قبيل وصوله إلى الفاتيكان، حمل بطريرك إنطاكية وسائر المشرق للروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام الولايات المتحدة وأوروبا جزءاً من المسؤولية عن استمرار الأزمة في سورية.

وطالب الدول الأوروبية بعدم تشجيع هجرة المسيحيين السوريين خارج بلادهم، معلناً وقوفه ضد هكذا سياسة، وأوضح أن حماية الوجود المسيحي في الشرق «ليس في يد الفاتيكان» بل في «يد الدول التي تقوم بالحرب في المنطقة»، محذراً من أن هجرة المسيحيين من المنطقة ستقود إلى «عالم عربي من لون واحد وإسلام متطرف».

ومن المقرر أن يكون لحام قد توجه إلى الفاتيكان أمس لإجراء محادثات مع البابا فرنسيس حاملاً معه «الملف السوري»، حسب قوله.

وفي مقابلة أجراها مع وكالة الأنباء الفرنسية في بيروت قبيل الزيارة، دعا لحام إلى بقاء المسيحيين السوريين في بلادهم، وتابع: «أقول لأولادنا، ابقوا في بلدكم. المستقبل صعب لكن سيكون أفضل إن شاء اللـه».

وكشف أن «450 ألف مسيحي سوري تقريباً نزحوا داخل سورية وإلى خارجها»، مشيراً إلى أن أربعين ألفاً بينهم نزحوا إلى لبنان، مبيناً أن الأزمة المستمرة في سورية منذ نحو ثلاث سنوات تسببت «بتضرر وتدمير 57 كنيسة ومطرانية ومعبداً» و«بمقتل بين ألف و1200 مسيحي من عناصر الجيش والمدنيين».

ورأى بطريرك إنطاكية وسائر المشرق للروم الكاثوليك أن الخطر على المسيحيين يتمثل في «الحرب ذاتها المأساة الحالية والفوضى والعصابات المسلحة التكفيرية»، مشيراً إلى أن «المسيحيين ليسوا وحدهم المستهدفين، إنما كل السوريين مستهدفون، شيعة وسنة ودروزاً ومسيحيين ومن كل الطوائف».

وأضاف: «أقول للدول الأوروبية التي تريد أن تساعد: ساعدوا الحالات الخاصة، الحالات الإنسانية الصعبة، لكن لا تشجعوا على الهجرة»، واعتبر أن القول «بالاستعداد لاستقبال كذا عدد (من المسيحيين السوريين) وكوتا معينة يعني تفضلوا هاجروا، وهذا أنا ضده».

وحمل بطريرك إنطاكية وسائر المشرق للروم الكاثوليك الولايات المتحدة وأوروبا جزءاً من المسؤولية في استمرار الأزمة داخل سورية، قائلاً: «مجرد ألا تنجح  أميركا وأوروبا والدول العربية على وقف تدفق ألفي فريق (فصيل)، غير معروف من وراءهم من العصابات والمجرمين والمهلوسين، الذين هم عملياً آلة الهجرة... يعني أنها مسؤولة».

وتابع: «عليها أن توقف مساعدة هؤلاء مادياً وحربياً ولوجستياً».

وشدد لحام على أهمية «أن يبقى هناك حضور إسلامي مسيحي متوازن» في العالم العربي، لكنه أوضح أن حماية الوجود المسيحي «ليس في يد الفاتيكان، ولا في يدنا، وإنما في يد الدول التي تقوم بالحرب في المنطقة».

وقال متوجهاً إلى هذه الدول: «أوقفوا السلاح، أوقفوا الحرب، وأعطيكم حضوراً مسيحياً متفاعلاً وحواراً إسلامياً مسيحياً وعيشاً مشتركاً»، مضيفاً: إن هجرة المسيحيين «تؤدي إلى ضرب الحياة المشتركة بين المسيحيين والمسلمين، ثم الوصول إلى عالم عربي من لون واحد وإسلام متطرف،».

  • فريق ماسة
  • 2013-11-18
  • 7739
  • من الأرشيف

غريغوريوس الثالث لحام ....يحمّل الغرب جزءاً من المسؤولية عن استمرار الأزمة في سورية

قبيل وصوله إلى الفاتيكان، حمل بطريرك إنطاكية وسائر المشرق للروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام الولايات المتحدة وأوروبا جزءاً من المسؤولية عن استمرار الأزمة في سورية. وطالب الدول الأوروبية بعدم تشجيع هجرة المسيحيين السوريين خارج بلادهم، معلناً وقوفه ضد هكذا سياسة، وأوضح أن حماية الوجود المسيحي في الشرق «ليس في يد الفاتيكان» بل في «يد الدول التي تقوم بالحرب في المنطقة»، محذراً من أن هجرة المسيحيين من المنطقة ستقود إلى «عالم عربي من لون واحد وإسلام متطرف». ومن المقرر أن يكون لحام قد توجه إلى الفاتيكان أمس لإجراء محادثات مع البابا فرنسيس حاملاً معه «الملف السوري»، حسب قوله. وفي مقابلة أجراها مع وكالة الأنباء الفرنسية في بيروت قبيل الزيارة، دعا لحام إلى بقاء المسيحيين السوريين في بلادهم، وتابع: «أقول لأولادنا، ابقوا في بلدكم. المستقبل صعب لكن سيكون أفضل إن شاء اللـه». وكشف أن «450 ألف مسيحي سوري تقريباً نزحوا داخل سورية وإلى خارجها»، مشيراً إلى أن أربعين ألفاً بينهم نزحوا إلى لبنان، مبيناً أن الأزمة المستمرة في سورية منذ نحو ثلاث سنوات تسببت «بتضرر وتدمير 57 كنيسة ومطرانية ومعبداً» و«بمقتل بين ألف و1200 مسيحي من عناصر الجيش والمدنيين». ورأى بطريرك إنطاكية وسائر المشرق للروم الكاثوليك أن الخطر على المسيحيين يتمثل في «الحرب ذاتها المأساة الحالية والفوضى والعصابات المسلحة التكفيرية»، مشيراً إلى أن «المسيحيين ليسوا وحدهم المستهدفين، إنما كل السوريين مستهدفون، شيعة وسنة ودروزاً ومسيحيين ومن كل الطوائف». وأضاف: «أقول للدول الأوروبية التي تريد أن تساعد: ساعدوا الحالات الخاصة، الحالات الإنسانية الصعبة، لكن لا تشجعوا على الهجرة»، واعتبر أن القول «بالاستعداد لاستقبال كذا عدد (من المسيحيين السوريين) وكوتا معينة يعني تفضلوا هاجروا، وهذا أنا ضده». وحمل بطريرك إنطاكية وسائر المشرق للروم الكاثوليك الولايات المتحدة وأوروبا جزءاً من المسؤولية في استمرار الأزمة داخل سورية، قائلاً: «مجرد ألا تنجح  أميركا وأوروبا والدول العربية على وقف تدفق ألفي فريق (فصيل)، غير معروف من وراءهم من العصابات والمجرمين والمهلوسين، الذين هم عملياً آلة الهجرة... يعني أنها مسؤولة». وتابع: «عليها أن توقف مساعدة هؤلاء مادياً وحربياً ولوجستياً». وشدد لحام على أهمية «أن يبقى هناك حضور إسلامي مسيحي متوازن» في العالم العربي، لكنه أوضح أن حماية الوجود المسيحي «ليس في يد الفاتيكان، ولا في يدنا، وإنما في يد الدول التي تقوم بالحرب في المنطقة». وقال متوجهاً إلى هذه الدول: «أوقفوا السلاح، أوقفوا الحرب، وأعطيكم حضوراً مسيحياً متفاعلاً وحواراً إسلامياً مسيحياً وعيشاً مشتركاً»، مضيفاً: إن هجرة المسيحيين «تؤدي إلى ضرب الحياة المشتركة بين المسيحيين والمسلمين، ثم الوصول إلى عالم عربي من لون واحد وإسلام متطرف،».

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة