أسف السفير الروسي لدى لبنان الكسندر زاسبيكين "لتعذّر الاتفاق بين بلاده والولايات المتحدة الأميركية على انعقاد مؤتمر جنيف2 في الثالث والعشرين والرابع والعشرين من الشهر الجاري، عازياً الأسباب الى عدم تمكّن المعارضة السورية من الاتفاق على وفد موحّد يمثّلها أو يمثّل معظم أطيافها إلى المؤتمر المذكور"، أملاً "في أن توافق الولايات المتحدة الأميركية عبر الاتصالات الجارية حالياً مع حكومته على موعد قريب لمؤتمر جنيف2 تتمثّل فيه المعارضة بمن حضر وبالأحرى بمن يوافق على الدخول في مفاوضات مع النظام السوري للوصول إلى تسوية سلمية للأزمة السورية".

واعتبر زاسبيكين في حديث لصحيفة "اللواء" أن "فتح باب المفاوضات بين المعارضة والنظام من خلال انعقاد جنيف2 من شأنه أن يخلق مناخاً إيجابياً للدخول في إيجاد حل للأزمة"، مستبعداً أن "يتوصل الفرقاء في مؤتمر جنيف2 إلى اتفاق نهائي أو شبه اتفاق نظراً لتعقيدات الأزمة وتداخلها الإقليمي والدولي، لكنه حسب رأيه يفتح الباب أمام الفريقان المتصارعان للبحث في حلول سلمية للأزمة القائمة، الأمر الذي يحتاج إلى عدة مؤتمرات على غرار مؤتمر جنيف"2.

وأشار الى ان "تعثر  جنيف 2  ينعكس سلباً على الوضع اللبناني الداخلي وعلى الاتصالات الجارية بين الجهات اللبنانيين لتشكيل حكومة جديدة"، أملاً في حصول تقدّم ملموس على صعيد انعقاد جنيف2 لما له من تأثير إيجابي على الوضع في المنطقة بصورة عامة، وعلى الوضع اللبناني الداخلي بصورة خاصة".

وعما إذا كان قد حصل اتفاق بين الروس والولايات المتحدة الأميركية بشأن مصير الرئيس السوري بشار الأسد، أكد أن "طرح هذا الأمر مرفوض من الجانب الروسي خصوصاً وأن اتفاقات جنيف2 لم تنص على مصير الأسد، وإنما تناولت موضوع إنشاء هيئة سورية بصلاحيات كاملة، وهذه الهيئة لا تعني من وجهة النظر الروسية قيام حكومة ذات صلاحيات كاملة كما تريدها الولايات المتحدة الأميركية وتحاول إقناع الحكومة الروسية بها".

وراى أن "الحوار الأميركي - الإيراني بشأن الملف النووي معقّد ولا يمكن أن نحكم منذ الآن على التقارب بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران على أنه أنجز تفاهماً بين دولة عظمى إقليمية لها مصالحها ونظرتها إلى منطقة الشرق الأوسط وبين دولة عظمى كالولايات المتحدة الأميركية لها نظرة مختلفة إلى المنطقة وإلى الدور الإيراني وإلى مصالحها هي"، مشيراً الى ان "المفاوضات حول الملف النووي ما زالت في بداياتها ومن السابق لأوانه إطلاق الأحكام في شأن التقارب الإيراني - الأميركي وانعكاساته على الوضع في منطقة الشرق الأوسط وفي العالم".

واوضح ان "بلاده لا تطمح للقطبية وما يهمها أن يكون هناك تعددية قطبية تحكم العالم بدلاً من القطبية أو القطبين التي حكمت العالم من خلال الحرب الباردة في زمن الاتحاد السوفياتي"، مؤكداً "على رفض بلاده العودة إلى هذه السياسة"، مشدداً على "اهتمام حكومته بالمطرانين المخطوفين في سوريا ومتابعتها الدؤوبة مع الحكومة السورية للإفراج عنهما سالمين، وعلى اهتمام بلاده بوضع المسيحيين السوريين والتواصل مع الحكومة السورية للحفاظ على وجودهم في هذه المنطقة التي عاشت على مدى سنين طويلة التعددية ولم يحدث أن حصل فيها أي اضطهاد على أساس طائفي أو مذهبي".

  • فريق ماسة
  • 2013-11-07
  • 10759
  • من الأرشيف

زاسبيكين:تعثر جنيف2 ينعكس سلبا على لبنان وعلى الاتصالات لتشكيل الحكومة

أسف السفير الروسي لدى لبنان الكسندر زاسبيكين "لتعذّر الاتفاق بين بلاده والولايات المتحدة الأميركية على انعقاد مؤتمر جنيف2 في الثالث والعشرين والرابع والعشرين من الشهر الجاري، عازياً الأسباب الى عدم تمكّن المعارضة السورية من الاتفاق على وفد موحّد يمثّلها أو يمثّل معظم أطيافها إلى المؤتمر المذكور"، أملاً "في أن توافق الولايات المتحدة الأميركية عبر الاتصالات الجارية حالياً مع حكومته على موعد قريب لمؤتمر جنيف2 تتمثّل فيه المعارضة بمن حضر وبالأحرى بمن يوافق على الدخول في مفاوضات مع النظام السوري للوصول إلى تسوية سلمية للأزمة السورية". واعتبر زاسبيكين في حديث لصحيفة "اللواء" أن "فتح باب المفاوضات بين المعارضة والنظام من خلال انعقاد جنيف2 من شأنه أن يخلق مناخاً إيجابياً للدخول في إيجاد حل للأزمة"، مستبعداً أن "يتوصل الفرقاء في مؤتمر جنيف2 إلى اتفاق نهائي أو شبه اتفاق نظراً لتعقيدات الأزمة وتداخلها الإقليمي والدولي، لكنه حسب رأيه يفتح الباب أمام الفريقان المتصارعان للبحث في حلول سلمية للأزمة القائمة، الأمر الذي يحتاج إلى عدة مؤتمرات على غرار مؤتمر جنيف"2. وأشار الى ان "تعثر  جنيف 2  ينعكس سلباً على الوضع اللبناني الداخلي وعلى الاتصالات الجارية بين الجهات اللبنانيين لتشكيل حكومة جديدة"، أملاً في حصول تقدّم ملموس على صعيد انعقاد جنيف2 لما له من تأثير إيجابي على الوضع في المنطقة بصورة عامة، وعلى الوضع اللبناني الداخلي بصورة خاصة". وعما إذا كان قد حصل اتفاق بين الروس والولايات المتحدة الأميركية بشأن مصير الرئيس السوري بشار الأسد، أكد أن "طرح هذا الأمر مرفوض من الجانب الروسي خصوصاً وأن اتفاقات جنيف2 لم تنص على مصير الأسد، وإنما تناولت موضوع إنشاء هيئة سورية بصلاحيات كاملة، وهذه الهيئة لا تعني من وجهة النظر الروسية قيام حكومة ذات صلاحيات كاملة كما تريدها الولايات المتحدة الأميركية وتحاول إقناع الحكومة الروسية بها". وراى أن "الحوار الأميركي - الإيراني بشأن الملف النووي معقّد ولا يمكن أن نحكم منذ الآن على التقارب بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران على أنه أنجز تفاهماً بين دولة عظمى إقليمية لها مصالحها ونظرتها إلى منطقة الشرق الأوسط وبين دولة عظمى كالولايات المتحدة الأميركية لها نظرة مختلفة إلى المنطقة وإلى الدور الإيراني وإلى مصالحها هي"، مشيراً الى ان "المفاوضات حول الملف النووي ما زالت في بداياتها ومن السابق لأوانه إطلاق الأحكام في شأن التقارب الإيراني - الأميركي وانعكاساته على الوضع في منطقة الشرق الأوسط وفي العالم". واوضح ان "بلاده لا تطمح للقطبية وما يهمها أن يكون هناك تعددية قطبية تحكم العالم بدلاً من القطبية أو القطبين التي حكمت العالم من خلال الحرب الباردة في زمن الاتحاد السوفياتي"، مؤكداً "على رفض بلاده العودة إلى هذه السياسة"، مشدداً على "اهتمام حكومته بالمطرانين المخطوفين في سوريا ومتابعتها الدؤوبة مع الحكومة السورية للإفراج عنهما سالمين، وعلى اهتمام بلاده بوضع المسيحيين السوريين والتواصل مع الحكومة السورية للحفاظ على وجودهم في هذه المنطقة التي عاشت على مدى سنين طويلة التعددية ولم يحدث أن حصل فيها أي اضطهاد على أساس طائفي أو مذهبي".

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة