دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
أكدت أوساط وزارة الخارجية الروسية لصحيفة "الجمهورية" "إقتراب موعد انعقاد مؤتمر "جنيف ـ 2" بعدما بدّدت الإتصالات الدولية الأخيرة غيوماً كثيرة كانت تحجب الرؤية في أجواء الأزمة السورية"، مشيرة إلى أن "الأميركيين وحلفاءهم الأوروبيين وبعض الحلفاء الشرق أوسطيين قد أدركوا انّ لا حلّ للازمة السورية الا من خلال إجلاس الجهات السورية المتنازعة حول طاولة واحدة للتفاوض في شأن مستقبل بلادهم، وهذا ما دعت إليه موسكو منذ بداية الازمة في آذار2011، ولكن، على ما يبدو انّ وهم حسم المعركة ميدانياً قد تبدّل لدى بعض اللاعبين الخارجيين، الامر الذي ساهم الى حدّ كبير في فتح قنوات إيجابية امام فرصة الحلّ السلمي".
ورأت الأوساط أنّ "مواقف الغرب قد بدأت تتبدل بعد أن أدركت الادارة الاميركية انّ الحركات الارهابية المتشددة، وفي مقدمها "جبهة النصرة" باتت تلعب الدور الرئيس في صفوف المعارضة السورية المسلحة"، كاشفة انّ "الديبلوماسية الروسية زوّدت، عبر قنوات خاصة، معظم الدول الغربية التي كانت تؤيّد العملية العسكرية الاميركية في سوريا، تقارير تكشف نشاط الجماعات المتطرّفة وقدراتها العسكرية، خصوصاً في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، وهذا ما ساهم الى حدّ كبير في دفع تلك الدول الى مراجعة حساباتها ونظرتها للأزمة السورية، وبالتالي فإنّ ذلك فتح آفاقاً جديدة امام عقد مؤتمر "جنيف ـ 2" وإمكان إنجاحه".
ولا تخفي تلك الاوساط ان "مجموعة عقَد لا تزال امام المؤتمر وأبرزها التوصل الى رؤية مشتركة حول صيغة المرحلة الإنتقالية التي أُقرّت في مؤتمر "جنيف ـ 1"، لافتة إلى ان "الولايات المتحدة قد أبلغت موسكو انها تجري اتصالات حثيثة مع المعارضة السورية الخارجية لحضّها على المشاركة في المفاوضات مع النظام وجهاً لوجه في مؤتمر "جنيف ـ 2"، ولكنّ بعض الجهات العربية والإقليمية لا تزال ترى الحوار غير مجد، لأنها مقتنعة بإمكان حسم المعركة ميدانياً، وهي تلك الجهات التي حاولت وتحاول دفعَ واشنطن وحلفاءها الى تنفيذ ضربة عسكرية في سوريا انطلاقاً من رهانها على سقوط نظام الرئيس بشار الاسد جراء تلك الضربة اذا حصلت، لكنّ تغلغل المجموعات والخلايا التابعة لتنظيم "القاعدة" في المناطق التي سيطرت عليها قوات المعارضة المسلحة في وقت سابق يشير في وضوح الى الدعم المادي والعسكري الذي تحظى به هذه الخلايا لدى جهات خارجية، وهذا ما يثير قلق المجتمع الدولي".
وحذرت الاوساط الروسية نفسها من "احتمال قيام المجموعات المتطرّفة بأعمال استفزازية ضمن سيناريو إعادة إحياء فكرة توجيه ضربة عسكرية لنظام الاسد"، ولا تستبعد أن "تكثف هذه المجموعات نشاطها بالتزامن مع بدء لجنة الخبراء الدوليين إتلاف الترسانة الكيميائية السورية، لأنها رأت في الإجماع الدولي على هذه العملية ضربة لمشاريعها في سوريا، والتي تتمثّل بالاستيلاء على مستودعات الاسلحة الكيماوية بهدف استخدامها لحسم المعركة داخلياً، ومن ثمّ الافادة منها في مشاريع توسعية أخرى تشمل بعض دول الجوار السوري".
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة