دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
"قدر الله وما شاء فعل .. الجيش استرجع بعض المواقع في السخنة .. إنّا لله وإنا إليه راجعون والحمدلله على كل حال والحرب سجال".
بهذه الكلمات المريرة على حسابه في تويتر، أعلن الشيخ "صقر الجهاد" قائد كتيبة صقور العز، خسارة معركة السخنة في بادية حمص، وصقر الجهاد هو نفسه من أعلن منذ حوالي ثلاثة أشهر خسارة معركة ريف اللاذقية.
وللمفارقة فإنه قبل ثلاثة أيام فقط كان صقر الجهاد أول من أعلن عن تحرير مدينة السخنة على يد من سماهم المجاهدين، فما الذي جرى في هذه الأيام الثلاثة حتى انقلبت الآية وتحول إعلان النصر إلى إقرار بالهزيمة؟.
في بداية الهجوم على بلدة السخنة،يوم الخميس الماضي، كانت معنويات جهاديي الكتائب الإسلامية (النصرة، داعش، شام الإسلام، الكتيبة الخضراء، جيش الاسلام، لواء البتار، أحرار الشام) مرتفعة وقد زادت وتيرة ارتفاعها على وقع التقدم السريع الذي حققوه في اليوم الأول حيث سيطروا على الحاجزين في مدخل البلدة ودمروا دبابة وتحدثوا عن أعداد كبيرة من القتلى في صفوف الجيش السوري، وبدا الأمر لهم وكأن أبواب المدينة قد فتحت لهم بأيسر السبل.
ورغم الخسائر الكبيرة التي تكبدتها هذه الكتائب خلال الأيام التالية، حيث سقط لها عشرات القتلى بعضها قيادات عسكرية مثل جفين العتيبي عضو اللجنة العسكرية في كتيبة صقور العز، إلا أن المعنويات بقيت مرتفعة حتى يوم الأحد، أي اليوم الذي أعلن فيه صقر الجهاد عن تحرير مدينة السخنة وسيطرة المجاهدين عليها، مشيراً إلى أنه مع عناصر كتيبته وكتائب أخرى يتجولون في شوارع مدينة السخنة، وأنهم ينتظرون وصول مئات المجاهدين الآخرين للمؤازرة وصد أرتال "العدو" كما سماه التي تتجه نحو المدينة المحررة.
فما الذي جرى يوم الأحد وما بعده، حتى اضطر صقر الجهاد إلى الإقرار بالهزيمة بعدما كان يتحدث بلغة الفاتح المنتصر؟
يجيب "أبو سرمد المهاجر" وهو أحد مقاتلي دولة داعش، جواباً مختصراً لكنه ذو دلالات ويقول: "حال السخنة كحال القصير، لكن بشكل مصغر، التاريخ يعيد نفسه، والأخطاء تُعاد نفسها".
ما أجمله أبو سرمد بجوابه تكفل "البتار المهاجر" بتفصيله، حيث روى قصة الخيانة والتخاذل التي تعرض لها المجاهدون من قبل جيش الاسلام الذي يقوده زهران علوش.
يقول "بتار المهاجر": اتفقنا على أن يكون لواء الإسلام وصقور العز مسؤولون عن حاجز الدير، والدولة والنصرة والبتار والأحرار مسؤولون عن حاجز تدمر" ويتابع "فالتف الجيش السوري من حاجز الدير، ولم يستطع لواء الإسلام ردّه (رغم الأسلحة الكثيرة التي يملكها)!! فسُحبت أسلحة الدولة؛ لمحاولة ردّ الجيش السوري، فانسحب لواء الإسلام عن الحاجز" ويضيف بعد انسحاب جيش الاسلام "تقدّم الجيش السوري من حاجز تدمر، فأصبحت الدولة بين نارين!! فانسحب لواء الإسلام الخائن، علمًا أنه يملك الكثير من الأسلحة" بحسب قوله.
ولم يقتصر الأمر على تخاذل وانسحاب جيش الاسلام، فهناك حوادث تشير إلى أن الجيش السوري استطاع اختراق بعض الكتائب، وأن العناصر المخترقة ساعدته في كثير من مهام القصف واستهداف مقرات المجاهدين. حيث تحدث جهادي آخر يدعى "شهاب الدين" أن كتيبة "البتار" عندما انضمت إلى جبهة القتال في السخنة واتخذت مقراً لها تتمركز فيه، لم تمض سوى ساعة حتى قصف الطيران الحربي هذا المقر، وأضاف قائلاً أن " مقرات الأخوة جميعها، ولا أبالغ، تعرضت للقصف بدقة" مؤكداً أن التهمة موجهة بحسب قوله إلى "المختَرَقين من كتائب الجيش الحر، وخصوصًا التي تنسب نفسها للإسلام!! وتدعي رفع لواء الإسلام".
أما "أبو صخر الجزراوي" والذي هاله ما جرى أمام عينيه من انقلاب مفاجئ في موازين القوى على الأرض، وصعق من تمكن الجيش السوري من استعادة المدينة التي لم يمض على تحريرها سوى يومين، فقد وصف وجوه إخوته الحزينة، ولكنه أيضاً وجه ما يشبه الشتائم إلى سبب الهزيمة، حيث قال: "رأيت في أوجه الشباب الذين شهدوا معركة السخنة الحزن لفقد إخوانهم ممن كانوا ضحية تهور و حماقة ذلك الغرير" يقصد زهران علوش قائد جيش الاسلام.
المصدر :
آسيا / عبد الله علي
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة