دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
حذر النجم جمال سليمان منذ أيام من تغير الدراما التلفزيونية السورية من حال إلى حال وأبدى خشية جدية على هذه الدراما التي بدأت تخضع لمبدأ «التواصي» الذي سيؤدي في النهاية إلى تحولها إلى مجرد صناعة وبخطاب مشوش غير واضح المعالم تمسك بمفاتيحه أياد ليست سورية
ومما قاله أيضاً سليمان: إن الدراما السورية نجحت وتفوقت ونافست عندما كان قرارها بيد أبنائها.
ويكاد يجمع المراقبون والمتابعون للشأن الدرامي السوري على أن ظاهرة (المنتج المنفذ) التي ازدهرت في السنوات الأخيرة بدأت تدفع درامانا إلى جهات أخرى غير التي تريدها وقد بدا هذا الأمر جلياً في رمضان الراهن فمن بين أكثر من ثلاثين عملاً درامياً سورياً لا نكاد نحصي إلا عدداً لا يتعدى أصابع اليدين يمكن القول إنها سورية التمويل والتوجه والمقصد وما بقي تم إنجازه تحت ضغط وتوجيه محطات وشركات عربية وليس في الأمر ضيراً إذا بقي ضمن حدود معينة وإذا كان يندرج في سياق الحالة الدرامية السورية ولكن أن ينفلت الأمر من كل عقال ويتحول إلى (غول) يلتهم درامانا بما فيها ويحولها إلى أداة لتنفيذ رغبات الآخرين فهذا أمر يحتاج إلى نظر.
كثيراً ما نسمع أن نجاح أو فشل أي عمل درامي وخاصة الكبرى منها يخضع للمزاج العام والحقيقة أن لا أحد يستطيع رسم خارطة لمزاج المشاهدين العرب تحدد مداخله ومخارجه فالأمر معقد إلى أبعد الحدود ويخضع لجملة ظروف اقتصادية وسياسية واجتماعية ولكن السؤال الأهم هل يقود هذا المزاج الفضائيات العربية ويفرض عليها ما يريد أم إن هذه الفضائيات هي التي تتلاعب به خدمة لمصلحتها وأجنداتها؟
أعتقد أن الفضائيات كانت وما زالت هي اللاعب الأقوى الذي يستطيع (تطويع) المشاهد العربي وليّ مزاجه فهذا المشاهد ورغم مئات المحطات العربية التي يستطيع أن ينتقل من واحدة إلى أخرى – كما هو مفترض- بكل حرية ورغم مئات المسلسلات والبرامج التي بثتها هذه المحطات بغثها وسمينها إلا أنه (مسيّر) وليس (مخيّراً) وخيطه مربوط بيد عدة محطات تغرقه متى أرادت وتدفعه بالاتجاه الذي تريد ولا يملك المشاهد معها أي وسيلة مقاومة.
محطات تعرف من أين تؤكل كتف المشاهد وتعرف كيف تغويه وكيف تقنعه بحبها الكاذب تظهر له كل محاسنها ومفاتنها حتى يسيل لعابه ليكتشف في النهاية أنه لم يحصل إلا على الأوهام.
محطات تستطيع التعتيم على أهم الأعمال الدرامية وأقواها وتستطيع أن تعوّم أتفه الأعمال وأردأها. محطات تفرغ جيوب المعلنين والمشاهدين وتأخذ الجميع إلى الفرات وترجعهم عطشى، ولكن المصيبة الكبرى أن الجميع يخرج من (اللعبة) وهو راض و(مبسوط)، إنه الإعلام الذي يسيّرك ولا يخيّرك.
لا يكاد يخلو مسلسل سوري وعلى الأقل التي أتابعها في رمضان – من مشاهد تقترب من حدود (أفيون العصر) وهو الجنس الذي تحوّل من حكم رابع إلى حكم ساحة يتحكم باللعبة كلها، هناك أعمال كاملة قامت على حدث جنسي، الجنس يقود أغلب الشخصيات في الأعمال الدرامية السورية فهو الأساس الذي تبنى عليه تصرفاتها وانفعالاتها وحتى (باب الحارة) الذي كان يفخر صنّاعه أنه بعيد كل البعد عن ويلات هذا (المرعب) تضمن مشاهد جنسية مخجلة لم تكن في محلها من قبيل أن فلانة (زهّرت).
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة