دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
رأت مصادر دبلوماسية غربية أنه "على رغم أن الحوار الروسي - الأميركي لا يقف عند الملف السوري، فإنّ واشنطن تحاول فرض شروطها بامتياز، والإفادة ما أمكن من كلّ الأوراق المتوافرة لديها في ما يتعلق بالداخل السوري، طالما أنّ الفريق المفاوض هو روسيا، وبالتالي، فإن واشنطن باتت مقتنعة اليوم بضرورة التفتيش عن الدور الذي سيؤديه الرئيس السوري بشار الأسد في المرحلة الانتقالية، ما يشكل خلافا حادا بين فريق الرئيس الأميركي باراك أوباما نفسه المنقسم بين مؤيّد لبقاء الأسد والسير في اتجاه حكومة انتقاليّة وفق سلّة حلّ متكاملة مع روسيا، وبين الفريق الرافض فكرة بقاء الأسد نهائياً، الأمر الذي يتيح للأميركيين ممارسة مزيد من الضغوط على روسيا".
ولفتت المصادر لصحيفة "الجمهورية" الى أن "نتائج القمة الروسية ـ الأميركية المنتظرة في حزيران المقبل ستُفضي الى تسوية للنزاع السوري بالتزامن مع المفاوضات والاتصالات الجارية لإيجاد أرض مشتركة ومساحة للحوار بين المعارضة السورية والنظام، والتي لم تُحقِّق أيّ تقدّم ملموس حتى الآن"، مشيرة إلى أن "أي تسوية مقبلة ستكون مرتكزة الى النقاط الآتية: بقاء الأسد حتى سنة 2014 موعد إجراء الانتخابات الرئاسيّة في سوريا، الأمر الذي لم تهضمه المعارضة السورية حتى الآن، وتأليف حكومة مستقلة كاملة وانتقال صلاحيات الرئيس اليها وبقاء الرئيس السوري في سدّة الرئاسة حتى اللحظة الأخيرة".
وشددت المصادر الدبلوماسيّة على أن "لا حلّ للأزمة السورية الا الحل السياسي عبر تأليف حكومة تضمّ عناصر تحظى برضى النظام السوري، إضافة الى عناصر من المعارضة السورية"، كاشفة أن "هناك اتفاقا أميركيا ـ روسيا على ضرورة القضاء على ما يسمّى "الارهاب الدولي" الذي يشكّل تهديداً مباشراً للأمن والسلام في المنطقة يفوق خطره السلاح الكيميائي لأنه مضبوط، في ظلّ انزعاج الأميركيين من تسليح الاسلاميين المتطرفين الذين حصلوا على معدّات عسكريّة وتجهيزات متطورة جداً من مواد متفجرة وأسلحة، فضلاً عن وجود مقاتلين في صفوفهم يتمتعون بعقيدة قتالية مذهبية ضيّقة ومتشدّدة، ويضاف الى ذلك التخوّف من تزايد عدد النازحين من القلمون الى لبنان واحتمال امتداد المعركة الى الداخل اللبناني عبر البقاع، ما يستدعي تكريس دور الجيش اللبناني ودعمه معنوياً وشعبياً وتحضيره لمواجهات محتملة، مع الأخذ في الاعتبار أنّ دور "حزب الله" سيتضاعف في معركة القلمون، الأمر الذي يفسّر مسارعة فرنسا الى تزويد عدد من مروحيات "الغازيل" التي يمتلكها لبنان منصّات لإطلاق الصواريخ بكلفة تشجيعية تبلغ 18 مليون دولار، كذلك تعهّدت تزويد الجيش الصواريخ اللازمة لحرب الجبال والشوارع".
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة