدما حققت القوات المسلحة إنجازات ميدانية كبيرة، دفعت ضريبتها نحو خمسين الف شهيد واكثر من خمسة آلاف مفقود، جراء الازمة الاخيرة؟

ويرجح المصدر أن تشهد سورية الجديدة، تطور إصلاحي جديد طرحه الرئيس الاسد غداة توليه الحكم في العام 2000، وهو فصل “حزب البعث العربي الاشتراكي” عن الدولة، أي أنه لن يكون الجهاز الإدراي لها، ولكن هذا الامر دونه تعقيدات، خصوصاً أن الجيش المنتصر الاول في الحرب الكونية التي تعرضت لها سورية، هو جيش عقائدي بعثي، يختم المصدر.

وعن احتمال إندلاع معركة القلمون، يشير مرجع لبناني مقرب من القيادة السورية إلى أن الجيش السوري ماضٍ في قضم قرى القلمون، ومحاصرة المسلحين وإنهاكهم، وهو من يحدد الوقت المناسب للانقاض عليهم، متوقعاً أن يؤدي تطهير القلمون الى تفاقم الوضع الاجتماعي في عرسال اللبنانية، لاسيما بعد تجفيف معظم منابع الارهاب على حد قول المرجع.

وهكذا، سيكون أمام النظام السوري مهمة دولية أخرى بعد اتمامه مهمة التخلص من الكيمائيي، تتجلى في التخلص من الارهاب المتفشي في المنطقة والتي باتت الدول جميعها تجمع على أن الوقت قد حان للتخلص منه.

  • فريق ماسة
  • 2013-11-21
  • 11192
  • من الأرشيف

ما المهمة الدولية الجديدة أمام الدولة السورية؟...

لاريب أن إستهداف المدارس والمواطنين العزّل في دمشق والسفارة الإيرانية في بيروت في آن ، يؤكدان حجم المأزق الداخلي والخارجي الذي وصلت إليه المجموعات المسلحة ورعاتها الاقليميين، فبعدما استنفدوا مختلف الوسائل في محاولات تعديل موازين القوى في الميدان السوري وفشلوا في ذلك، عمدوا الى القيام بردود أفعالٍ انتقاميةٍ، للتأثير في الواقع السوري بطريقة غبيةٍ، بحسب مصدر سوري واسع الاطلاع على تفاصيل الوضع الميداني. في الداخل، يشير المصدر الى أن الجيش السوري يحقق الإنجاز الميداني تلو الآخر، وتمكن من قطع أبرز طرق أمداد المسلحين، وباتوا محاصرين في بقع جغرافية محددة، لاسيما في مناطق “ريف دمشق”. أما في الخارج، فأن الدول الكبرى لم تعد تتطرق الى مسألة تنحي الرئيس بشار الأسد عن الرئاسة، وجلَ ما تركزعليه، هو ضرورة مكافحة الإرهاب في سورية، وهذا ما أكده الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، خلال زيارته الاراضي الفلسطينية أخيراً، يشير المصدر. وعن تفاصيل الوضع الأمني الداخلي السوري لاسيما في دمشق، يعتبر المصدر أن استهداف المسلحين للمدراس ودور العبادة في العاصمة يرمي الى خلق حال إرباك لدى المواطنين، ومحاولة ضرب ثقتهم بالقوات المسلحة، مشيراً الى أن الاعمال الارهابية أدت الى إثارة مخاوف غالبية سكان دمشق، خصوصاً أن معلمي وتلامذة المدارس هي الاهداف الرئيسية للارهاب، يؤكد المصدر. ويلفت الى أن استهداف المسلحين للمدارس شرق العاصمة متعمد ولن يأتي في سياق القصف العشوائي، ويرمي إلى اقفالها اسهاماً في شل دورة الحياة في دمشق، وللغاية عينها يتم استهداف المدخل الشرقي للمدينة، الذي يشكل بوابة العبور اليها من الغوطة الشرقية وطريق المطار، حيث توجد كليات الهندسة في جامعة دمشق أيضاً. ويشير المصدر الى أن هذا المدخل هو الأكثر ازدحاماً في العاصمة، وبالتالي فان سقوط أي قذيفة عليه، سيؤدي حتماً الى وقوع ضحايا، متوقعاً استمرار تساقط قذائف الهاون على الشطر الشرقي من دمشق، حتى تطهير منطقة جوبر في “الغوطة”. وما يؤكد تعمد المسلحين قصف المدارس، هي دقة إصابة الاهداف، ففي خلال المرحلة الفائتة كان المسلحون يقصفون ساحة العباسيين على مدى اشهرٍ متتالية من دون أن يستهدفوا المدارس والجامعات ودور العبادة، يقول المصدر. اما عن تحديد إنعقاد مؤتمر “جنيف2″ في منتصف الشهر المقبل، فيرجح مصدر في المعارضة السورية تأجيل هذا المؤتمر، إذا لم ينعقد اللقاء التشاوري بين ممثلي السلطة والمعارضة في موسكو خلال الايام المقبلة، معتبراً ان هذا اللقاء هو بمثابة “بروفا” لمؤتمر “جنيف2″. ويرى المصدر المعارض أن “جنيف1″ بات في حاجةٍ ملحة للتعديل، لاسيما بعد تفشي ظاهرة الإرهاب في سورية، وتراجع دور المعارضة المدنية فيها، الامر الذي يحتم على جميع السوريين البحث في كيفية التخلص من هذه الظاهرة أولاً. وما يفرض ايضاً ضرورة تعديل “جنيف 1″ هو التقدم الميداني الذي يحققه الجيش، الذي سيعزز حتماً موقع السلطة في التسوية السياسية، فلم يعد مجدياً طرح مسالة تنحي الرئيس، لاسيما أنه القائد الاعلى للقوات المسلحة، يقول المصدر. ويسأل هل يعقل أن يتنازل الجيش عن دوره الاكثر تأثيراً في الحياة السياسية منذ استقلال سورية لمصلحة أحد المعارضين المقمين في الخارج، لاسيما بعدما حققت القوات المسلحة إنجازات ميدانية كبيرة، دفعت ضريبتها نحو خمسين الف شهيد واكثر من خمسة آلاف مفقود، جراء الازمة الاخيرة؟ ويرجح المصدر أن تشهد سورية الجديدة، تطور إصلاحي جديد طرحه الرئيس الاسد غداة توليه الحكم في العام 2000، وهو فصل “حزب البعث العربي الاشتراكي” عن الدولة، أي أنه لن يكون الجهاز الإدراي لها، ولكن هذا الامر دونه تعقيدات، خصوصاً أن الجيش المنتصر الاول في الحرب الكونية التي تعرضت لها سورية، هو جيش عقائدي بعثي، يختم المصدر. وعن احتمال إندلاع معركة القلمون، يشير مرجع لبناني مقرب من القيادة السورية إلى أن الجيش السوري ماضٍ في قضم قرى القلمون، ومحاصرة المسلحين وإنهاكهم، وهو من يحدد الوقت المناسب للانقاض عليهم، متوقعاً أن يؤدي تطهير القلمون الى تفاقم الوضع الاجتماعي في عرسال اللبنانية، لاسيما بعد تجفيف معظم منابع الارهاب على حد قول المرجع. وهكذا، سيكون أمام النظام السوري مهمة دولية أخرى بعد اتمامه مهمة التخلص من الكيمائيي، تتجلى في التخلص من الارهاب المتفشي في المنطقة والتي باتت الدول جميعها تجمع على أن الوقت قد حان للتخلص منه.

المصدر : المردة / حسان الحسن


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة