يتم منتخب الجزائر لكرة القدم استعداداته الأخيرة للقاء بوركينا فاسو في مباراة الإياب في المرحلة الحاسمة لتصفيات كأس العالم في البرازيل العام المقبل بتمرينات خفيفة عشية المباراة، ويجري المنتخب تدريبا في مركز تدريب سيدي موسى القريب من العاصمة.

أما منتخب بوركينا فاسو فوصل إلى مطار هواري بومدين في العاصمة الجزائرية في ساعة مبكرة من صباح الاثنين، وسافر مباشرة من المطار إلى مدينة البليدة، التي تبعد 50 كيلومترا جنوبي العاصمة، والتي تستضيف المباراة مساء الثلاثاء.

وكان المنتخب البوركينابي الملقب بمنتخب الخيول قد أقام معسكرا تدريبيا في المغرب في الفترة الماضية، ويجري الليلة مرانا في نفس الموعد الذي تقام فيه المباراة غدا.

ولا يحتاج المنتخب الجزائري أكثر من الفوز بهدف واحد نظيف لضمان التأهل للبرازيل للمرة الرابعة، فقد انتهت مباراة الذهاب في واغادوغو بفوز مثير للجدل للمنتخب البوركينابي بثلاثة أهداف لهدفين.

أما المنتخب البوركينابي فيكفيه التعادل بأي نتيجة ليضمن تمثيله في كأس العالم لأول مرة في تاريخه.

وخصصت ساعات طويلة على شاشات التلفاز لاستضافة المشجعين، واستعراض إنجازات المنتخب الجزائري.

وتصدر خبر استعدادات منتخب محاربي الصحراء لموقعة البليدة، أمام الخيول الصفحات الرئيسية للصحف الجزائرية، ويأمل الجميع في أن تكون المباراة بوابة العبور إلى كأس العالم للمرة الثانية على التوالي.

وقد تضاعفت مسؤولية المنتخب مع توديع منتخب تونس للتصفيات بخسارته أمام الكاميرون الأحد، وتضاؤل فرص منتخبي مصر والأردن، وهذا يعني أنه إذا فاز المنتخب الجزائري فسيكون هو الممثل العربي الوحيد في المونديال للمرة الثانية على التوالي.

مخاوف

إلا أن بعض الأنباء التي تناولتها وسائل الإعلام الجزائرية مؤخرا بشأن الخلافات بين المدرب البوسني للمنتخب، وحيد خليلوزيتش، والاتحاد الجزائري، أثارت بعض المخاوف من احتمال تأثيرها سلبيا في اللاعبين.وكان المدرب قد وجه اتهامات بالرشوة إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم ( فيفا)، والاتحاد الإفريقي ( كاف)، وأدى هذا إلى ردة فعل عنيفة من جانب الاتحاد الجزائري الذي تربطه علاقات جيدة بالاتحادين.

 

ووجهت للمدير الفني تحذيرات بعدم تكرار مثل هذه التصريحات، بينما ذهبت مصادر أخرى إلى أن هذه قد تكون آخر مباراة يقود فيها خليلوزيتش المنتخب الأخضر.

البليدة

وفي مدينة البليدة لا يمكن لعين أن تخطئ مظاهر الاحتفال والاستعداد للمباراة، والتي يلاحظها الزائر من مشارف المدينة حيث اصطف باعة الأعلام والقبعات والأوشحة التي تتلون بألوان العلم الجزائري.

منتخب بوركينافاسو توجه فورا إلى البليدة للتدريب قبل المباراة.

كما يمكن للزائر أن يرى أطفالا صغارا يبيعون إسطوانات مدمجة عليها أغان أعدت خصيصا للمناسبة ونماذج مصغرة من كأس العالم، بينما تبارى الجزائريون في تعليق الأعلام على شرفات المنازل والسيارات.

وبالرغم من أن ملعب الخامس من يوليو بالعاصمة الجزائرية هو الملعب الرئيسي في الجزائر ويتسع لقرابة ثمانين ألف متفرج، فإن خضوعه لعمليات إصلاحات حال دون إقامة المباراة عليه، ودعا هذا الاتحاد الجزائري إلى اتخاذ قرار بإقامة المباراة على ملعب البليدة الذي يتسع فقط لقرابة نصف سعة ملعب الخامس من يوليو.

وقد أدى عدد التذاكر المحدود الذي تم طباعته، والذي قدر بثلاثين ألف تذكرة، إلى نفادها في ظرف ساعات قليلة، وأسفر هذا عن تذمر حشود المشجعين التي لم تتمكن من الحصول على تذاكر، تطور إلى اشتباكات مع قوات الأمن أسفرت عن وقوع عشرات الإصابات، إلا أن الموقف سرعان ما وضع تحت السيطرة.

وقد توافد إلى ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة - ورغم الأجواء الماطرة ودرجات الحرارة المنخفضة التي بلغت اثنتي عشرة درجة مئوية، مئات المشجعين الجزائريين الذين قبل المباراة بيومين من كل ولايات الجزائر، بالرغم من أن معظمهم لم يتمكن من الحصول على تذاكر، لكنهم قرروا البقاء لعله تتاح لهم فرصة لمشاهدة المباراة، أو لاقتناص نظرة على لاعبي المنتخب الجزائري لدي حضورهم.

ومعظم هؤلاء يتفاءل بهذا الملعب، فقد قال لي أحدهم "نحن لا نخسر على ملعب مصطفى تشاكر، سنفوز بثلاثة أهداف".

وقال آخر "هذا هو ملعب الحظ، نحن نفوز عليه دائما في اللقاءات الكبيرة، وعليه فزنا في مباراة الذهاب أمام مصر 3-1 في تصفيات كأس العالم الماضية".ووجه رجل ثالث كلامه إلى لاعبي المنتخب قائلا "إحنا معكم للنهاية، فقط فرحونا". وكنت أسمع هذا بصعوبة وقد أحاط بنا طوفان من الحشود التي كانت تهتف بعبارات التشجيع التقليدية للمنتخب الجزائري "وان، تو، ثري، فيفا الجيري".

وكانت الجزائر قد شهدت خلال الأيام الماضية أمطارا غزيرة أدت إلى إلغاء تمرينات المنتخب الجزائري الجمعة على ملعب مصطفى تشاكر، وأثارت مخاوف من تأثر أرضية الملعب، لكن سلطات الملعب أكدت أنها لن تتأثر بالأمطار، وأنهم اتخذوا كافة الإجراءات ليكون الملعب على أهبة الاستعداد للقاء المهم.

وقد سبق لمنتخب الجزائر التأهل للنهائيات في عامي 1982 في أسبانيا، و1986 في المكسيك، ثم ما لبث أن تراجعت نتائجه بسبب ما يطلق عليه الجزائريون "العشرية السوداء"، في إشارة إلى فترة التسعينيات وما شهدته من عنف ومذابح أعقبت إلغاء نتيجة الانتخابات التي فاز بها الإسلاميون.

وكانت آخر مشاركة للمنتخب في جنوب إفريقيا عام 2010 بعد أن تأهل على حساب المنتخب المصري عقب مباراة أم درمان الشهيرة، وما أعقبها من توتر وحرب كلامية بين البلدين. وكان المنتخب الجزائري آنذاك هو الممثل الوحيد للعرب في أول نهائيات لكأس العالم أقيمت في القارة الإفريقية، إلا أنه ودع البطولة من الدور الأول.

  • فريق ماسة
  • 2013-11-18
  • 10478
  • من الأرشيف

لا صوت يعلو في الجزائر فوق صوت مباراة الخضر والخيول

يتم منتخب الجزائر لكرة القدم استعداداته الأخيرة للقاء بوركينا فاسو في مباراة الإياب في المرحلة الحاسمة لتصفيات كأس العالم في البرازيل العام المقبل بتمرينات خفيفة عشية المباراة، ويجري المنتخب تدريبا في مركز تدريب سيدي موسى القريب من العاصمة. أما منتخب بوركينا فاسو فوصل إلى مطار هواري بومدين في العاصمة الجزائرية في ساعة مبكرة من صباح الاثنين، وسافر مباشرة من المطار إلى مدينة البليدة، التي تبعد 50 كيلومترا جنوبي العاصمة، والتي تستضيف المباراة مساء الثلاثاء. وكان المنتخب البوركينابي الملقب بمنتخب الخيول قد أقام معسكرا تدريبيا في المغرب في الفترة الماضية، ويجري الليلة مرانا في نفس الموعد الذي تقام فيه المباراة غدا. ولا يحتاج المنتخب الجزائري أكثر من الفوز بهدف واحد نظيف لضمان التأهل للبرازيل للمرة الرابعة، فقد انتهت مباراة الذهاب في واغادوغو بفوز مثير للجدل للمنتخب البوركينابي بثلاثة أهداف لهدفين. أما المنتخب البوركينابي فيكفيه التعادل بأي نتيجة ليضمن تمثيله في كأس العالم لأول مرة في تاريخه. وخصصت ساعات طويلة على شاشات التلفاز لاستضافة المشجعين، واستعراض إنجازات المنتخب الجزائري. وتصدر خبر استعدادات منتخب محاربي الصحراء لموقعة البليدة، أمام الخيول الصفحات الرئيسية للصحف الجزائرية، ويأمل الجميع في أن تكون المباراة بوابة العبور إلى كأس العالم للمرة الثانية على التوالي. وقد تضاعفت مسؤولية المنتخب مع توديع منتخب تونس للتصفيات بخسارته أمام الكاميرون الأحد، وتضاؤل فرص منتخبي مصر والأردن، وهذا يعني أنه إذا فاز المنتخب الجزائري فسيكون هو الممثل العربي الوحيد في المونديال للمرة الثانية على التوالي. مخاوف إلا أن بعض الأنباء التي تناولتها وسائل الإعلام الجزائرية مؤخرا بشأن الخلافات بين المدرب البوسني للمنتخب، وحيد خليلوزيتش، والاتحاد الجزائري، أثارت بعض المخاوف من احتمال تأثيرها سلبيا في اللاعبين.وكان المدرب قد وجه اتهامات بالرشوة إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم ( فيفا)، والاتحاد الإفريقي ( كاف)، وأدى هذا إلى ردة فعل عنيفة من جانب الاتحاد الجزائري الذي تربطه علاقات جيدة بالاتحادين.   ووجهت للمدير الفني تحذيرات بعدم تكرار مثل هذه التصريحات، بينما ذهبت مصادر أخرى إلى أن هذه قد تكون آخر مباراة يقود فيها خليلوزيتش المنتخب الأخضر. البليدة وفي مدينة البليدة لا يمكن لعين أن تخطئ مظاهر الاحتفال والاستعداد للمباراة، والتي يلاحظها الزائر من مشارف المدينة حيث اصطف باعة الأعلام والقبعات والأوشحة التي تتلون بألوان العلم الجزائري. منتخب بوركينافاسو توجه فورا إلى البليدة للتدريب قبل المباراة. كما يمكن للزائر أن يرى أطفالا صغارا يبيعون إسطوانات مدمجة عليها أغان أعدت خصيصا للمناسبة ونماذج مصغرة من كأس العالم، بينما تبارى الجزائريون في تعليق الأعلام على شرفات المنازل والسيارات. وبالرغم من أن ملعب الخامس من يوليو بالعاصمة الجزائرية هو الملعب الرئيسي في الجزائر ويتسع لقرابة ثمانين ألف متفرج، فإن خضوعه لعمليات إصلاحات حال دون إقامة المباراة عليه، ودعا هذا الاتحاد الجزائري إلى اتخاذ قرار بإقامة المباراة على ملعب البليدة الذي يتسع فقط لقرابة نصف سعة ملعب الخامس من يوليو. وقد أدى عدد التذاكر المحدود الذي تم طباعته، والذي قدر بثلاثين ألف تذكرة، إلى نفادها في ظرف ساعات قليلة، وأسفر هذا عن تذمر حشود المشجعين التي لم تتمكن من الحصول على تذاكر، تطور إلى اشتباكات مع قوات الأمن أسفرت عن وقوع عشرات الإصابات، إلا أن الموقف سرعان ما وضع تحت السيطرة. وقد توافد إلى ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة - ورغم الأجواء الماطرة ودرجات الحرارة المنخفضة التي بلغت اثنتي عشرة درجة مئوية، مئات المشجعين الجزائريين الذين قبل المباراة بيومين من كل ولايات الجزائر، بالرغم من أن معظمهم لم يتمكن من الحصول على تذاكر، لكنهم قرروا البقاء لعله تتاح لهم فرصة لمشاهدة المباراة، أو لاقتناص نظرة على لاعبي المنتخب الجزائري لدي حضورهم. ومعظم هؤلاء يتفاءل بهذا الملعب، فقد قال لي أحدهم "نحن لا نخسر على ملعب مصطفى تشاكر، سنفوز بثلاثة أهداف". وقال آخر "هذا هو ملعب الحظ، نحن نفوز عليه دائما في اللقاءات الكبيرة، وعليه فزنا في مباراة الذهاب أمام مصر 3-1 في تصفيات كأس العالم الماضية".ووجه رجل ثالث كلامه إلى لاعبي المنتخب قائلا "إحنا معكم للنهاية، فقط فرحونا". وكنت أسمع هذا بصعوبة وقد أحاط بنا طوفان من الحشود التي كانت تهتف بعبارات التشجيع التقليدية للمنتخب الجزائري "وان، تو، ثري، فيفا الجيري". وكانت الجزائر قد شهدت خلال الأيام الماضية أمطارا غزيرة أدت إلى إلغاء تمرينات المنتخب الجزائري الجمعة على ملعب مصطفى تشاكر، وأثارت مخاوف من تأثر أرضية الملعب، لكن سلطات الملعب أكدت أنها لن تتأثر بالأمطار، وأنهم اتخذوا كافة الإجراءات ليكون الملعب على أهبة الاستعداد للقاء المهم. وقد سبق لمنتخب الجزائر التأهل للنهائيات في عامي 1982 في أسبانيا، و1986 في المكسيك، ثم ما لبث أن تراجعت نتائجه بسبب ما يطلق عليه الجزائريون "العشرية السوداء"، في إشارة إلى فترة التسعينيات وما شهدته من عنف ومذابح أعقبت إلغاء نتيجة الانتخابات التي فاز بها الإسلاميون. وكانت آخر مشاركة للمنتخب في جنوب إفريقيا عام 2010 بعد أن تأهل على حساب المنتخب المصري عقب مباراة أم درمان الشهيرة، وما أعقبها من توتر وحرب كلامية بين البلدين. وكان المنتخب الجزائري آنذاك هو الممثل الوحيد للعرب في أول نهائيات لكأس العالم أقيمت في القارة الإفريقية، إلا أنه ودع البطولة من الدور الأول.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة