ساهم مرسوم العفو الأخير الذي أصدره الرئيس السوري بشار الأسد في إزالة آخر العقبات أمام المفاوضين الذين يتولون ترتيب عودة بعض الضباط الكبار المنشقين عن الجيش السوري، ورفاق لهم من رتب مختلفة، المفاوضات التي افتتحت في بيروت، بدأت تتنقل بين عواصم عدة إقليمية معنية بالشأن السوري، وهي قطعت اشواطاً بعيدة في معالجة أوضاع العديد منهم، لا سيما أولئك الذي أنشقوا بناء على وعود بعودتهم «قادة سياسيين»، أو الذين خاضوا مواجهات مؤلمة مع المجموعات التكفيرية التي تحركها السعودية للسيطرة على مناطق نفوذ المعارضة.

تركيا وقطر، ليست بعيدة عن أجواء هذا الملف، ويبدو أن ما كان مطلوباً من الدولتين بدأ أو سيبدأ تنفيذه خلال أيام قليلة مقبلة، تعبيراً عن حسن النية، كتخفيف الدعم تدريجياً للمجموعات المسلحة على الأرض، تسليم بعض المناطق الاستراتيجية في الشمال السوري عبر معارك «مدروسة» جيداً، أو عبر انسحابات تكتيكية ممنهجة تساهم في فرض سيطرة الجيش السوري على مناطق هامة واستراتيجية تساعده في معركته القادمة بوجه المجموعات التكفيرية كداعش والنصرة وغيرها.

أولى دلائل حسن النية كما يؤكد مصدر خاص من دمشق، هي معركة «السفيرة» التي على اتساع مساحتها وقوة تحصينات المسلحين فيها، وكونها الخاصرة الصلبة للمسلحين في ريف حلب الشرقي، كان من الممكن أن تشكل معركتها استنزافاً لقوات الجيش السوري التي تقوم بمحاصرتها، ولكن وفي تطور ملفت وسريع، أثار انتباه جميع المراقبين، أعلنت المجموعات المسلحة انسحابها من السفيرة، بسبب نقص الذخيرة وضراوة الهجمات والغارات والقصف المدفعي، وتلكؤ المجالس العسكرية في حلب وبعض ألوية الجيش الحر في مناصرتهم ومساندتهم في المعركة.

المصدر أكد أن الجيش السوري لم يكن ينتظر «تسويات» أو عروض حسن نية، وانطلق في مهماته في السفيرة بنية الحسم مهما كلفت المعركة، لذا انخرطت مجموعاته فوراً في هجمات مكثفة على المحورين الشرقي والجنوبي في الوقت الذي كانت وحدات أخرى تتولى عملية «الإشغال التكتيكي» عبر المحور الغربي، وتقدمت قواته سريعاً خلال اليومين الماضيين عند مناطق كانت تعتبر اسواراً وأهمها سوق الهال ودوار الجسر، كما وضعت موطئ قدم لها في الجهة الغربية لناحية بلدة الواحة بعد سيطرتها على كتل سكنية مهمة مشرفة على كافة مفارق ومداخل الجهة الغربية، مع العلم أن قواته الموجودة على جبل الواحة كانت ترصد وتستهدف أي حركة في مختلف شوارع المدينة.

يؤكد المصدر أيضاً، أنه من المتوقع أن تنسحب هذه التطورات ايجابياً بشكل كبير على عمليات الجيش السوري في مدينة حلب بالدرجة الأولى، مع دخوله للسفيرة وتأمينه الكامل لمحيطها من بلدات ومخيمات وقرى، بحيث يبسط سيطرته على كافة ممرات التهريب ووسائط ووسائل دعم المسلحين في الأحياء الحلبية الشرقية والتي تمر حكماً من تلك المنطقة، ويحصر بالتالي عدد الأماكن والطرق التي يجب استهدافها بواسطة سلاح الجو، خاصة تلك الموجودة على الطرف الشمالي من المدينة.

سقوط السفيرة أو تسليمها، دق ناقوس الخطر سريعاً في البلدات والمدن التي يسيطر عليها المسلحون، وبدأت النداءات تطلق عبر المآذن ومكبرات الصوت، مستنكرة التخاذل الذي يمهد لوصول قوات الجيش إليهم بشكل سريع، فيما كانت التعليقات والتصريحات التي كتبها ناشطون في المعارضة على مواقع التواصل الاجتماعي تؤكد حصول «شرخ» كبير وتبادل اتهامات بين مختلف فصائل وانتماءات المعارضة، عززه السقوط المفاجئ والمستغرب لمدينة بحجم مدينة السفيرة.

  • فريق ماسة
  • 2013-10-31
  • 12222
  • من الأرشيف

مرسوم العفو لتنسيق عودة المنشقين..وسقوط السفيرة بادرة حسن نية من قطر

ساهم مرسوم العفو الأخير الذي أصدره الرئيس السوري بشار الأسد في إزالة آخر العقبات أمام المفاوضين الذين يتولون ترتيب عودة بعض الضباط الكبار المنشقين عن الجيش السوري، ورفاق لهم من رتب مختلفة، المفاوضات التي افتتحت في بيروت، بدأت تتنقل بين عواصم عدة إقليمية معنية بالشأن السوري، وهي قطعت اشواطاً بعيدة في معالجة أوضاع العديد منهم، لا سيما أولئك الذي أنشقوا بناء على وعود بعودتهم «قادة سياسيين»، أو الذين خاضوا مواجهات مؤلمة مع المجموعات التكفيرية التي تحركها السعودية للسيطرة على مناطق نفوذ المعارضة. تركيا وقطر، ليست بعيدة عن أجواء هذا الملف، ويبدو أن ما كان مطلوباً من الدولتين بدأ أو سيبدأ تنفيذه خلال أيام قليلة مقبلة، تعبيراً عن حسن النية، كتخفيف الدعم تدريجياً للمجموعات المسلحة على الأرض، تسليم بعض المناطق الاستراتيجية في الشمال السوري عبر معارك «مدروسة» جيداً، أو عبر انسحابات تكتيكية ممنهجة تساهم في فرض سيطرة الجيش السوري على مناطق هامة واستراتيجية تساعده في معركته القادمة بوجه المجموعات التكفيرية كداعش والنصرة وغيرها. أولى دلائل حسن النية كما يؤكد مصدر خاص من دمشق، هي معركة «السفيرة» التي على اتساع مساحتها وقوة تحصينات المسلحين فيها، وكونها الخاصرة الصلبة للمسلحين في ريف حلب الشرقي، كان من الممكن أن تشكل معركتها استنزافاً لقوات الجيش السوري التي تقوم بمحاصرتها، ولكن وفي تطور ملفت وسريع، أثار انتباه جميع المراقبين، أعلنت المجموعات المسلحة انسحابها من السفيرة، بسبب نقص الذخيرة وضراوة الهجمات والغارات والقصف المدفعي، وتلكؤ المجالس العسكرية في حلب وبعض ألوية الجيش الحر في مناصرتهم ومساندتهم في المعركة. المصدر أكد أن الجيش السوري لم يكن ينتظر «تسويات» أو عروض حسن نية، وانطلق في مهماته في السفيرة بنية الحسم مهما كلفت المعركة، لذا انخرطت مجموعاته فوراً في هجمات مكثفة على المحورين الشرقي والجنوبي في الوقت الذي كانت وحدات أخرى تتولى عملية «الإشغال التكتيكي» عبر المحور الغربي، وتقدمت قواته سريعاً خلال اليومين الماضيين عند مناطق كانت تعتبر اسواراً وأهمها سوق الهال ودوار الجسر، كما وضعت موطئ قدم لها في الجهة الغربية لناحية بلدة الواحة بعد سيطرتها على كتل سكنية مهمة مشرفة على كافة مفارق ومداخل الجهة الغربية، مع العلم أن قواته الموجودة على جبل الواحة كانت ترصد وتستهدف أي حركة في مختلف شوارع المدينة. يؤكد المصدر أيضاً، أنه من المتوقع أن تنسحب هذه التطورات ايجابياً بشكل كبير على عمليات الجيش السوري في مدينة حلب بالدرجة الأولى، مع دخوله للسفيرة وتأمينه الكامل لمحيطها من بلدات ومخيمات وقرى، بحيث يبسط سيطرته على كافة ممرات التهريب ووسائط ووسائل دعم المسلحين في الأحياء الحلبية الشرقية والتي تمر حكماً من تلك المنطقة، ويحصر بالتالي عدد الأماكن والطرق التي يجب استهدافها بواسطة سلاح الجو، خاصة تلك الموجودة على الطرف الشمالي من المدينة. سقوط السفيرة أو تسليمها، دق ناقوس الخطر سريعاً في البلدات والمدن التي يسيطر عليها المسلحون، وبدأت النداءات تطلق عبر المآذن ومكبرات الصوت، مستنكرة التخاذل الذي يمهد لوصول قوات الجيش إليهم بشكل سريع، فيما كانت التعليقات والتصريحات التي كتبها ناشطون في المعارضة على مواقع التواصل الاجتماعي تؤكد حصول «شرخ» كبير وتبادل اتهامات بين مختلف فصائل وانتماءات المعارضة، عززه السقوط المفاجئ والمستغرب لمدينة بحجم مدينة السفيرة.

المصدر : الماسة السورية/ سلاب نيوز


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة